أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - ساركوزي يعبّر عن حقيقة النظرة البرجوازية الغربية إلى الإنسان غير الغربي














المزيد.....

ساركوزي يعبّر عن حقيقة النظرة البرجوازية الغربية إلى الإنسان غير الغربي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:29
المحور: حقوق الانسان
    


يعتبر الناس المتطورون و" المتحضرون" فحسب بشرا في نظر البرجوازية الغربية التي ترى وفق معاييرها الحضارية في المواطن الغربي فقط من تنطبق عليه مواصفات الإنسان ومن يرتقي إلى درجة الإنسان و يستحق أن يحظى بكامل حقوق الإنسان. وقد اعتبرت البرجوازية إبان نموها وصعودها، و خلال برامجها التنموية والحضارية والاستعمارية ما يسمى بالعالم الثالث أراضي للاستثمار والاستغلال ومصادر للمواد الخام والمواد الأولية الأخرى للتصنيع، نظرت إلى أبناء شعوبها كأيادي عاملة رخيصة أو مجانية، أو في حالات غير قليلة عبيدا. وإن العالم الحقيقي بنظر البرجوازية الغربية لم ولن يكون سوى العالم الأول، عالمهم المتحضر المدني البرجوازي، وأن الإنسان الحقيقي هو المواطن الغربي ّ المقيم في هذا العالم الأول، والذي سنّت قوانين حقوق الإنسان والمجتمع المدني في سبيل راحته ورفاهيته.

إن منطقة الشرق الأوسط قد استحالت إلى جحيم لا يطاق لسكنتها بسبب السلطات الرجعية و القبائلية المستمرة في التسلط على رقاب الجماهير بفضل دعم الدول الإمبريالية و المؤسسات الرأسمالية. هذه السلطات الوطنية والقومية قتلت كل الأصوات المنادية بإحقاق العدل والمساواة و الحرية.
إن المصالح الاقتصادية للرأسمالية وإستراتيجية الغرب وإيديولوجيتها اللبرالية بقيادة الإمبريالية الأمريكية ، والشركات والعصابات المحلية المتحكمة في الشرق الأوسط و العالم العربي والإسلامي حولت مجتمعاتها البشرية إلى مختبر لتجريب الموديلات الاقتصادية والسياسية. .
إن الأوساط السياسية والثقافية الغربية سواء الحاكمة أو المعارضة ، على علم تام بكل تفاصيل مصائب المجتمعات الشرقية وخاصة في العراق وأفغانستان و فلسطين والصومال ، من مجازر يومية ، وأنهار الدم الجارية ، و انعدام أبسط الخدمات التي تليق بالبشر ، و هي أيضا على علم مسبق بالمستفيدين من هذه الجرائم من رؤساء الأنظمة و العصابات و أمراء الحرب ، والذين أمسوا ضرورة لا يمكن الاستغناء عنهم لتحقيق أهداف الرأسمالية الجشعة.
إنها لظاهرة عالمية في هذا العصر ، عصر العولمة والنظام العالمي الجديد بقيادة الإمبريالية الأمريكية ، أن تستلزم حياة رأسمالية القوى الإمبريالية امتصاص دماء الجماهير الكادحة ، و أن تعمل القوى العميلة كعصابات ذليلة وتابعة في تنفيذ ما يتم تكليفها به من مهام إذلال رعيتها مقابل نيل حصتها الحقيرة من مقدرات و كدح الجماهير المظلومة.

فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وصفه دكتاتور ليبيا معمر القذافي بأنه لا يعتبر دكتاتورا في العالم العربي، تعبير عن العقلية الاستعمارية للغرب الامبريالي ، وتحقير وتأكيد على النظرة الحقيرة للبرجوازية الغربية إلى الإنسان في الشرق .

وحين تتهم جماعات حقوق الإنسان والمعارضة الاشتراكية؟؟؟ ساركوزي بمنح الاتفاقات التجارية لفرنسا البالغة بمليارات اليورو الأولوية على حقوق الإنسان، تدرك إدراكا جيدا من هو الإنسان ليستحق هذه الحقوق ، وتكون لها الأولوية على المصالح التجارية للشركات الرأسمالية.

ودعا ساركوزي القذافي لزيارة فرنسا بعد أن أطلقت ليبيا في يوليو تموز سراح ستة من العاملين الطبيين الأجانب الذين أدينوا بتهمة إصابة أطفال ليبيين بفيروس الايدز. وقد ساعدت فرنسا في التوسط في هذا الاتفاق. وتحسنت علاقات ليبيا مع الدول الغربية منذ ألغت برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في عام 2003 ووافقت على تعويض اسر ضحايا تفجير طائرتين إحداهما أمريكية والأخرى فرنسية.
كل ذاك تأكيد على أن
أولئك العاملين المطلق سراحهم وأسر الضحايا الأوروبيين هم البشر دون الشرقيين، و أن القذافي يستحق الشكر والتثمين من الحكومات الغربية لإطلاقه سراحهم، و تعويضهم.

” وواضحكوزي لمجلة لو نوفيل أوبزرفاتير "لا ينظر إلى القذافي على أنه دكتاتور في العالم العربي." وواضح من قوله إذ يخاطب الغربيين بأن هذه النماذج من الحكام ليسوا مسلطين على الغربيين ليوصفوا بالدكتاتوريين ، بل مسلطون على رعايا لا تنطبق عليهم مواصفات الإنسان الغربي ذي الحقوق الإنسانية الحديثة.
وأضاف "انه أقدم زعيم دولة في المنطقة.. وفي العالم العربي هذا له اعتباره. أتفق مع الرأي القائل إن فرنسا يجب أن تتحدث مع الجميع بينما تدافع بحزم عن القيم التي تؤمن بها."
وحقا إن الرأسمالية الفرنسية و الغربية عموما تؤمن بقيمها وفي مقدمتها تحقير أبناء الشعوب المضطهَدة، والنظر إليهم نظرة دونية.

وقد أكد ساركوزي عن تلك القيم العنصرية بقوله : "إنني هنا أيضا لأكافح من أجل الشركات والمصانع الفرنسية حتى ننال العقود وطلبيات الشراء، التي سعد الآخرون كثيرا بالحصول عليها بدلا منا، دون التخلي بأي شكل عن اقتناعاتنا الخاصة بحقوق الإنسان."

هذه النظرة التحقيرية لبرجوازية ما بعد الحداثة إلى الإنسان الشرقي باتت تترسخ أكثر فأكثر في فترة تفسخ البرجوازية وانحطاطها، إذ تأخذ تبرر القمع و الدكتاتورية والمجازر التي ترتكبها المافيات المتسلطة على رقاب الجماهير المحرومة ، بذرائع سخيفة للغاية ، منها احترام الثقافات المحلية وتراث و عقائد الشعوب و الجماعات المختلفة.
ألم يتساءل هؤلاء المتحضرون، إن لم ينظر الرعية إلى القذافي وأمثاله كجبابرة و دكتاتوريين فلماذا كل هذا السجون و الزنازين؟
من كان القتلى ومن سيكونون في المقابر الجماعية و حملات الإبادة الجماعية في العراق وسوريا و الجزيرة العربية ؟
لماذا كل هذه السجون و الزنازين و المقابر الجماعية إن كان الناس في الشرق الأوسط غير محكومين بالقتلة والدكتاتوريين؟
لا تكتفي البرجوازية الغربية بتبرير مآسي جماهير الشرق و مصائبها، بل أخذت تنظر لها و تتفنن في اكتشاف نظريات لها تزين لهم التخلف و الفقر و الموت و التفرقة القومية والطائفية والمذهبية.
‏15‏/12‏/2007




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف
- قصيدتا غزل لجلال الدين الرومي ( 1207-1273)
- لك الخبز والخمر والهيام
- ثورة أكتوبر الاشتراكية كانت تغييرا للعالم لا تفسيرا له
- كل شيء كذب ونفاق على الجبهات الوطنية والقومية – 2
- كل شيء صاخب ودام ٍ على الجبهات الوطنية والقومية - 1
- ما جدوى النسوية البرجوازية واليسارية التقليدية؟
- ناظم حكمت خائن وطنه
- أجنحة محترقة في خطى فانوس الخراب
- العدوان التركي على أهالي كُردستان من إفرازات الاحتلال الأمري ...
- نوبل السلام لمن لم يسلم منه الناس
- الرومي ّ وأنوار الليالي
- قوى تمزيق الذات الإنسانية في العراق
- - لا تأخذوني إلى بغداد!-
- رفرفة الزنبقة في بحر الإنتظار
- خرافة معاداة اليسار التقليدي و الإسلام السياسي للإمبريالية
- الرومي و الخمر والرقص و الجنون
- كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر
- سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق
- بَعْدك، يا ذا السبع سنوات!


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - ساركوزي يعبّر عن حقيقة النظرة البرجوازية الغربية إلى الإنسان غير الغربي