أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف















المزيد.....

مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


"حمل الريح القطن الخام بعيدا
في الخامسة عصرا
والأكسيد يتناثر مثل البلور و النيكل
في الخامسة عصرا
وقت الحمامة و النمر يتصارعان
في الخامسة عصرا.
القرن البوريّ يتقافز مع فخذ غربيّ
في الساعة الخامسة عصرا
و المرور الهادئ اختفى
في الخامسة عصرا
و أجراس ( آرسنيك ) تدوي و الدخان
في الخامسة عصرا!
الحالة الظاهرة مجرد سكون..
سكون في جميع الأرجاء
فمجموعات الصمت.. تسكن الأركان
في الخامسة عصرا!
و الثور الأسباني الوحيد .. فقط معه قلبه العالي!
في الخامسة عصرا.
عندما احتلنا روعة الثلج البارد
في الساعة الخامسة عصرا!
عندما غطى اليود حلقتنا الهمجية
في الخامسة عصرا
و الموت يوضع بيضاته في الجروح
في الخامسة عصرا
كل هذا في تمام الساعة الخامسة عصرا".

من قصيدة لوركا" في الخامسة عصرا"
.... .. .. ...
عرض التلفزيون السويدي قبل أيام فلم " الخامسة عصرا " من إخراج المخرجة الشابة سميرا مخملباف ، ابنة المخرج محسن مخملباف .
يصور الفلم حياة فتاة أفغانية اسمها نقرة بعد سقوط نظام طالبان. تعيش نقرة مع والدها وزوجة شقيقها مجهول المصير. هذه العائلة تنتقل يوميا من مبنى محطم إلى مبنى آخر عبارة عن أطلال و خرائب رمزا لمآسي الحروب التي طبعت حياة الإنسان الأفغاني بطابعها.
سميرا مخملباف الحاصلة على ثلاث جوائز لجنة التحكيم عن أفلامها الثلاثة " السبورة و والتفاحة و " الخامسة عصرا" الذي تم إخراجه عام 2003.
بعد سقوط حكومة طالبان و الاستقرار النسبي هناك تم إخراج العديد من الأفلام عن حياة شعب أفغانستان ومآسيهم منذ اندلاع الحرب بعد الاحتلال السوفييتي وحتى يومنا هذا. هذه الأفلام تصور غالبا ما حياة التشرد و الآثار الكارثية للحروب على حياة الناس . وقد تخصصت أفلام عديدة بمقاربات لمشاكل المرأة الأفغانية، ملفتة نظر العالم الخارجي إليها.
تعيش بطلة الفلم نقرة مع أهلها المشردين في كابل، وتذهب إلى المدرسة بدون علم والدها الذي يمنعها من الدراسة التي يعتبرها كفرا وخروجا عن التقاليد المقدسة. تصرح نقرة مع فتاتين أخريين عن هدفها المستقبلي في أن تصبح رئيسا لجمهورية أفغانستان. وتسأل دائما عن رئيسات الدول وكيفية إدارة بلدانهن، وبرامجهن السياسية، وكيف أصبحن رئيسات. لكنها سمعت ببينظير بوتو فقط ، وتسأل جنديا فرنسيا عن رئيس بلاده وكيف أصبح رئيسا، إذ يقوم صديقها الشاب الشيعي الذي فقد أخوته و أهله قتلا و اغتيلا بيد كل الحكومات والعصابات القبلية ، يقوم لها بالترجمة . والجدير بالذكر أن عشيرة الهزارة تعرضت إلى الغزو الوهابي من قبل عصابة ابن لادن ، ونفذ حكم الموت برجال كثر منهم و تم سبي نسائهم لكونهم ينتمون إلى المذهب الشيعي.


من سياق الفلم يفهم المشاهد أن المرأة الأفغانية تناضل وفق إمكانياتها المتاحة للتحرر ونيل حقوقها في العدل والمساواة. و يفهم المرء كذلك من معرفة أن ثمة تمييز حتى في بلدان حققت تقدما كبيرا في البناء المدني والحقوقي أن مشكلة المرأة الأفغانية هي مشكلة عالمية وإنسانية ,حلقة من حلقات الظلم والاضطهاد بحق النساء في العالم ، وأن تحرر المرأة في أفغانستان هو هدف إنساني وأممي للقوى التقدمية والاشتراكية. ويبين الفلم أن ثقافة طالبان ظلت السائدة بواسطة السياسيين و|أمراء الحرب ، وبدعم الإمبريالية كلما اقتضت مصالحها ذلك، حتى بعد سقوط حكومة طالبان.

لقد هشمت المرأة الأفغانية بسبب البنية التحتية و العلاقات القبلية و التقاليد البالية ، و الخراب الذي حل بالمجتمع الأفغاني إثر الحروب و سلطات أمراء الحرب .

اختارت المخرجة القديرة سميرا شخصيات الفلم بإتقان وبدقة ناجحة يتعرف المشاهد عبرها تركيبة المجتمع الأفغاني القبلي والقومي ، بدون أن تصرح أية شخصية بذلك. من خلال لهجات الشخصيات و أدائهم يفهم المرء أن هناك البشتون والهزاره و الطاجيك , كذلك الشيعة و السنة. لكن يتأكد المشاهد أيضا أن ما يسمى بالخصائص القومية والقبلية شأن خاص بالسياسيين و لا يعير الناس العاديون لها أية أهمية.
الشاب الذي يصادق نقرة يبدو من تقاسيم وجهه و لهجته أنه ينتمي إلى قبائل الهزارة الشيعية ، ويعيش مع عجوز يبدو من لهجتها أنها من البشتون السنة ، ويناديها " أماه" ! . فالمخرجة أرادت من هذا المشهد أن امرأة بشتونية يمكنها أن تصبح أما لأولاد من الهزارة الشيعة، رغم أنف السياسيين الذين يدعون تمثيلهم لهذه الجماعة أو تلك ، مستفيدين من التمايزات اللغوية و المذهبية ، ويبتغون توسيع الهوة بين الناس و بث روح الفرقة والشقاق والنفاق بينهم.
لا بد من الإشارة هنا إلى بعض الخلل _ حسب ما أرى _ في الفلم، إذ تبدي المخرجة مبالغة في تصوير بعض المظاهر الاجتماعية. فمثلا ، في كابل العاصمة والناس من المفترض أنهم أكثر ثقافة و تسامحا من بقية السكان ، يصور الفلم رجالا كثرا يشيحون بوجوههم و يهرعون بعيدا حينما تقع عيونهم على امرأة عير منقبة ، إذ حسب عقيدتهم الإسلامية أنهم برؤيتهم للمرأة يرتكبون خطيئة . فهذا السلوك كان استثناء في كل المجتمعات المسلمة في كل العصور .
وهناك مسالة أخرى لا بد من الإشارة إليها أن والد يطرد فتاتين مراهقتين من عربته للنقل في طريق قندهار ، ويضطرهما إلى الذهاب مشيا، لأنهما ترفعان نقابهما عن وجهيهما.
كما هناك مبالغة أو بالأحرى افتراء آخر حين يصرح والد نقرة يتهم أهالي كابل بالكفر ويقول : ربما الله بنفسه قد أصبح كافرا.. و يزيد أيضا في القول : ربما أن الله ميت. فمن يجرأ على قول هذه الكلمات في أفغانستان؟ هل يجرأ حتى شخص مفكر أن يصرح بذلك ولو لغرض فلسفي أو دراسة؟
فعبارة " موت الله" كانت للفيلسوف الألماني نيتشه ، أطلقها لأسباب فلسفية ، داعيا الإنسان للتحرر من كل القيود الدينية والقومية .

لقد كان في فلم قندهار من إخراج والد المخرجة القديرة سميرا مخملباف أيضا شيء من الخروج عن الواقع في أفغانستان. إن مخملباف إيرانيون و لم يعيشوا في أفغانستان ليكونوا على بينة وبدقة على كل مظاهر المجتمع الأفغاني ، ومعرفة نفسية الإنسان الأفغاني لتخرج أفلامهم عن أفغانستان والمجتمع الأفغاني كاملة بدون نواقص. و المعروف أن الغرب يشجع و يدعم كل النشاطات الثقافية التي يقوم بها الشرقيون لكشف أمور عجيبة في الشرق ، أو اختلافات ثقافات المجتمعات الشرقية عن الغرب وذلك لأغراض لا يسع المجال هنا للتطرق إليها، ما يذكرني بمقولة للكاتب التركي الراحل عزيز نسين بأن مستشرقين يأتون من الغرب بحثا عن اكتشافات خطيرة للشرقيين ، مثلا اكتشاف أقدم بردعة في التاريخ البشري.
المقصود بأن النخبة الغربية صاحبة المركزية الأوروبية لا يقبلون أن يتساوى الشرقي مع الغربي في شيء ما.
‏09‏/12‏/2007




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتا غزل لجلال الدين الرومي ( 1207-1273)
- لك الخبز والخمر والهيام
- ثورة أكتوبر الاشتراكية كانت تغييرا للعالم لا تفسيرا له
- كل شيء كذب ونفاق على الجبهات الوطنية والقومية – 2
- كل شيء صاخب ودام ٍ على الجبهات الوطنية والقومية - 1
- ما جدوى النسوية البرجوازية واليسارية التقليدية؟
- ناظم حكمت خائن وطنه
- أجنحة محترقة في خطى فانوس الخراب
- العدوان التركي على أهالي كُردستان من إفرازات الاحتلال الأمري ...
- نوبل السلام لمن لم يسلم منه الناس
- الرومي ّ وأنوار الليالي
- قوى تمزيق الذات الإنسانية في العراق
- - لا تأخذوني إلى بغداد!-
- رفرفة الزنبقة في بحر الإنتظار
- خرافة معاداة اليسار التقليدي و الإسلام السياسي للإمبريالية
- الرومي و الخمر والرقص و الجنون
- كل يوم في العراق هو 11 سبتمبر
- سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق
- بَعْدك، يا ذا السبع سنوات!
- الآيات الأرضية


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف