أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - -الدمية ذات الزنبرك- ، و - بعد كلّ هذا- قصيدتا فروغ فرخزاد














المزيد.....

-الدمية ذات الزنبرك- ، و - بعد كلّ هذا- قصيدتا فروغ فرخزاد


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 06:44
المحور: الادب والفن
    


قصيدتان للشاعرة التحررية فروغ فرخزاد( 1935- 1967)
ترجمة: حميد كشكولي
1
الدمية ذات الزنبرك

يمكن لكِ الاستمرار في الصمت
أطول من هذا،
و لساعات طويلة،
و بنظرة ثابتة، مثلما يحدّق ُ الموتى في الأشياء،
تستطيعين التفرس في دخان لفافة تبغ،
و النظر إلى شبح قدح،
إلى زهرة باهتة على السجادة،
إلى شعار سخيف مرسوم على الجدار.

يمكن لك إزاحة الستار جانبا،
فترين أن المطر يهطل بغزارة في الزقاق،
وأن طفلا يقف بطائرته الورقية الملونة تحت طاق،
وأن كارّة واهنة تغادر الميدان المهجور بسرعة ضاجّة.

بإمكانك البقاء في مكانك،
بجنب الستارة، عمياء، بكماء،
يمكن لك الصراخ بصوت كاذب، وغريب جدا: " أنا عاشقة"،
يسعك أن تكوني أنثى تامّة و حسناء بين أذرع مهيمنة لفحل.

بجسد مثل السماط الجلدي ،
بثديين ضخمين ، صلبين ،
يمكن أن تشيني براءة عشق ٍ في سرير رجل ثمل، مجنون، متشرد.
يمكن بالمكر تسفيه أيّ لغز عجيب،
يمكن العمل على ملء جدول الكلمات المتقاطعة،
يمكن لاكتشافك جوابا عبثيا أن يسرك أقصى سرور ،
أجل، جواب عبثي،
خمس، أو ست كلمات، لا غير.


يمكن الركوع طوال العمر، الرأس تحنو على ضريح بارد،
تمكن رؤية الله في قبر مجهول،
يمكن كسب الإيمان بعملة زهيدة،
يمكن التعفن في حجرات مسجد ما،
مثل شيخ يمتهن تلاوة أدعية الزيارات نيابة عن الزائرين.

يمكن للمرء أن يكون كالصفر إلى اليسار لا يغير شيئا،
يمكن تصور عيونك في جفون الغضب كأزرار باهتة في حذاء متهرئ،
ويمكنك ِ مثل الماء أن تجفّي في بركتك.

يمكن أن تخفي، بخجل، جمالَ لحظة ما مثل صورة سوداء هزلية في الصندوق،
يمكن أن تضعي بورتريه شخص محكوم بالإعدام أو مهزوم، أو مصلوب في إطار فارغ لأحد الأيام.

يمكن ردم الثقوب على الحائط بالأقنعة،
ويمكن التعلق بلوحات فارغة.

يمكن التحول إلى دمية ذات زنبرك،
ومشاهدة الدنيا بعينين زجاجيتين .

يمكن المنام في صندوق مزركش ، بجسد ملئ بالتبن، على جوانب الشِباك و الزعانف.
يمكن، بضغط شهواني من أية يد ، الصراخ بدون سبب:
" آه، ما أسعدني!!، ما أسعدني!!""

من مجموعتها الشعرية: ميلاد آخر..تولدی ديگر

2
وبعد كل ّ هذا

يوما ما، سيحين موتي،
في ربيع مضيء بأمواج النور،
في شتاء مغبر وبعيد،
أو خريف خالٍ من الصراخ و الحماس .

سيحين موتي يوما،
يوما من أيام المرارة والحلاوة،
يوما تافها مثل الأيام الأخرى،
من ظلال هذه الأيام ،
والأيام الماضية.

عيوني مثل الدهاليز الداكنة،
وجناتي مثل المرمر البارد،
بغتة سيخطفني نوم،
فأفرغ من صرخات الألم.

يداي الخاليتان من سحر الشعر
تتزحلقان بهدوء فوق دفتري،
فأتذكر أيام كانت يداي
تلهبان شرايين الشعر.

يناديني التراب ،
حين يَصِلون ليواروني الثرى،
آه، ربما ، يضع عشاقي الورودَ
على ضريحي الحزين في منتصف الليل.

وبعدي ، تنحسر ستائري السوداء إلى جهة ما،
وتزحف عيون مجهولة على أوراقي ودفاتري.

رجل غريب يأتي بعدي إلى غرفتي الصغيرة ،
حاملا ذكراي إلى المرآة،
آثارَ شعرة من ضفائري، وتخطيطا يدويا،
و مشطا.

أتحرر من ذاتي ،
وأبقى من بقاياي،
و سيفنى كل ما سيتبقى،
ستظهر روحي مثل شراع زورق في الأفق البعيد .

تتوارى الأيام والأسابيع والشهور عنّا، وبسرعة إثر بعضها،
وعيونك حائرة ستبقى في الدروب،
في انتظار رسالة .
لكن التراب سيعصر جسدي البارد
بلا هوادة،
بدونك، بعيدة عن دقات قلبك،
سوف يتهرأ قلبي هناك تحت التراب.

وبعد كل ذلك، سوف يغسل المطر والريح اسمي على وجه الشاهدة برفق وحنان،
وسوف يبقى قبري مجهولا في الطريق،
خاليا من أساطير الأسماء والفضائح.


من مجموعتها الشعرية الثالثة " عصيان.. الثورة"

ملاحظة: تمكن اعادة نشرها ، أو الإستفادة من هذه الترجمة ، بعد ذكراسم المترجم( حميد كشكولي) ، و اسم المصدر (الحوار المتمدن)



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما ظهر من أسباب العدوان التركي على أهالي كُردستان العراق ، و ...
- قصيدتا فروغ فرخزاد( 1935- 1967) -الأسيرة والخطيئة -
- آنية النحيب
- مقتل بينظير بوتو نتاج المشاريع الإمبريالية و الرجعية
- مكافحة جرائم الشرف نضال طبقي
- لا ريب في أنه يؤلم
- انطباعاتي عن -أجمل غريق في العالم- لماركيز
- ساركوزي يعبّر عن حقيقة النظرة البرجوازية الغربية إلى الإنسان ...
- مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف
- قصيدتا غزل لجلال الدين الرومي ( 1207-1273)
- لك الخبز والخمر والهيام
- ثورة أكتوبر الاشتراكية كانت تغييرا للعالم لا تفسيرا له
- كل شيء كذب ونفاق على الجبهات الوطنية والقومية – 2
- كل شيء صاخب ودام ٍ على الجبهات الوطنية والقومية - 1
- ما جدوى النسوية البرجوازية واليسارية التقليدية؟
- ناظم حكمت خائن وطنه
- أجنحة محترقة في خطى فانوس الخراب
- العدوان التركي على أهالي كُردستان من إفرازات الاحتلال الأمري ...
- نوبل السلام لمن لم يسلم منه الناس
- الرومي ّ وأنوار الليالي


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - -الدمية ذات الزنبرك- ، و - بعد كلّ هذا- قصيدتا فروغ فرخزاد