أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - جذر أوروك السردي في خيمة أو بيت من طين....المشهد الثقافي السماوي















المزيد.....

جذر أوروك السردي في خيمة أو بيت من طين....المشهد الثقافي السماوي


حامد فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


مدينة السماوة، الأميرة الفارعة التي هيجت شبق الفرات بشعرها الصحراوي، المتطاير على أجنحة الرياح الجنوبية نحو الآماد اللانهائية.. وأغرته بجسدها الغريني الملتهب بدفء الرمال، فاحتضنها مطوقا خصرها بذراعين موشومين بالسدر والصفصاف والنخيل. وراح يراقصها كل مساء على موسيقى الموج والسعف والنسيم..
تلك المدينة التي أشعلت قصباتها الشرارة الأولى لثورة العراق الكبرى في الثلاثين من حزيران 1920 بجذاذة الليرات العشر.. كانت وما تزال خزانة كبيرة مترعة بالحكايات، والشعر، وصندوقا للفرجة، والموسيقى.. السماوة لوحة الرمل والماء والنخيل التي أبدعتها يد الفنان الخالق، واختارتها لتمد سبلا من الضوء بين فتنتها، وبين أعين أبنائها، الحكائين / الشعراء/ المسرحيين/ التشكيليين/ الموسيقيين. الذين ينبتون في متن تأريخها الثقافي كما ينبت الكمأ في مرآة صحرائها الشاسعة..
والحديث عن المشهد الثقافي السماوي يستدعي استذكار ملحمة البحث عن الخلود.. تلك الملحمة التي حفرها على ألواح الصلصال حكاء أو شاعر سومري. وسلمتها يد الأنواء إلى رحم الأرض لتولد في عصرنا مبهرة أبصارنا ، ومدهشة نفوسنا ومحيرة عقولنا بما نقش في متنها من الطقوس الأوركية المقدسة ، وبما وشمت به معابد تلك المدينة السومرية (أوروك) الخالدة ، درة التاج السومري لخمسمائة سنة خلت قبل الميلاد، وبأسفار ملكها الذي أهدته البقرة الوحشية (ننسون) إلى الشعب الأوروكي من قطرة ماء دافق قذفها في رحمها (لوكال باندا) كبير كهنة كولاب ( كَلكَامش) الملك العظيم الخلقة، الشاكي السلاح، فارس أوروك وحاميها الذي غلب خمبابا غول غابات الأرز وحمل جبالا من الأهوال ولم يتحمل موت صديق، وضعف أمام عودة التراب إلى التراب بالموت الذي قهر الخالق به عباده.. وخدعته دابة من دواب العالم السفلي سرقت سر خلوده الذي أرشده إليه جده أتونا بشتم، فعاد ليدفن خيبته في سور بلدة أوروك الخالدة.. فالملحمة هذه هي جذر المشهد السردي السماوي الذي ولد شفاهيا في خيمة أو صريفة أو بيت من الطين، وترعرع في دفء المواقد وسقي من دلات القهوة، وأباريق الشاي يوم كانت السماوة لا تتجاوز السبعين دارا تلوذ بحمى سور من الطين المخلوط بشظايا سيقان الحنطة. حيث كانت السيادة في الديوان للشيوخ الذين يسيرون أمور الناس، وللحكائين الذين يغذون مخيلاتهم بسحر الحكايات الخرافية المنتجة في مصانع ليالي السامرين.. ويوم اهتزت المدينة، وربت وأنبتت من مختلف حقول الإبداع نباتا طيبا سائغا للعقول، في / القصة/ الرواية/ الشعر/ المسرح/ التشكيل/ الموسيقى/.. أدلى واردوا الإبداع من أبناء السماوة بدلائهم في بئر الإبداع العراقي الطافح الذي لا ينضب، فانبثقت براعم في شجرة القصة، وصارت تكبر وتميل بأغصانها نحو ضوء العاصمة حالمة بتمزيق الشرنقة التي نسجت من خيوط أدباء المحافظات لتحلق باحثة عن مكانها بين أنجم المبدعين العراقيين.. فبزغت أسماء لقصاصين عرفتهم العاصمة بغداد كما لم تجهلهم بعض العواصم العربية كحامد فاضل وزيد الشهيد وحيدر المعموري وعادل علي محسن ويوسف المحسن.. وأسماء أخرى لمبدعين أبعدهم الاغتراب عن المشهد الثقافي الداخلي ولكنهم حققوا نجاحا ملحوظا في المشهد الثقافي العراقي في الخارج كالدكتور صباح الشاهر وكريم السماوي وإسماعيل رسول وعاتي البركات وحميد عبس.. بينما اكتفى البعض من القصاصين في إيصال أصواتهم إلى أبناء مدينتهم فقط من خلال النشر بالجرائد المحلية التي تصدر في السماوة كجريدة ساوة، وأوروك، والسماوة غير ساعين إلى إيصالها إلى العاصمة كالقاص علي محمد علي وجواد الزبيدي وإبراهيم خضوري والقاصتين هدى عبدالكريم وفوزية الجابري.. في حين تميز الناقد شاكر ارزيج فرج بمتابعته لما تجود به مخيلة قصاصي السماوة مكتشفا لهم ومعرفا بهم من خلال قراءاته التي دأب على نشرها في جريدة طريق الشعب خاصة.. ولا يقل عنه تميزا الباحث علي الحميدي في مجال البحث التأريخي ولا الباحث زهير هادي في ميدان البحث التراثي والفلكلوري.. وإذا انتقلنا إلى المشهد الشعري في السماوة طالعنا قمر حط على ذروة هرمه ذلك هو الشاعر الشيخ عبدالحميد السماوي الذي اشتهر برده على طلاسم إيليا أبي ماضي الذي أرسل صديقه الصحفي علي الحوماني من لندن إلى السماوة للقاء الشاعر الشيخ والاعراب عن إعجابه بشاعريته، ثم الشيخ الشاعر محمد أحمد السماوي، فالشاعر كاظم السماوي الذي أخذه الاغتراب بعيدا عن وطنه العراق ومدينته السماوة ليموت غريبا بعيدا عن مدينته التي أحبها وتغنى بها في اغلب قصائده وكذلك هو حال الشاعر واللغوي الدكتور نوري العوادي.. ومن الشعراء السماويين الذين كتبت عليهم معاناة الغربة والاغتراب الشاعر يحيى السماوي والشاعر نجم عبد عذوف ومن الشعراء المجيدين الأخوة الزعريين صادق الزعيري الذي لا تبدو عليه سيماء الاندهاش ببغداد التي أخذت أخويه الشاعرين يحيى صاحب وباقر صاحب كما تميز الشاعران اياد أحمد وسعد سباهي على مستوى المشاركة بالمهرجانات المحلية كالمربد والجواهري.. ومن الشعراء الذين يكتبون القصيدة الحديثة الشعراء عبدالجبار بجاي رئيس اتحاد أدباء السماوة وعباس حويجي وقاسم والي.. ومن بين الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر تميز الشعراء موفق صبحي وحسن حلاوة وعامر موسى الشيخ ونجم الجابري والشاعرة أمل خضير ومعظم هؤلاء يقدمون نتاجاتهم من خلال منبر الوركاء الثقافي في كازينو الضفاف أو من خلال الأماسي التي يقيمها اتحاد الأدباء المهدد من قبل الإدارة المحلية بترك مقره الفقير الذي لا يتعدى غرفة صغيرة في كواليس قاعة الغدير بسبب عدم استطاعته دفع بدل إيجاره.. في المشهد المسرحي، استهلت ميم المسرح السماوي بمسرحية تاجر البندقية التي عرضت على مسرح ثانوية السماوة في أواخر الخمسينيات للمخرج والفنان التشكيلي ثامر الدهان وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية قدمت باللغة الإنكليزية.. وعلى المسرح نفسه وفي بداية الستينيات عرضت مسرحية أوديب ملكا من إخراج الفنان التشكيلي كاظم أبو كَلل أعقبتها مسرحيتا أغنية على الممر، وجسر آرتا للمخرج صاحب محمد وهو فنان تشكيلي أيضا.. في بداية السبعينيات أخرج خالد خضوري وهو أول فنان متخصص بالمسرح، مسرحيتي قراءات شعرية، وهاري ترومان لفرقة النشاط المدرسي.. كما أسس الفنانان عدنان أبو تراب ورحيم ماجد فرقة ساوة للتمثيل وقاما بإخراج معظم عروضها التي تميزت منها مسرحية السماح على إيقاع الجيرك.. كما أخرج للفرقة ذاتها الفنان طارق القريشي مسرحيات الشيخ والطريق، والصليب، وثورة الزنج.. ثم تشكلت في السماوة بعد ذلك فرقة المثنى للتمثيل التابعة للفرقة القومية في مديرية السينما والمسرح واستهلت أعمالها بمسرحيتي الدربونة، وأعيان ذلك الزمان للمخرج عبدالأمير السماوي.. كما أخرج لها الفنان جبار رحيم مسرحية القائم مقام الجديد.. أما الفنان عبدالحسين ماهود فقد أخرج لها مسرحية المحطة.. في أواخر السبعينيات تأسست فرقة المسرح العمالي وحصلت على المركز الثالث في المهرجان العمالي القطري الأول بمسرحية هموم عراقية التي عرضت على مسرح الخيمة في بغداد وهي من إعداد وإخراج حامد فاضل وللمخرج نفسه قدمت فرقة نقابة فناني السماوة مسرحية الحرب وهي من إعداده أيضا، ولنفس الفرقة أخرج الفنان فاضل صبار مسرحية، فاوست والأميرة الصلعاء كما أخرج الفنان كاظم حسوني مسرحية الرجل الصغير ومسرحية أغنية التم التي شاركت في مهرجان منتدى المسرح ببغداد.. في مطلع الثمانينيات، تخرجت طليعة من الشباب المسرحيين من معهد وأكاديمية الفنون الجميلة كالدكتور ناجي كاشي، وفاضل صبار واحمد عبد جاسم وحامد داخل وفيصل جابر .. وقد عرف الدكتور ناجي كاشي بميله إلى السيناريو المسرحي حيث اعد واخرج مسرحية من اجل أنكيدو التي شارك بها فنانو السماوة في المهرجان المسرحي العراقي كما أعد وأخرج مسرحية مدينة العقاب والتي شاركت في مهرجان المسرح العربي والمسرحيتان عرضتا على خشبة المسرح الوطني.. وبعد التغيير الذي حصل في العراق في 9/ 4/ 2003 شهدت الحركة المسرحية في السماوة نشاطا للفنان الدؤوب عدنان أبو تراب الذي أسس دار ثقافة الطفل، وأخرج مسرحية الكتاكيت الثلاثة لمسرح الطفل السماوي.. والفنان المثابر فيصل جابر الذي أخرج مسرحيتي بيتنا، وحكاية الحروف.. وما يزال هذان الفنانان مع الفنان فاضل صبار يعدون العدة لعمل مسرحي كبير برغم افتقار المحافظة إلى مسرح حقيقي بعد أن دمرت بناية مسرح النشاط المدرسي في الحرب الأخيرة.. وقبل أن نختتم المشهد المسرحي، وننتقل إلى المشهد التشكيلي، يقتضينا الالتزام الثقافي أن نذكر أسماء الفنانين المسرحيين الرواد كسالم عزت ومحمد عزيز كاندو وهلال نعوم ومحمد فاضل وعباس الراجب وكامل البياتي وحمودي عيدة وباسم العزاوي وناجي مطرود وحمودي شهيد وعباس جبارة التشكيلي الذي عمل في المسرح والذي ابتدأ المشهد التشكيلي على يده في الخمسينيات حيث كان متأثرا بالمدرسة التركية في الرسم على واجهات المقاهي، وقد جايله في تلك المرحلة الفنان عبدالرزاق قادر، حتى إذا شارفنا على مطلع الستينيات نجد أسماء عدة لفنانين في ساحة التشكيل السماوي كعلي بركات المتأثر بالانطباعية، وكاظم أبو كلل منتج اللوحات الرمزية وعلي حنوش الذي عرف بإمكانيته على نقل اللوحات العالمية والفنان التعبيري كامل جيجان وعباس حويجي المهتم بتجسيد النساء الجنوبيات وسامي مشاري ذي الأقنعة والوجوه المتلصصة وجاسم فياض ذي الاستطالات غير الواقعية والأكاديميين عصام ديبس ومحمد على كامل وعدنان صاحب ومحمد نويحل كما تميز الفنان خضير الحافظ بالحفر على الخشب واستغلال لحاء الأشجار في إنتاج لوحات تعبيرية وفي السيراميك برز الفنان خليل السماوي.. كما أسست مجموعة من الفنانين الشباب المغتربين من أبناء السماوة جماعة التشكيليين السماوين في ديار الغربة وهم الفنان حيدر فاخر ومحمد جبار ومظهر هاني وكاظم جابر.. في بداية السبعينيات تخرج بعض الفنانين الشباب من قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة وبدأوا بمزاولة نشاطهم الموسيقي في قسم النشاط المدرسي بإقامة الدورات الموسيقية حيث برز في تلك الفترة الفنان نعيم الجبوري ليأتي بعده موسيقيون آخرون كانوا هم نواة الفرقة الموسيقية التابعة لمديرية تربية المثنى كالفنان جواد كاظم جعفر وجبار حمد كريدي وعقيل كاظم وحميد كاظم وعماد رحيم ورعد بركات وكريم حنش وكريم شاكر وجعفر ناصر وقيس بهيش الذين أخذوا على عاتقهم إحياء الحفلات الموسيقية في السماوة وتلحين الأوبريتات والأناشيد الخاصة بالنشاط المدرسي ولقد انقطع اغلبهم عن العطاء فيما بعد تاركين المجال الموسيقي للفنانين الشباب حسين طعمة وحسن هادي وريسان السماوي وباسم الصياد ورحمن محمد حسين الذي أسس فرقة خاصة به وكذلك فعل الفنان خالد بركات.. هذه هي أهم ملامح المشهد الثقافي في مدينة السماوة التي تشهد اليوم تغيرات دراماتيكية على الأصعدة كافة



#حامد_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي لويحظ مرآة الخوف والطمع
- نقرة السلمان مرآة رمل مقعرة
- الثريا
- الجذع عاصمة الضب
- العفايف مملكة تاذئاب
- العفايف مملكة الذئاب
- مرائي الصحراء المسفوحة
- القناع
- الرواة
- النافذة
- الرائحة
- الحكمة
- قصة الصمت
- قصة....القرد
- قصة المفعاة
- الكبش
- العلبة


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - جذر أوروك السردي في خيمة أو بيت من طين....المشهد الثقافي السماوي