أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - القناع















المزيد.....

القناع


حامد فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


أهي لحظة نحس ، أم غباء ، أم لا مبالاة ، تلك اللحظة التي أوصلتني إلى هذه الحال . وأنا الرجل الذي تعرفه البلدة كواحد من أبنائها العقلاء .. أهي حالة فصام ، أم خواء ، أم فضول . تلك الحالة التي داهمتني مداهمة رياح خريفية . فصيرتني مثل قرد خلف القضبان . بلا غابة أو غصن حتى يخفي بين أوراقه لون مؤخرته المسلوخة . أكانت الفكرة من صنع القدر ؟ أم مني ؟ أم من صاحب المقهى الذي ألقى بذرتها في تربة رأسي الخصبة , فأهتزت ، وربت ، وكان حصادها وبالا عليّ ،جعلني أغض الطرف خجلا" من نظرات الأهل والأصدقاء .. ؟ أهي مشيئة الله، أم توارد في أفكار الطبيعة ؟ أم هي تلك الجينات ، والهرمونات التي تتحكم في تكوين خلقتنا ، وبناء أجسامنا ؟ جعلت ذلك المجنون يشبهني تماما" كأننا نزلنا سوية من رحم واحد ..كم من المجانين في بلدتنا سواء من أبنائها الذين تلدهم كلما تناسلت النوائب ،أو أولئك الذين تلفظهم في محطتها قطارات الليل والنهار الصاعدة شمالا" أو النازلة جنوبا"، أو من الذين تنساهم في كراجاتها سيارات السفر الوافدة ، والمغادرة . ولا أدري أي قدر مجنون ذلك الذي شدني اليهم بحبل من مسد، جعلني أتابع حركاتهم ، وأحفظ كل ما يتفوهون به من كلمات واختزن كل ذلك في قبو الذاكرة ،حتى تكون عندي أحتياطي رهيب من الجنون .. أستطيع أن أكون بواسطته لو أستغللته استغلالا" حقيقيا"، أعظم مجنون في البلدة . كنت أنقش أسماءهم وأرسم سيماءهم على جدران المخيلة ، لذا فأنا أستطيع أستحضار أي منهم بعملية بسيطة أسميتها : أستفراغ الخيال المجنون، فلا يخلو مجلس أنس أحضره من أحد المجانين الذين أستحضرهم نزولا" عند رغبة الأصدقاء الذين أعترفوا في أكثر من مناسبة بالقابلية التي امتلكها في تقليد المجانين ، وبموهبتي في تمثيل دور المجنون ..وقد لاحظت من خلال متابعتي الطويلة للمجانين ، أن لكل مجنون حركاته الخاصة ، وقاموسه الخاص ، فقد يكتفي أحدهم بحركة واحدة ، أوكلمة واحدة يظل يرددها طوال حفنة السنين التي تستهلكه في الحياة الدنيا ، مثل ( صبحي بامية )الذي يرافق الشمس منذ تمزيقها لشرنقة الغبش ، يدور على الدكاكين والمقاهي ، صارخا" : ( بامية .. بامية ) أو ( عطوي سيجارة ) الذي ما أن يرى سيجارة بين أصابع رجل من السابلة حتى يلاحقه كظله : ( سيجارة عمي .. سيجارة ) بينما يلجأ أخرون الى القاء خطب طويلة لايفهم منها شيء برغم أنهم يلقونها بالعربية الفصحى مثل الأستاذ ( هاشم ) أما ( حميد الرطان ) فأنه يتكلم بلغة لا شبيه لها في جميع لغات العالم الحية والميتة .. ولا يكف ( صالح العاكف )عن النفخ في صفارته والأشارة بيده الى مكان حدوث الخطأ في ملعبه الوهمي .. غير أن ( أبو اللوز )* المجنون الجديد الذي قذفت به العاصفة في ليلة من ليالي الثريا الهوجاء ، حيث ظل الناس يستمعون طوال الليل الى عزف ( الحالوب )* الصاخب فوق سطوح المنازل ، ويرون بعيون أتعبها بطء أنزلاق البلل فوق زجاج النوافذ ، مسيل العرق الناضح من أجساد الغيوم السود وهي تؤدي رقصتها الجنونية مطلقة صرخاتها الهستيرية المصحوبة بزفيرها الناري كلما احتكت اجساد بعضها ببعض ، حتى اذا نقر طائر الصباح ابواب البلدة وخرج كل ذي حياة لمطاردة رزقه . ابصر الناس رجلا" حافي القدمين ، يركض في دروب البلدة المفروشة بالوحل ، والبرك ، والضفادع ، رافعا" دشداشته الى ما فوق سرته كاشفا" عما بين القصبتين اللتين تحملانه وهو يصرخ : ( لوز ) ثم يصمت للحظة ، ويتوقف ليصرخ : ( شلونه ) ويعاود الركض والصراخ .. وما أن مر الأسبوع الأول على أسلوبه المتفرد بالجنون حتى استأثر بأهتمام الناس ، وفاق بحركاته وعبارته التي أشتهرت جميع مجانيننا ، وصار ظاهرة من ظواهر بلدتنا المستلقية على مشارف الصحراء . جذبت الينا الناس من البلدان المجاورة ليروا ( أبو اللوز ) وهو يدور في شوارع بلدتنا ، وازقتها ، وسوقها متبوعا" برهط أو أكثر من الأولاد، ويستمعون الى عبارته الشهيرة التي ما أن يطلقها صارخا" : ( لوز ) حتى يجيبه الأولاد بصوت واحد : ( شلونه) فتحرك السوق ، وأزدهرت التجارة ودبت الحياة في أقتصاد بلدتنا المحتضر حتى أن تجارنا وكبار بلدتنا ووجهاءها ومختارها توسطوا عند مأمور المركز لأستثناء ( أبو اللوز) عندماعلموا ان في نيته جمع المجانين السائبين وايداعهم المستشفى . وقد استقبل اقتراحهم بكل رحابة صدر .. وكان من الطبيعي أن أهتم أنا ب(أبو اللوز) كي أضمه الى مجموعتي من المجانين الذين احتفظ بهم في متحف الذاكرة . ولكني برغم ملاحقتي المستمرة له فأنني لم أنتبه الى تلك السمة المشتركة فيما بيننا ولعل انشغالي في متابعة حركاته وتقليد صوته حال دون الأنتباه الى تلك السمة ، واعني بها التشابه في الطول والجسم والملامح ، برغم ، أني أبدو أكبر منه ،حتى ظهيرة ذلك اليوم الخريفي الكئيب الذي كنت فيه جالسا" في زاوية اقدم مقهى في البلدة استمتع بمراقبة ( أبو اللوز) الذي كان يقلب ملعقة الشاي فيما بين اصابعه ربما للمرة الألف ، حين احنى صاحب المقهى العجوز رأسه بأتجاهي : أستاذ ألا ترى ان أبو اللوز يشبهك ؟! .. شرارة صغيرة أشعلت الهشيم المتكدس في رأسي ، أحسست بحسيس النار وهو يلفح اذني بزفيره : لو حلقت شاربك وأستبدلت ببدلتك الدشداشة وتخلصت من حذائك وربطة عنقك ، فأقسم أن لاأحد يستطيع أن يميز بينكما .. أرقت تلك الليلة . طنت في رأسي أجنحة تلك الفكرة المجنونة : ( ماذا لو أصبحت أنا الأنسان العاقل مجنونا مع سبق الأصرار ، وليوم واحد .. يوم واحد فقط أزيح فيه كل ما ترسب في صدري من غبار الأيام ، وأنفضه في سماء البلدة ، يوم واحد ، يكفي لكسر قيد الوقار الذي كبلني به الأهل والعشيرة والقانون ، طيلة أعوام عمري المندثرة .. يوم واحد لا غير ، أسخر فيه من البلدة وأهلها ، كل أهلها ، صغارها وكبارها . وهرعت في ذلك الليل المتخاصم مع القمر الى الخربة التي ينام فيها ( أبو اللوز )ألا أنني لم أجد هناك غير العتمة الجاثمة فوق الأزبال .. وخرجت يلاحقني صفير الصراصير المختبئة في ثقوب الحيطان ، وعدت ثانية الى التقلب على فراشي حتى بان الخيطان . فخرجت مرة أخرى للبحث عن ( أبو اللوز ) .. ووجدته في كراج البلدة يقدم نمرته أمام الجنود والعمال اللاهثين وراء السيارات ، فتقدمت منه وقبضت على ذراعه : ( أبو اللوز .. تعال معي ) جفل الرجل ، ولأول مرة لمحت في عينيه نظرة لم أر مثلها منذ جاء الى بلدتنا .. ثم تخلص من ذهوله وعادت لعينيه نظرتهما السابقة وصرخ : ( لوز ) فأجابته مجموعة من العمال : ( شلونة )..قلت بهدوء ولكن بحزم : ( أبو اللوز لا تخف .. تعال معي ، سأعطيك الكثير من النقود ) نظر الى قبضتي المطوقة لمعصمه .. واصلت كلامي مضيفا" أنني سأمنحه علبة سجائر كاملة ودشداشة جديدة ، وقدته مثل مروض الوحوش وهو يقتاد حيوانا" مفترسا" ، فأنقاد ليدي وسار معي بخطوات هادئة مستمرا" في صمته .. أدخلته سيارتي العتيقة محاذرا" أن أستفزه ، كنت كمن يحمل بضاعة من الزجاج الرقيق ، ولم يسألني هو طوال الطريق عن ماهية العمل الذي أريده فيه وبدا لي يفكر بامر ما .. اوقفت سيارتي في ساحة قريبة ، وفي الخربة سلمته علبة السجائر وبضع أوراق من النقود الزرق والخضر ، ثم أخبرته بفكرتي الرعناء .. فسخر منها . لكني كنت مترعا" بها لا أفكر الا بما أنا مقدم عليه من تجربة فريدة . وبمقدار السخرية المتراكمة في داخلي لذا فقد أسرعت بخلع بدلتي وسلمتها له وأنا اؤكد عليه بعدم الخروج ثم تخلصت من ملابسي الداخلية وبعد أن أرتديت دشداشته أقفلت باب الخربة ، وقذفت بنفسي الى الزقاق بحركة مجنونة من الحركات التي أتقنها تماما" .. وما أن خطوت بضع خطوات حتى سمعت صوتا يناديني : ( أبو اللوز ) كان طفلا" صغيرا" يتغوط امام باب دارهم وقد التصقت بضع ذبابات بالمخاط السائل من أنفه .. صرخت : ( لوز) فصرخ الطفل : ( شلونه) قلت لنفسي : ( أول الغيث ) عند أنتصاف النهار حسدت ( أبو اللوز) على جمهوره وأنا أرى الحشد الهائل من الأولاد الذين تبعوني .. كنت أسير وأنا أردد مثل المبرمج : ( لوز) والحشد يصرخ من ورائي : ( شلونه ) أتجهت الى السوق وتوقفت أمام محل كبير التجار غمست قدمي في مجرى الماء الأسن ، ثم بدات أرفس برجلي وأصرخ : ( انا خلقناك من الطين .. من الطين ) كانت شظايا الماء تتطاير من تحت قدمي فتلطخ زجاج واجهة المحل وملابس المتسوقين. اسرع واحد من عمال المحل وكتفني بذراعيه ، فخرج كبير التجار وصرخ به : (أتركه ، لاتؤذه ، أبو اللوز وردة ) قادني الى داخل المحل : (ها أبو اللوز .. اليوم طابكات ؟ ) أجلسني بقربه وطلب لي شايا"وهو يضحك مسرورا" بوجودي . . نظرت الى صورة قدمي التي طبعها الوحل فوق ( الكاشي ) وتساءلت : ( كيف جمع هذا الرجل ثروته الضخمة وهو بهذه البلادة العظيمة ؟ ! ) أنهيت الشاي بجرعة وعضضت الأستكان كما يفعل ( ابو اللوز )، ثم خرجت ماضغا"الملعقة التي أحسستها تتكسر مثل حصاة تحت أسناني .. مررت بمطعم للكباب .. ووقفت أنظر الى صاحبه ، فسارع الى أعطائي رغيفا" وثلاثة أسياخ من الكباب وهو يتملقني طالبا" مني الأنصراف وتركه على باب الله.. عدت الى زقاقنا عصرا" وهو الوقت الذي تقتعد فيه النساء عتبات البيوت ، رفعت دشداشتي الى ما فوق السرة ، وسرت متبخترا" صادما" أنظارهن بأدوات فحولتي .. واربت ( العطرة ) عاهرة البلدة عباءتها وصرخت ملء فيها : ( عزا العزاك ) وهي تفتح عينيها على سعتهما ناظرة الى ما يتدلى بين ساقيّ ! ، ومدت ( زكية ) الشمطاء رقبتها فاتحة" فمها الخالي من الأسنان : ( ولك أثتحي ثافل* ) بينما صرخت مراهقات الزقاق : ( يبوه) وهن يتقافزن من طريقي مثل صغار المها .. ما أن أنعطفت في زقاق أخر حتى كنت وجها" لوجه مع المختار فصرخت بوجهه : ( لوز) وتعالى الصراخ من خلفي : ( شلونه) وبدأت بالرقص .. فأهتز كرش المختار ، أهتز كثيرا" وأنا أشتمه وهو يضحك ولغده يتدلى مثل بجعة عجوز ، وفجأة بتر ضحكته وصرخ بي : ( كفى .. سأشكوك الى المأمور ) كنت قد وصلت الى ذروة جنوني المصطنع أو الحقيقي فقد خيل لي أنني ( أبو اللوز ) حقا" .. أمسكت بزيق الدشداشة وشققتها من الطول الى الطول ، وركضت بأتجاه المركز ساحبا" خلفي كل أولاد البلدة وأنا أصرخ : ( لوز) فيتعالى هتاف المتظاهرين خلفي : ( شلونه) . وأزدادت ثقتي بنفسي حين لم يمنعني الشرطي الحارس من دخول المركز .. فأتجهت مباشرة الى غرفة المأمور وقد وطنت نفسي على السخرية منه ، ولكن ما أن تخطت قدماي عتبة الباب حتى سمرتني في مكاني صرخة أعرفها جيدا" ، أنطلقت من داخل الغرفة فحولتني الى تمثال للسخرية وأنا أقف بدشداشتي الممزقة وعريي الفاضح وقد أقتحمت رأسي قهقهة المأمور .. وبرغم أن فمي ظل
مفتوحا" فقد عجز لساني الذي تخشب عن النطق وأنا لا أصدق عيني المسمرتين على ( أبو اللوز ) الذي بدا أكثر وقارا"مني وهو يرتدي بدلتي وربطة عنقي وحذائي .




***********************************
• أبقيت أسم ( أبو اللوز) على حاله دون التأثر بالحالة الأعرابية
• الحالوب : هو قطرات المطر المتجمدة 0
• ولك اثتحي ثافل : المقصود بالعباره استح سافل 0



#حامد_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواة
- النافذة
- الرائحة
- الحكمة
- قصة الصمت
- قصة....القرد
- قصة المفعاة
- الكبش
- العلبة


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - القناع