أحمد الشرقاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 08:55
المحور:
الادب والفن
-أجدني في فراغ ، ان شئت قل اني تفاجأت اني موجود اصلا!ا
-من انا؟ وكيف؟ و لم هنا بالذات؟
-أرى اصابعي تلتقط التساؤلات و تشكلها ، تظهر بيدي طائرة ورقية بيضاء لها ذيل طويل ، و اجدني مدفوعا برغبة ما الى اطلاق الطائرة
في الهواء الذي بدأ يهب، و كأنني سأجيب عن الأسئلة اذا ما طارت الطائرة
-أخشى على الخيط الابيض الذي يربطني بها من الانقطاع ، امسك به جيدا، بمرور الوقت كانت سرعة الهواء تزيد ، و كان لا بد من الاجابة عن الاسئلة، فالهواء سيطيح بي بعد فترة طالت او قصرت، كما انني لا انوي البقاء هنا الى الأبد، ما معنى الأبد؟
-الطائرة الورقية لم تجب عن الأسئلة بعد، فلأرفعها قليلا الى السماء
-الوقت يمر ، ولم تنطق الطائرة بعد، يبدو انني نسيت: لماذا تركت الطائرة تنطلق في الهواء؟؟ لا أعلم ، و لكن ربما سأقاسي الاما من نوع خاص اذا تركت الطائرة تفلت؟ آه .. نعم.. الأمر هكذا بالتأكيد، و الا فلتفسروا لي تمسكي الشديد بخيط طائرتي الورقية؟
-نسيت الهدف تماما ، و صار زيادة ارتفاع الطائرة الورقية في السماء هو هدفي،،و به سأجني الخير،. من قال هذا؟ لست اذكر بالتحديد ، ولكني اشعر به، و هذا يكفي!!ا-
-اسرع من وتيرة رفع الطائرة الورقية الى السماء و انا متمسك تماما بالخيط،فالخيط سيهديني الى طريق الخير ، و في افلاته عذاب واقع،و الجو يزداد سوء حتى بدت سرعة الهواء اشبه بعاصفة.ا
-ازدادت سرعة الرياح، او قل تضاعفت فجأة، الهواء يحرك طائرتي الورقية بشدة و الخيط يكاد ينقطع،أحارب الهواء و احاول انزال الطائرة حتى لا ينقطع الخيط ، فتضيع ، فأضيع!ا
-انقطع الخيط أخيرا... ضاعت الطائرة... ياويلتي!أغمض عيني استسلاما لألم قادم، و لكن... لا ألم ابدا!!!ا
-هدأ الهواء مرة واحدة حتى أصبح نسيما- تعود الأسئلة مرة أخرى: من أنا ؟ و كيف؟ و لم هنا بالذات؟ و يضاف اليها سؤال جديد : ماذا حدث؟
-لدهشتي و عجبي تظهر في يدي طائرة ورقية جديدة اكبر و ذيلها اطول و الوانها اكثر ، و هاتف بداخلي يهتف: اطلق الطائرة!!
#أحمد_الشرقاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟