أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - لماذا الانتفاضة الشعبية هي مدخل التغيير














المزيد.....

لماذا الانتفاضة الشعبية هي مدخل التغيير


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما نصف النظام بأنه سلطة مافيوية و غارق حتى أذنيه في دموع و آلام و معاناة السوريين فإننا لا نفعل ذلك لمجرد شتم النظام أو إرضاء لرغبة هائلة في التلذذ بشتمه , إننا في الحقيقة نصف واقعا موضوعيا , حتى رئيس النظام لا يدعي اليوم أن نظامه يهتم لما يفعله بالسوريين و هو لا ينكر حتى مساوئ نظامه بل يحاول التخفيف من وقعها على السوريين , لا أحد يملك اليوم الجرأة ليصف النظام بأكثر من أنه "نظام ضروري" ربما لأن بدائله سيئة , هذا ليس شتيمة , إنه ما يفعله النظام بنا..و نحن أيضا لا نشتم النخبة إذا اعتبرنا أنها هي الأخرى تولي حرية الجماهير اهتماما أقل بكثير مما ترى التغيير يتمثل في "سلطة رشيدة" نخبوية ( أي سلطتها التي تتعهد بإقامتها على أسس "ديمقراطية" ) و ذلك بانتظار بلوغ الجماهير سن الرشد , هذه أيضا ليست شتيمة , إنها حقيقة خطاب النخبة..إن البحث اليوم في المستقبل يقتصر على أية فئة من النخبة هي التي ستحكم الجماهير في الغد و علاقتها بسائر النخب..حسنا إذا كانت هذه حال الجماهير فمن أين يأتي الخلاص ؟ من الجماهير , منها فقط..خلافا لكل من اعتقد أو أرادنا أن نعتقد أن قوة ما طيبة ستأتي غدا حاملة لنا حريتنا فإن الواقع الفعلي يؤكد على حقيقة أخرى : إن أي حراك سياسي فوقي لن يحمل الحرية للجماهير بل سيأتي بالضرورة بسادة جدد , قد يتمكن من الإطاحة بنظام مفرط بل مقزز في استبداده و انتهاكه لكل شيء و قد يوسع إطار النخبة الحاكمة , لكنه لن يبالي أبدا لمصالح و حياة الجماهير..عندها لا يبقى أمام الجماهير إلا أن تقوم مباشرة بانتزاع حريتها هذه..حسنا ما الذي يعنيه إذا التغيير السلمي المتدرج ؟ و أين هم الناس من هذا التغيير ؟ و هل بديل "الاستقرار" الذي يضمنه هذا النظام أو أي نظام قادم يقوم على سيطرة النخبة , هو الفوضى أو الحرب الأهلية مثلا ؟ إن التغيير "السلمي المتدرج" يعني أن الحراك الذي يفترض أن يؤدي إلى الديمقراطية و يليها هو حراك فوقي و أن الناس بالتالي مجرد منفعلين تماما بهذا "التغيير" , إن سياسات النظام و كل القوى التي تضيق ذرعا بالآخر هي من يجعل خطر الحرب الأهلية واقعا و ليس الفعل المستقل للجماهير , ليس انفلات الجماهير – اقرأ حريتها , هو ما يخيف هنا , إن كل الحروب عبر التاريخ عدا عن المجازر و كل الجرائم خاصة أكثرها فظاعة و شناعة تمت بأمر من سلطات تدافع عن وجودها أو تطمح إلى أمجاد أو منافع شخصية أو نخب تستطيع تبرير قتل الآخر..إن المدخل الحقيقي لتغيير يفرض المجتمع بمكونه الأساسي أي الناس أو الجماهير إلى جانب النخبة كممارس أساسي للسياسة أو كمرجع لها و من ثم باتجاه إلغاء التمايز و الحدود بين الجماهير و السلطة , بين المجتمع و السلطة , و بناء حياة جديدة على أساس ديمقراطية حقيقية للناس , هذا المدخل لتغيير جذري على الوضع القائم لا يتمثل في أي حراك أو تغيير فوقي يكرس وضعية تهميش الناس بل هو في انتفاضة شعبية تطيح باستبداد النظام و تضع السلطة فعليا بأيدي الجماهير..هذا الخيار يتجاهله الجميع و ربما يخشونه..إن خيار الانتفاضة لا يتوقف عند استبدال النظام بل يفرض توازنا جديدا للقوى لا تكون فيه أجهزة النظام و لا أي جيش احتلال و لا أية قوة خارج هذا أو ذاك و لا النفوذ الاقتصادي و لا المالي أو الاجتماعي لهذا الطرف أو ذاك هي العامل الحاسم في الحياة السياسية و في تحديد السياسات الاقتصادية و الاجتماعية , هذه هي الديمقراطية التي ستكون فعلا نقيض الوضع القائم..إن قضية الحرية أكثر بكثير من نظام أو نخبة , إما أن تكون الحرية هي جوهر الحياة نفسها و إلا فهي ليست أكثر من استبداد لأقلية ما تستعبد الآخرين بحجج مختلفة.......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الوطني و العالمي , أفكار و حوارات من الحركة المناهضة للع ...
- مساهمة في الجدل الدائر
- نحو دمقرطة الموقف من أمريكا و الإمبريالية
- الثورة الروسية و الحكومة السوفييتية , لبيتر كروبوتكين ترجمة ...
- عن الجرائم الحضارية و الإنكار , ترجمة من ز نت
- الماركسية و الديمقراطية , ترجمة عن توني كليف
- عن النظام لبيتر كروبوتكين ترجمة مازن كم الماز
- الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في ا ...
- الليبرالية و الاشتراكية
- نقد رفاقي ضروري..نقد لأطروحات تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- مشروع لحل الأزمة اللبنانية و السورية و ماشئت من أزمات
- خصائص الشيوعية التحررية
- ما هو موقفنا...
- خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....
- على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل ...
- ثرثرة عن القوة و البشر
- لحظة ظهور الإسلام
- بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية.. ...
- نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
- أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - لماذا الانتفاضة الشعبية هي مدخل التغيير