أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو دمقرطة الموقف من أمريكا و الإمبريالية














المزيد.....

نحو دمقرطة الموقف من أمريكا و الإمبريالية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لسنوات طويلة كان الموقف من الإمبريالية إيديولوجيا يستمد شرعيته و مبرراته من الإيديولوجيا اليسارية و القومية و الإسلامية السائدة و بالتالي كان يرتبط بالضرورة بأنظمة اعتبرت ممثلة لهذه الإيديولوجيات في الماضي..هذه الأنظمة لم تكن في الحقيقة إلا واقعا سلطويا تسلطيا كان يستبيح المجتمعات و يسخرها لخدمة البيروقراطية الحاكمة , عسكرية كانت أو حزبية , تحت تلك الشعارات , هذا جعل الموقف من الإمبريالية هشا لدرجة أن احتلالات جديدة أصبحت ممكنة على أنقاض هذه الأنظمة و أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي أصبح قادرا على أن يسير بكل سهولة من انتصار إلى آخر دون أية مقاومة جدية من مجتمعات أو جماهير أصرت هذه الأنظمة و عملت كل ما بوسعها لإبقائها في حالة سلبية منفعلة بل في حالة مهمشة مقموعة مسحوقة..يجب هنا التأكيد أن ما كان يفترض أن يكون موقفا موضوعيا ينطلق من مصالح الناس تحول إلى موقف مغترب تماما عن مصالح هذه الجماهير , موقف أسوأ حتى من أن يكون حياديا تجاه عذاباتها و معاناتها , بل و وجودها , موقف يبرر و يبشر باستلابها و استغلالها و تهميشها على أيدي تلك الأنظمة..لا يوجد اليوم أي التباس في ما يجري اليوم في العالم و في منطقتنا خاصة , فأمريكا تعيد تأسيس المنطقة وفقا لمصالح إمبراطوريتها الكونية , إنها تؤسس للشكل الأمثل لهيمنتها ليس فقط على المنطقة بل على العالم , إنها تقيم اليوم البنية الإقليمية لهيمنتها , و في هذه البنية تحتل إسرائيل و دول البترودولار دورا مركزيا , النفط هنا يحتل المركز الذي تريد أمريكا أن تشيد من حوله تلك البنية الإقليمية للإمبراطورية..إن القضية الأساسية هنا هي السيطرة على النفط و هذا ما يجعل العراق و من ثم إيران إضافة إلى الخليج هي النقطة المركزية في هذه البنية و تأتي أهمية إسرائيل كشرطي أساسي للمنطقة أما بقية الساحات فهي يفترض أن تلعب دور خادم لتلك الساحات الأساسية , دور الجبهة الخلفية و الدعم اللوجستي و مخزن الاحتياط الجاهز للتدخل و التعويض في حال تعرضت المراكز النفطية الأساسية لأية مخاطر جدية – زيارة بوش الأخيرة لإسرائيل و أراضي "السلطة الفلسطينية" و الخليج تعيد فقط تأكيد السياسات و الأولويات المذكورة..إن القضية الأساسية بالنسبة لأمريكا اليوم هي في التوصل إلى الصيغة المناسبة الأمثل للنخبة الحاكمة التابعة التي تستطيع الاستمرار في أداء المهمة أمام مركز الإمبراطورية باستقرار عالي و في نفس الوقت أن تتمكن بنجاح من احتواء العدو المتمثل في الإسلام الجهادي..في لبنان تعوز هذه النخبة المختارة القدرة على الحسم مع قوى الخصم و في العراق لا تستطيع الإمبراطورية الاعتماد على ولاء تلك القوى الحاكمة اليوم , وحدها دول الخليج تبدو تحقق الشرطين معا و لو أن استقرارها الداخلي لا يوازيه قدرة هامة على الفعل الإقليمي المؤثر ما عدا الدعم الخلفي لأي غزو قادم أو الدور الذي يستطيع البترودولار أن يلعبه بقوة أمواله على أية ساحة أخرى..لا ريب أن مراكز الأبحاث تدرس البنية التفصيلية الأمثل لمثل تلك النخبة و لطبيعتها و شكل الحكم الذي سيمكنها من أداء كل هذه المهام سوية بنجاح..هذه البنية لا يمكنها أن تكون ديمقراطية في العمق , و إن احتاجت إلى ملامح خارجية "ديمقراطية" , إن مهمتها الأولى هي ضمان صمت و تهميش و تدجين الجماهير و مكافأتها ستكون اقتسام جزء من خيرات بلادنا مع مركز الإمبراطورية..وصف ادوار سعيد ما مورس حتى اليوم من "نزعة معادية لأمريكا" بأنها "آلية و غير عاقلة – دوغمائية , مبتذلة و سطحية على نحو يثير السخرية" ( الآلهة التي تفشل دائما , ترجمة دار الكتاب العربي لكتابه : Representations of the intellectual , ص 134 ) و سخر أيضا من أولئك الذين غيروا اتجاه بنادقهم , تماما كما تحدث بامتعاض عن دفاع " المثقفين التقدميين عن العروبة على نحو غير انتقادي معتقدين أنه يجب تعزيز هدف الناصرية و الدافع إلى الاستقلال المعادي للإمبريالية" ص133 وكيف "خف ( فيما بعد ) النقد للولايات المتحدة بشكل جدي و حذف أحيانا و ترافق ذلك مع المنع المألوف ضد نقد نظام أو آخر , الذي عظم حتى العبادة عمليا " ص 134 .
قد يكون السؤال الأكثر أهمية و إلحاحا في مواجهة مشروع استكمال بنية الإمبراطورية الأمريكية في منطقتنا هو السؤال عمن يملك النفط العراقي و الإيراني ( في حال سقوط النظام القائم في طهران اليوم أو استبداله بالقوة أو عبر آليات الاحتواء ) لكن يبقى السؤال المركزي في المواجهة الفعلية بين الجماهير الباحثة عن حريتها و عن مستقبل أفضل و بين كل القوى التي تريد تأبيد تهميشها و استلابها و استعبادها , هو في بنية الأنظمة القائمة أو التي تعمل الإمبراطورية الأمريكية على إقامتها و علاقتها بالشارع و بالجماهير خاصة درجة حرية الجماهير , عن حقيقة من يحكم و من يملك , الجماهير أم أية أقلية تؤسس سلطتها على نفوذ أو امتيازات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية , هكذا يمكن إعادة تأسيس الموقف من المشروع الأمريكي الإسرائيلي ليس كما تتمنى و تشتهي بعض الأنظمة و القوى التسلطية "الممانعة" و المهزومة بل كما تفرض مصالح الجماهير فقط , هكذا يمكن استعادة القوة إلى قضية بناء شرق أوسط جديد من الأسفل لصالح الجماهير على امتداد كل الشرق , يمكن الحديث عن عالم أفضل خارج حدود إمبراطورية العم سام أو أية إمبراطورية غير إمبراطورية الناس إمبراطورية يشكل ملوكها و يعدون كل البشر....

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الروسية و الحكومة السوفييتية , لبيتر كروبوتكين ترجمة ...
- عن الجرائم الحضارية و الإنكار , ترجمة من ز نت
- الماركسية و الديمقراطية , ترجمة عن توني كليف
- عن النظام لبيتر كروبوتكين ترجمة مازن كم الماز
- الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في ا ...
- الليبرالية و الاشتراكية
- نقد رفاقي ضروري..نقد لأطروحات تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- مشروع لحل الأزمة اللبنانية و السورية و ماشئت من أزمات
- خصائص الشيوعية التحررية
- ما هو موقفنا...
- خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....
- على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل ...
- ثرثرة عن القوة و البشر
- لحظة ظهور الإسلام
- بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية.. ...
- نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
- أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين
- اقتصاديات المشاركة : الحياة بعد الرأسمالية
- من أجل شرق أوسط جديد....
- بين الحرية التي يتحدث عنها بوش و وطنية النظام السوري...


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نحو دمقرطة الموقف من أمريكا و الإمبريالية