أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - العاصفة التي يخبئها الهدوء














المزيد.....

العاصفة التي يخبئها الهدوء


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 03:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شيء يسير في الاتجاه المرسوم مع بعض الإجراءات التي تقتضيها الفروقات ما بين خريطة العمل وما بين التنفيذ على الأرض، فيتم تعديل بسيط هنا وتعديل أكثر بساطة هناك.
فالحكومة العراقية ومن خلال تصريحات رئيسها تبدو اليوم أكثر ثباتا مما كانت عليه قبل شهور حين كانت تنسج حولها الإشاعات عن استبدالها، ويكاد يعصف بها فشل مريع في تهدئة الأوضاع وعدم السيطرة على الأطراف المتقاتلة في الشارع العراقي، وفشل آخر في إقناع دول الإقليم العربي بضرورة دعمها وإسنادها.
فبعد (تأليف قلوب) بعض الطموحين في مناطق كانت مغلقة تماما على القاعدة والقوى المعارضة للعملية السياسية ونجاح أولئك ولو نسبيا في عقد تحالفات مع بعض القوى المعارضة في مسعى لإقامة جبهة مضادة للقاعدة في تلك المناطق ، وبعد جولات وجولات قام بها الرؤساء الثلاثة وبعض الوزراء المعنيين لدول المنطقة وعقد اتفاقات وإن جاءت هامشية وتتسم بالتحفظ من قبل تلك الدول مع حكومتها، نتج عن هذا كله هدوء مشوب بالكثير من الحذر والقلق على مصير تلك النتائج المترتبة على هذه النشطات أن تنهار إن لم تفعل وتتطور.
ولكن هل من الحنكة السياسية ومن الحكمة أيضا النظر إلى مستقبل الحكومة من خلال ما هو متوقع من نتائج ؟
في السياسة يجب انتظار النتائج غير المتوقعة دائما، وما هو غير متوقع أن ترضى الأطراف المتصارعة بالنتائج التي تمخضت عن الأحداث منذ تفجير المرقدين وحتى قبل ستة شهور من الآن.
معنى هذا أن استقرار الأوضاع وان بدا قريب المنال إلا انه يظل مرهونا بما ستتمخض عنه التحركات التي تجري اليوم محليا وإقليميا.
إن بعض الأطراف بنت فرضيتها في قطف الثمرة حتى وان كانت ما تزال خضراء على أوهام ما بدا انه نتيجة نهائية للصراع، في حين أنّ الذي تبين بعد فترة وجيزة أن هذه النتائج لم تكن سوى علامة وقف لالتقاط الأنفاس، وان سقف المطالبات لم ينخفض ولكنه أصبح أكثر قدرة على الارتكاز بعد أن انكشف الكثير مما كان يعد مجرد ظن بالآخر قد يجر صاحبه إلى الإثم، وبعد أن ذاق البعض الآخر طعم التسلط ولا نقول السلطة.
إن ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية في السيناريو القادم هو العمل على احتواء الجميع وهذا بالطبع يستوجب تحجيم البعض ممن استعلى كثيرا نتيجة غياب القوى الأخرى وليس بسبب قوة لا يمتلكها غيره أو نضج سياسي، وان هذا الاحتواء يجب أن يكون متزامنا حتى وان اضطر المايسترو الأمريكي
إلى خفض عصاه ليتوقف العازفون الآن عن العزف. فالاوركسترا يجب أن تعزف بلحن توافقي واحد وليس مسموحا بعد الآن لأي لحن نشاز، فالأذن الأمريكية في الداخل يجب أن تبقى بعيدة عن التلوث السمعي حتى لو كلف ذلك التضحية ببعض الأصدقاء ممن لا يجيدون استقبال الإشارات الخفية.
ومع هذا فان البعض ما زال غارقا حتى أذنيه في وهم ما هو غير مسموح به البتة وهو الاستئثار بالسلطة دون الآخرين وان الآخرين هم الجميع دون استثناء.
إن نجحت القيادة الأمريكية من تنفيذ هذا السيناريو وإلا فان عودة الصراع المسلح سيكون وحده الكفيل لإعادة الاعتبار للجمهوريين أمام الديمقراطيين الذين أشبعوهم ركلا منذ انتخابات الكونغرس وحتى وقت قريب من الآن حين بدوا مؤخرا مقتنعين بخطورة انسحاب مفاجئ لقواتهم من العراق على المصلحة الأمريكية العليا، خاصة بعد توسيع القاعدة لميدان معركتها ليشمل مساحات بعيدة عن الميدان الرئيس في العراق، ما يعني أن الهدف الاستراتيجي الأمريكي بشن حرب عالمية على الإرهاب سيكون أمام اختبار صعب بإمكانية نجاحه وسط هذه الفوضى العراقية التي لا يبدو انها سوف تنتهي قريبا.
الإدارة الأمريكية لن تقف متفرجة ترى الضربة تأتيها من مكمنها،ولهذا فسوف تضطر الى تفجر الأوضاع داخل القوى الحليفة لأن حلفاء الأمس هم من يضعون اليوم العصي في العجلة الأمريكية المتوقفة أصلا وكلما تبين أن العوائق التي أوقفتها أزيلت من أمامها وأنها على وشك الحركة.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون النفط والغاز..الدوافع والاهداف
- بين واقع الحال وتصريحات المسؤولين
- في انتظار تقرير بتريوس
- الكابوس الفيتنامي وفائض القوة
- البقاء ليس للاصلح
- الحكومة العراقية وخيارات بوش المستحيلة
- كفاية
- الفشل الأمريكي والبحث عن الحلول الساحرة
- حرب المراقد
- هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟
- في ضوء تقرير المعهد الملكي البريطاني
- نحو بروسترويكا عراقية
- الرهان الأخير
- أيها المستشارون العراقيون... ما هكذا تُورد الإبل!!!
- من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية
- تصورات حلّ الأزمة العراقية... التقرير، البيان ، المؤتمر في ا ...
- مشكلات في طريق بناء الدولة العراقية
- إلى نواب الشعب مع التحية..
- تشابه الأضداد : نظام الأمن السابق.. نظام الشرطة الحالي
- عن مشروع المصالحة..أيضا


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - العاصفة التي يخبئها الهدوء