أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - في انتظار تقرير بتريوس














المزيد.....

في انتظار تقرير بتريوس


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الجميع يحبس أنفاسه بانتظار تقرير بتريوس .. الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس بوش ، الحكومة العراقية ، الدول الإقليمية المحيطة بالعراق والقريبة منه، بل والعالم كله . وهذه الأخيرة ليست مبالغة بل هي حقيقة،إذ أن المنطقة لا تقع في احد القطبين، ولا في صحارى استراليا، ولا دولها جزر تربية أغنام كما في الفوكلاند أو جمهوريات موز كما في أميركا اللاتينية، بل هي تقع في قلب العالم، ودولها تحوي احتياطي العالم من الطاقة ومنابع النفط وأنابيب وموانيء وطرق تصديره إلى أميركا والغرب، وهي ايضا الجسر الذي يربط اقصر طرق العالم في نقل النفط والبضائع، المنطقة التي تمر عبر ثلاث مضائق فيها تجارة العالم وطاقته المحركة: قناة السويس، باب المندب، ومضيق هرمز.
إذن فالعالم كله يحبس أنفاسه انتظارا لذلك الموعد المقرر منذ أن تبين للأمريكان أن خطة فرض القانون التي اخذوا على عاتقهم فرضها لتتفرغ الحكومة العراقية لما اشترطوه عليها من تحقيق ما أطلق عليه وقتها بالمصالحة الوطنية وحل المليشيات ، لم تؤت ثمارها رغم تعاقب الأيام والشهور. وأنهم – أي الأمريكان- اضطروا إلى الاعتماد على عشائر وقيادات عسكرية سابقة كانت الإدارة الأمريكية ترفض مبدئيا التعامل معها ناهيك عن دعمها وتسليحها، الأمر الذي أثار حفيظة بعض أطراف العملية السياسية وعلى رأسهم رئيس الوزراء ومستشاريه الذين وجدوا في هذا التوجه ربما خطوة أولى لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وقد نجحت القيادة العسكرية الأمريكية في هذا التوجه حتى الآن في استقطاب اؤلئك القادة العشائريين والعسكريين وان تحد بواسطتهم من نشاط القاعدة ومنظمات مسلحة راديكالية أخرى في مناطقهم التي كانت منطلقات للقاعدة ولتلك المنظمات.
الرسميون العراقيون يتعاملون مع الموضوعة الأمنية من خلال نظرة حزبية وأحيانا فئوية ضيقة ولذلك فقد فشلوا في تحقيق شيء مما وعدوا به، فيما نجحت الإدارة الأمريكية حتى الآن لأنها تعاملت مع المشكلة من منظور الواقعية الجغرافية والسكانية التي لا يمكن إغفالها آو تجاوزها، ليس بالنسبة للعراق أو الإقليم بل بالنسبة للعالم كله وما يترتب على هذا من استحقاقات، وأيضا من منظور اتسم بالحيادية وهي بالتالي حققت بواسطة هذا التوجه الكثير من النجاحات التي تخدم مصالحها وتوجهاتهان وهذا درس بليغ في السياسة على الساسة العراقيين ان يعوه جيدا.
إدارة الرئيس بوش وإدارة حزبه تريد الخروج من المأزق بأي ثمن حتى لو جاء هذا الثمن على حساب الحلفاء،فلطالما تركت إدارات أمريكية سابقة حلفاءها في بلدان عديدة إلى مصيرهم تقضي فيه شعوبهم، وربما كان هذا هو فحوى ما جاء في خطاب بوش قبل أسبوعين وهو يتحدث عن مصير رئيس الحكومة المالكي والذي أجبرته اللياقة أن يتراجع عنه فيما بعد.
وحتى ذلك الحين يمكن للمراقب أن يؤكد ان العقدة لن تحل على المدى القريب كما توقعت الإدارة الأمريكية فالتعقيدات العراقية المحلية والإقليمية ليست بالبساطة التي تصورها الرئيس بوش حين قرر الحرب على العراق.
فالعراق وكما كررنا مرارا في كتابات سابقة ومنذ البداية ليس جزيرة سياحية عائمة في المحيط الكاريبي .
العراق يحيط به جيران يتردد صدى ما يجري فيه بين جنبات دولهم، وهو بوابة العرب حتى عمقه على ضفة الأطلسي البعيدة، وهو في المباديء الإستراتيجية عنصر توازن مهم وضروري في المنطقة أمام تطلعات دول إقليمية فيها هي إسرائيل وإيران وتركية.
جيسيكا ماثيوس رئيسة معهد كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن تقول : "إن الوصول إلى حلول سياسية نهائية مرضية للفصائل العراقية المختلفة لن يحدث إلا عندما يكون لدى هذه الفصائل والطوائف يقين تام بأن القتال غير مجدي وان طاولة المفاوضات المكان الأنسب لا حرب الشوارع ولكن هذا لن يتم بحلول سبتمبر القادم أو حتي الربيع العام القادم ، هذا التوقع مبني على ما يقوله لنا التاريخ فمنذ عام 1945 حتى الآن لم تقل مدة الحروب الأهلية عن عشرة سنوات حتى في ظل التدخل العسكري الأجنبي.".
إذن فهناك تشاؤم استباقي مبني على معطيات ورؤى واقعية يجب الالتفات إليها وليس تجاهلها أو إغفالها كما تفعل النعامة حين تدفن رأسها في الرمال .
إن طبيعة الأطراف المتصارعة في الساحة العراقية وأشكال الدعم الإقليمي الذي تتلقاه هما ما يحددان طبيعة وقوة وتأثير تلك الاطراف وبالتالي تحديد شكل المرحلة القادمة وليس كما يظن الرئيس بوش أو يعتقد بأن آلته الحربية ومواعيده المقدسة إلى الحكومة العراقية التي يبدو أنها تسعى هذه الأيام للتخلص من شرنقة ائتلافها من اجل استمرار بقاءها هما ما يحددان طبيعة المرحلة القادمة التي يتمناها .
إن لجوء الإدارة الأمريكية إلى العشائر العربية في المناطق الساخنة وبالضد من اصرار الحكومة على استبعادهم ، وكذلك توجيهاتها الى الحكومة العراقية على تغيير قانون اجتثاث البعث ، وكذلك إلى إعادة القادة العسكريين السابقين، كل هذا يعد اعترافا ضمنيا على فشل السياسة الأمريكية طيلة الأربع سنوات الماضية، وتراجعا واضحا عن قرارات إدارة بول بريمر الكارثية وإقرارا بفشلها .
ما يلاحظه المراقب حتى الان أن كل هذه المتغيرات والحكومة العراقية ما زالت تصر على أن يأتي الحل من خلال العمليات العسكرية فيما عليها التفكير جديا بالجوانب الأخرى الأكثر تأثيرا وهي الجوانب الاقتصادية والسياسية.
إن حل المشكلات الاقتصادية للعراقيين ومعالجة الأوضاع الخدمية والتعاطي مع ظاهرة البطالة عبر صناديق الضمان الاجتماعي إلى أن تتحرك عجلة الأعمار المتوقفة بسبب سوء وتدهور الأوضاع الأمنية والفساد الإداري والمالي،سوف يحد كثيرا من العنف الذي يأخذ إشكالا متعددة كما أن خلق توازنات سياسية ما بين الأطراف جميعها والتعامل معها بحيادية بغض النظر عن الانتماء الطائفي سواء كان مذهبيا أم قوميا سيسهم إسهاما مباشرا في طمأنة شرائح المجتمع كافة باعتبار ذلك مقدمة لاستعادة السلم الاجتماعي ما بين شرائح المجتمع العراقي.
والى أن يصدر التقرير المرتقب فان رؤى الأطراف جميعها وتصوراتها للمستقبل تضل رهانات في المجهول.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكابوس الفيتنامي وفائض القوة
- البقاء ليس للاصلح
- الحكومة العراقية وخيارات بوش المستحيلة
- كفاية
- الفشل الأمريكي والبحث عن الحلول الساحرة
- حرب المراقد
- هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟
- في ضوء تقرير المعهد الملكي البريطاني
- نحو بروسترويكا عراقية
- الرهان الأخير
- أيها المستشارون العراقيون... ما هكذا تُورد الإبل!!!
- من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية
- تصورات حلّ الأزمة العراقية... التقرير، البيان ، المؤتمر في ا ...
- مشكلات في طريق بناء الدولة العراقية
- إلى نواب الشعب مع التحية..
- تشابه الأضداد : نظام الأمن السابق.. نظام الشرطة الحالي
- عن مشروع المصالحة..أيضا
- ميتافيزيقيا المصالحة
- عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان
- الثمن الذي يدفعه العراقيون


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - في انتظار تقرير بتريوس