أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - الكابوس الفيتنامي وفائض القوة














المزيد.....

الكابوس الفيتنامي وفائض القوة


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 1996 - 2007 / 8 / 3 - 03:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ البداية، وعندما بدأت التحضيرات لاحتلال العراق تعالت الاصوات في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها للحديث عن تجربة فيتنام وعن شبح فيتنام وعن الوحل الفيتنامي والمستنقع الفيتنامي، كانت كلها مصطلحات لها مدلولاتها الحقيقية وهي مفهومة لدى الفرد الامريكي وموثقة لدى مراكز الابحاث والدراسات في الجامعات الامريكية وغيرها.
ومع كل هذه الملفات التي استعيدت في لحظة ما وكان الهدف منها لفت نظر الادارة الامريكية الى امكانية تكرار المرارة الفيتنامية ، فليست الارواح وحدها من تنتقل من جيل إلى آخر كما يرى الحلوليون بل وحتى الحوادث التاريخية ..
ألم يقل ماركس في كتابه ( الثامن عشر من بروميير لويس بونابرت) إن الأحداث والشخصيات العظيمة تظهر في التاريخ مرتين، مرّة كمأساة، وأخرى كملهاة !
ومع هذا فلم تلتفت الادارة الامريكية الى هذه الاصوات وأصرت على ان تدخل الامتحان دون مراجعة الدرس الفيتنامي كما يصر اي تلميذ غبي على دخول الامتحان، ليلقي بنتائج فشله بعد ذلك على الظروف وعلى المعلم .
وها هي الادارة الامريكية تسعى إلى أن تلقي بتبعة نتائج فشلها في ادارة الازمة العراقية التي تسببت في افتعالها وايصالها الى هذا الطريق المسدود مرة على ما تطلق عليه الارهاب وتعني به كل فعل مسلح وغير مسلح ضد قواتها ومرة اخرى على الحكومة العراقية فاقدة القدرة التي تريد منها تحقيق ما عجزت هي عن تحقيقه بكل قدراتها شبه المطلقة.
الان بدأ الحديث في دوائر الادارة الامريكية عن المستنقع العراقي، والان فقط بدأ (غيس) بوضع خطط الطوارئ من اجل انسحاب قد تضطر اليه إدارته، كما طمأن هيلاري كلنتون مؤخرا ردا على تساؤلاتها في الكونغرس.
حتى الاجواء التي تحاول منظمات مدنية امريكية اشاعتها من اجل حمل الادارة الامريكية على الانسحاب من العراق هي اجواء شبيه بتلك التي سبقت الانسحاب من فيتنام.
فقد ذكرت الصحف الامريكية ان مناهضي الحرب في الولايات المتحدة "يستعدون لأسبوع من المسيرات أمام البيت الأبيض في مواجهة جديدة مع الإدارة الأميركية لحملها على سحب القوات من العراق".
الانسحاب الامريكي الاضطراري من العراق يؤشر حتما الى فشل الادارة الامريكية وعدم مصداقيتها في كل ما وعدت به بل وكذبها على الامريكيين وعلى الراي العام العالمي، ناهيك عن كذبها على العراقيين الذين وعدتهم بالحرية والديموقراطية لتستسلم في نهاية المطاف امام رغبات القوى اليمينية لاقامة عراق جديد ، جديد ومختلف حقا لا مجازا، فقد سلّم "المحرر!" الأمريكي العراق الى قوى غير ديموقراطية لتقيم فيه نظاما ديموقراطيا، وكانت هذه قمة المأساة في استعادة الزمن الفيتنامي !!
تماما كما اطلق على الاحتلال تحريرا وعلى مقاومته ارهابا في اكبر عملية خلط للاوراق في التاريخ.
انها المفاهيم المقلوبة التي ارادت لها دوائر اليمين الجديد ان تسود وتنتشر في محاولاتها المستميتة إحلال الثقافة الأمريكية محل ثقافات بلدان الشرق تمهيدا لمصادرة الهوية المحلية لصالح الهوية الكونية المرتسمة دوما في اذهان الامبرياليين حلما لاشباع حاجات يخلقونها من اجل ان تتحول حبات عرق المعدمين وعذاباتهم وخواء بطونهم وموتهم جوعا، ذهبا يصب في خزائنهم التي لا تمتلئ أبدا .
الغريب ان هذه الادارة وهي تضع خطط الطوارئ لانسحاب محتمل من العراق، تضع في نفس الوقت خططا اخرى من اجل فيتنام ثالثة في مكان اخر في المنطقة، فمحور الشر حاضر دائما في الذاكرة اليمينية. انها صناعة العدو التي يحتمها فائض القوة دائما!!



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاء ليس للاصلح
- الحكومة العراقية وخيارات بوش المستحيلة
- كفاية
- الفشل الأمريكي والبحث عن الحلول الساحرة
- حرب المراقد
- هل نحن امام مأزق من نوع جديد؟
- في ضوء تقرير المعهد الملكي البريطاني
- نحو بروسترويكا عراقية
- الرهان الأخير
- أيها المستشارون العراقيون... ما هكذا تُورد الإبل!!!
- من أجل رؤية موضوعية لأحداث الساحة العراقية
- تصورات حلّ الأزمة العراقية... التقرير، البيان ، المؤتمر في ا ...
- مشكلات في طريق بناء الدولة العراقية
- إلى نواب الشعب مع التحية..
- تشابه الأضداد : نظام الأمن السابق.. نظام الشرطة الحالي
- عن مشروع المصالحة..أيضا
- ميتافيزيقيا المصالحة
- عقدو الامن في العراق وسيناريوهات الامريكان
- الثمن الذي يدفعه العراقيون
- بيروت..بيروت


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - الكابوس الفيتنامي وفائض القوة