أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات














المزيد.....

حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


عام 1968 يذكره كل من أحب المسرح منا. كانت أعمارنا لم تتخط الثلاثين. وكانت لنا في ذلك العام بدايات لتجربة ما نزال نعتبرها رصيد طموحاتنا. في ذلك العام كانت لنا أعمال:
*موت دانتون - لبوشنر - إخراج فاضل السوداني.
*المسيح يصلب من جديد - لكازانتزاكي - إخراج عوني كرومي.
*أويسك - لبوشنر - إخراج فاضل خليل.
ثم توالت الأعمال لتعمق التجربة، أو بالأحرى لتطبع أقدامنا على خشبة المسرح.. إنها، كانت البداية التي حفزت الكثيرين إلى القول بأن هناك بديلاً جديداً للمسرح التقليدي (الفكر، السلوك، المنطق) وإن وراء ظاهرته شبان يستفيدون من قراءاتهم الخاصة ومن متابعاتهم وتعبهم، مضافاً إلى ذلك كله جهد بعض الأساتذة الكفوئين الذين علموهم شيئاً واستمروا إلى الآن.
كنا شباباً نبني تجربة. تجاوزنا الكثير من الأخطاء، وكان للتسكع في حياتنا حيزه الكبير. اتهمه البعض أنه تسكع غير منتج، في حين إنهم لم يبحثوا عن الأسباب التي خلقت هذا التسكع، فضلاً عن إنهم كانوا يجافون الحقيقة، إذ إننا كنا نلتقي ونتحاور لندرس تجربتنا في المسرح من أجل تجاوز الأخطاء وما يتسرب في أنفسنا من متاعب ذاتية. ونجح البعض منا في تحقيق ذلك وفشل البعض الآخر.
عشنا هذا التسكع متجمعين، لكننا مارسنا التجربة والوعي متفرقين.. فوجئنا بأن البعض منا يطمح في أن تكون بدايته (مخرجاً) وإذا لم أكن مخطئاً فإن أكثرنا بما فيهم نحن الذين كنا نقود حركة الشباب على المسرح، نضع شرط (المخرج) عندما نصوغ طموحنا مع أنفسنا، ولا بأس من أن نكون (ممثلين) عند الضرورة. هكذا كنا نفكر، ثم بدأنا نعمل فرادى، كل يعمل حسب فكره الخاص واجتهاده. وبرغم ذلك كنا نلتقي عند العمل الناجح في تجربة مسرحنا. كنا على اختلاف دائم ولكننا سرعان ما نتوحد في المساء عندما يعرض مسرحنا موضوعاً ناجحاً. حاولنا ثانية أن نجتمع حول منهج واضح للمسرح وفكر موحد، ففشلنا وفشلت المحاولة.
تخرجنا في الأكاديمية والمعهد ومعاهدنا الدراسية الأخرى، واتجهنا إلى الفرق المحترفة ذات الشأن على المسرح ففوجئنا بلائحة من الأفكار، تقول:
-(الويلاد بعدهم زغار على المسرح، رجلهم ما ماخذه على المسرح كممثلين، شلون انخليهم يخرجون؟!).. هؤلاء المتسكعون يطمحون إلى ما يسمى بـ(المسرح البديل) كيف نقبل منهم هذه الآراء؟ ونحن (نعرفهم) نحن الذين علمناهم ألف باء المسرح، يأتوننا الآن ليعلموننا ياء المسرح. عجيب!!
وبالتالي أفلح البعض (بعض الرواد) في إبعادنا عن المسرح. كانوا سيندون أدواراً صغيرة لنا وما تجود به إيمانهم..! واستفادوا من الثغرات الفكرية في سلوكنا المسرحي، ومنا من استنكر وضع المسرح وبقي إلى الآن (يتسكع) كما يقولون، ومنا من وافق على آراء بعض الرواد من أجل أن يصل للمسرح ويمارس حرفته فدخل الفرق الأهلية وتمكن من النجاح، إلا إنني أريد أن أثبت حقيقة معينة للتاريخ ولأجل أن لا تضيع هذه الحقيقة بين مناقشات شخوص المسرح التقليدي الذين سعوا لإبعاد أفكار الشباب آنذاك، أقول:
(إن العديد من الأساتذة استثمروا رؤى هؤلاء الشباب واستغلوا الكثير من أفكارهم التي كانت تطرح في المعاهد والمنتديات ومقرات الفرق وثبتوها في مسرحياتهم وأعمالهم المسرحية، وبدلاً من أن يجري هناك إقرار لحقيقة مصدرها (الشباب) تم تثبيتها لمستثمريها وأصبحت وثائق سجلت بأسمائهم في الصحف والمجلات واحتفظ بها أرشيف المسرح).
بعد هذه الرحلة البعيدة نسبياً عن زمننا الحالي، أقول لشباب المسرح خاتمة لحديثي: … أيها الشباب، لتكن لتجربتكم الاستمرارية وفق منهج واضح يحدده المنطق الوطني وتدعمه كفاءاتكم.



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج
- الجمهور وتطور المسرح
- السينوغرافيا ... وإشكالات التعريف والمعنى
- في ذكرى المبدع الذي سعى لاختزال المسرح
- الدور التاريخي للمخرج
- إشكالية التأليف... في المسرح العربي
- المشاكل التي رافقت الظاهرة المسرحيةالعربية
- إشكالية التمثيل في المسرح العربي
- في التأليف ... الادب احتياطي المسرح
- إشكالية النقد في المسرح العربي
- أنا والمسرح والتجربة
- مائة عام من المحبة .. أنموذج لمسرحية الحرب
- صدمة مسرح .. الكارثة
- سامي عبد الحميد
- النشأة والتطور في المسرح العربي
- يوسف العاني - كا تبا ، وممثلا ، ودراما تورجيا
- سعد الله ونوس -الملك هو الملك - أنموذجا
- جعفر السعدي .. أب المسرح العراقي
- فرقة المسرح الفني الحديث
- أسباب غياب الخصوصية في المسرح العربي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل خليل - حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات