أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - هكذا يجب التعامل مع آل مبارك














المزيد.....

هكذا يجب التعامل مع آل مبارك


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إذا كان علينا أن نهنىء الحجاج الغزاويين بسلامة الوصول إلى ديارهم ، فإن تجربتهم مع آل مبارك ، و مرمغتهم لأنفهم في وحل التراجع و الخضوع يجب ألا تمر بدون درس و إعتبار ، لأن تجربتهم المشرفة تعد تلخيص للمعادلة الناجحة للتعامل مع آل مبارك ، و تأسيس الجمهورية المصرية الثانية ، جمهورية الضمير و الحرية .

تجربة الحجاج الغزاويين تعد تلخيص للأسلوب الذي يجب أن نتبناه ، فهم مثلنا ، مواطنين بسطاء عزل ، و لكنهم أرغموا الجبار العنيد على أن يلين و يخضع ، بعد أن أظهر التجبر و العناد علانية .

الإسلوب من الممكن أن نلخصه في النقاط التالية :

أولاً : وضوح الهدف ، و هدف الحجاج الغزاويين كان العودة إلى ديارهم دون أن تتسلط عليهم أي سلطة أحتلالية أو أجنبية ، و هم لم يقبلوا بأقل منه ، و لم يساوموا عليه أبداً .

ثانياً : الإصرار على هدفهم ، و عدم الخضوع للضغط ، و كان الضغط هنا ، هو لعب سلطات آل مبارك على عامل الزمن ، معتقدة بأنه كلما طال زمن المعاناة ، كلما كانوا ألين عريكة ، و أكثر إستعداداً للخضوع لرغبات آل مبارك .

ثالثا : وحدة الصف ، فلم تفلح السلطات المباركية في شق صف الحجاج الغزاويين ، و التعامل معهم كأفراد . فقد إعتقدت سلطات آل مبارك ، أن الضغط سوف يشق صفهم ، فيسارع البعض بالتوقيع على الأوراق التي قدمت إليهم ، ليسرعوا في العودة إلى منازلهم ، تاركين الاخرين ، لتصبح المشكلة مشكلة أفراد ، و ليست مشكلة الحجاج الغزاويين قطابة ، بما يخفف الضغط المعنوي على آل مبارك . و لكن سلطات آل مبارك لم تفلح في دق هذا الإسفين ، الذي برعت فيه في التعامل مع المعارضة المصرية ، و ظل الحجاج الغزاويين صفاً واحداً ، و فرضوا بذلك على مرتزقة آل مبارك في الأمن التعامل معهم ككتلة واحدة ، منذ بداية الأزمة و إلى نهايتها ، جاعلين الأزمة ، أزمة الحجاج الغزاويين العالقين في يد وغد خائن ، لا أزمة أفراد معدودين .

رابعاً : الإستعداد للتصعيد ، و ذلك حين أحرقوا المخيم ، الذي أعده آل مبارك لإستيعابهم ، و ممارسة المزيد من ضغوطهم القذرة عليهم ، مفضلين أن يجلسوا في العراء ، في هذا الشتاء ، على مرأى من الإعلام .

ان الإستعداد للتصعيد ، و ممارسة ذلك التصعيد ، هو أحد أهم أسباب نجاحهم الباهر و المشرف . فمقابلة التحدي بتحدي مثله و يفوقه ، هو الحل الأمثل في التعامل مع آل مبارك ، و قد رأينا من قبل تلك الأزمة ، أمثلة كثيرة خضع فيها مبارك الأب ، الجبار العنيد ، للتصعيد ، خوفاً من مزيد من التصعيد ، يصل بالأمور لأن تفلت من يده ، فهو لازال يملك بقية من عقل تجعله يعلم أن عناده له خط أحمر لا يجوز تجاوزه .

خامساً : التغطية الإعلامية المحترفة ، سواء من الفضائيات ، أو من خلال الإنترنت ، بالإضافة للإعلام الأهلي المعتمد على الإنترنت ، سواء في المنتديات الحوارية أو المدونات .

فكل حدث ، و خاصة إن كان تحدي لسلطة فاسدة ، تفتقد للقاعدة الشعبية التي تدعمها و تسند ظهرها ، إذا حظى بالتغطية الإعلامية ، كان أكثر فاعلية بكثير ، بل يمكن القول إن أي تحدي إن لم يحظ بتلك التغطية الإعلامية في حينها ، فإنه يصبح عديم الفاعلية.

ان سلطة واهية الدعائم كسلطة آل مبارك ، لا تستطيع تحمل ضغط إعلامي طويل ، خاصة إن كان يعتمد على حدث ، أو أحداث ، تظهر قذارة النظام و عمالته ، للرأي العام المصري .

إن الدرس الذي لقنه الحجاج الغزاويين لمبارك الأب ، يزيده قوة هذا الدش البارد ، الذي أخذه على يد وزيرة الخارجية الإسرائيلية ، تسبي ليفني ، و التي إتهمته فيه بالتسيب ، و عدم ضبط الحدود ، و الذي تسبب في غضبه ، و وصفه إياه لتصريحاتها بأنها تجاوز للخط الأحمر معه ، مما جعله يستحلف للحجاج الغزاويين ، ليظهر الهمة و النشاط في الخدمة ، أو بالأحرى العمالة . كما يزيد إنجاز الحجاج الغزاويين روعة ، إن مبارك الأب ، و الذي طالما وصف نفسه بالعنيد ، صرح منذ وقت قصير بأن جعجعة الفضائيات لا تأتي بأي نتيجة معه .

إذا أردنا النجاح ، و أردنا أن نمرمغ أنف العنيد في الأرض ، بل و أن نلقيه و أسرته و أتباعهم من على كراسيهم إلى السجون ، فعلينا بإتباع نفس المعادلة، و تتلخص في : هدف واضح ، لا يُساوم عليه أبداً - الإستعداد لإطالة أمد التحدي ، فالوقت في حقيقة الأمر في صالحنا عند أي تحدي ، و ليس في صالح آل مبارك على الإطلاق - التكتل في كتلة واحدة صلدة ، لا يفتتها أي إسفين من الأسافين التي برعت السلطات المباركية في دقها بين قوى الشعب المصري - الإستعداد للتصعيد ، و رد الصاع صاعين - التغطية الإعلامية المتكاملة و الساخنة ، و التي لا تفتر همتها مع طول الأحداث .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
- يعقوب صنوع أديب الحرية
- الأغنياء و المساتير أيضاً يثورون
- هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام
- لا يا بلد شامبليون، الحضارة المصرية لم تبن بالسحر
- يا راكب القارب، تعال نصنع أوروبا في مصر
- حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب
- مبارك و بوتين، الفارق بين من فرط و من إسترد
- مبارك و بوتين، لا وجه في المقارنة بين من فرط و من إستعاد
- الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم
- أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك
- لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
- الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
- ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - هكذا يجب التعامل مع آل مبارك