الطبيب والزائر الغريب

غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 12:19
المحور: الادب والفن
    

اكتأب صديقي الطبيب النفساني تحت وطأة الهدوء الذي يسكن عيادته, لا يقطعه غير تناوب تثاؤب وشخير الممرض المساعد, وصديقي هذا, أنجز من الأبحاث والدراسات ما فسر أسباب دك معقالنا النفسية وتصدع جدران دفاعاتنا.. وبعد طول انتظار, وفي لحظة ما بين غفوة الممرض وشخيره داهمه الزائر المنتظر.
رفض الزائر الجلوس,وعبر عن امتعاضه من العيادة والممرض, ضغط على مفتاح آلة التسجيل ودخل جولة الاعترافات:
"لا تسألني عن اسمي, فأنا اليوم محمد وغدا موسوليني والبارحة بونوبارت, أنا حالة اختزلت كل عبقريات التاريخ, ولدت لجنية في سواحل كوبا أخصبها رجل من كوكب يبعد من الأرض 200 مليون سنة ضوئية, أنا ظاهرة فذة, أتيتُ لك تحديداً لتوجيه تحذيرا عبر وسائل الإعلام,ابتداءً من التلفزيونات الفلسطينية ومرورا بوكالات الأنباء العالمية, تحذيري لسكان الصين الذين يخططون لسرقة نخاعي الشوكي, سأفعل بهم ما فعلته باليابانين في هيروشيما ونجازاكي عندما فكروا بسرقة أمعائي الدقيقة يوما ما.
لا تسألني عن عمري, فأنا كائن أزلي, ولدت قبل الخليقة وشاهدت الانفجار الكوني العظيم, ورتبت طبقة الأوزون ورافقت نشوء الكائنات,وتسليت مع ظواهر الحياة الغريبة, وتزوجت امرأة من الكائنات الخضراء..
أراك تحدق في أسناني, لا تعجب فأسناني من ذهب أبيض, وعظمي ولحمي وجلدي من ذهب أبيض, أنا منجم الذهب الحقيقي والوحيد في العالم.
موقفي السياسي؟
أنا من يصنع المواقف السياسية في العالم, فجرت الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب الخليج,ووضعت أسس المفاوضات في أوسلو, لي طريقتي في التواصل والتراسل والتخاطر والإيحاء وتوجيه رجال السياسة في العالم كما أريد .
هل تسألني عن الكتب التي أطالعها؟
أنا أكتب الكتب, أصدرت آلاف المصنفات في العلوم الطبيعية والإنسانية والطب النفسي, لا بد أنك رجعت لها في دراستك الجامعية, وأنني وبعد هذا اللقاء أقرر أنك مصاب بالشيزوفرينا."
لم يحرك الطبيب ساكنا, خرج الزائر وصفق الباب خلفه, فصحا الممرض المساعد من غفةته مذعورا يسأل:
- ما الأمر؟
- أقبض عليه فأنا أختلف معه في التشخيص

* ملاحظة:الحكاية تعتمد على أحد ملفات الطبيب النفساني ف.ع

#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل