أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - بطاقة تهنئة في عرس مصادر














المزيد.....

بطاقة تهنئة في عرس مصادر


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


إلى الصديقة أم فرح, زينب الغنيمي..
هل كبرت فرح وصارت عروساً زُفت لوليف عمرها..
وهل تركت لديكِ تنانيرها القصيرة وجواربها البيضاء وشبراتها الملونة, وهدايا أعياد ميلادها ومناسبات نجاحها..
كيف غافلتكِ فرح, وتدورت صبية عروسا مسئولة عن بيت ورجل..
طارت فرح فراشة تحلق في فضاء جديد, وتكتشف الحياة من جديد, وتركتكِ ساهمة تكتبين لها رسائل شوق واعتذار ووصايا..
كل ذلك يحدث لأن الأقدار دارت بكِ حتى أتت بكِ قاطرة أسلو إلى غزة عتبة أولى إلى الوطن
وفي الوطن كم تهيأتِ ليوم زفاف فرح التي غادرت تنانيرها القصيرة واستبدلت شبراتها الملونة وعشقت مثل الصبايا قوس قزح.. هل تخطى قوس قزح فضاء غزة وفرد جناحيه هناك حيث يقيم الوليف..
وهناك فرح غريبة تعيش مع غريب في ديار مؤقتة بعيدة بعد الحلم عن سهد غزة..
كم حلمتِ يا صديقتي أن تعيشي الفرح يوم زفاف فرح, وكم شاركت العرائس, كم تطيبت وتزينت ورقصتِ وانتظرت يوم الفرح.. وتخيلتِ الصالة وموكب الزفاف وغالبتِ دموعكِ وأنتِ ترفعين ذيل ثوب العروس عن غبار الأرض, لتبقى العروس بيضاء بهية..
هكذا رأيتكِ بعين قلبي في غير المعلن في السطور, وقلوب الآباء لا تخطئ..
أقرأ سطوركِ وأعض قلبي..
يا لهول ما تختزنين من ألم يا صديقة
ويا لعظمة قدرتكِ على امتصاص الفجيعة, كي لا يزحف الحزن إلى محيّا فرح وهي في كنف العريس..
أي غربة نحياها ونحن في الوطن!!
وأي فقد يعيشه أولادنا في المنافي والمغتربات!!
هل هو القدر, أم هي اللعنة يا صديقتي؟
عدتِ يا زينب بعد عناء سفر طويل أكل زهرة عمرك, تنشدين بعض راحة قي غزة, وتوشوشين ما تبقى من أحلام, وتراودين مستقبلا يبتسم على ثغر فرح.. لا تكلين من مواصلة المشوار, تقاتلين كانتحارية في الدفاع عن ما تعتقدين, وعندما تكوني بين يدي فرح تصيرين كنسمة الصبح, شفيفة رقيقة.. تطيرين فراشة ملونة مع فراشة بيضاء
أنتِ كل النساء في امرأة, ولكنكِ عندما تكوني الأم تنكشفين إلا من قلبكِ, ولأن أشواك الطريق كالإبر, تنتعلين قلبكِ في الطريق إلى فرح..
إني رأيتكِ تذرفين الدمع دما.. تبللين الوسائد.. ورأيتكِ تنهضين مع دمعة الديك عند الفجر, تغتسلين بضوء الحقيقة, والحقيقة أنكِ أم فرح العروس..
لا بأس يا سيدتي.. الحياة في غزة والوقت حصار, ونحن على صدر أجندتها علامات تعجب واستفهام,أو إشارات استدراك, نصحو على هول المفارقة كل لحظة.
والمفارقة أن فرحة العمر تأتي مرة واحدة, ولكنها في غزة تصادر آلآف المرات..
هل سرقوا منكِ الفرح في يوم فرح, وأخذوكِ سبيّة تتدفئين على دمعة قلبكِ, وتجالدين الوقت وتنتصرين.. فأنت من وهب الحياة وردة حضرت في وادي الشقاء, وتبرعمت في حضن غزة.. وتفتحت عروسا في المنافي لتعود وعلى صدرها طفل رضيع أجمل هداياها إليكِ..
فانتظريها يا سيدة الوقت يا بهية..
وطيري سلامي لصبية غادرت شبراتها وتنورتها القصير لتبدأ رحلة أخرى هناك..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرب على قشرة الدماغ
- الخالة أم بشير - قصة قصيرة
- الهدهد والديك الديك الرومي - قصة قصيرة
- أطوار/ المرأة الوردة
- فلة وسكبن صغير - قصة قصيرة
- أول المرايا - فضاء سردي
- الهليون - قصة قصيرة
- ثلاث شجرات يثمرن برتقالا - قصة قصيرة
- قصص سوداء
- أشلاء بؤرة العشاق للروائي أحمد حميدة
- فوزية مهران امرأة تقترف الوجد - مقاربة نقدية
- الوجوه الباهتة - مقاربة نقدية
- غزالة الموج
- من هنا وهناك- وقاربة نقدية
- من هنا وهناك
- الهدهد والديك الرومي
- مرآيا الأثير- قصة قصيرة
- امرأة في الحصار- قراءة في رواية بقايا امرأة للثاص باسل ناصر
- امرأفي الحصار- متابعة نقدية
- بحر رمادي غويط


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - بطاقة تهنئة في عرس مصادر