أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غريب عسقلاني - الضرب على قشرة الدماغ














المزيد.....

الضرب على قشرة الدماغ


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


السؤال الذي يضرب قشرة الدماغ كل لحظة يعيشها الواحد منا، بغض النظر ان كانت طبيعية أو خارجة عن المألوف، هذا السؤال المشتبك كل الوقت مع الجغرافيا والتاريخ وكافة الايدلوجيات والأطروحات السياسية في هذا الواقع المعقد لدرجة الالتباس، والملتبس إلى حد الغموض المغلق كحائط سد والمنفتح على بوابات الاحتمالات السارة والضارة في آن واحد..
ينقر سؤال التطبيع قشرة اليافوخ، يشك الأعصاب بإبرة الوقت، والوقت صدام وسجال والموت حياة، والحياة مقدمات مبكرة لموت يتربص ضحاياه عند حواف أسيجة المستوطنات وعلى مسارب الطرق الالتفافية التي تفح تكنولوجيا التدمير، وبقر البطون الآدمية والصلدة تقيم مساربها نحو تأكيد كيان توسعي قائم على استلاب الغير ونفيه دون التفات لماض او مراعاة لحاضر يؤكد على حق الكائن البشري في حياة كريمة تضمن له حرية التناسل البيولوجي والمعرفين حتى يعمر ما استطاع في هذا الكون الذي أصبح قرية صغيرة، تماهت فيها المعالم وفقدت الأشياء خصوبتها غلا من تاريخ نشأتها الأولى ومبررات وجدودها على مواطن ارتكازها..
هل يتيح لنا الواقع في ظل معادلاته المرحلية إمكانية الاحتفاظ بالحلم، وهل تفسح كوابيس اللحظة الثقيلة اللزجة إمكانية عبور الأثير دونما عوائق مسنونة، ترتطم بك في غيبوبتك التي قد لا تمتد لأكثر من ثوان، تقيم خلالها مملكة زرقاء صافية كزرقة سماء فلسطين، نقية نقاء ماء المتوسط عند أقدام يافا وحيفا وعكا وعسقلان قبل النزوح، وقبل ان يعبثوا قتلاً وتذبيحاً وتلويثاً وإزالة لمعالم الشطوط الأزلية العذراء التي لقتنا الرواية كابراً عن كابر، ورشقتها في الصدر فامتصها بفعل التاريخ والموروت وهياج الثورة وزودها بطاقة شاقولية حفرت عميقاً حتى تربعت أسفل قشرة الدماغ تحتفظ بطاقتها المختزنة، وتوهم من يجهل فسيولوجياً الكائن الفلسطينيين بان الطاقة مهدورة تبددت وأن نارها قد خمدت ومضت إلى سكون بارد، يطفو جليد على سحنات الناس، يشير إلى عيون مشدوهة وإرادة مشلولة عاجزة عن التفجير واجتياز الوقت والإمساك بزمام الجولة وقد تمحورت الجولات حول ما يسد الرمق ويسكت جوع البطن..
في هذا السياق كيف يكون الأمر طبيعياً؟ وكيف تعود المواضيع إلى طبيعتها كما يشي سؤال التطبيع، المصطلح المنحوت على مائدة سياسية صممت أبعادها ومواصفاتها وأهدافها إسرائيليا وأمريكياً لم يستشر فيها عربي ولا أعجمي غلا بالسكوت والرضوخ لمؤشرات الغالب في مواجهة المغلوب واملاءات السيد المنتصر على العبد الخاسر، وارادات السالب على المسلوب..
ما الذي كان بيننا واختلت موازينه؟ وما الذي تحقق حتى تعود الأشسياء إلى طبيعتها؟ وما هي طبيعة الأمور التي فسدت ولم تعد مقبولة..؟ هي الرواية التي يجب التنازل عنها ونسخها من قشرة الدماغ وتفكيكها ثم حقنها من جديد، حتى وان رافق ذلك أورام وسرطانات.. هل تؤخذ الأمور والمصائر بهذا التبسيط الجائر الساذج؟ روايتنا على أرضنا، تاريخنا وارثنا وموروثنا القائم أساساً على شطب روايتهم النقيض، عمقنا العربي الاسلامي المرتكز على حضارة خصبت الفكر الانساني هل يستقيم من ميراثهم المفبرك وطموحهم العنصري في اقامة بؤرة شوهاء في مركز الدائرة العربية تسلب مقدراتها وتفرض زيادة زائفة، وتسدعي كل أدوات التفتيت والتفكيك واعادة التركيب لتكريس جغرافيا مصطنعة وتاريخ مؤول من خلال مناظير مقلوبة تقلب الميراث والتراث وتشرد الأمة على امتداد الأرض وتذر اشلاء الفلسطيني نتفاً وشظايا وتخصي كل بذور التلاقح بين الانسان ومنابته..
كيف يكون اللقاء وعلى أي أساس؟ وكيف تكون المعرفة والسجال محكوم بالسياسي الذي تؤكره سقوف حددت سلفاً، فهل تحتفظ الرئة بهواء الشهيق ومخلفات الزفير في ذات اللحظة، وشهيقهم يسرق منا أكسجين الحياة وزفيرنا يرشح قطران الغل والغضب على ارض مسلوبة وحلم محاصر وطرق ثعبانية تزملنا وتهرس مفاصلنا، تحيلنا يومياً إلى كتل آدمية مشوهة.ز
كيف تكون الحياة في ثنايا فلسطين الرئة التي تبحث عن توازنها واتزانها.. وقدرنا أن نستوعب الشهيق مع الزفير مادة للحياة وحسرة عليها..
هل قدرنا ان نستجيب لمثل هذا الخلط، تحت دعاوي الحوار وحق المعرفة في ظل اتساع وسائط الاعلام في القرية الصغيرة ومظلات العولمة.. كيف أفسر لولدي وحفيدي أن المجدل مسقط رأسي تقع جنوب اسرائيل التي سميت يوماً بفلسطين، وكيف يستوعب ان مقام سيدي الشيخ عوض، ولي الله الصالح صاحب الكرامات يرقد محروساً ببنادق الحاخامات يقيمون عند عتبته مبولة عمومية ويصبون عند اساساته خطوط نفايات مدينة أشكلون الحديثة. هل أفسر لولدي وحفيدي وكيف لي أن أفسر ان الريح تكبح اندفاعها، وان الغيمة تجهض أحمالها عند بوابة ايرز، لأن دولة اسرائيل لها مزاجها المناخي المختلف اختلاف باخلاط الأجناس الذين توافدوا غليها، واحتكموا لقانون قلة الأصل، وتباين المنابت، فاقترعوا على قانون بديل بلا أساس، يقول بأن الظواهر المناخية وان الريح والمطر والشمس والقمر وجدت عبرية ولم تزل، وأن حاخاماتهم تنازلوا عن ملابسهم الكهنوتية إلى جنرالاتهم حتى يختلط الأمر على دعاة الفصل بين الله والبندقية، واتخذوا من الأمر نقطة انطلاق لبلورة روايتهم التي افرزت مواصفات مائدة المفاوضات ونحت من جلدها مصطلح التطبيع، ووزع على الملاعب وتفرع إلى تطبيع سياسي واقتصادي وثقافي..
فاذا كان للسياسي مناوراته وتعالميه من فن الممكن، وللاقتصادي ادواته وموارده وموازين ضعفه وقوته، فإن للثقافي روايته الضاربة عميقاً في الأرض، لا تنثني أمام رياح المراحل، ولا تستجيب لاملاءات الوقت الطارئ.. وعليه فكيف نسوغ لأنفسنا مجرد الاستماع إلى رواية أخرى نعرف سلفاً تشوهاتها وخدعها! فالذي يقر بروايتنا يقرر الحقيقة ويتخلى قانعاً ولا يلجأ إلى التوفيق والتلفيق واللهاث راء المبررات.
وأخيراً فإن صفاء الحلم يتوهج مع نقاء الحقيقة التي تحرس الحلم من كوابيس الواقع المتغير بتغير المعادلة المحكومة بالفعل الآني وعليه يظل السؤال يدق على قشرة اليافوخ يحفز العقل وتبقى الرواية طازجة تطرد عوامل التشويه.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخالة أم بشير - قصة قصيرة
- الهدهد والديك الديك الرومي - قصة قصيرة
- أطوار/ المرأة الوردة
- فلة وسكبن صغير - قصة قصيرة
- أول المرايا - فضاء سردي
- الهليون - قصة قصيرة
- ثلاث شجرات يثمرن برتقالا - قصة قصيرة
- قصص سوداء
- أشلاء بؤرة العشاق للروائي أحمد حميدة
- فوزية مهران امرأة تقترف الوجد - مقاربة نقدية
- الوجوه الباهتة - مقاربة نقدية
- غزالة الموج
- من هنا وهناك- وقاربة نقدية
- من هنا وهناك
- الهدهد والديك الرومي
- مرآيا الأثير- قصة قصيرة
- امرأة في الحصار- قراءة في رواية بقايا امرأة للثاص باسل ناصر
- امرأفي الحصار- متابعة نقدية
- بحر رمادي غويط
- ثلاث عيون تيصرن كثيراً - قصة قصيرة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غريب عسقلاني - الضرب على قشرة الدماغ