أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ثلاث عيون تيصرن كثيراً - قصة قصيرة














المزيد.....

ثلاث عيون تيصرن كثيراً - قصة قصيرة


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 09:17
المحور: الادب والفن
    



أخذ الأمر طابع الاشاعة، فمد الواحد من الناس بوزه في أذن الآخر.. مُطت الشفاه، وانعقدت الحواجب على الجباه الضيقة والواسعة.. وتهامس الجميع عن طفل الحكاية.
الذين يقيمون في الدهاليز تلمظوا، فصدرت الأوامر، وانتشر العسس في الأمكنة.. فتشوا.. حتى أسراب الهواء فتشوها, وعادوا بثلاثة عيون .
سأل القاضي كبير الحراس:
- ما الأمر ؟!
- تم القبض عليهن في حالة تلبس..
- فكوا وثاقهن وادخلوهن واحدة تلو الأخرى
وقفت العين الحوراء أمام القاضي، نصف مغمضه, بهرته، فتوسل .
- افتحي حدقتك على آخرها .
- لا أستطيع .
تدخل كبير العسس وهمس:
- ضبطت الحوراء في العتمة تحدث الناس عن طفل الحكايـة، رفع القاضي مظلة رموشها.. حدق في بؤبؤ العين.. رده الخالق فيما أبدع، وذكره بآثامه وخطاياه زمجر، ولكن صوته خرج كسيراً .
- هي الحقيقة دعوها تنتظر..
مَثَلتت العين الثانية، فسأل القاضي:
- ىومن تكون هذه الحولاء؟!
- ُلقيَ القبض عليها وهي تعلم الجنود أصول التنشين والتصويب في حقل الرماية..!
- وهل استقرت رصاصاتهم في أكباد الشواخص..؟!
- كلا يا سيدي .
- طاشـت إذن..؟
تلفت كبير العسس حوله، وهمس في أذن القاضي :
- جنحت الرصاصات إلى قلب طفل الحكاية .
فر الدم من وجه القاضي.. فدخلت العين الثالثة تتقصع.. قال القاضي:
- وما بال العوراء؟!
- كانت في المرصد تستطلع هلال رمضان .
قهقه القاضي ثم أمسك، فقد تذكر انه أطلق شطاره والمنادين إلى الحواري والميادين والخانات والأسواق, يزفون البشرى للناس بعد أن قدم تقريره إلى السلطان واعتمد الرؤية..

óóó

في قاعة الانتظار تعابثت العيون الثلاث، فقالت الحوراء للعوراء :
- كيف تتجرئين على استطلاع هلال رمضان؟!
ردت العوراء:
-عندما بلغني أنك تسبحين في بحر العتمة، ولا تخرجين إلى النور، وأن الحولاء تعلم الجنود أصول التصويب، طلبت من مرافقي أن يصعد بي إلى قمة المئذنة، حتى أستجير بالله العلي القدير، وفي مظلة المئذنة عبرني الهواء الطري ودغدغني، فتمايلت ذات اليمين وذات اليسار، وإذ بمشايخ الزمان يهللون ويهتفون، فأعلنت الرؤية.. وعلمت أن شاطراً ممن لبسوا العمامة حديثاً طار بالخبر إلى القاضي الذي طير المنادين..
التفتت العوراء إلى الحوراء تسألها عن طفل الحكاية، فصاح كبير العسس:
- الصمت.. الصمت وإلا..
أطبقت الحولاء جفنيها على زاوية حَولها، وهمست:
- وإلا..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيرة المنجد -قراءة في حرفة التنجيد اليدوي-
- سيرة المبروكة والعودة إلى بداية الحكاية
- جحش أبيض في سباق الخيول
- سيرة المبروكة والعودة إلى جذور الحكاية
- العشيرة
- هلال يحضن نجمة
- صورة المرأة في روايات الرجال
- الدموع والدخان وحفاف ماء العين
- جنة يضاريسها وعرة
- الجياد تقفز عن الحواجز
- العودة إلى الحنين
- قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - ثلاث عيون تيصرن كثيراً - قصة قصيرة