أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - العشيرة














المزيد.....

العشيرة


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:10
المحور: الادب والفن
    



أبي لاعب البوكر، الحريف الذي تشهد له الصالات وأهل الكار، لعب حتى نفض بطانة جيوب سترته وبنطاله.. صديقه اللدود الذي ربح ، لم يأبه لرجفة بطن أمي، حيث كنت أنا أرفس بقدميّ أحاول الخروج .
جن جنون أبي فأمسك بتلابيب خصمه وقال :
- نُكمل اللعب .
- أنت لا تملك شيئاً نلعب عليه؟!
- أملك هــذه..
وأشار إلى أمي ، فرفست أنا جدار البطن ثلاثاً..
لحس صديق أبي لسانه، وازدرد ريقاً جافاً ، حطت عيناه على كحل عينيها وشهق :
- هي لي اذا ربحت؟!
- اذا ربحت..
- ولكنها حامل؟!
- تصبح لك والطفل لي.
وربحها الصديق اللدود، فاعتصمت أمي بشرع الله حتى تضعني، ويبرأ رحمها من آثار الحمل، وتكمل عدتها.. وعندما جاء الميعاد قالت :
- أمهرني .
- كيف أمهرك وقد ربحتك في اللعب؟
- أن أربي ولدي ، وأن يظل زوجي الأول بيننا ، وأن تستمرا في اللعب والرهان عليّ .
وفي اللعب خسرها زوج أمي ، وربحها أبي وكانت حاملاً فانتظر حتى وضعت أختي. وعشنا في بيت من ثلاث حجرات، حجرة لأبي وأولاده والثانية لزوج أمي وأولاده، والثالثة لأمي التي تسجل على صفحات أجندتها مواليدها حتى لا تختلط الأنساب .
وضاق بنا الحال فاجتمعت أمي بزوجيها.. تشاوروا طويلاً، عرض أبي أن يطلقا سراحه ليلعب خارج الدار، فتوجست أمي خيفة أن يربح ويعود بضرة، واقترح زوج أمي أن يستدرج صديقاً يلعبا معه في الدار، فراقت لها الفكرة..
وفي نهار وقفنا في صفين متقابلين ، نستقبل ضيفا طويل القامة ، وجيه الطلعة ، عريق الحسب والنسب.. ودار اللعب حتى منتصف الليل ، وكانت أمي زوجة لأبي في ذلك العـام ، صرخ أبي :
- نلعب عليها ..!!
أسبلت جفنيها على كحلة عينيها فاهتاج الرجل .
- تتنازل عنها !؟
- هي لك إن أنت ربحت .
وكي يغريه أكد :
- وهي ليست حاملاً .
وفي الصباح كانت أمي في حضن الرجل، وكنا جميعاً نقوم على بناء الحجرة الرابعة للزوج الثالث..
ومضت الأيام..
وكبرنا، ووقفنا في ثلاثة صفوف ننتظر رجلاً اصطاده زوج أمي الثاني.
ضاقت بنا الدار، وحاصرتنا الشرطة ، فخرجت أمي تسب وتلعن, وقذفت في وجه الضابط قسائم زواجها وإشعارات طلاقها وبترتيب دوري ، ووضعت في عبه ملفاً سميناً يضم شهادات ميلادنا صبياناً وبناتاً .
أمضى الضابط نصف النهار الأول في تدوين البيانات ، وأمضى نصف النهار الثاني في اتلاف الوثائق وحرق ما دون.
وفي يوم صحونا ، لم نجد آباءنا ، فتحلقنا حول أمنا.. قالت :
- احرقوا أوراق اللعب..
- لمــاذا ؟
- لا يوجد بعد اليوم من يخسرني أو يربحني
وانتشرنا في شعاب الأرض ، وكنا كلما قابل الواحد منا أخاه أو أخته نتحاضن ، فيدق القلب على القلب ، ويؤكد الواحد منا لأخيه أو أخته أننا أبناء عشيرة واحدة ، ونرسم في وجه الشمس صورة أمنا ، ولا ننسى طرف رمشها على كحلة العين..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلال يحضن نجمة
- صورة المرأة في روايات الرجال
- الدموع والدخان وحفاف ماء العين
- جنة يضاريسها وعرة
- الجياد تقفز عن الحواجز
- العودة إلى الحنين
- قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - العشيرة