أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد يونس خالد - الحيرة الذهنية














المزيد.....

الحيرة الذهنية


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 664 - 2003 / 11 / 26 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


  1
اليتيم   
  كان الطفل يلعب بالأحجار المهملة المرمي على قارعة الطريق، فلم يكن له ألعاب كالأطفال الآخرين رغم غنى والده الذي رحل عنه وتركه مع العدم. ترعرَع مع اللامبالاة والعيون الحاسدة والأفواه الجائعة، وذهب بعيدا عن البيت يبحث عن القلم والعقل والفكر. عاش عيشة الفقر والعوز، فكان يحلم بيوم يلبس فيه الثياب الجميلة النظيفة. يأكل الخبز في الفطور وينسى الغداء، ويأكل العشاء مطبوخا بيديه المرتجفتين الصغيرتين، وهو يفكر كيف يأتي الغد. كانت أخوته يهملونه، ووالدته تبكي على حالها أكثر مما كان المهاجر تأخذ من أفكارها.
                                             1 يونيو 1994

 2
 البحث عن الحقيقة
هاجر إلى البُعد، وغاب عن الأنظار. وفي يوم ملبد بالغيوم الصيفية، وزخات المطر الشتوية، شعر بحاجته للجلوس في حلمه. فإذا بفارس على صهوة حصانه الأشهب، لابسا جبة بُنيّة، يقول له "إما الجنة وإما النار" ، ثم يغيب الفارس عن الأنظار إلى العُلى. نهض وسار على ركبتيه يبحث عن شئ ضائع لا يجده بعينيه، ويعجز أن يصفه بشفتيه، وقلبه يرى النور من داخله فشعر بحاجته إلى البكاء. ووجد بأن دموعه سقطت وهو يلتقط نبرات صوت معذب يؤثر في عقله، ودموعه لا تعرف الرحمة، وشعر بأنه بحاجة إلى أن يذهب إلى البحار العميقة ليغسل آثامه.
                                * * * * *
إستيقظتْ صديقته الصغيرة من نومها العسلي، والجمال البرئ يرقص على فستانها المخملي القصير وهي تمسح دموعه بدموعها، لكنها حائرة فيما تقول، وتسأله: بربك أخبرني أين كنتَ هذا الليل القارص الطويل؟ قال: إلتقيت بمَلَك من السماء وأنا في الأرض، والحيرة الذهنية في بحث عن الجلال. قالت: أنت أيها المسكين قد وجدتَ الصدق في الأحلام، ورأيتَ الشوق مع اليقظة في الليل ، والليل يُسَبِح للخالق، والناس نيام، وأنت تبحث عن الأمان. إذهب يا حبيبي واغتسل لتقرأ علينا سورة التوبة بصوت عال فالملِك الدّياّن يسمعك ، فكلنا نبحث عن الحقيقة، ويوما نسير إلى الذي أوجَدَنا، فمن تراب نحن وإلى تراب نغور، لننهض والحق يوزن الميزان بالقسط، ونحن ننشد الجِنانز ثم قَبّلَتهُ بشفتيها الباردتين الخائفتين، وغسلته بدمعة من صدرها العاري، وهي تنظر إلى السماء وكأنها في صلاة مع الملائكة تنشد الحياة بعد الحياة، ودموع الحب والحيرة تتساقط كأوراق شجرة المعرفة يوم تاب آدم فسقط من السماء إلى الأرض. والخير والشر يجتمعان، والإنسان بينهما مجتهد يعرف ولا يعرف. ورحمة الله وسعت كل شئ.                                أوبسالا 11 يونيو 1994



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي واللاوعي بالتراث
- طفلتي الصغيرة
- التعصب يمزق جدرانه فإلى أين ينتهي بنا التفكير؟
- الطفل المعجزة
- مشوار منفى الروح في القرى الكردستانية
- معركة الديمقراطية في عراق المستقبل بين الحرب والسلام - القسم ...
- الكرد ومعركة الديمقراطية في العراق 3-3 - القسم الأول
- أغنية العمر
- الكرد والنموذج الديمقراطي الإيراني ومساندة الولايات المتحدة ...
- في رحاب الحب
- إشكالية ديمقراطيات الشرق الأوسط وموقع الكرد في معركة الديمقر ...
- صرخة النفس المتمردة
- معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم حوار مع الاستاذ ...
- ثماني قصائد نثر في الشعر
- أين العقل العربي؟
- ربط الدبلوماسة بالإستراتيجية ليأخذ العراق موقعه الاقليمي وال ...
- الجمعية الدولية للمترجمين العرب منبر إبداع وإشعاع حضاري
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- غابت معك رحلة التاريخ
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد يونس خالد - الحيرة الذهنية