أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم حوار مع الاستاذ خالص جلبي في مقاله -ورطة المصطلحات-















المزيد.....



معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم حوار مع الاستاذ خالص جلبي في مقاله -ورطة المصطلحات-


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 593 - 2003 / 9 / 16 - 04:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


      معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم

                 حوار مع الاستاذ خالص جلبي في مقاله "ورطة المصطلحات"

 

 

 

البحث عن الحقيقة خير في ذاته كما قال سقراط، والعلم محاولة موضوعية تامة عن الحقائق، لذلك فالعقل لايحكم إلاّ عن علم، ومتى أخطأه العلم وجب عليه أن ينتظر. فهل هناك ضريبة على الوعي او أننا نعيش في عالم بلا معنى وأن أمراضنا تنبع من نسيان الحقيقة؟

 

وصلني اليوم  (14 سبتمبر 2003) أربعة أبحاث رائعة من الموقع الالكتروني الفكري الفذ "كلام مفيد" ، من بينها مقال الأستاذ خالص جلبي بعنوان "ورطة المصطلحات" . فلم أستطع أن أنتظر إلا واقراه في الحال، ووجدت القلم يدعوني إلى الكتابة في اللحظة ذاتها. لقد حاول الأستاذ جلبي أن يتحرك في دائرة العلم بعيدا عن التراشق بالكلمات. فالإنسان لايستطيع أن يفسر بعقله كيف يحيا الميت بعد أن أشبع موتا. لذلك فإننا يجب أن نقرأ الألوان لأننا لانراها على حقيقتها. ومن خلال قراءة الأستاذ جلبي للألوان بدأ ينقد ورطة الكلمات والتلاعب بها من قبل بعض المتحزبين الإسلامويين ليقودوا الناس إلى رؤية الألوان بعيدا عن قراءتها. نحن نفهم الإسلام كدين سماوي جاء لهداية الناس إلى الطريق القويم وعبادة الإنسان للرحمن. ولكننا لا نفهم الإسلام كتحزب مشرزم لعبادة الإنسان للإنسان. فالتلاعب بالمصطلحات وخداع الناس لا يؤدي إلى التعليم الحواري. وقد صدق التربوي فرايري في قوله عن التعليم الحواري:

                         "ليس الجدل العقيم الذي يمارسه بعض الناس إنما الوعي بالواقع الإنساني. فالإنسان عندما يتبين

                              واقعه يدخل في حوار مع نفسه وزملائه وخصومه والعالم الذي يعيش فيه. هذه العلاقة

                              الحوارية هي التي تخدم الوعي وهي التي تؤدي إلى التفاهم والحرية. وبالتالي تغيير العالم أي

                              أن يحرر الإنسان من نفسه والقيود التي تتحكم فيه. والوعي يجب أن يقترن بالعمل. الوعي

                              والعمل في مرحلة واحدة وليس في مرحلتين".

 

فهل يأخذ بعض الناس من مراهقي الدراوشة المتورطين في معركة المصطلحات بالحوار التعليمي أو يأخذون بالسلاح والتكفير والقتل؟ هناك مَن يعطي تفسيرا دينيا خاصا للعلمانية بأنها تنفي الدين ولذلك يجب تكفير العلمانيين. وجاءوا بمصطلحات جديدة بعيدة عن أسلمة المجتمع، وهي تدخل في خانة التوجه القومي المتطرف تحت العمامة الإسلاموية، ومصطلحات تصب في مستنقع العنف بأسم التحزب الديني، ومصطلحات تجري في جدول الدماء في ظل العمامة من أجل الصراع على السلطان الدنيوي. كلمات جميلة، في حوار بعيد عن ما ذكرنا "الوعي والعمل في مرحلة واحدة وليس في مرحلتين". فنسمع اليوم مصطلحات مثل "أسلمة العلوم، علمنة الإسلام، أسلمة العلمنة، أسلمة المعرفة، التيار القومي الإسلامي" والخ.

    من الصعب الدخول في تفاصيل هذه المصطلحات في حوار هادئ قصير كهذا الذي نحن فيه. ولكنني أحاول أن أناقش مصطلحا من هذه المصطلحات ، وهو مصطلح "التيار القومي الإسلامي".

   مصطلح "التيار القومي الإسلامي" من إبتكار المفكر الإسلامي د. محمد عمارة الذي كان شيوعيا ثم هداه الله تعالى إلى الإسلام، وإذا به يتحول من الأممية على حد تعبير الشيوعيين طبعا، إلى العالمية الإسلامية، ثم عرج إلى التقوقع القومي تحت العمامة الإسلامية. فجاء بما أسماه "التيار القومي الإسلامي" وهو عنوان كتابه الذي طبع في دار الشروق لأول مرة عام 1997 بالقاهرة. يقع الكتاب في مائتي صفحة مدحا وتبجيلا لمؤسس البعث العربي الإشتراكي ميشيل عفلق، معتبرا إياه من رواد التيار القومي الإسلامي. (ماشاء الله !!!)

   يقول المفكر الإسلامي محمد عمارة في ص 155 مايلي:

                      "والإسلام الحضاري هنا هو مجرد مكون من مكونات القومية يغذيها بتراثه الروحي، وهو متضمن

                           فيها".

ويقول الدكتور عمارة مدافعا عن فكرة ميشيل عفلق ، بعد إتساع مساحة الحديث عن الإسلام في ص 156 من كتابه المذكور أعلاه مايلي:

                         "فلقد أصبح الإسلام أكبر مكون من مكونات القومية العربية. اصبح أباها الذي ولدت منه ولادة

                         جديدة، كما أصبح الإسلام الحضاري خيارا قائما بذاته ضمن خيارات النهضة الثلاثة، كما تحدث

                         عنها ميشيل عفلق وهي: القومية ، والتقدم ، والإسلام الحضاري. لقد كانت العروبة في المرحلة

                         الأولى هي الأصل، وكان الإسلام مجرد مُفصح عن رسالة الأمة العربية إبان ظهوره. وكانت

                         القومية – وليس الإسلام – هي المُفصح عن رسالة الأمة في العصر الحديث. أما في المرحلة الثانية

         مرحلة "الحقبة العراقية" في تطور ميشيل عفلق. فلقد تحدث عن الإسلام باعتباره الأب الشرعي

للعروبة –وليس المُفصح عنها- وباعتباره المكون لها، وجوهر مشروعها النهضوي. بل وباعتباره

وطن الأمة والسياج الحامي لوحدتها، في الماضي والحاضر والمستقبل على السواء. لقد أصبح دينا ، ووطننا ، ووطنية، وقومية ، وحضارة، وثقافة، بل ومبرر الوجود للأمة العربية.

 

هل ذلك هو الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام؟

إذن ماذا يقول مبدع التيار القومي الإسلامي عن مهزلة الحكم الفاشي البعثي الصدامي في العراق؟ كان ميشيل عفلق رائدا للفكر القومي الإسلامي طبقا لإبتكارات المفكر الإسلاموي محمد عمارة. التيار الذي شق طريقه وعبر المراحل الأخرى في طريق التيار القومي الإسلامي المتشدد في العراق في عهد صدام حسين على هدى أفكار ميشيل عفلق إلى مرحلة المقابر الجماعية ودفن الاطفال العراقيين أحياءا، وإستخدام الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين الكرد في حلبجة الشهيدة والشيعة من النساء والأطفال في مدن الجنوب العراقي التي لا تزال تنزف دما في الجبة القومية الإسلامية وعمامة التيار القومي العفلقي الإسلامي.

   وختاما أؤكد بأنني لست معاديا للإسلام، فأنا من المؤمنين برسالة الوحدانية التي رفعها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكنني أرفض أن يحاول البعض تشويه الإسلام من محتواه الإلهي وعدالته ودعوته للسلام والهداية. نحن البشر لم نُخلق لنحارب الله بل لنؤمن به تعالى، وقد منحنا الله جل عُلاه العقل لننقد ونعبر عن ما ينبغي أن نفعل لخيرنا في الدنيا والآخرة بعيدا عن الديماجوجية وورطة المصطلحات وتجارة الدم من أجل السلطان.

 

 

ورطة المصطلحات

خالص جلبي*
اجتمع جحا يوماً بشخص لم تسبق له معرفته، فأخذ يحادثه جحا على نحو حميم وكأنهما صديقان منذ أمد بعيد. ولما هم الرجل بالانصراف سأله جحا: عفواً يا سيدي إنني لم أعرف حضرتك فمن أنت؟ فتعجب الرجل وقال: وكيف حدثتني دون كلفة طول هذه الفترة وكأن بيننا معرفة سابقة؟ قال جحا: اعذرني فقد رأيت عمامتك مثل عمامتي وقفطانك مثل قفطاني فخيل لي أنك أنا!
هذه النكتة تقرب إلينا مصطلح "أسلمة العلوم" فنستبدل الحقائق بالكلمات فيكسب القاموس كلمة ويخسر الواقع حقيقة. وفي الحقيقة فليس شيء أكثر سلباً للعقل من الشعارات، ولا أضر على العلم من معالجته بأدوات السحر، ولا أسوأ من توظيف الدين للأيديولوجيا، وفكرة أسلمة العلوم مثل اختصار كل الألوان إلى اللون الرمادي وانكماش الأبعاد إلى نقطة رياضية. وادعاء (أسلمة) العلوم يمكن أن تقابل بـ(تهويد) أو (نصرنة) و(بوذذة) العلوم، وهو ادعاء لم يدع له أتباع بقية الديانات لحسن الحظ، ويبدو أن هذا الاتجاه له أرضية (نفسية) من الهزيمة العلمية الساحقة التي ينوء تحت ثقلها العالم الإسلامي، فهو يستورد المعرفة مع السيارات والأفكار مع مساحيق التجميل، وأما الأحزاب والبرلمانات والديمقراطية فتخرج في نسخ مزيفة تماماً، مثل بناء البيوت على يد مهندس عربي وشركة فرنسية ففي الأول تتحول البيوت في الصيف إلى جهنم تتلظى لا تسكنها العقارب والأفاعي وفي الشتاء إلى بيوت من الأسكيمو يهرب منها الدب القطبي والفقمة. ولو بقينا نبني بيوتنا بالطين كما فعل أجدادنا من قبل لكان أصح وأوفر وأقرب للطبيعة وأبعد عن الاستيراد ولكن ما زال سر الحداثة في يد ملك الجن الأزرق. وهذا المصطلح (أسلمة العلوم) لم يعتمده علماؤنا قديماً لسبب وجيه: أن الكون كله أسلم لله. وكل كشف لحقيقة علمية هو قراءة مختلفة لآية غير قرآنية، وهناك من حاول توظيف القرآن لصالح الأيديولوجيا فزعم أن سرعة الضوء موجودة في القرآن، ولكن الغريب أن هذه الحقيقة لم يكتشفها عالم قبل أن يعلنها عالم غربي، وفيزو الذي قاس الضوء بحوالي 300 ألف كم في الثانية لم يرجع إلى نص من كتاب مقدس بل قرأ الآية من الكتاب الأصلي (التكويني). إن (أسلمة العلوم) محاولة طفولية لإضفاء عظمة على مسلمين تحولوا إلى عظام. ويحاول أطباء الصحوة الإسلامية معالجة قصر القامة بلبس بدلة طويلة. والإسلام غير المسلمين وهو ينتشر في العالم بقوة دفع ذاتية، ومن يعتنقْه يفكُكْه عن العرب العاجزين، وبغداد اليوم غارقة في النفايات.
وُصف لجحا يوماً امرأة ذات عيون في طرفها حور تسحر الألباب، فطار قلبه ووقع في غرامها ولم يصبر حتى تزوج بها فاكتشف أنها حولاء. وفي يوم العرس قدم لها طبقا من قشطة وعسل فقالت على استحياء لماذا أحضرت طبقين ونحن اثنان؟ وفي الليلة التالية أطرقت بخجل وقالت يا جحا لم تخبرني عن الزائر الشيخ بجانبك!؟ قال جحا: أما أن يكون الصحن اثنين فهو علامة كرم، ولكن وجود شيخين بجانب امرأة واحدة خطير ولا علاج له إلا الطلاق.
ونحن في أسلمة العلوم نتأمل العالم بعين حولاء فنتخيل العلم دون علم.

 

 

 

 

 

            

    



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثماني قصائد نثر في الشعر
- أين العقل العربي؟
- ربط الدبلوماسة بالإستراتيجية ليأخذ العراق موقعه الاقليمي وال ...
- الجمعية الدولية للمترجمين العرب منبر إبداع وإشعاع حضاري
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- غابت معك رحلة التاريخ
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- لن تُجبرني على الرحيل
- ثلاث قصائد مهداة لاطفال فلسطين
- أرضي
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- القضية الكردية في المعادلة الدولية ودورها في مستقبل الشرق ال ...
- أين درب الرحيل؟
- الغدر في عاصفة التحدي
- الطفولة المُعَذبة
- تنامي الإتجاه الكردي نحو الغرب والخيارات الصعبة
- قصائد تغني لبغداد
- العوامل الداخلية والخارجية لتدويل القضية الكردية
- الديمقراطية شئ عقلاني في النهاية


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - معركة المصطلحات يجب ان تكون قائمة على العلم حوار مع الاستاذ خالص جلبي في مقاله -ورطة المصطلحات-