أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - الإمبريالية عدوة الشعوب. نقطة!















المزيد.....

الإمبريالية عدوة الشعوب. نقطة!


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يثير الغضب العادل في النفوس ان بعض القوى الوطنية "الوطنجية" والقومية "القومجية" في منطقتنا لا تريد استخلاص العبر الصحيحة من نكبات كارثية اصابت ودمرت الحياة الوطنية والوجود الوطني لشعوب عديدة من جراء التحالف الدنس بين الامبريالية الاستعمارية والقوى الرجعية المحلية الوطنجية القومجية. فافتراس حقوق الشعب العربي الفلسطيني ووطنه بأنياب النكبة التي فجرها التحالف الاستعماري – الصهيوني وبتواطؤ من بعض انظمة الرجعية العربية، وحولت الشعب الفلسطيني الى شعب من اللاجئين في الشتات القسري ينزف جرحه دما حتى يومنا هذا، فرغم هول هذه المأساة الوطنية الانسانية، فان من يواصل اشعال نيران الموقد لتكرار هذه النكبة لدى شعوب وبلدان اخرى وباشكال مختلفة تلائم ظروف التطور الراهن في ظل توازن القوى العالمي القائم اليوم.



فالحقيقة الساطعة بمدلولاتها السياسية انه لا يمكن لتحالف امبريالي – رجعي ان يخدم المصالح الحقيقية، القومية والوطنية لأي شعب من الشعوب المناضلة من اجل حريتها وانجاز حقوقها القومية والوطنية الشرعية. والأمثلة على ذلك كثيرة، لا تعد ولا تحصى، ولكنني سأكتفي بمثلين فقط. المثل الأول يتعلق بتأرجح الحقوق القومية الكردية في أرجوحة الموازنة الدولية وما يطرأ عليها من تغيرات. ففي هذه الايام تبرز مظاهر ازمة ومناكفات بين النظامين الايراني والعراقي الواقع تحت نير الاحتلال الانجلو امريكي. والعامل الجديد لهذه الازمة يكمن في تصريح الرئيس العراقي الذي نصبه الامريكان رئيسا، الكردي جلال الطالباني الذي ادلى به ومدلوله السياسي "انه يعتبر اتفاق 1975 في الجزائر بين شاه ايران ونظام صدام حسين ملغى، والحديث يدور عن اتفاق تم توقيعه بين الشاه وصدام حسين بمباركة امريكية جرى بموجبه ترسيم الحدود بين البلدين في اطار صفقة سياسية بين النظامين يتعهد من خلالها نظام صدام حسين بتقزيم الحقوق القومية الكردية وعدم السماح بقيام أي كيان قومي مستقل لاكراد العراق، مقابل تقسيم شط العرب بين العراق وايران ورسم حدود التقاسم الوظائفي بينهما في الخليج العربي – الفارسي. وبعد انتصار القوى الاسلامية في ايران عملت الادارة الامريكية على تشجيع النظام العراقي بشن العدوان والحرب على ايران وعقد صفقة مؤقتة مع بعض قادة الاكراد، خاصة مع جلال الطالباني رئيس الحزب الدمقراطي الكردستاني. وبعد انهاك الحرب لقوى ايران والعراق عسكريا عززت الادارة الامريكية واسرائيل ومخابراتها العلاقة مع قادة الاكراد، خاصة بعد غزو العراق للكويت واحتلاله. وتوهم قادة الاكراد ان الامبريالية الامريكية وحليفها الاسرائيلي سيساعدان على انجاز الحقوق القومية الكردية، حق تقرير المصير بالحرية والاستقلال الوطني. وفي حرب الخليج الاولى في 1991 وضعت الامبريالية الامريكية شمال العراق، كردستان العراق تحت الحماية الامريكية كأنه منفصل عن ثدي امه الوطنية العراق واخذ الموساد الاسرائيلي وقادة عسكريون اسرائيليون يسرحون ويمرحون في شمال العراق. وفي نقاشنا مع بعض قادة اكراد العراق الذين كنا نلتقيهم في مؤتمرات دولية كنا نحذرهم بشكل رفاقي ونؤكد لهم ان ولاء وعمالة قادة الاكراد المتنفذين امثال الطالباني والبرزاني لن يحققا للاكراد حقوقهم القومية المشروعة، والامبريالية الامريكية لا يهمها سوى مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية ومستعدة للغدر بالاكراد وطعنهم من الخلف والامام اذا كان ذلك يخدم مصالح الامريكان الطبقية الانانية والسياسية. وهذا ما تؤكده ملامح التناقضات التي بدأت تبرز بين المحتل الامريكي للعراق وبين خدامه من قادة الاكراد وبعض قادة الشيعة المدجنين امريكيا. فتوقيت بروز التناقض والمناكفة، بين النظام الايراني وقادة الاكراد والذين يتولون تحت حماية الاحتلال الامريكي رئاسة العراق المحتل ورئاسة اقليم كردستان العراق، ليس وليد الصدفة، فقد بدأت تبرز تناقضات المصالح بين عملاء الاحتلال الامريكي من قادة الاكراد والشيعة وغيرهم. فخلال الايام الاخيرة جرى بلورة تحالف بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي السنّي، وثلاثتهم اعضاء في حكومة المالكي الائتلافية. والدافع الاساسي لبلورة هذا التحالف هو التناقض والصراع بين الاحزاب الكردية وتيار المالكي في السلطة العميلة للاحتلال، وانفجر التناقض والصراع حول قضيتين اساسيتين، الاولى حول "قانون النفط" الذي جاء في "الدستور الجديد" الذي اقر تحت حراب المحتل الامريكي يعطي عمليا سلطة الاقاليم في "الفدرالية العراقية" الحق في عقد صفقات بيع النفط دون الرجوع الى الحكومة المركزية. وحكومة المالكي منعت حكومة اقليم كردستان العراق من عقد صفقات بيع النفط او التنقيب عن النفط دون اقرار من حكومة بغداد المركزية. والقضية الثانية تتعلق بقضية كركوك ومطالبة الاكراد بتنفيذ بند "الدستور 140" باجراء استفتاء بهدف ضمها الى اقليم كردستان لأن الاكراد يؤلفون اكثرية السكان. وكركوك تعتبر اراضيها وجوفها مجمعا احتياطيا هائلا من النفط. وجاءت وزيرة الخارجية رايس لاصلاح ذات البين خوفا من انفجار كارثي يحرق المصالح الامريكية في العراق. وادارة بوش واحتلالها في العراق يميل في موقفها الى كبح جماح الاكراد وتحديد صلاحيتهم بشكل لا يهدد المصالح الاستعمارية الامريكية في العراق والمنطقة. ولهذا رأينا انه في الموقف من الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وتعاطف اكراد شمال العراق مع حزب العمال، تقف ادارة بوش مع حليفها الاستراتيجي عضو الحلف الاطلسي تركيا ضد الاكراد، تزود الجيش التركي عن طريق طائراتها التجسسية بالمعلومات عن مواقع حزب العمال الكردستاني حيث تقوم القوات التركية بقصف القرى الكردية العراقية في شمال العراق.
ولا نستبعد ان يقود التطور والصراع في العراق والمنطقة الى شكل من التحالف التفاهمي على قاعدة المصالح المشتركة بين المحتل الامريكي للعراق وتركيا والنظام الايراني والقوى والاحزاب الشيعية العميلة قادتها لامريكا وايران وضد مصالح الشعب العراقي الحقيقية وضد المصالح القومية الوطنية الحقيقية لاكراد العراق وللحقوق القومية الكردية التي لدغت من جحرها على ايدي المتآمرين من "اصدقائها" مرات ومرات!!
اما المثل الثاني فيتجسد بالتآمر الامريكي على مصالح الشعب اللبناني ومستقبل تطوره. فمنذ اكثر من شهر ونيف يعيش لبنان بدون رئيس للجمهورية، فللمرة التاسعة يؤجل البرلمان اللبناني عقد جلسته لانتخاب رئيس للجمهورية، بسبب عدم توفر الشروط الاستحقاقية والدستورية المطلوبة لانتخاب الرئيس. وقد جرى اتفاق مبدئي باجماع كل الكتل البرلمانية، الموالاة والمعارضة، على تعديل في الدستور اللبناني يسمح للعماد ميشيل سليمان ان ينتخب رئيسا للجمهورية رغم انه لم يستوف شرط السنتين على تركة للبدلة العسكرية. وما يعرقل حل الازمة هو موقف الاكثرية البرلمانية (من الموالاة)، مجموعة 14 آذار وبضغط وبتحريض مباشر من الامريكان ومساعد وزيرة الخارجية وولش، برفض شروط المعارضة لحل الازمة، فالمعارضة تقترح ان يكون تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان في اطار "سلة تفاهمات" بين الموالاة والمعارضة تساعد على حل جذري طويل الامد للازمة السياسية. وان تشمل سلة التفاهمات الاتفاق على رئيس للحكومة وعلى البنية الهيكلية للحكومة وتركيبتها وتعديل للدستور والانتخابات العامة. وما ينذر بخطر انفجار الصراع المأساوي ان الادارة الامريكية تضغط على جماعة الحريري – السنيورة – جنبلاط لانتخاب رئيس للجمهورية حسب المقياس النصف زائدا واحدا وليس حسب الثلثين وفقا للدستور، وقد لجأت الموالاة الى تقديم مشروع قانون بهذا الخصوص وطالبت رئيس مجلس النواب نبيه بري بطرحه على البرلمان للتصويت عليه واقراره!! ان المدلول السياسي لهذا التوجه الامريكي الضاغط هو زج لبنان في اتون حرب اهلية مدمرة وتمزيق الوحدة الوطنية والاقليمية للشعب اللبناني ووطنه الى اشلاء مبعثرة.




#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمواجهة الخطر العنصري الفاشي المتزايد في الآونة الاخيرة
- هل السلام هدف استراتيجي لمن يمارس الجرائم بحق الشعب الآخر؟
- بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع لجبهتنا الدمقراطية: بعض الملاح ...
- بعض المعالم الإجرامية للتحالف الامريكي – الاسرائيلي بعد -أنا ...
- هل يؤلّف مؤتمر -أنابوليس- فعلاً انطلاقة نحو السلام العادل؟
- مؤتمر -أنابوليس- في أرجوحة استراتيجية العدوان الامريكية – ال ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقرار تقسيم فلسطين: ألمؤامرة الراهنة ...
- هل يتّجه لبنان نحو التوافق ام الى هاوية الصراع والتراشق
- ساركوزي يعمل على استعادة مكانة فرنسا من نافذة الاستعمار الجد ...
- إنجاز الاستقلال الفلسطيني وعاصمته القدس المحكّ للسلام وللاست ...
- ملاحظات لا بُدّ منها في الذكرى السنوية لرحيل القائد الرمز يا ...
- الجبهة من المنظور الاستراتيجي الكفاحي!
- في ذكرى ثورة لا يمكن ان تُنتسى
- نضال الاكراد دفاعا عن حقوقهم القومية نضالا شرعيا وعادلا - مل ...
- حقيقة المدلول السياسي لقمة رؤساء دول بحر قزوين
- مع بداية جولة رايس: حقيقة المواقف من -المؤتمر الدولي- المرتق ...
- هل يستعيد النظام الروسي تدريجيا مكانه ودور الاتحاد السوفييتي ...
- في الذكرى السنوية السابعة ليوم القدس والاقصى: لا أمن ولا سلا ...
- هل تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بإطلاق عنان نواياهما العدو ...
- لا نغفر ولا ننسى!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - الإمبريالية عدوة الشعوب. نقطة!