أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - بعض المعالم الإجرامية للتحالف الامريكي – الاسرائيلي بعد -أنابوليس-















المزيد.....

بعض المعالم الإجرامية للتحالف الامريكي – الاسرائيلي بعد -أنابوليس-


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نبالغ أبدًا عندما أكدنا وكررنا مرارًا قبل وإبّان وبعد انعقاد المؤتمر الدولي في"انابوليس"، الذي دعا اليه الرئيس جورج دبليو بوش تحت يافطة وضع أسس التفاوض الاسرائيلي – الفلسطيني بهدف التوصل الى التسوية السلمية العادلة، لم نبالغ في تأكيدنا ان الهدف المركزي والأساسي لهذا المؤتمر، ليس أبدًا بلورة قاعدة وآليات انجاز الحل الدائم والسلام العادل على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي، بل هدفه المحوري خدمة مصالح الاستراتيجية الامريكية وحليفها الاسرائيلي في الهيمنة الشرق أوسطية وكونيًا.
وقد بدأت تبرز ملامح خدمة مؤتمر "أنابوليس" للمصالح الامبريالية الامريكية – الاسرائيلية ليس فقط في مجال العلاقات العامة بتصوير المجرمين والجزارين المحتلين حكام واشنطن واسرائيل بأنهم "دعاة سلام"وأنصار حق الشعوب بالحرية والاستقلال الوطني في الوقت الذي يهتكون فيه عرض حرية وسيادة شعبي العراق وفلسطين، ليس فقط في هذا المجال الاعلامي التسويقي الديماغوغي المناقض بشكل صارخ للحقيقة، بل كذلك وبالأساس، في مجال الممارسة على أرض الواقع حيث تبرز أنياب الذئب المفترس تنهش في أجساد حقوق الشعوب.
وسأكتفي في سياق معالجة اليوم التركيز على بعض الأمثلة من الثمار المرة التي تقطفها الامبريالية الامريكية وربيبها الاسرائيلي من شجرة "أنابوليس" البائسة. فعشية انعقاد مؤتمر "أنابوليس" في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني، قبل يوم من افتتاحه، عقدت ادارة بوش مع دميتها التي نصّبتها رئيسًا عميلا للاحتلال الانجلو-أمريكي على رأس حكومة عراقية عميلة، مع المالكي، صفقة سياسية تحت يافطة "صفقة غير ملزمة" تجيز لجيش الغزاة الاحتلالي الامريكي البقاء سنوات طويلة جاثمًا على أرض وصدر الشعب العراقي. كما تجيز هذه الاتفاقية الخيانية زرع أرض العراق وتدنيسها بقواعد عسكرية امريكية، هذا اضافة الى نهب شركات الاحتكارات الامريكية والبريطانية لبترول العراق.
ما يثير أشد السخط والاستنكار هو موقف أنظمة التواطؤ والخنوع العربية التي وقّع المالكي على اتفاقية الخيانة الوطنية مع بوش وجاء وجلس بين ستة عشر وفدًا عربيًا وكأن شيئًا لم يحدث تحت خيمة مؤتمر "أنابوليس".
ولا أبالغ اذا قلت، وبناء على متابعة التطورات على ساحة الصراع في العراق المحتل، ان الشعب العراقي يواجه نكبة لا أقل مأساوية من نكبة الشعب العربي الفلسطيني، نكبة تستهدف تمزيق اوصال الهوية الوطنية العراقية الواحدة والدولة العراقية الواحدة. فالشعب العراقي يواجه ما يشبه حرب الابادة لدفن الهوية العراقية الحضارية المستقلة. وعمليًا يواجه الشعب العراقي ضربات التآمر المخضبة بدماء أبنائه من مختلف هويات الانتماء القومي والديني والطائفي المذهبي من مختلف الجهات. فالتناقض الاساسي في العراق هو بين المحتل الأمريكي وحلفائه بما في ذلك عملاؤه من العراقيين وبين شعب العراق بمختلف ألوان طيف نسيجه الوطني. ولتعزيز وجوده الاحتلالي في وجه تصاعد المقاومة العراقية التي تكبّده الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، وفي وجه المعارضة المتزايدة عالميا وفي أمريكا للوجود الاحتلالي الامريكي في العراق، لمواجهة تورطه وأزمته الخانقة في العراق يصعّد المحتل الامريكي من ممارساته الاجرامية وارتكاب المجازر الدموية، بقصف المدن والاحياء السكنية العراقية بشكل غير مسبوق، وقد زاد عدد قوات جيش الاحتلال في الاشهر الثلاثة الاخيرة بثلاثين ألف جندي. فعن طريق ارتكاب جرائم الحرب بقصف المدن والأحياء السكنية بقنابل وصواريخ واسلحة تقليدية وغير تقليدية، يحاول المستعمر والمحتل الأمريكي إخماد لهيب الثورة لكنسه والتخلّص من دنس وجوده، وفشله عن طريق المواجهة المباشرة لقواته الغازية في إخماد انفاس مقاومة الاحتلال، لجأ المحتل الأمريكي الى تأجيج الفتنة الطائفية والصراع الاثني والمذهبي، خاصة بين الشيعة والسنة. وبين تيارات شيعية مدجّنة قيادتها أمريكيًا وتيارات شيعية مدجّنة قيادتها ايرانيًا. وبين الاكراد والتركمان، والعرب والأكراد، والتلويح بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات سنية وكردية وشيعية، وإقرار لجنة في الكونغرس الامريكي توصية بتمزيق الوحدة الاقليمية لدولة العراق الى ثلاث دويلات. ورغم مآسي الصراع الطائفي المخضّب بدماء العراقيين، فالواقع يعكس ان لجوء المحتل الامريكي الى تأجيج نيران حرب اهلية طائفية مذهبية لم يضمن الاستقرار والامن للمحتلين في العراق، فلجأوا في الآونة الاخيرة الى تأجيج الفتنة بين العشائر العراقية، استمالة وشراء زعماء بعض العشائر والقبائل العراقية بالدولارات الامريكية والوعود بمراكز سلطوية. وقد صدق احد زعماء التيارات الاسلامية، الدليمي، بأن المحتل الامريكي يخطّط لتقسيم العراق الى كانتونات عشائرية بهدف ترسيخ أقدام وجوده في العراق وشطب الهوية الوطنية الواحدة للشعب العراقي.
ومن المخاطر الجدية التي يواجهها الشعب العراقي هي: أن يصبح ضحية تهدر دمها بين المطرقة الامبريالية الامريكية وسندان المصالح والمطامع الايرانية في العراق، وان يصبح الشعب العراقي ضحية توافق المصالح الامريكية – الايرانية في العراق. كما انه يجب الاخذ بالاعتبار تصريح رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان ان حكومته اعطت الضوء الاخضر لقادة الجيش بمهاجمة قواعد حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق. فتفجير بؤرة الصراع في هذا الوقت بالذات يستفيد منه المحتل الامريكي بتصعيد جرائمه في العراق، وقد يؤلف عاملا مساعدًا "لتحسين" العلاقة بين واشنطن وطهران وربما دمشق أيضًا، فالعداء للحقوق القومية الكردية يؤلف العامل المشترك بين الأطراف الثلاثة.
أما بالنسبة للقضية الأساسية التي من أجلها ادّعى بوش انه دعا لعقد المؤتمر الدولي في "انابوليس" – قضية الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، فقد تطرقنا وتطرقت "الاتحاد" بالتحليل الواسع لمدلولات هذا المؤتمر من الناحية السياسية، ولكن ما نود التركيز عليه باختصار في سياق معالجة اليوم هو التحذير ولفت الانتباه من أمرين أساسيين: الأول، ان من يريد التفاوض لانجاز التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني لا يمارس الاجرام والقصف والاغتيالات ضد هذا الشعب. فإبان وخلال وبعد مؤتمر "انابوليس" الذي حاول من خلاله بوش واولمرت تصوير سبب وجوهر الصراع في المنطقة هو "الارهاب الاسلامي الفلسطيني" وليس الاحتلال الاسرائيلي منذ أربعين عاما. فتحت هذه الذريعة يصعّد المحتل الاسرائيلي من عدوانيته وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت يافطة محاربة الارهاب والارهابيين الذين يسيطرون منذ انقلاب حزيران العسكري على القطاع. فالمحتل يصعّد من اجراءات الحصار الاقتصادي والتجويعي على القطاع، يخفّض كميات المحروقات للقطاع ويصعّد من جرائم القصف ضد المدنيين وغيرهم.
فالمحتل الاسرائيلي وبمساندة حليفه الامريكي يناور قبل "انابوليس" وبعد مؤتمر "انابوليس" على توسيع وتأجيج حدة الصراع بين السلطة الفلسطينية وسلطة حماس الانقلابية في قطاع غزة، بين فتح وحركة حماس لمنع قيام دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني المحتل منذ الـ 67، وخلق الوهم ان عدو الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ليس الاحتلال السرائيلي بل "دولة حماسستان" الارهابية في قطاع غزة. ولهذا لا نستبعد ان يقوم المحتل الاسرائيلي متسلحًا بهذه الذريعة الكاذبة باجتياح عسكري واسع واجرامي ضد قطاع غزة. هذا اضافة الى ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي بدأت تتراجع حتى عن الصياغات الفضفاضة التي جاءت في "الوريقة" التي قرأها بوش كبيان مشترك وافق عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت، وخاصة المتعلقة بانهاء المفاوضات حتى نهاية العام الفين وثمانية، وتأكيد اولمرت لحكومته ولقوى اليمين والفاشية العنصرية انه لم يتنازل عن الموقف الرفضي بأن لا عودة لحدود الـ 67، لا لعودة اللاجئين ولا لقلع المستوطنين وان القدس موحدة عاصمة اسرائيل.
ولعل المناورة الاخيرة التي لجأ اليها التحالف الامريكي – الاسرائيلي تكشف حقيقة الأفق الاستراتيجي "للسلام الأمريكي" الذي ينشده هذا التحالف من مؤتمر "انابوليس"، فالمندوب الامريكي خليل زادة قدم لمجلس الامن الدولي يوم الخميس الماضي، مشروع قرار مدلوله السياسي ان يبارك مجلس الامن ما تم التوصل اليه في "انابوليس" ويراقب تنفيذ الالتزامات التي وافق عليها كل من القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية، وقبل أقل من يوم سحب المندوب الامريكي مشروع اقتراحه بعد ضجة من حكومة اسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا، بذريعة ان احدًا لم يتشاور معهم وانه لا حاجة لقرار من مجلس الامن!! والحقيقة ان امريكا ارادت ايهام الانظمة العربية انه توجد تناقضات في المواقف بين لادارة الامريكية وحكومة اسرائيل وعلى العرب استغلال ذلك بزيادة السجود في المحراب الامريكي. ومن جهة ثانية فان اسرائيل ترفض أن تكون الشرعية الدولية مرجعية لمفاوضات الحل الدائم وان لا يكون أي بديل للدور الامريكي الذي شرعن مؤتمر "انابوليس" احتكاره لمرافقة العملية التفاوضية وكمرجعية وحيدة لمراقبة مدى الالتزام بتنفيذ خارطة الطريق من "كلا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني". فمؤتمر "انابوليس" جعل من خارطة الطريق المرجعية الوحيدة للحل الدائم وقذف بالمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية الى سلة المهملات. فهل بعد كل هذا ننتظر خيرًا من مؤتمر "انابوليس".
د. أحمد سعد




#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يؤلّف مؤتمر -أنابوليس- فعلاً انطلاقة نحو السلام العادل؟
- مؤتمر -أنابوليس- في أرجوحة استراتيجية العدوان الامريكية – ال ...
- في الذكرى السنوية ال 60 لقرار تقسيم فلسطين: ألمؤامرة الراهنة ...
- هل يتّجه لبنان نحو التوافق ام الى هاوية الصراع والتراشق
- ساركوزي يعمل على استعادة مكانة فرنسا من نافذة الاستعمار الجد ...
- إنجاز الاستقلال الفلسطيني وعاصمته القدس المحكّ للسلام وللاست ...
- ملاحظات لا بُدّ منها في الذكرى السنوية لرحيل القائد الرمز يا ...
- الجبهة من المنظور الاستراتيجي الكفاحي!
- في ذكرى ثورة لا يمكن ان تُنتسى
- نضال الاكراد دفاعا عن حقوقهم القومية نضالا شرعيا وعادلا - مل ...
- حقيقة المدلول السياسي لقمة رؤساء دول بحر قزوين
- مع بداية جولة رايس: حقيقة المواقف من -المؤتمر الدولي- المرتق ...
- هل يستعيد النظام الروسي تدريجيا مكانه ودور الاتحاد السوفييتي ...
- في الذكرى السنوية السابعة ليوم القدس والاقصى: لا أمن ولا سلا ...
- هل تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بإطلاق عنان نواياهما العدو ...
- لا نغفر ولا ننسى!
- لن تستطيع وسائل التجميل الاصطناعية اخفاء الوجه البشع للاسترا ...
- هل هي بداية النهاية لحزب -العمل-؟؟
- هل لا تزال إسرائيل ذخرًا استراتيجيا للامبريالية الامريكية؟
- تصريحات براك والاستراتيجية العدوانية الامبريالية الجديدة


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - بعض المعالم الإجرامية للتحالف الامريكي – الاسرائيلي بعد -أنابوليس-