أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - زهور بريّة














المزيد.....

زهور بريّة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


1.
أفلحت في وضع ِ المبضع ِ تماما فوق الجرح ففاض القيحُ.
هي اللبؤة التي نذرتْ مخالبها لاصطياد العتمة والانتصار للنور,
لنهش ِالعبوديّة وتوزيع ِ أرغفة الحريّة على الجميع بالتساوي,
لضربِ القارئ البليد بصدمة كَهرو/ حِبريّة كفيلة بِتحرير الوعي من أقماطه.
ترددت كثيرًا قبل إرسال النص إلى جهة ٍ أدبيّة, لكنّها لجأت إلى المنفذ المعتاد على الشبكة , فقد قامت بتوقيع النصّ باسم مستعار:
"كمال عبد الله "
هزّت كتفيها بلا مبالاة.
لم يفـُـتـْها تجميل التفاصيل الأخرى:
-الإعلان عن انتمائها لموطن آخر.
- إرفاق صورة شخصيّة لأحد الأصدقاء.
-الإعلان عن امتلاكها لشهادة جامعية مرموقة في اللغة العربية وآدابها.

امتلأت زهوا وهي تضغط على مفتاح الإرسال.
هي , لن تفطن يوما إلى تلك الأشواك النحويّة التي انتصبت ك أكواز الصَّبار فوق أغصان النصّ الشهيّ, كحبيبات الملح فوق تورتة العيد, فقد رفعت رأسها زهوا فطال السماء السابعة.





2.
هذا الفجر, قررت أن تلطمَ بجناحيها الهشيّن, الخيوط اللزجة مرّة ومرّة إلى أن تتحرر من عنكبوت ِ الخنوع.
هذا الفجر, قررت أن تغادر الفلكَ, تطلقُ جناحيها في الريح, وإلى الأفق المزدان ِ بقوس قزح ٍ تنطلق.
هذا الفجر, عزمت على نفض الغبار عن زهرة البنفسج كي تردّ لها العطر الذي يليق بها كوردة.
هذا الفجر, أبصرت ذاكَ الطفل النزق يتسلل من بين قضبان صدرها إلى الأراجيح والبلابل. يُحْكمُ القبضَ على خيطِ طائرة ِالورق وهو يعْلكُ الفرحََ ويمضغ البراءة.

هذا الفجر, استسلمتْ لنوبةِ جنون ٍ من نوع آخر.
هذا الفجر, اغتسلت بالحبر فارتفعت على بساط الحلم إلى السماء السابعة.





3.
وقفت بكامل أنوثتها تلقي قصيدتها على الملأ. كان الغنج في نغمة صوتها يطغى على كلّ الحروف. حينَ هبطت عن المنصة,عصفتْ بالمكان نوبة ُ تصفيق شرس ٍمع كل خطوة ٍ فضحت المزيد من جمال فخذيها.
لم ينتبه أحد إلى أنّ النصّ كان أشبه بأشواكِ بلا ورد.
للتو, وقفت زميلتها ذات الملامح العاديّة تلقي على ذات ِ الملأ قصيدتها.
واصلت العيون مراقبة قنبلة ذاكَ المهرجان الأدبيّ.
حينَ هبطتْ عن المنصة صفقتْ لها والدتها وبعض الصديقات.
هبطتْ ومع كلّ خطوة, كانت قامتها تطول.
ترتفع فوق أعناق ِصغار النقاد والأدباء,بعدما تعلمت كيف تقطفُ نشوة التفردّ من السماء السابعة.





4.

قررت أن تقذف بنفسها من الطابق الرابع كي تنغرز تمامًا في منتصف صلعته. استبسل في جذبها بأنامله الخمسة بعيدا عن فروة رأسه, وهو يصرخ من الوجع ويتوعد: سأنتقمُ منك ِ أيّتها اللعينة!
لطالما خططتْ هذي الإبرة للانتقام من هذا البخيل الذي أذاقها المرارة وهو يجتهد أن يرتق َ ذات الثوب الذي لم يعد يصلح كخرقة لتنظيف الأرض!.
قبض عليها,وضغطَ أنامله في اتجاهين متعاكسين.
بغتة,انفصلَ رأسُها عن الجسد النحيل..
إغتمَّ الرجلُ وراح يولول :العِشْرَة لا تهون إلا على أولاد الحَرَام.
في المساء قرر أن ينسى فلا ندم يُجدي بعدما انتقلتْ رفيقة ُ فقره ِ إلى السماء السابعة.





5.
البيت إذا لم يُسْكن خـَربَ, وبيتي مأهولٌ بالأوجاع.
طوباكِ أيتها الزهرة البريّة وأنتِ تقبضينَ على الجمرة, تبثين همّك لهن فتشيح وجهها عنكِ وهي تتمتم:
-لا بدّ أنّها تعشق رجلا آخر غير ابني!
وتجيب الخالة ذات المؤخرة المنتفخة , تلك الملتصقة بالوالدة اذنا إلى أذن:
-لا بدّ أنّها باردة. الرجل العصبيّ رجلٌ لا ينال ما يليق بفحولته من متعة.
يقتحمُ ابنها الغرفة بهيكله العظمي المتحرك فتتأفف أخته الكبيرة:
- تراكِ تخفين عنه الطعام في خزانة كي يبدو هزيلا..؟!
تبصق. تتمتم:
- حتما أنت لا تجيدين الطهي.
تلتقطُ أخته الصغيرة ابني في حضنها. توشوش في أذنه:
- أمّك إن كانت لا تعطيك مصروف كافي من راتبها شدّ ها من خصلات شعرها.

طوباكِ أيّتها الفراشة التي توقفت منذ زمن عن الإدانة لعلمها أن هؤلاء المساكين ضحايا: الجهل.
طوباكِ أيّتها الشفة وأنتِ تطلقين صرخة كلّ كيان موجوع , فترتفع الصرخة إلى السماء السابعة تغتسل بالمطر وتتناسلُ زغاريدا.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطََات فوتوحبريَّة -2-
- لقطََات فوتوحبريَّة
- الخامسة ُ عشقًا
- في غير موعدها
- مخاض ُ حُلم
- أحارسٌ أنا لأخي..؟!
- زُرقة ُالبَحْر
- جراح الروح والجسد
- الظلّ ..
- خبزُنا كفافُنا
- تعددت الأقنعة والوجه واحد
- في انتظاري...
- معموديَّة القَلَق
- هكذا نغني...
- قصة ليست قصيرة جدا
- نصوص ُ منتصف ِ الصَّمت
- الحوريَّة
- رواية - - - طوبى للغرباء
- أ يّها الدوريّ حلِّق (8) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (7) - - - قطرات شعريّة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - زهور بريّة