أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - زُرقة ُالبَحْر














المزيد.....

زُرقة ُالبَحْر


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


على صخرة ملساء في البحر كان ينتظر. ينظر في ساعة يده , يراقب الأمواجَ وينتظر.
هبّ نسيم ٌ. تمايلت الأعشابُ نحو البحر.
سرتُ نحوه.
كان في عينيه وميضُ عتاب ٍ لم تكشف عنه الحروف.
تلقف يدي. صرتُ جنينا في رحم ٍ دافئ.
أمطرني بالسؤال المنتظر:
أترضين برجل مثلي أنا؟-
- أرضى.
-متأكدة؟
-أتدري..؟!
فيكَ من البحر زرقته, من الأشجار خضرتها, من النسيم رقّته, من السماء قدسيتها, من الزهور أريجها, من الليل غموضه ,من الطيور تغريدها, من النمل صبره ومن النحل حكمته.
- إذن كيف هُنتُ عليك فغبت ِ عني كل هذا الوقت ؟؟ كيف؟ هل لأنّي بذراع واحدة؟؟

***

فجأة تذكرتُ أنّه بذراع واحدة. لم يشغلني قط أمر كهذا.لم أر أن أمرًا كهذا يعيب على أيّ كيان. بامكانه أن يكون مسكني, مظلتي ,خيمتي وسندي حتى لو كان بذراع واحدة أو أقلّ. متى يدرك الرجل أنّ الأنثى تحتاج قلبه دون جسده؟
في الحبّ تحتاج أن تتوحد في الآخر لتصبحا كيانا واحدا. الجسد يتوّج العلاقة بإكليل من غار. لكنّ جسدٌ بلا قلب, كنهر ٍ بلا ماء.
تملكتني رغبة في تلك اللحظة أن أوجه له ذات السؤال.
( لو كنتُ أنا بذراع واحدة أكان يرضى بي؟)
قررت أن أتنازل عن هذي المغامرة.

***
بغتة,أطبقتْ كفتي يديه على كفة يدي.
كسنونوة داخل قفص صرتُ.
لكن هذا القفص..
آه كم هو شهيّ..!!
عاد يجلدني بذات السؤال:
- غبتِ عنّي لأني بذراع واحدة..؟!
-لا .! الحقيقة أنّي أردتك أن تتأكد من مشاعرك نحوي, من قيمتي لديك, من معنى وجودي كرفيقة درب لك.
-أتأكد ؟؟؟
- تتأكد أنّي لن أكون في حقلك ورقة شجر تذهب مع الريح كأنها لم تكن.
-أنت ِ , مستحيل أن تكوني ورقة شجر. أنتِ قلبي....
تفهمين ما معنى أن تكوني قلبي.... ؟!!!!
ارتفع صوتي من بئر الرعب:
- أخشى أن تطعن هذا القلب في لحظة ضعف.
-أنا أطعن قلبي ؟! خسارة. ألف خسارة.
-تطعنني بالغيرة.
-الله يسامحك.
-أو بالظنون.
-الله يسامحك.
تحتاجني شهرزاد. ترعبني, تهمشني, ترفضني, تلغي كياني.
اكتسبَ صوته المزيد من الحزن وهو يقول بانكسار:
كل هذه الاتهامات لي أنا ؟!
عليكِ إذن أن تتأكدي من أكون ومن تكونين بالنسبة لي قبل أن تقرري.
هذي اتهامات لكل من مر في حياتي من أشباه رجال.-
و أنا من ضمن أشباه الرجال ؟؟؟-
-أنا واثقة انك مختلف. لكني , أخشى على مشاعرك أن تذبل مع تبدّل الفصول. أليس هذا حال كل العلاقات العاطفية من حولنا..؟!
-حين تتأكدين أن عشقي لكِ دائم الخضرة , نعود لنتكلم.
والمسافات ..؟!-
- خسارة يا حنان .هل الروح تُفصَل في نظرك بالمسافات ؟
-لا. من شهور هاجرت روحي إليكَ. تآلفت مع روحك.
وأنتَ , أهذا ما يعتريك من أمواج عاطفيّة..؟
-لا أحتاج أن أعترف.
-وأنا لا أحتاج أن أنافق.
قلها: أحبّكِ كي تحملها الريح إليّ.
-قد تغيــِّر ُالريح اتجاهها فجأة, أما القلب فلا.
-أعشق هذا الدماغ الصلب .
-وأنا أذوبُ في قلبك الرائع. هاتي رأسك على صدري. إرتاحي..
-لو تدري كم افتقد صدرك.
-تعالي يا عمري, تعالي.
-هل بإمكانك استيعابَ أوجاع ٍ حملتها دهرا.
-إن كنتُ قادرا على استيعابك أنتِ كلك, ألا أستوعبُ جزءا من الكل ؟
-هل تحتمل وخزَ ازالة ِ الأشواكَ من صدري ؟
-هذي شهوة قلبي.
-تعاهدني؟
-أزيل كل أشواكك, وأعمّدُ كلَّ جرح بقبلة.
-دعني أرتمي في بحرك وأغرق.
لن تغرقي.-
-كيفَ لا؟
تصاعدَ بخورٌ من حولنا وأ ُشْعـِلـَتْ شموعٌ كثيرة وهو يقدم قلبه قربانا على مذبح العشق:
-لأنَّ البحر يحبُّك جدا, ولن يسمح بابتلاعك.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جراح الروح والجسد
- الظلّ ..
- خبزُنا كفافُنا
- تعددت الأقنعة والوجه واحد
- في انتظاري...
- معموديَّة القَلَق
- هكذا نغني...
- قصة ليست قصيرة جدا
- نصوص ُ منتصف ِ الصَّمت
- الحوريَّة
- رواية - - - طوبى للغرباء
- أ يّها الدوريّ حلِّق (8) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (7) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (6) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (5) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (4 ) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (3) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق (2) - - - قطرات شعريّة
- أ يّها الدوريّ حلِّق - - - قطرات شعريّة
- أميرة الحكاية --- قصة قصيرة


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - زُرقة ُالبَحْر