العبقرية والجنون والمرض 2

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الكمال الإنسانى، مزيد من المتعة بمزيد من الحرية المتكاملة والمتفاعلة مع الآخر والطبيعة فى امان. ومزيد من الإنطلاق للتوحد مع الإله، وكل بطريقته ومن لا يؤمن يكفيه ما فات. الكمال تطور ضد حركه التدهور. وإيقاف لعجلات التدمير، بلا خوف من الموت المحقق. فالطريق مستقيم ورحلة لابد وان تعاش. تعاش بإستمتاع الطفل البريئ الموجود داخلنا وكل الأطفال. وعليك ان تختار يا إنسان. الكمال تنقية للذات مما علق بها من اللا معقول واللا علم واللا عمل واللا إحساس. فطبيعة الأشياء فى جمالها الطبيعى إبداع. إبداع بعيدا عن وسوسات الأفكار والنظريات والفلسفات. تستعبدنا الأفكار والفلسفات. يستعبدنا الصراع. فلنخرج الى الصفاء العقلى النقى بالإحساس. الإحساس بالآخر وبما يعانيه من آلام لا داعى لها. مرفوض ان اعانى من الوحدة والإغتراب، وهناك البلايين من البشر لا يسمحون للوحدة بمكان. أفتح زراعيك ليرتمى كل منا فى احضان الآخر فتذوب الآلام ونذوب ككيان. مرفوض ان أفرض على نفسى او على غيرى قواعد للعبة من اجل ما ندعى انه المصلحة او حقوق الإنسان. ولماذا اللعبه أصلا يا إنسان. أذهب الى الآخر بلا تكبر وبلا إذلال. أدعوه الى الوحدة. أدعوه الى الإيمان بذاته وكيانه كإنسان. أنا لا امتلك الآخر، فالإنسان غير قابل للإمتلاك. زمن العبودية قد ولى، لكنك لازلت تعيش اوهامه، وكوابيسه يا الإنسان. عندما نفترض الندرة نجدها ونعانى انه ليس هناك إشباع. الكمال الإنسانى إنطلاق.
سألونى هل انت ضد السامية
قلت انا ابن سام ابن نوح والدليل انا. السامية تعنى السمو. والسمو الأخلاقى يستلزم العدل والرحمة والحكمة. كما يستلزم النقاء. وليس من العل ان اعطى لنفسى حقا انزعه من الآخرين. انا لست طبعا ضد السامية والسمو الروحى انا ضد العنصرية واللا اخلاق. هل يجوز لاحد ان يحتل امريكا كما تحتل امريكا العراق وأفغانستان والمانيا واليابان وغيرهم، او ان يفرض ارادته عليكم، كما تفرضون وتفترضون انه من الطبيعى ان يقهر الإنسان أخيه الإنسان. أن من يمارس القهر لا يميز بين، ما يمارسه على الشعوب الأخرى أو ما يمارسه على شعبه او حتى على ذاته المسكينة والمسألة نسبية مع اللعب بالأشكال. كيف يحق لليهود العودة ولا يحق للفلسطينيين؟ تحت دعوى الأمن لنا فقط، والباقى هم الأشرار. هذه هى الصهيو نية التى لا يمكن ان تقنع احدا يها ايها الإنسان. هذه هى إسرائيل. وإسرائيل والصهيونية ليستا تعبيرا عن السامية، وحاشى لله. لا يجوز لى عنق التاريخ. فالتاريخ سيضحك. فلا يصح الوهم الذى تعيشون فيه او حتى محاولة السيطرة بالإيهام؟ من يملك القنابل الذرية أو القوة العسكرية يملكها طبعا للإستخدام. اتريدونها حربا عالمية؟ وستكون الأخيرة بالطبع، لانهاء الإنسانية جمعاء. أين التعقل والحكمة وأين حقوق الإنسان؟ من حقى الا أخاف. أنزعوا كل اسلحتكم واسحبوا كل جيوشكم وتعالوا نتفاوض بعيدا عن الإرهاب. سباق التسلح إرهاب ما بعدة إرهاب. عندها يمكننا جميعا ان ندافع عن الإنسان. ان نعلنها جميعا، ان من يحاول إمتلاك الأسلحة النووية إرهاب.

اناشد العلماء وكل المهتمين بالعلم والإنسان ان يقفوا وقفة إيجابية ضد إساءة إستخدام علمهم وعملهم.
ان مدى إنسانية الفكر او الفعل، هى التى تحدد فعاليته ومستقبله. لابد وان يسرع الإنسان الى الإنتقال الفعلى لعصر القنوات المفتوحة والإنترنت وعالم الإتصال السريع. فعلى ما يبدو، ان الإنسان فى العالم كله، لم يستوعب بعد ما انتجته الإنسانية من حضارة جديدة. كما أن مقولة ان الإنسان على وشك الإنتهاء من مرحلة التشويش واللخبطة. تفكير مغلوط لانه مبنى اساسا على منطق التمنى، ونتمناه، ولكن هناك بعض المؤشرات على صدقه، فهو وإن كان تمنى، إلا أنه ينقضه الإرادة الإنسانية المجتمعة والواعية. قال القذافى مثلا أن اللعبة قد انتقلت الى مرحلة اخرى بعد ثورة الإتصالات ولم يعد هناك حاجة لإحتدام الصراع، كما كان.
ان نسبة الخارجين على القانون الإنسانى الذى نجمع كلنا عليه ضئيلة للغاية، ولكن صوتها العالى يجلجل فى الافق، بسبب قوة الخارجين الذاتية والعنكبوتية، وأيضا بسبب التكنولوجيا والإعلام المفتوح والذى يمكن ان يكون الضامن لكنه الآن يستخدم للصراع والإرهاب. حقوق الإنسان هى الحرية والعدالة والمساواة وو. لماذا الخوف إذا من المواجهات الفاضحة حتى يرى الإنسان ما يمارسه ضد أخوه الإنسان، والتعديل المستمر طالما اننا أحرار نعى ونتحمل مسئولية حريتنا ووعينا؟ ولماذا نوكل لأحد أو لجهة ما، مهمه أن تكون الضابط؟ فالضامن هو النظام الذى نتفق عليه. فلو اوكلنا الضمان، بشكل مطلق لجهة او مؤسسة، وقعنا فى خطأ إطلاق النسبى والإنفراد بالسلطة الدكتاتورية القاهرة. نعم تمارس أمريكا اقصى أنواع الدكتاتورية تحت إسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الوسائل السلمية التى تكونت عبر التاريخ قادرة على تحجيم مثل هؤلاء الخارجين من القتلة والنصابين والسارقين، وحتى بالقانون التطبيعى الظالم الذى يحاولون فرضه، فى كثير من مفرداته. يقول المثل الطبع يغلب التطبع. لو صح هذا ولو بدرجة كافية فنحمد الله على ان الحق سينتصر مهما ظهرت شواهد الظلم والباطل عارية.
القانون الإنسانى بسيط تحكمه مبادئ بسيطه ننساها أحيانا. من سجن إنسان دون قبول السجين او المجتمع المحيط كله فقد سجننى وسجنك بالطاقة الوضعية يا إنسان. من أهان إنسان فقد أهان البشر أجمعين. ومن قتل إنسان قتلنى وقتلك دون ان ندرى جميعا أو ندرى وتأخذنا مفرمة الحياة.
فمن عنده ضمير صاحى يؤنبه يعرف تماما، ويستطيع التفريق، ما بين ما هو مشرف او غير مشرف يا أيها الفرسان.
اتذكر قصة مريض سميناه "دكتور جاكل ومستر هيد " (على اسم فيلم مشهور لمصاب بالإزدواج فى الشخصية).
كان هذا المريض يتزعم عصابة إجرامية.
قال ما معناه: يا دكتور أنا مؤذن الفجر فى جامع ......، ولكن بعد صلاة المغرب، كنا نتناول اقراص الباركينول (الصراصير) والمخدرات، ثم نذهب لنسترزق، لنغطى مصروفات الإدمان. مره وقفنا بالقرب من محل صرافة. واحد منا نزل يحدد المدعى (العميل) الذى سنسرقه، وعند خروج الشخص، يكون واحد منا قد ضرب كاوتش عربيته بمطواة. وبينما يحاول هذا الشخص عمل اى شيئ لعلاج الموقف، نرميه بماء عليه الشطة الحراق. فيضع يدة على وجهه. فنسرق ما لديه من أموال وقبل ان يفيق من هول الصدمة.
هل رأيتم أو تخيلتم مثل هذا الإجرام؟
عاد هذا الشخص ليستقيم نادما على كل أفعاله. عقبال الباقين.
حتى الحكومات والمؤسسات المحترمة شكلا لا موضوعا تمارس اساليب الإجرام. وكمثال، حرب العصابات يجمع الكل على مشروعيتها. ويصفها الجميع بالعمل المشرف لأنها ضد الغاصب أو المحتل وهناك قضية يدافعون عنها. ولكن إستخدام أساليب العصابات من قبل الأفراد او الحكومات على العكس من ذلك تماما، ولا يمكن ان يكون مشرف، لأنه ببساطة إجرام.
تقول نظرية المؤامرة اننا نتعامل مع عصابة نصب دولية متعددة الجنسيات مبنية على مقولة ميكيافيللى الشهيرة " الغاية تبرر الوسيلة" وتنشر هذا الأسلوب اللا إنسانى، وتدعم كل من يتبناه، طالما يتحالف معها، او يتقاطع مصلحيا وسلوكيا معها، وبما يكفيها لتنفيذ المخططات الأساسية لتلك العصابات. قد تكون عصابة صهيوإمبريالية تمتلك الثروة والقوة والسلاح. وقد تكون الماسونية وراءها فلا يمكن الجزم. قد لا تنجح أحيانا فيدعى من لا يؤمن بهذة النظرية ان النظرية غير موجودة وانها محض خيال. وهنا وجب التنبيه بانه لا يجوز ولمصلحة القضية العادلة القفز الى الإستنتاج بان أى سلوك او فعل غربى أو غيره، يندرج تحت الإتهام بانه مؤامرة. فالفكر التآمرى الساذج لبعض الأفراد قد ينبع من مصالح فردية بسبب إنتشار فكرة الغاية والوسيلة. إضافة الى ان المناخ العام يشجع على تبنى هذا المفهوم بالتجربة والخطأ والنجاح. ولهذا ينتشر الفساد ويتوغل. تم تطوير هذه النظرية وإعطائها الصبغة الأكثر علمية تحت اسم نظرية تصميم الميكانيزم. فما فعله المريض المدمن المجرم الساذج سيناريو وميكانيزم. وتعتمد النظرية على العديد من النظريات الأخرى منها (نظرية اليد الخفية)، أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد. ولكن من هو الإله هنا؟ انه قادة او بالأحرى منظومة المجلس الأعلى للمنظمة العالمية للسرقة والنهب (نهب الشعوب ونهب بعضهم بعضا) بإستخدام طبعا أجهزة المخابرات. هل تلعب الماسونية دور فى هذا، وما هو حجم هذا الدور؟ لا أدرى ويختلف الكثيرون فى تقديره. هل بوش الإبن يعى ذلك أم انهم ليسوا إلا مجرد مارونيتات يختارون ليلعبوا الأدور التى تتقاطع مع مصالحهم؟ وربما سينطبق الحال على ما سيخلفه، لان النظام هو هو نفس النظام. نظام المصلحة والغاية والوسيلة بالإحتيال. رجل الخبطات الإقتصادية، وما أدراك، عن المؤسسات البحثية والدراسات للسيناريوهات المستقبلية وتصميمها وتنفيذها والمسأله فى صورتها مرعبة ومدمرة وكله بتنظيم الآلية والتحريك. فماذا نحن فاعلون يا بشر؟ او كما تساءل كارل ماركس فى كتابه، ما العمل؟ متتخضوش من ماركس ولا غيره، لانه اصبح تاريخ فكرى نحترمه ونستفيد منه جميعا، ويختلف عليه اتباع نظرياته وقد يتقاتلوا كما يتقاتل الشيعة والسنة والمسلم والمسيحى وفى الفراغ ومن أجل الفراغ.
انه لمن اساليب النصب القوية واضعف تكنيك فى هذا الأسلوب، مستخدم فى هذه النظرية هو اللف والدوران الذى يستخدمه النصاب الغير محترف.
فى رأيى بيع القطاع العام لأنه يخسر كمثال عمل إجرامى لأنه يخضع لمثل هذة الألاعيب. قال السادات الله يرحمه: لولا القطاع العام لما انتصرنا وعبرنا القناة. هناك مؤامرة تتم على القطاع العام من داخله وخارجه ومن خارج مصر. أتصل وقال لى: لو أى شخص يريد ان يشترى أى من شركات القطاع العام ويكون جاد سنموله. قلت شكرا انا لا اشارك فى هذه اللعبة. ذلك بعد أن تم حصولى على شهادة من شركة أمريكية تعمل فى رأس مال المخاطر، على تمثيلهم فى الشرق الأوسط.
عندما قال بوش الأب بعد حرب العراق المسماة بتحرير الكويت " I say, so it s done" ولدى التسجيل الصوتى له وهو يرددها فى العديد من الخطابات بعد حرب ما يسمى بتحرير الكويت.
كان يردد بهذه المقولة ان النظرية، (نظرية تصميم الميكانيزم) Mechanism Design Theory قد نجحت وان السيناريوهات التى صممت لتلعب، كميكانيزم ايهامى صناعى تحريكى، قد اتت اكلها، وثبت نجاح النظرية، ونجحت لعبه تصميم وفرض الآلية. برافو تصفيق... كانت اللعبة هى ايقاع صدام فى إحتلال الكويت، ليكون هذا زريعة للتدخل. تم ذهاب جيوش جرارة بتحالفات تضمن استكة المنطقة وإحتلالها، بما فيها سوريا والبقاء فى الخليج لحراسة البترول الأمريكى وغيره. وذلك بعد أستكة بعض الحكومات طبعا. أتساءل هل انت عبقرى ام مجنون ام مريض ام مرتشى خائن للإنسانية؟ يا من تردد مقولة "وماذا يضير وجود القوات الأمريكية فى العراق. فهى موجودة فى دول الخليج والمانيا واليابان وهم دول مستقلة وحرة." إذا كانت التجربة قد نجحت لديك ولا يقلقك وجود اثنين من المارينز او الأمن الخاص فى غرفة نومك فلا تعمم وتحاول فرض وجهة نظرك علينا, الله يخليك.

العبقرية هى القدرة على حل المشاكل الشخصية والإنسانية بحكمة. والعبقرية يمكن ان تنمى. فهناك أساليب عديدة لزيادة مهارة الإنسان العقلية والذكائية. الطب النفسى لا يعترف بوجود ما يسمى بالجنون كتشخيص او غيره. فالجنون تعبير عامى يعنى الإختلاف. وقد يكون فسيولوجى وغير مرضى عندما يدخل الإنسان بإرادتة حالة وعى مغايرة، ويخرج منها بإرادته الى الواقع المعاش، كما يحدث عندما ننام ونستيقظ، او نمارس التمارين الروحانية فى مختلف الأديان والفلسفات. والإختلاف إما ان يكون صادقا فيميز الشخص، أو إختلاف للإختلاف، كإختلاف المراهق فى مرحلة التجريب والتقليد، أو إدعائى للمصلحة الشخصية او بدون مصلحة، أو ماسخ او عشوائى أو.... اما المرض النفسى فهو دخول الإنسان فى حالة وعى مرضية بحيث تختل العلاقة مع الذات والآخر وتقل القدرة على الحكم المنطقى على الأحداث.
تخلينا عن الكثير من المفاهيم الطبيعية وتبنينا غيرها من المفاهيم الغير طبيعية والمصطنعة. حتى مفهوم الطبيعى، قد كفرنا به وتخلينا عنه. وندعى ان الطبيعى لا وجود له. يردد الكثيرون انه لا يوجد حتى ما يسمى بالطبيعى. فلا يوجد بالنسبة لهم، ما يمكن ان نسميه بالجمال الطبيعى مثلا، واصبح الجمال هو جمال الألوان المركبة إصطناعيا وبالمساحيق، وبما لا يحاكى الطبيعة فى جمالها النقى والمبهج للعين. وكما يقول المثل الأمريكى "انت حر، كويس بالنسبة لك فقط"
قل إفراز الأفيونات الطبيعية فأصبحنا تعساء. لجأنا الى الأفيونات الخارجية والإدمان. يقولون فى الصوفية " نشعر بسعادة لو عرفها من يعادونا لقاتلونا عليها.
من الطبيعى ان يحاول الإنسان إضعاف قوة الأقوى فى صراعه مع الأضعف. والصدام ليس من خواص الطبيعى بالنسبة للإنسان. خاصة عندما يبغى الأقوى، ويفترى متكبرا، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والقيم والأخلاق والجمال.
قال: على الفقراء ان يبطلوا حقد وكراهية وحسد وغيرة على، ومن الأغنياء.
وهل تركتم لهم شيئ غير الكراهية والحقد والحسد ايها السارقون القاهرون والمفترون حتى على أنفسكم واللاعبون بمقدرات الجميع. لو بطل المعدمون الجوعى العرايا مفترشى الطرقات، فعلا هذه الأحاسيس، فى رأيى يجب ان يذهبوا الى المصحات للعلاج من اللا إحساس. ويذهبون بالفعل الى المصحات لعلاج أحبابهم ويبيعون فى سبيل ذلك الغالى والرخيص والذى لا يباع.
التكيف شيئ طبيعى، نعم طبيعى، ولكن التطبيع بمعنى جعل الغير طبيعى يبدوا طبيعيا، ويبتلعه الإنسان، مرض. يجب ان نسعى جميعا وبلا إستثناء الى الشفاء منه.
كيف يتكيف الإنسان مع هذه القوة التدميرية العسكرية التى صنعها الإنسان ليقتل أخيه الإنسان. نعم ليقتل. ولا أنا غلطان؟
كيف نسمح لهذا العبقرينوا الذى يختزل الإنسان ويحوله الى عامل فى معادلة رياضية تؤدى الى إفقار الغالبية العظمى، ويغتنى من، لا أخلاق له، ويضيع الإنسان. نعم يغتنى بل يتنعم ويبتهج بذل الآخر، ويستخدم ما لديه من مال لإذلال الآخرين وقهرهم وإفقارهم أكثر فأكثر، لا لشيئ إلا للحصول على قوة مصطنعة، يصدقها المتطبعون. وفى قصة تاجر البندقية، على ما أقوله، مثال. هل نسمح وطبقا لنظرية العبقرى دارون أن يعيش مثل هؤلاء ويتكاثروا ويموت كل من هو أخلاقى يا إنسان؟
كيف نسمح للأصوليات عموما والأصولية الصهيونية الإمبرياليى خاصة، ان تعيس فى الأرض الفساد، كيف يحدث هذا، دون حرمانها من مصادر قوتها؟ أو كيف نصبح نحن جزءا من مصادر قوتها وضد أنفسنا وضد الإنسان؟
تسود العالم اليوم فكرة العولمة وهى بمنطق الأمور، عولمة تخدم مصالح القلة، وضد مصالح الكل، ذلك لو عرفت القلة ما ستؤدى اليه الأمور الحالية من دمار للكل. فى وجهة نظرى المتواضعة والغير متواضعة فى نفس الوقت، يجب ان نطرح العولمة من مفهوم آخر غير المطروح. يردد البعض، "اين حق الحق وكلام الله؟" حق الحق وكلام الله لنا نحن المؤمنون به. وهاديا لنا نحن المؤمنون به. ولكن الطرح لابد ان ينطلق من أرضية الواقع ومفرداته حتى تصل الرسالة الى الجميع دون إستثناء ودون تحفظ مسبق، وبما لا يخالف ما نعتقده، ولن يخالفه. لان الصدق لا يخالف الصدق. وإن خالفه تصبح المخالفة ظرفية ونسبية، وبما يتحمله الواقع فى لحظة ما ومكان ما. نصنع جميعا القانون الذى يحكمنا دون إقصاء لأحد. ونناقش مفرداته دون إقصاء أيضا. إذا كان لدينا إعتراض على أى طرح لا نقل للآخر أننا نعترض لأنه مخالف للقرآن أو السنة او أى دين او فكر إنسانى، ولكن علينا بالمنطق والإقناع. والإسلام الحق، وأنا على ثقة، كله منطق وإقناع.
أمامنا جبل اشعر بالحاجة الى هدمه واعادة البناء. فلنشارك جميعا فى إعادة البناء.
خلال عملية تطور الإنسان مارسنا جميعا وعبر التاريخ عملية تطبيع تدريجى، لكنها سارت قى اتجاه ضد الإنسان. التطبيع يعنى جعل اشياء غير طبيعية تبدوا للغالبية العظمى على انها طبيعية، وتبدوا للسزج وكأن هذه هى طبيعة الاشياء. الحال الذى تعيشه البشرية اليوم خير دليل على ذلك. أن اسمع انين رجل عجوز مريض يفترش الأرض ولا يجد ولا الدواء ولا الغذاء أثناء حفلة صاخبة تزعجة وتزيد من آلامه ونحن نستمتع بالمجون والثراء وغير مبالين. هذا كثير.
أتمنى الا تجرح مقالاتى أحد، واظنها كذلك ذلك لانها خارجة من القلب وبصدق.

يذكر التاريخ أن كثيرا من العباقرة كانوا غريبي الأطوار لدرجة انك تحس أن هناك علاقة بين العبقرية و الجنون. لأنها نوع مختلف من التفكير والتصور. فالعبقرية هى إستخدام قدرات عقلية متوفرة لدى الجميع او بالأصح غالبية الناس. ولكن لا نستخدمها فى العادة. نحن فى العادة نستخدم أقل من 3% من قدرات المخ وحتى تظل الأمور تحت سيطرة الوعى.
هل "العقد النفسية" ضرورة للإبداع والتفوق؟
كثيراً من العباقرة يعترفون أنهم...مجانين
يقول الفيلسوف بيرن "نحن أصحاب الصنعة كلنا مجانين".
و يقول الأديب دريدن "المفكرون العظام يتراقصون على حبل مشدود بين الجنون والعقل".
و كان أفلاطون دائما ما ينصح سكان أثينا بعدم تقليده في أي تصرف يفعله .
أينشتاين، أحد أعظم علماء الفيزياء في العصر الحديث وبرغم انه كان يعرف الإتيكيت فى العلاقات الاجتماعية ، ولكنه لم يكن يهتم بمظهرة الخارجي أبدا،ً ودائماً ما كان يلبس ملابس وسخة .. أو ملخبطة حتى إذا ذهب الى عزايم رسميه .
كان تشارلز ديكنز أشهر القصاصين الانجليز يطلع في الليل ويمشى في الشوارع بدون هدف .. والأغرب انه كان يدخل على معارفه من نوافذ البيت .
كان فولتيرالفيلسوف الفرنسي ..لا يبدأ الكتابة قبل وضع 12 قلم رصاص امامه .. وإذا ما انتهى من الكتابة .. كسر الأقلام .. ثم وضعها تحت وسادته ونام.
العالم الفرنسي لويس باستير مخترع طريقة البسترة ، في يوم زواجه كان كل الناس حاضرين إلا هو. ثم وجدوه بعد ذلك فى معمله يجرى الأبحاث.
كانت تنتاب الرسام الهولندي فان جوخ نوبات جنون حقيقية .. وشرع فى قتل زميله الفنان بول غوهان. ولا ننسى انه قطع أذنـه وأرسلها للحبيبتة .. كهدية .. ثم مات في النهاية منتحرا.
أما نيتشه الفيلسوف الألماني فكان منطويا على نفسه ، ولا يجلس إلا مع حصانه. وعاش آخر 12 سنه من حياته في مستشفى للمجانين.
هذا لا يعنى ان كل العباقرة مجانين او مرضى فهؤلاء قلة من كثرة كانوا أسوياء وحتى بمفهوم النمط الذى لا يستغربه الكل بلا إستثناء.
مــــنــــقـــــول
يعتبر الأطباء سيرة حياة جون ناش دليلا واضحاً على الملكات التي يحتفظ بها بعض المرضى العقليين رغم مرضهم. وعلى أهمية الدعم الذي يتلقاه المريض من أفراد أسرته ومجتمعه.
http://www.alfesam.com/index.php?pg=fesami_has_nobel
يجب ان نراعى ان بعض المسيطرين على العالم اليوم مجانين وربما مرضى نفسانيون ويجب ان نساعدهم على الشفاء.
الإنسان قيمة عليا ككينونة فردية، وقيمة أعلى بقيمه الإنسانية، وكجزء من كيان المجتمع الإنسانى كله. ويضاف اليها افعاله ذات المردود الإجتماعى. والإنسان، إنسانيا لا قيمة له بممتلكاته الشخصية التى لا تفيده او لا تفيد الآخرين. بما فيها طبعا القنابل النووية.
اناشد العلماء خاصة والبشر أجمعين فى كل مكان، ان يقفوا وقفة إيجابية ضد إساءة إستخدام علمهم وعملهم.
يجب ان انوه ان فى المقالة الأولى "العبقرية والجنون والمرض 1 "، كان هناك خطأ. حيث ان الطالب الذى أبتاع رخصة المحطة التلفزيونية بدولار، كان من نيوزينلندا وليس من استراليا.
لماذا الأصرار على هذا الخطا الشائع شيوع الهواء؟ نتنفسه كل يوم، وفى تقريبا كل خطاب. الكل او لا شيئ. "الكل او لا شيئ"، لا يخضع لمنطق التواصل الإنسانى والحوار المطلوب ومفهوم حرية الأخذ والعطاء وبحرية. يحصل الإنسان من الآخر على نسبة من إحتياجاته ونسبة أيضا، من كل إحتياج يحصل عليه. فإذا أصرينا على "الكل او لا شيئ" نطلب المستحيل، و نعطى المستحيل والغير مطلوب. الإنسان العصرى يطلب من الآخر ما لا يستطيع إعطائه ويعطيه ما لا يريد.
نصارع ونجادل ونتفاوض لنزيد نسبة شيئ ما 1% فلا تستعجلون. فلو إستطعنا ان نتقدم إنسانيا بنسبة 5% سنويا سنصبح بشرا، يحترمون انسانيتهم وآدمية الآخر، وفى غضون سنوات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات