أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - قنوط رايس!














المزيد.....

قنوط رايس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 11:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


حتى التفاؤل الزائف والمصطنع ما عاد ممكنا أن تتلفع به رايس، فعشية بدء ما يسمى "مفاوضات الحل النهائي" بين إسرائيل والفلسطينيين اختارت رايس التشاؤم، واليأس، والقنوط، والإحباط، موقفاً، إنْ أفاد في شيء فإنَّه يفيد في الإتيان بمزيد من الأدلة، لِمَن لم يبقَ لديه سوى الوهم حجارةً يبتني منها مواقفه، على أنَّ الفأر هو ما ولده جبل أنابوليس إذ تمخَّض.

رايس، التي انتظرت "الإيضاحات" الإسرائيلية في شأن خُطط بناء أكثر من 300 منزل للمستوطنين في مستوطنة جبل أبو غنيم لعلَّها تَجِدُ فيها ما يسمح لها بإعلان موقف يرى فيه الفلسطينيون والعرب نزراً يسيراً من الإيجابية، لم تَجِد شيئاً تقوله ردَّاً على تلك "الإيضاحات"، التي أوضح ما فيها هذا التحدِّي الإسرائيلي لراعي أنابوليس، سوى إنَّها تأمل ألاَّ "تُفْسِد" تلك الخُطط "مفاوضات الحل النهائي". إنَّها، وهي التي تُمثِّل "الراعي"، و"المراقِب"، و"الحَكَم"، لم تجرؤ حتى على القول "إنَّ تلك الخُطط تٌفْسِد (أو يمكن أن تُفْسِد) تلك المفاوضات"، فـ "الأمل في ألاَّ تُفْسِد" هو كل ما استطاعت رايس قوله، أي فعله!

ولو اختار الفلسطينيون مقاطعة تلك المفاوضات موقفاً يردُّون من خلاله على هذا التحدِّي الإسرائيلي، وعلى هذا العجز الذي أظهره "الراعي"، وكلاهما (أي التحدَّي والعجز) يُنْتِج ويولِّد الآخر، لَمَا تردَّدت رايس في أن تقول إنَّ هذا الموقف الفلسطيني "يُفْسِد" هذه المفاوضات. ولو اختار الفلسطينيون، عشية بدء "مفاوضات الحل النهائي"، تلبية دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لهم إلى أن يعاودوا الحوار لحل أزمتهم الداخلية، لرأيْنا إسرائيل والولايات المتحدة تتفقان على أنَّ هذا الموقف الفلسطيني يسيء، أو قد أساء، إلى هذه المفاوضات، التي لَمْ نرَ وقوداً لعربتها حتى الآن سوى بقاء الفلسطينيين على ما هم عليه من أزمة ونزاع وصراع.

ومع ذلك، شقَّت رايس الطريق إلى موقف تراه صالحاً لتبرير الفشل الذي سيظهر ويتأكَّد بعد حين إذ قالت: "نافذة الأمل لحل الدولتين تكاد أن تُغْلَق"؛ أمَّا السبب فهو "الجيل الجديد" من الفلسطينيين والإسرائيليين الذي يؤمِن بانتفاء الحاجة إلى إنهاء الصراع، وإلى حل الدولتين. ولم تنسَ رايس أن تقول "الجيل الفلسطيني الجديد على وجه الخصوص"!

وكان على رايس أن تتذكَّر، وأن تَذْكُر، مساهمتها هي على وجه الخصوص، وإدارة الرئيس بوش على وجه العموم، في ما حَمَلَها على التبشير بقرب غَلْق "نافذة الأمل" تلك، فكيف لا "يضيق الوقت"، ولا "تُغْلق نافذة الأمل"، وكل موقف إدارة الرئيس بوش من العقبة الإسرائيلية الجديدة لم يتعدَ هذا الموقف الذي وقفته رايس؟!

ثمَّ من ذا الذي يمكنه أن يصدِّق رايس عندما تقول إنَّ الولايات المتحدة لن تأخذ في اعتبارها أي شيء (أي خُطط الاستيطان تلك) يبدو على أنَّه محاولة للتأثير بالنتيجة النهائية لمفاوضات الحل النهائي؟!

وكيف له أن يصدِّقها وهو قد رأى من قبل، أي في "رسالة الضمانات" التي سلَّمها بوش إلى شارون، أنَّ "الأمر الواقع الاستيطاني" قد أصبح، أو يجب أن يصبح، من قوام الحل النهائي؟!

لقد دعت رايس الفلسطينيين إلى أن يؤمنوا بأنَّ دولتهم لن تُوْلَد من العنف، وكان ينبغي لها أن تتحدَّث بما يؤكِّد أنَّها تؤمِن بأنَّ دولتهم لن تُوْلَد من الاستيطان!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار صبُّ الزيت على نار التضخم!
- هل تريدون مزيداً من -الإيضاحات- الإسرائيلية؟!
- -التقرير-.. مسمار دُقَّ في نعش!
- بعضٌ من جوانب صورة الكون في مرآة -النسبية-
- حتى لا ينفجر -لغم أنابوليس- بالفلسطينيين!
- رِفْقاً بحاويات القمامة!
- كيف للسلام أن يَحْضُر في غياب -المفاوض العربي-؟!
- بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!
- قرار -قطع الشكِّ باليقين-!
- مجلس نواب يُمثِّل 560 ألف مواطن لا غير!
- يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!
- الانتخابات معنى ومبنى!
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!


المزيد.....




- الحرب على غزة مباشر.. عمليات بغزة والضفة وحماس تناقش خطة ترا ...
- شاهد.. هل حقق الريال كل المكاسب الإيجابية بالفوز على كايرات؟ ...
- حكومة نتنياهو تعين ديفيد زيني رئيسا جديدا لـ-الشاباك-.. لماذ ...
- تعديل شامل لشروط الدخول والإقامة.. البرلمان البرتغالي يُشدّد ...
- رئيس مؤسسة ياد فاشيم لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فو ...
- المغرب: لماذا مُنعت مظاهرات مجموعة -جيل زد 212- الشبابية؟
- صحيفتان جزائريتان تنفيان فرار الجنرال عبد القادر حداد المشهو ...
- الحكومة المغربية: نتفهم المطالب الاجتماعية ومستعدون للتجاوب ...
- بفيديو عنصري ومزيف، ترامب يسخر من الديمقراطيين!
- الاتحاد الأوروبي - تونس: دبلوماسي أوروبي يقر بتقدم وبصعوبات ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - قنوط رايس!