|
الأقباط ومؤتمري المواطنة و منتدى الشرق الأوسط للحريات
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 10:32
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
شهد الأسبوع الماضي عقد مؤتمرين هامين داخل مصر وقد ناقشا هذان المؤتمران ضمن ما ناقشا أوضاع الأقباط والمشكلة القبطية فى مصر وقد عقد المؤتمر الأول وهو مؤتمر المواطنة تحت رعاية المجلس القومي لحقوق الإنسان يومي 25 و26 نوفمبر تحت شعار "المواطنة عدالة ومساواة". وتلاه المؤتمر الثاني وفى نفس الأسبوع وهو مؤتمر منتدى الشرق الأوسط للحريات الذي أسسه الأستاذ مجدي خليل والذي استضاف فيه كوكبة من النخبة المؤثرة في الرأي العام في مصر وذلك لمدة يومين أيضا 28 و29 نوفمبر وقد وصلتني دعوة الزميل العزيز مجدي خليل ولكن لم أتمكن لسوء حظي من تلبيتها والاستفادة من أراء وأفكار هذه النخبة حول الموضوع الرئيسي الذي عقد من اجله المؤتمر وهو" إلى أين تتجه مصر؟ « ورغم عدم قدرتي على المشاركة في اى من المؤتمرين لبعض الظروف الخاصة بى إلا اننى استطعت أن أتابع معظم فاعليات المؤتمرين من خلال أجهزة الإعلام المختلفة وخرجت من هذه المتابعة بالملاحظات الآتية : 1 إن هناك مجموعة كبيرة من أقباط المهجر قد قاطعت مؤتمر المواطنة تحت دعوى إن موعد انعقاده ياتى مع بدء صيام الميلاد للأقباط لان هذا يمثل من وجهة نظرهم عدم احترام للأقباط ولعقائدهم ورغم احترامي لهذا الرأي إلا اننى أقول لهم فلنتمثل سويا بقول السيد المسيح الذي قال لليهود عندما اعترضوا على قيامه بمعجزة شفاء يوم السبت وقال لهم "خلق السبت من اجل الإنسان ولم يخلق الإنسان من اجل السبت " فهكذا نحن كأقباط سواء في المهجر أو في الداخل إذا كان هذا المؤتمر وغيره سيساهم ولو مساهمة بسيطة في حل مشاكل الأقباط المطحونين في الداخل فهل نتراخى ونبتعد عن المشاركة بسبب هذه العقبة ام نمتثل بسيدنا يسوع المسيح ونذهب إلى أخر المدى في البحث عن حلول لمشاكل أخوتنا وأهلنا بمصر ؟ وكذلك هناك من اعترض ولم يشارك أيضا بسبب شعوره بالإهانة من طريقة توجيه الدعوات لحضور هذا المؤتمر والذي لم يتم بصفة شخصية وهنا فإنني أقول لهؤلاء أيضا مع كل احترامي لشخصياتكم ولمراكزكم ولكنني أظن إن الجهاد والنضال من اجل حقوق إخوتنا وأهلنا الأقباط في داخل مصر يستحق من كل واحد منا أن ينكر ذاته من اجل مساعدتهم والعمل على تحسين أوضاعهم . 2 هناك من غاب وبرر غيابه بقوله إن الدولة لا تريد أن تحل مشاكل الأقباط لأنها ليست في حاجة لعقد مؤتمرات لحل هذه المشكلة فهي تعرف المشكلة جيدا ولديها مقترحات كثيرة للحلول ودليلهم أن تقرير وتوصيات العطيفى لازالت حبيسة لإدراج مجلس الشعب منذ السبعينات ولا تريد الدولة الأخذ بها أو تنفيذها ورغم أن هذا المنطق فى ظاهره صحيح إلا أننا لو أخذنا بهذا المنطق وتعاملنا به فالأولى بنا أن نذهب فورا إلى بيوتنا وننكفئ على شئوننا الخاصة ولنكف عن الكتابة عن المشكلة القبطية ولنكف عن تنظيم المظاهرات والاحتجاجات والمؤتمرات في الداخل والخارج طالما أن مشكلتنا معروفة للقاصى والداني . تخيلوا معي لو تعامل نسلون مانديلا بنفس المنطق وجلس في بيته هو ورفاقه ولم يقاوم النظام العنصري في جنوب أفريقيا بحجة أن العالم اجمع بل والبيض الحاكمين في جنوب أفريقيا يعرفون المشكلة وخطورتها هل كان من الممكن أن ينهار نظام التفرقة العنصرية من تلقاء نفسه ويحصل السود على حقوقهم بدون جهاد ومعاناة وحكمة ومناضلة قادتهم ؟ وتخيلوا لو جلس جون جارانج ورفاقه في بيوتهم وقالوا إن العالم اجمع والحكومة السودانية يعرفوا حجم معاناة الجنوبيين ومئات آلاف الضحايا الذين سقطوا فى الصراع مع الشمال هل كان من الممكن أن ينال الجنوبيين حكمهم الذاتي الذي يتمتعون به اليوم ؟ 4 رغم إن هذه المؤتمرات واللقاءات التي تعقد في مصر لها مالها وعليها ما عليها إلا أننا لا نستطيع ولا نملك شرف مقاطعتها بصحة أن أمن الدولة يسيطر عليها وعلى مقرراتها وموضوعاتها وتوصياتها او بحجة ان من يدير الجلسات ينتمي قلبا وقالبا للإخوان المسلمون اذا ماذا نفعل لو لاقدر الله واستولى الأخوان بين ليلة وضحاها على الحكم هل نقاطعهم ونفعل كما تفعل حماس مع إسرائيل في قطاع غزة وتتحمل الحصار المؤلم على شعبها ؟ وقاطع البعض بحجة أن هذه المؤتمرات ليست أكثر من مكلمة سرعان ما تنفض بدون نتائج تذكر ولكننا نقول ان هذه المؤتمرات بما تخرج به من توصيات حتى وإن لم تنفذ كليا او حتى جزئيا الا انها تضع وتصنع بوادر الغيير خصوصا ان التغيير يبدأ دائماً بكلمة وهذه المؤتمرات وبما يطرح فيها من أراء وموضوعات تعتبر قناة ووسيلة مفيدة لتوصيل رأينا وهمومنا إلى شركائنا في الوطن وهى أيضاً وسيلة للتأثير في المشاركين الآخرين من المسلمين والأقباط الذين لا يعرفون أو يتجاهلون حجم المشكلة القبطية وتأثيراتها على الوطن , 5 وهل يستطيع احد أن ينكر أن هذا المؤتمر الأخير نجح في إكساب القضية القبطية أنصار جدد فهم على سبيل المثال محمد فايق وزير الإعلام الأسبق ورئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان ومنهم الكثيرين من المؤتمرين الذين لم ينكروا أن هناك مشكلة قبطية تحتاج إلى حل ومن يستطيع أن ينكر مقدار تأثير منتدى الشرق الأوسط الذي نجح في جذب نخبة من المثقفين وقادة الرأي في مصر ؟ هل نستطيع أن ننكر تأثير كل من صلاح عيسى، دكتورة هاله مصطفى، جمال البنا ، احمد عبد المعطى حجازي ، ,,,, ؟ فهل لو استطعنا جذبهم إلى قضيتنا إلا يكون هذا نجاح يذكر ويحسب للمنتدى الذي أسسه الصديق العزيز مجدي خليل ؟ 6 القضية القبطية ليست وليدة الساعة ولن تحل بين ليلة وضحاها ( هذا لا يعنى أن ننتظر أجيالا لحلها ) لذا يجب علينا العمل وبكل الوسائل والطرق الشرعية لحلها وإذا كنا قد نجحنا كأقباط خلال السنوات القليلة الماضية في التعريف بمشكلتنا وإيصالها للرأي العام الخارجي فبالأولى أن لا نهمل الرأي العام الداخلي و محاولة اكتساب أنصار جدد لنا كل يوم فى الداخل وتأكدوا أننا كحركة قبطية وإن كنا لم نوفق في بعض الأمور إلا أننا نجحنا في الكثير منها ولولا هذا النجاح ما فكرت الدولة ممثلة فى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى دعوة أقباط المهجر لهكذا مؤتمر فهى كانت تتجاهلهم وتعتبرهم غير موجودين حتى فترة بسيطة ولولا نجاح الحركة القبطية فى الخارج ما أمكن للأقباط ان يخرجوا معتصمين ومتظاهرين ومعترضين على أوضاعهم وماامكن لأحد من الأقباط سواء كهنة أو أساقفة أو علمانيين او حتى من كبار رجال الأعمال أن يخرج معبراً عن رأيه كما يخرجوا علينا الآن معبرين عن رأيهم في المشكلة القبطية بل وأن يخرج السيد نجيب ساويرس معبراً عن رأيه بكل شجاعة قائلاً منذ فترة أن الأقباط مهمشون وممنوعون من وظائف عديدة وقائلاً الآن أن الحجاب الذي انتشر قد أثر على وجه مصر الحضاري وجعل الشارع المصري لا يختلف عن الشارع الايرانى فهذه القوة التي استمدها السيد ساويرس لم يستمدها من ماله ( لأن راس المال جبان ) كما لم يستمدها من الغرب الممثل في أمريكا وكندا وأوربا بل استمدها من شجاعة الأقباط أنفسهم سواء داخل مصر أو خارجها , 7 يا سادة رغم أن الدولة بكل أجهزتها تعرف مشكلتنا جيدا ورغم ان النظام يستطيع حلها ولكنه لا يريد ذلك لأنه أول المستفيدين من بقائها لكن لابد من المشاركة و النضال بكل الوسائل المتاحة بما فيها اللقاء مع هذا النظام طالما أن هذه اللقاءات ستتم بصورة علنية وجماعية وليست لقاءات فردية نخاف منها بسبب محاولات الاختراق او بسبب الضغوط التي تمارس على الفرد بهدف ترهيبه او استقطابه للعمل وفق مخططات النظام وقد عارضت سابقا توجه احد أقباط المهجر باللقاء مع احد أركان النظام المصري منفردا ولكن اذا كانت هناك لقاءات او مؤتمرات مثل مؤتمر المواطنة الأخير حيث مشاركتنا تتم صورة جماعية وتتيح لنا نحن اختراق المجتمع والراى العام المصري وما اقصده بالاختراق ليس المعنى السلبي للكلمة بل الاختراق الذي يعنى وجود منابر لنا لعرض مشكلتنا الإنسانية بصورة واضحة ومؤثرة داخل مصر فمن كان يستطيع ان يسمع قبل عقد هذا المؤتمر عن كلمة كوتة للأقباط فى المجالس النيابية او تمييز ايجابي للأقباط فى الوظائف والمناصب ( وقد طالبنا بهم مرارا من خلال كتباتنا) بدون أن يقابل باتهامات بالخيانة والعمالة ولكننا سمعنا هذا اثناء انعقاد المؤتمر وبعد انعقاده فى برنامج القاهرة اليوم بل ومن استطاع قبل الآن ان يجمع كل هذه الكوكبة من المفكرين الليبراليين (والذين يؤمنون بحق كل انسان وحريته فى معتقده ورايه) كما جمعهم الأستاذ مجدي خليل فى مؤتمر منتدى دراسات الشرق الأوسط الا يمثل هذا أيضا محاولة لكسب كل العقول لصالح قضيتنا العادلة . نحن كحركة قبطية نملك شجاعة كبيرة نستمدها من عدالة قضيتنا فعلينا الا نخاف من المشاركة في اى لقاء يساهم في إيجاد حلول لهذه القضية العادلة. أخيرا اعرف وأدرك ولابد أن غيري يعرف ويدرك أن كل حركات التحرر كان بها خلاف وهذا موجود في الحركة القبطية ولكن ارجوا ألا يتحول هذا الخلاف في الرأي إلى اختلاف يجعلنا نمسك بتلابيب بعضنا البعض ونلجأ إلى أسلوب التخوين والعمالة . فى النهاية اعرف أن رأيي هذا قد يسبب مضايقة لاساتذتى في الحركة القبطية ولكني كتبت ما كتبت لوجه الله والوطن وأقباط هذا الوطن.
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
-
تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
-
قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
-
قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق
...
-
المؤتمر القبطي بشيكاغو:المكان والزمان
-
رفيق حبيب وبرنامج حزب الأخوان المسلمون
-
تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة
-
ماكس ميشيل يتجمل ويتودد
-
الانتفاضة المباركة
-
لا نتمنى تغيير على شاكلة تغيير شاوشيسكو ولكن نريده تغيير على
...
-
الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
-
الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
-
إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
-
القبض على خلية إرهابية بألمانيا
-
الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
-
عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم
-
نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
-
مسكوا القط مفتاح الكرار
-
انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
-
الإفراج عن الممرضات البلغاريات
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|