أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب















المزيد.....

ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
ردا على خطابك المفتوح للبابا بنديكيت
كعادتي كل صباح جلست أتصفح جريدتي المفضلة القدس العربي فوجدت يوم الجمعة 16 نوفمبر 2007 مقالة للدكتورة زينب عبد العزيز تحت عنوان "هيستريا تنصير العالم خطاب مفتوح إلى البابا بنديكيت السادس عشر "
http://www.alquds.co.uk/archives/2007/11/11-15/qds18.pdf
فلفت نظري هذا المقال وتوقعت ان أقرا مقالة د سمة تعتب على البابا أو تلومه او حتى تهاجمه بضراوة بسبب سياسة التنصير التى تقول الدكتورة ان الفاتيكان يحاول ان يجتاح العالم بها ويحاول من خلالها نشر المسيحية فى كافة أرجاء المعمورة,
ولكني فوجئت للأسف الشديد بمقال من أوله إلى أخره تهجم على المسيحية ولاهم له الا التشكيك فى الثوابت المسيحية والقول بأن هناك آلاف التناقضات فى الإنجيل وان هناك إضافات كثيرة قد أضيفت الى الإنجيل فى عصور متأخرة وانا هنا لن أناقش الدكتورة زينب فى هذا كله( لا لصحة تحليلها او دقة كلامها فكلامها كله اثير كثيرا من قبل وتم تفنيده والرد عليه فى كتب مثل شبهات وهمية حول الكتاب المقدس وغيره ) ولكن لأسباب عديدة أخرى ليس مجالها الآن ولكني سأتوجه برسالتين بسيطتين إلى جريدة القدس العربي والى الدكتورة زينب كالاتى :
أولا جريدة القدس العربى وانا هنا لى لوم وعتاب على جريدة القدس العربى وهذا العتاب وهذا اللوم هو لوم المحبين للجريدة لاننى ما كنت اريد لهذه الجريدة المحترمة ان تجرنا الى هذه المناقشة للأسباب الاتية :
1 هذا المكان لا اعتقد انه المكان الأنسب لمناقشة موضوع العقائد الدينية ومدى صحتها او خطئها ولست انا او الدكتورة برجال دين مكلفين يمكننا ان نتحدث فى هذا الشان فلنعطى العيش لخبازه كما يقولون ولنترك هذه المسائل للمتخصصين فيها بعيد عن استثارة العامة.
2 ان الأديان جميعاً سواء سماوية او غير سماوية أيماننا بها ايمان مطلق فكل منا يؤمن بدينه أيمان مطلق حتى وان كان يعبد حجر او يقدس بقرة ومناقشتها تنفر وتفرق ولا تجمع ولكننا يمكننا من خلال هذا المنبر الذي إتاحته لنا هذه الجريدة الجريئة ان نناقش مثلاً استخدام الدين لترسيخ الأوضاع السيئة القائمة في منطقتنا العربية وسياسة الهاء الفقراء والمحرومين والقابعين تحت حكم الديكتاتورين باللعب على وتر الدين و يمكننا أيضا ان نناقش أداء رجال الدين واستخدام رجال الحكم لهم لتعزيز مكانتهم والمحافظة على كراسيهم وتوريثها لذويهم.
3 ان جريدة القدس العربي تخاطب الناطقين بالعربية فى داخل العالم العربى وفى المهجر وعلى حد علمي فإن الناطقين بالعربية فيهم المسلم وفيهم المسيحي واليهودي وتحت كل دين من هؤلاء فرق وطوائف شتى ولو فتحنا الباب لمناقشة اى دين او اى طائفة هى الأفضل من الأخرى ما انتهينا من هذا ابدا ولتجددت المأسى والمجازر التي نريد أن تبعد عنها منطقتنا العربية ( فلننظر الى الخلافات بين المسلم السني والشيعي في العراق والمجازر المتبادلة بينهما ولا داعي لان نحمل سببها فقط للاحتلال فكل منهما يقتل ويكفر الأخر من منطلق ديني وهذا من الممكن ان ينتقل لعدد كبير من الدول العربية ) .
ثانياً الدكتورة زينب وأنا هنا كما قلت سابقاً لن أناقشها في موضوع أو جوهر العقيدة المسيحية أو الإسلامية فهذا كما قلت لا ينفر فقط الناس من بعضها بل يعمل على ترسيخ الأوضاع المزرية التي يعانى منها عالمنا العربي ولكنني سألفت نظرها إلى بعض الحقائق الآتية : ـ
1ان الفاتيكان مثله مثل اى مؤسسة دينية او اى كنيسة مسيحية من حقه التبشير كما أن من حق كل مسلم الدعوة وإذا اردتى ان تطلعي على مؤسسات الدعوة ومدى انتشارها فستجديها في كل مكان ويقف ورائها تمويل سعودي وبترودولارى ضخم جداً لا يستطيع الفاتيكان ولا يملك جزء منه فلماذا تحللي الدعوة وتحرمين التبشير ؟!!!
2 انتى تتحدثين عن الفاتيكان وكأنه يجيش الجيوش للقيام بعملية تنصير العالم كله بما فيها استخدامه للألعاب الاولمبية أو حتى جيوش الاحتلال لنشر الإنجيل مع انكى لو كلفتي نفسكى بعض الجهد لعرفتى ان الفاتيكان هذه الدويلة الصغيرة جدا والتى تعتبر أصغر دولة ذات سيادة فى العالم حيث تبلغ مساحتها ما مجموعه 0.44 كم مربع اى اصغر من مدن عربية كثيرة لا يوجد لهذه الدولة جيش بالمعنى المتعارف عليه لان جيشها لا يزيد عدده عن مائة من الحراس السويسريين يمثلوا الحرس الشخصي للبابا فهل تظنى ان هذا الجيش قادر على الغزو ونشر رسالة الانجيل التى لم تنتشر ابدا بالقتال او الغزو ؟
إذا فان هذه الأمور لا علاقة بها بالفاتيكان فالفاتيكان لم يفكر أبدا فى غزو اى بلد من البلاد وكل ما تتحدثين عنه ربما كان حمل الجنود الأمريكيين للكتاب المقدس معهم فى غزوهم للعراق او أفغانستان ورغم معارضتنا لمنطق الغزو والاحتلال الا ان اى جندى من اى دين فى موقف كهذا لن يفعل الا مثلما فعلوا فالجندي فى هذا الموقف الذي يرى فيه الموت بعينيه سيلجا الى الدين يواجه به هذا الموقف واظن كذلك انه لو كان غرض هؤلاء الجنود التبشير لكان من الأولى ان يحافظوا على حياة مسيحيي العراق بدل من قيام المجموعات الإرهابية باغتيالهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وتهجيرهم من بلادهم حتى كادوا ان يختفوا من العراق .
3 انكى تتهمين الفاتيكان بأنه يستخدم التجمعات الشبابية لنشر المسيحية وتدللي على قولك باستخدامه الألعاب الاولمبية وكما قلت لكي سابقا فان هذا وان كان حق للفاتيكان كما هو حق للآخرين الدعوة لدينه او رأيه او معتقده فى كل مكان طالما لا يستخدم الا الوسائل السلمية الا أننا لم نسمع ان عملية مجرد توزيع كتيب صغير او مجلة صغيرة أو حتى كتاب مقدس يقوم بها بعض الشبيبة يمكن ان تقارن او ان تصل الى جزء من المليون مع ما تقوم وما قامت به السعودية فى مجال الدعوة للإسلام فى كافة أرجاء المعمورة فقد أنفقت السعودية ما يفوق سبعين مليار دولار فى هذا المجال (كما جاء فى كتاب الحرية فى الأسر لعادل جندي) شمل الاتى :
_تكوين رابطة العالم الاسلامى 1962 ولها مكاتب فى 120 دولة ووزعت ملايين الكتب الإسلامية.
_ تكوين دار المال الاسلامى.
_ تكوين منظمة الغوث الاسلامى قامت ببناء مئات المساجد.
_ تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامى 1969 .
_ تكوين منظمة الشبيبة الإسلامية 1972 ولها 450 منظمة وجمعية للشبان والطلبة فى 34 دولة .
_ كل السفارات السعودية بها ملحق للشئون الإسلامية باجمالى 800 من الدعاة المتمتعين بالحصانة الدبلوماسية .
_ أن السعودية أنفقت 5.5% من دخلها القومي منذ 1973 بهدف نشر رسالة الإسلام فقد ساهمت فى إنشاء 210 مركز اسلامى و1500 مسجد و200 كلية أسلامية و2000 مدرسة بالإضافة الى المراكز الإسلامية التي أنشأتها فى العالم اجمع ومن أهمها المركز الذي شيد فى روما وبالقرب من الفاتيكان في الوقت التي ترفض فيه السعودية إنشاء اى كنيسة على أراضيها او حتى تسمح لغير المسلمين بحرية العبادة .
4 انكي تتوهمين أن الغرب كله متجانس ولا هم له الا القيام بتنصير العالم وانا اقول لك يا سيدتي بحكم أننى قضيت جزء كبير من حياتي في دول الغرب واعرف كما يعرف الكثيرين إن الإنسان الغربي لا يهتم بالدين ولا يسأل عنه وليس من اولوياته أن يضيع جزء من ماله أو من جهده لحظة واحدة في سبيل نشر دينه فهو حتى لا يعلمه لابنه بل يترك ابنه كي يختار الدين الذي يناسبه بعد ان يكبر ويستطيع الاختيار فهل هذا المواطن قادر من وجهة نظرك ان يقوم بعملية التنصير وتلقين دينه للآخرين وهو لايقوم بفعل ذلك مع ابنه ؟
5 أراكي تنكرين مجهودات الغرب ومنظماته الخيرية العديدة في مقاومة الفقر فى العالم وتقولي أن هذه المساعدات مرتبطة بعملية التنصير وان من يعطى الطعام بيد يعطى معه الكتاب المقدس باليد الأخرى للأسف انتى تحاولين تشويه الحقائق بصورة جلية ولن أحدثك عن مدى مساهمة المؤسسات الخيرية في الغرب في علاج الفقر في الدول الإسلامية وفى دول العالم الثالث فالأرقام كثيرة وبرامج المعونة الغربية لا يستطيع أن ينكرها إلا كل مخادع ومن كثرتها ومن كثرة أنفاقها توهم الشرقيين ان ورائها مؤامرة .
ولكني هنا ارجوكى أن تسألي نفسك وتقارني بينها وبين برامج الإغاثة الإسلامية وأموال الزكاة التي لا تقدم خدمتها إلا للمسلمين والتي تمنع بل تحرم تحريما كاملا استفادة غير المسلم من هذه الأموال.
وأقول لكي قارني بين مساعدات أمراء العرب وأثريائهم للفقراء وجهودهم للقضاء على الفقر وبين مساعدات أثرياء الغرب وجهودهم وأخرهم بيل جيتس مالك شركة مايكروسوفت الذي تبرع لفقراء الهند بملايين الدولارات وأيضا المنحة الضخمة من الملياردير الامريكى وارين بوفيت وآخرين والتي تبرع فيها بمبلغ 37 مليار دولار لمكافحة الفقر في العالم اين العرب والمسلمين من نموذج كنموذج الأم تريزا التي عاشت حياتها بين الفقراء والمعوذين والمرضى من كافة الأديان والأشكال قارني بين كل ما سبق وبين أثريائنا الذي يتفاخر احدهم الذى يعتبر من أغنى أغنياء العالم بكونه اول من اشترى قصر طائر على مستوى العالم او السلطان الأخر الذى يحكم جزيرة فى جنوب شرق أسيا تعوم على بحر من البترول ولا يستطيع ان يعرف ثروته من كثرتها والذي اتهم أخيه باختلاس أكثر من 15 مليار دولار من أموال الدولة ورغم كل هذا الغنى الفاحش لهذه الدولة إلا ان سكانها لا يتمتعون بالمستوى المعيشي الملائم وقارني أيضا بين اهل الغرب وبين حكامنا الذين يتركون شعوبهم يتضورون جوعا ويقومون هم بسرقة أموال هذه الشعوب وإيداعها في البنوك الغربية بأسماء وهمية خوفا من يوم يفقدون فيه حكمهم وسلطتهم .
اخبرا د. زينب أقول لكي ما هكذا تورد الإبل للمياه ياسيدتى فان اردتى أن تهاجمي العقيدة المسيحية فهاجمي بوضوح بدل من التخفي وراء هكذا خطابات وهكذا عناوين فقد تعودنا على هذا الأمر في الوطن العربي وكل من هب ودب يقوم بهذا لأنها الوسيلة المثلي الآن للترقي والحصول على المكاسب والمناصب.
مجدي جورج
[email protected]



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
- قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
- قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق ...
- المؤتمر القبطي بشيكاغو:المكان والزمان
- رفيق حبيب وبرنامج حزب الأخوان المسلمون
- تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة
- ماكس ميشيل يتجمل ويتودد
- الانتفاضة المباركة
- لا نتمنى تغيير على شاكلة تغيير شاوشيسكو ولكن نريده تغيير على ...
- الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
- الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
- إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
- القبض على خلية إرهابية بألمانيا
- الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
- عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم
- نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
- مسكوا القط مفتاح الكرار
- انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
- الإفراج عن الممرضات البلغاريات
- هل يعيد التاريخ نفسه؟


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب