أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الطالقاني - المصالحة الوطنية العراقية.. نجاح مرتقب














المزيد.....

المصالحة الوطنية العراقية.. نجاح مرتقب


علي الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من حدوث بعض العمليات الإرهابية في مناطق العراق خصوصا في العاصمة بغداد وأطرافها إضافة إلى ديالى والموصل والانبار، إلا أن المتتبع للشأن العراقي لايستطيع أن ينكر وجود تحسن كبير في المجال الأمني وردع للمجاميع الإرهابية.

وكذلك لايسع المتطلع للشأن العراقي ان يجد مقارنة بين العراق اليوم وعراق بعد عام 2004، فأن مظاهر الحركة وسير الحياة في المناطق الساخنة أخذت تدب وتسير نحو طريق يوصلنا إلى بر الأمان وأصبحت هذه المشاهد واضحة للعيان في كثير من المناطق، وإن لم تكن تعبر عن تطور في باقي المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها دليل قاطع على المسير نحو نهاية عهد العنف والإرهاب الذي راح ضحيته قرابة المليون ونصف مليون ضحية يضاف الى ذلك أربعة ملايين ونصف المليون مهجر،وصولا إلى خسائر العراق التي فاقت ملايين الدولارات نتيجة الفوضى والفساد الإداري.

في سنوات ما بعد سقوط نظام صدام ، عرف العراق الكثير من الشخصيات السياسية التي نالت مراتب عالية في إدارة مفاصل الدولة، و كان أغلبهم يبرر ما يحدث من إرهاب و عنف على انه بقايا من مجموعات ضالة وأنهم مجموعة من التكفيريون والدخلاء ، وألان أصبحت هذه الشخصيات خارج الحكومة ، إلى أن جاء رئيس الوزراء نوري المالكي بخطة جديدة ومدعومة، من قبل بعض الأطراف الدولية للقضاء على العديد من المجموعات المسلحة تحت مسمى " المصالحة الوطنية" " وقانون المسائلة والمصالحة" والتي بدأ تنفيذها في عام 2006، وهي السياسة التي تقضي بملاحقة المجرمين والإرهابيين ومن يخرج عن القانون وبنفس الوقت إرجاع العديد من الضباط وأجهزة الحكم السابق و إخلاء الكثير من السجناء والمعتقلين.

في بداية الأمر ظهرت العديد من العراقيل التي عكرت سير هذه المشاريع التي كانت تمثل نقطة ماء أمام بحر التحديات التي واجهة الحكومة والشعب ، كذلك فالجماعات المسلحة التي دعت للقتال والتي ما زالت ترفض المصالحة، أصبحت تعلن عن مسؤوليتها إثر كل محاولة اغتيال تستهدف أحد العناصر التي أخذت من مشروع المصالحة مقاومة هذه المجاميع التي تنتمي لتنظيم القاعدة وكذلك باقي المجاميع التي تعمل بالتوافق مع بعض القوى العراقية التي تريد افشال سير العملية السياسية، هل ياترى تقبل هذه المجاميع بالحوار وهل ينفع الحوار مع جماعات جندت الأطفال لتفجير أنفسهم وسط المدنيين والأبرياء ؟ كذلك مع من يكون التفاوض هل يكون مع مجاميع أطلقت على نفسها «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» الذين ليسوا الا عصابة من قطاع الطرق والمجرمين الذين استحلوا العيش على دماء الأبرياء وابتزاز أموالهم.

إن كانت سياسة المصالحة الوطنية وباقي الأطروحات، قد أثبتت نجاحها نسبيا في إعادة نوع من السلم للمجتمع العراقي الذي عانى طيلة السنوات الثلاث الماضية من العنف و الإرهاب، إلا أن الجهود تبقى ناقصة بسبب عدم توافق التيارات السياسية ، ولا سيما المُعارضة منها التي تعتبر أساس المشكلة.

الكثير من المسؤولين العراقيين قد أعلنوا أن سياسة المصالحة الوطنية تحتاج لبعض من الوقت على ان تكون هناك مقدمات لتهيئة النفوس: فانطلقت مؤتمرات المصالحة والحوار الوطني بين السياسيين وكذلك بين منظمات المجتمع المدني وصولا الى العشائر حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وياترى هل ينسى أو يتجاهل المسؤولون العراقيون أهم مراحل وأطوار المصالحة الحقيقية..؟

ربما تكون الإجابة هو التحّدي الذي تواجهه القوى والأحزاب العراقية وخصوصا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يقبل على الترشح لولاية رئاسية ثانية، كذلك أصبح للعراقيين قناعة توجب على السياسيين أن يرتبوا البيت السياسي العراقي وهو من أولى الأولويات.

ومما لا شك فيه أن الحوارات بين الأطراف المعنية حول المصالحة يبدو فيها من الغموض أشياء كثيرة ، لم تنته إلى نقطة بعينها يلتف حولها معظم الشعب ليكون منطلقا لحلول موضوعية لمشاكل البلاد العالقة.
ما يجري من مفاوضات بين كل الأطراف العراقية يعبر عن أن الكل يريد أن يقدم رؤى يشهد لها التاريخ لانجاز مشروع الوحدة الوطنية. وان وصلت هذه المشاريع القائمة الآن إلى مبتغاها المنشود حينها يكون للعراق صورة جديدة يفرضها الواقع وليس أطراف بحد ذاتها.

كذلك فان الفهم المشترك للمشاكل العالقة له الدور الأكبر في فتح الباب أمام الوحدة والبناء والتماسك. وعندئذ يكون العراقيون في مرتبة تضاهي الشعوب المتقدمة من خلال خلق علاقات داخلية و إقليمية أكثر توازنا تجني الفائدة الأكبر لهم ولشركائهم في العالمين العربي والعالمي.



#علي_الطالقاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعيون غربية ( 7 تشرين الثاني 2007)
- أرقام من العرب والعالم (4)
- الازمة التركية: اختبار جديد للسياسة العراقية
- ارقام حول العرب والعالم (2)
- ارقام من العرب والعالم
- مشاهد درامية وكوميدية من العراق
- الاختطاف سمة من سمات الجاهلية الجديدة
- الطغات يرحلون والشعب باق
- العراق أوركسترا بمفرده...أنه أوبرا متعدد الفوضى
- دعوة لعراق مزدهر
- زيارة المالكي لأنقره.. وماذا بعد؟
- الإستراتيجية الدموية: تلعفر نموذجا.. من المسؤول؟
- زيارة المالكي لانقره.. وماذا بعد؟
- التنظيمات الإرهابية في العراق بين حقبتين
- الأطفال هم الضحية الأكبر


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الطالقاني - المصالحة الوطنية العراقية.. نجاح مرتقب