أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - حول التصويت السري في البرلمان (العراقي) ...















المزيد.....

حول التصويت السري في البرلمان (العراقي) ...


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم اكن ارغب في الكتابه حول هذا الموضوع لقناعتي التامه ان هذا البرلمان لا يمثل الشعب العراقي بأي شكل من الاشكال مهما تبجح مؤيدوا حكومه الاحتلال بذلك والمبررات طويله وهي بحد ذاتها تحتاج لمقالات عديده ، ونزولا عند رغبة بعض الاصدقاء قررت توضيح بعض النقاط التي ارى انها تشكل الاطار العام لتحرك قوى الاحتلال بأتجاه اقرار مشروع الحاقي كهذا في دوله كالعراق بعد ان وقعت تحت الاحتلال بمباركه القوى الغربيه التي ترى فائده كبيرة في ديمومه الرأسماليه وبقاءها لأطول فترة ممكنه ...
ولا أعتقد ان الاساليب التي تتبعها الرأسماليه العالميه في اخضاع شعوب الدول التي وقعت تحت نيرها بحاجه لتوضيح اكثر لا سيما بعد الحرب العالميه الثانيه وظهور صراع القطبين ، لكننا سنسلط الضوء فقط على طريقه التعامل مع مصدر السلطه التشريعيه في اي دوله وهو البرلمان ، ففي اوربا بدأت الولايات المتحده وبريطانيا العمل على جعل الدول الغربيه بأسرها أسيرة ديمقراطيه تسهم فقط في تمكين الشركات الاحتكاريه العمل والبقاء والتحرك بشكل واسع في هذه البلدان ومنها المانيا واسبانيا وفرنسا والاخرى وجعل رؤوس الاموال تتحرك بحريه تامه في هذه المساحه دون منافسه من شركات شرقيه اخرى ، وأعتمدت بالدرجه الاساس على البرلمانات الكارتونيه التي ابعدت منها قوى اليسار وكذلك القوى التي تحمل افكار يمينيه قوميه وابقتهما كسيف مسلط على هذه البرلمانات كلما حاول احدا التمرد على النظام المفروض ، ومن بين هذه الوسائل التي مكنتها من الاطمئنان لمسيرة هذه الدول موضوع التصويت ، في السابق لم يكن هناك نظام التصويت السري الالكتروني بل كان التصويت برفع الايادي داخل البرلمان هو الوسيله المتبعه قبل تغييرها الى التصويت على الورق ووضعها في صندوق من زجاج او بلاستك حسب شفافيه العمل داخل ذلك البرلمان !!
وقبل عمليات التصويت كانت الجهات المستفيده من التصويت على اي موضوع تستخدم وسائل عديده لضمان مرور التصويت على الموضوع على ما يرام ومن بين هذه الاساليب كانت الشركات الاحتكاريه تستخدم اساليب الرشوى في البدء بتقديم هدايا او دعوات عشاء للنواب الذين ترى انهم متذبذبون ووضعهم يبعث على القلق من مواقفهم وعندما تدرك ان وسائل الرشوة والهدايا والدعم لا تفيد مع بعض النواب كانت تستخدم اساليب التهديد من خلال البحث المعمق في مسيرة حياته وتعريه اخطاءه وفضائحه بطريقه تفقده شعبيته او الثقه به بأستخدامها لوسائل الاعلام بشكل سلبي اعتمادا على اصحاب الاقلام المحسوبين على الصحافه والاعلام في ذلك ، او تلفيق فضيحه له من العيار الثقيل تسهم في القضاء على مستقبله السياسي هذه الاساليب وغيرها اصبحت واضحه للذين يتعاطون السياسه في العالم الغربي واصبحوا يدركوا واضحا ان هناك خطوط لا يمكن الاقتراب اليها كي لا يتم اثارة الوحش الاقتصادي المسلط على بلدانها وانيابه السامه ، عندما شبهت وزيرة العدل الالمانيه في عهد حكومة شرودر الرئيس الامريكي جورج بوش بأدولف هتلر كان مصيرها اجبارها على الاستقاله ومنع الصحف من التطرق لاسمها او اي موضوع يخصها والصحيفه التي تتجرء على تجاوز ذلك يتم محاربتها حتى تفقد مصداقيتها وتعلن افلاسها او تغير اسمها والبدء من الصفر ، هذا مثل بسيط اما الامثله الاخرى فهي كثيرة ومتشعبه ومن يرغب في قراءة جيده للنظام الديمقراطي الغربي فأنه بلا أدنى شك سيكون بحاجه لوقت كي يلم بتفاصيل الطرق التي يتم فيها اسكات الاراء التي لا تروق للمؤسسات الرأسماليه التي تسيطر على زمام القرار السياسي في هذه البلدان ...
والعراق بعد وقوعه تحت الاحتلال لا يختلف عن تلك البلدان التي سبقته في الخضوع او الوقوع تحت سطوة هذه القوة ، نعم تريد الولايات المتحده اخضاع العراق بكل الوسائل بما فيها استخدام التكنولوجيا الحديثه لخداع الجماهير وتهميش دورها وتمرير كل مخططاتها لالحاق البلاد بكل مقدراتها لتبعية الشركات الاحتكاريه الكبرى التي تجند مئات الالاف من المرتزقه للحرب نيابة عنها في العراق تحت اسم شركات الحماية او القوات المتعدده الجنسيات وهي طرق تمر على العقول الساذجه التي تفتقد للنظر بعمق لاهداف هذه القوى الاستعماريه التي ظهرت بوجه جيد اسمه الحريه للعراق والحريه لافغانستان وغيرها ...
لذلك لا يمكن اعتبار البرلمان العراقي اكثرمن لواء من الوية الاحتلال لتمرير الاهداف الاستراتيجيه للقوى الرأسماليه في العالم وهو لا يختلف عن اي شركه من شركات الحمايه السيئة الصيت العامله في البلد ، اما الطريقه التي تبدو أكثر تأثيرا في الحدث والتي بأمكانها انقاذ العراق مما يعانيه هو تعرية اهداف الاحتلال ورفضها والمطالبه بأخراج القوات التي احتلت البلد وعبثت بحياة ابناءه وكرامتهم لان خروج المحتل يعني عمليا هروب هذه الاحزاب معه فهي باقيه بقاء الاحتلال وستعود لمواقعها التي جاءت منها بخروجه ان تمكنت من فعل ذلك وأستطاعت الافلات من عقوبة الشعب والمصير الذي ينتظرها فهي لا تقل اجراما عن نظام صدام بعد استباحتها لكل مقدسات الدوله وفي مقدمتها السياده وحق العراقي في التعبير والعيش الحر ، ان بقاء موضوع التصويت في هذا البرلمان محدود ببقاء القوات التي تحمي هذا البرلمان والتي وصلت مرحله قريبه من نهايتها وهزيمتها في العراق وهو خاضع في الواقع لصراع القوى الدوليه التي تتحكم في المنطقه طالما بقيت الاراده الشعبيه العراقيه غائبه وعاجزة عن احداث التغيير بثورة تطيح بالاحتلال ومرتزقته من الجذور وتحويل واقع البلد من طرف الى قطب مؤثر في المعادله الدوليه يمتلك رؤيه واضحه في مصير المنطقه والصراعات الدائرة فيه ..

والساحه العراقيه اليوم تخوض حرب بالوكاله بين معسكرين احداهما يناصر الطروحات الامريكيه ورؤيتها للمنطقه والاخر يناصر الطروحات الايرانيه المدعومه سرا من روسيا والتي تمتلك هي الاخرى هدفا استراتيجيا تدفع بأتجاه تحقيقه من خلال ايران لا سيما وانها تدرك استحاله حدوث تغيير شعبي في العراق للأوضاع على غرار ثورة 14 تموز ، وفي اعتقادي بأن أفضل خدمه يمكن للمثقف تقديمها في هذه الطروف لبلاده تكمن في تحفيز القوى القوى الوطنيه المعاديه للاحتلال والعمل على بسط فكر وطني علماني يمنع قيام جمهوريه اسلاميه على غرار ايران وكذلك يمنع جعل العراق جمهوريه جديده من جمهوريات الموز الدائرة في الفلك الامريكي وتقع اسيرة اتفاقيات لن تتمكن حتى الاجيال المقبله من التخلص منها ، والشعب العراقي الذي انهكته الحروب والدكتاتوريه وقوى الارهاب الرسميه (ميليشيات الحكومه والاحزاب القوميه ) والمستترة المتمثله بالقاعده والاطراف المدعومه من قوى اقليميه في المنطقه عاجز اليوم عن القيام بأي دور من شأنه احداث الخلل في هذه المعادله ودورنا يكمن في تنميه الشعور بأهمية النهوض للقيام بهذا التغيير على يد الاراده الشعبيه وتوضيح الصورة لها بطريقه لا تجعل الواقع امامها مشوها ...
اليسار والقوى الوطنيه مطالبه بالوقوف الى جانب الاحزاب التي تعمل على اقامة جمهوريه وطنيه ديمقراطيه مقتدرة لا تابعه ، فهل نتشرف بنواب يتم تفتيشهم وتعريتهم كل صباح واثناء انعقاد جلساتهم دون ان يشعروا بالاهانه ؟ وكأنهم يؤدون واجبا وطنيا اثناء سكوتهم على اهانتهم وذلهم بهذا الشكل !!
لذلك لا بد وان تعمل كل الاطراف على افراغ العراق من هذه النماذج التي الحقت به الذل جراء مواقفها المناصرة للاحتلال وطروحاته ، فأيران مثل جيد لمن يرغب في رؤية الحاله العراقيه وانتماءها لاي من طرفي المعادله ، ايران الشاه الامريكيه خلقت فقرا مدقعا لشعبها وعملت على تفسخ العلاقات الاجتماعيه وتدميرها على الرغم من انها كانت تنتمي الى العالم الامريكي وايران الاسلاميه اعادت شعبها عقودا الى الوراء وحولته الى عبيد لمجموعه من الخرافات والاساطير وجعلت اقتصاده مغرقا في الفوضى ويعيش على المعونات العسكريه التي تقدمها روسيا كما كانت تقدم لصدام منجزات تبخرت مع دخول اول جندي امريكي للعراق ..
وموضوع التصويت من عدمه في البرلمان لا يمكن ان يمثل النظر اليه الا على أساس الحاله العامه وبحث الاسباب التي قادت مجموعه من الجهله اغلبهم زوروا شهاداتهم كي يتمكنوا من دخول برلمان شركة الحمايه التي تحاول الولايات المتحده اقامتها في العراق ، والاسباب كما نعلم تتجسد اولا واخيرا في الاحتلال والقوى التي تعمل لمصلحته ودون التخلص منها لا يمكن الحديث عن عراق ديمقراطي حقيقي ...




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع مظلم للمرأه ..تحت الاحتلال والاسلام السياسي
- الماديه الجدليه ..وصراع القوى في العصر الحديث
- الاولويه لأعلان الدوله الفلسطينيه ...
- القواعد المتغيره في السياسه الدوليه ...
- وجه الحضارة الجديد ...
- ألبعد الحضاري لألغاء عقوبة الاعدام ...
- ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي
- ألأرتقاء بأساليب ألتعامل مع الطفل ...
- الفكر السياسي العراقي بين الدكتاتوريه والفوضى
- المطالب المشروعه لنقابات عمال البصره ..
- تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي
- المصالحه في العراق ..ومشروع الكيانات الرخوه
- الرقابه ... والملكيه الفكريه
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز فرحان - حول التصويت السري في البرلمان (العراقي) ...