أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..















المزيد.....

محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 11:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بعد مرور ستة اعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي تعرضت لها الولايات الامتحده في عقر دارها لا يزال العالم يعيش اسير انتاج الاحداث وصياغتها من البيت الابيض بطريقه دفعت العالم باسره نحو التغيير ,وهذا التغيير لم يكن ليحدث لولا رد الفعل الامريكي على الضربات وافرازاتها التي تنمو باستمرار بأتجاه اقناع العالم بأن هناك عدو لا يستهان به قادر على ضرب القوى الكبرى في عقر دارها , دفع هذه القيادة في الولايات المتحده الى الواجهه كان امرا صعب الحدوث قبل ضربات الحادي عشر من سبتمبر رغم كل محاولات العالم الاشتراكي بهذا الاتجاه لكنها بعد الحدث اصبح امرا ممكنا بعد ان فقد اسياد البيت الابيض صوابهم ولم يستوعبوا حجم الحفرة التي تم حفرها جيدا لايقاعهم بها ..فأنقسم العالم بالنسبة لهم شطرين ما قبل ...وما بعد والاشارة هنا الى الضربات التي تعرضت لها الولايات المتحده , ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي وضعت الاوليغاركيه الماليه في الولايات المتحده الامريكيه هدف السيطره على مقدرات العالم امامها وراحت ترسم بهدوء بعيدا عن الاضواء استراتيجيتها الى ان هزتها الضربات واقفت كل شئ واخرجت للعلن كل خططها دون ان تتردد في اتخاذ اي قرار تراه مناسبا لها بدءا من اعلان بوش من ليس معنا فهو ضدنا وبهذه العبارة اراد ان يحول العالم وشعوبه الى توابع له ولجيشه واراضيهم الى قواعد انطلاق وهبوط وسجون لمن يعارض سياستهم ...
ولم تعد خطوات القائمين على السياسه الامريكيه تعرف بدقه كما كان يشاع عنها في السابق بل اصبح التخبط والغرور سمتين لا تفارقان اي شخصيه امريكيه تخرج علينا للعلن , وانكشفت الاكاذيب التي كانت وسائل الاعلام الامريكيه المأجورة للسلطه تروجها بأن خطط الادارة محسوبه بعنايه وموجهه بذكاء !! واثبتت الاحداث التي تلت الضربات عمق تأثير الشخصيات الحاكمه والممتلكة للسلطه والقرار على ارض الواقع وكلها تشير الى ان من يحكم هذا البلد هم مجموعه من الجهله وقطاعي الطرق لا علم لهم بأبجديات السياسه الدوليه وقواعد القانون الدولي كما لا يعيرون الاهميه لاي شئ اسمه الشرعيه الدوليه وما يرتبط به . ويتصدر هذه الشخصيات جورج بوش الابن ودونالد رامسفيلد وبول بريمر وولفوويتز ونكروبونتي وديك تشيني وزمرة اخرى تعمل في الظل تحت امرتهم من اجل بسط السيطرة على مقدرات العالم من خلال الحرب التي شنوها تحت اسم مكافحة الارهاب ...
هؤلاء يعيشوا نقصا شديدا اسمه نقص المواهب وكذلك نقص الخبرة فالاعتماد على مستشارين ومحللين لم يسعفهم في اختيار الوسيله المناسبه للرد على الارهاب الذي اصابهم في عقر دارهم وبدلا من فضح سهرات وملذات بن لادن في ملاهي فرنسا والدول الغربيه وحياته في صالات القمار في الولايات المتحده صنعوا منه رمزا للجهله من العاجزين عن فهم اهمية الحياة الانسانيه وابعادها , وبدلا من ان يذهبوا بأتجاه المنظمات والدول التي انتجت الارهابيون الذين قاموا بالهجمات كحركة الاخوان المسلمين في مصر والجمعيات الخيريه السعوديه الواجهه الخلفيه للارهاب ذهبوا باتجاه اخر مختلف اسمه العراق وهناك ارادوا استعراض عضلاتهم في بلد تجمع كل مؤلفات التاريخ على ان دوله محتله له لم تخرج منه منتصره على الاطلاق ومهما طال الزمن ..اذا لم يكن الموضوع من البدايه شن الحرب على الارهاب بقدر ما كان بسط النفوذ والسيطرة على احتياطيات العالم من الغاز والنفط والموارد الاخرى تحت حجة مكافحة الارهاب , لا نريد ان ننظر الى النتائج التي وصلت اليها الحملة في هذه اللحظه بل سنذهب بعيدا باتجاه تداعيات هذا العمل على الصعيد العالمي في العقود المقبله فقد اوجدت الولايات المتحده سببا لمحاصرتها اقتصاديا وسياسيا من خلال الحرب على الارهاب وفجرت حرب دينية الطابع لا يمكن لها ولا حتى للعالم الغربي التحكم بها وبنتائجها وستأخذه الى شاطئ من العزله لن تخرج منه بسهوله قبل استقلال بعض ولاياتها عنها ...
اي ان المحاور التي نتجت عن تفكك الاتحاد السوفيتي ستسهم نفسها في تفكك الولايات المتحده وتجزئتها وربما تغرق في حروب داخليه كتلك التي غرقت فيها بريطانيا مع الايرلنديين طوال عقدين من الزمن او اكثر ,فالحرب الحاليه انتجت صراعا مباشرا بين فريقين كان يقفان في صف اعداء الشيوعيه في الامس وهذا الصراع سيؤدي الى تباعدهما عن بعضهما البعض واحداث قطيعه بينهما ربما لعقود من الزمن رغم ان الحرب لا تزال في بدايتها وانطلقت من العراق وهذا يمثل احد الاسباب التي ستؤدي الى القطيعه مع الولايات المتحده ومنتجاتها وشركاتها وربما في المستقبل المؤسسات العامله على اراضيها بما فيها الامم المتحده والتباعد هذا سيدفع بعض الولايات وحكامها للخروج من الطوق الذي تفرضه الاوليغاركيه الماليه الحاكمه عليهم وتؤدي بهم الى الاختناق الاقتصادي في المستقبل ...
ضربات الحادي عشر من سبتمبر وحرب العراق هما بلا ادنى شك الحدثين اللذين هزا العالم وسيغيران شكله جذريا لكن ذلك لا يحدث على ارض الواقع الدولي بتلك السرعه التي يحلم بها البعض بل ان تلك التغييرات تحدث بسرعة السلحفاة . وصعود اوربا اقتصاديا هو الاخر سيؤثر على السيطرة الامريكيه على العالم ويدفعها تدريجيا الى الخلف ويدفع بعملتها الى الصف الثاني وقد بدأت ملامح نتائج من هذا النوع تبرز تدريجيا بعد اقدام الكثير من الدول فك ارتباط عملتها بالدولار وكذلك تفضيل استخدام العمله الاوربيه عليها وصعود الصين هو الاخر لا يزال يشكل اكبر حاجز امام السيطرة المطلقه لامريكا على اسواق العالم ويتبعه الصعود التدريجي لكل من روسيا والهند والبرازيل ودول اخرى تحاول ان يكون لها مكانا بين الكبار , وهذه العوامل باسرها لا يتعامل معها اسياد البيت الابيض الا من زاويه ضيقه لا تفي بحجمها وخطورتها على مكانة الولايات المتحده واقتصادها في العالم ..
وبالعودة لما يجري في العراق اليوم على ارض الواقع نقول ان احلام ادارة بوش تحولت بعد اربع سنوات من الاحتلال الى رماد وباتت الهزيمه وشيكة فيه مهما ارادت تغطيتها وستقود الى ابراز عناصر جديده في السياسه الامريكيه وطريقة تعاملها مع الاوضاع الدوليه ولن يكون امامها سوى الاعتراف بالواقع الجديد الذي قوض حجمها وسيطرتها على العالم بحيث ان ترسانتها العسكريه لن تعود تنفعها في شئ مهما هددت وتوعدت هذا الطرف او ذاك لان الحرب اخذت تكتسب وسائل جديده لم تكن معهودة من قبل وهي التفجيرات الانتحاريه التي لا يمكن تجنب اخطارها بسهوله ,اذن اين الحكمه في احتلال العراق ومن هو المستفيد الاول منها النفوذ الامريكي في المنطقه قبل هذه الحرب كان اقوى بكثير مما هو عليه اليوم ايران كانت تابعه لها واليوم تعتمد على الصين وروسيا في تطوير نفسها وقدراتها والعراق كان يتعامل معها رغم التذبذب في مواقفه بين الشرق والغرب ودول الخليج كانت حكرا على الشركات الاحتكاريه الامريكيه اما عالم اليوم فانه يوحي بنتائج مختلفه بعد ان قدمت الولايات المتحده تنازلات لحلفاءها كفرنسا وبريطانيا والمانيا في الخليج واليوم الصين وروسيا اصبحا لهما نفوذ في تلك المنطقه والانسحاب من العراق سيقود طبقه من الاحزاب المعاديه للولايات المتحده للوصول الى السلطه وستقضي على اية اتفاقيه وقعت معها اثناء الاحتلال لانها لم تعد تخافها بعد هزيمتها كما انها ستدرك ان من الصعوبه عودة الجيش الامريكي للعراق بعد انسحابه..
واذا ما اخذنا الامر بالمنطق الامريكي القائم على مبدأ الربح والخسارة الذي يشكل اطار سياستها ومصالحا فأن الولايات المتحده هي الخاسر الاكبر من الحرب في العراق وبلا ادنى شك سيكون لهذه الخسارة تداعياتها على الاقتصاد الامريكي وبالتالي على الدول التي ربطت نفسها بالاقتصاد الامريكي وستتغير القناعات بهذا الصدد من الاعتماد الكلي على ربط الاقتصاد المحلي باقتصاد دوله كالولايات المتحده وستتخذ اوربا اولى الخطوات بعد الحرب بفك الترابط العميق وتخفيفه الى درجة ادنى سيكون لها ابلغ الاثر في اضعاف الشركات الامريكيه وتقويض سيطرتها على معظم المواقع في العالم هذا ان لم يؤدي الى افلاس معظمها ..
اي ان الولايات المتحده تشبه ذلك الذي يأكل من لحم جسده في هذه الحرب دون ان يعلم وعواقب هذا العمل لن يكون سهلا معالجته بقدر ما يحتاج الى تقليص اضراره لان علاجه عند ذلك الحد قد يبدو مستحيلا ..وقد بات امر الحرب في العراق وحسمها لا يتجاوز حدود العام المقبل 2008 في ابعد احتمال لان الميزانيه الامريكيه لن يكون بأمكانها تحمل المزيد من التبذير وفوق ذلك المقامرة بحياة الامريكيين انفسهم الذين يعتبرون غير قادرين على حسم امرهم بعد ان وقعوا تحت تأثير الاكاذيب التي روجها الاعلام المأجور للسلطة داخل الولايات المتحده واليوم بدأ الرأي العام يدرك انه كان ضحيه كذبه كبيرة من الادارة الامريكيه ويعمل اليوم على تنميه المواقف المعاديه للحرب والشخصيات التي تروج لها داخل الادارة , لم تحقق الحرب اهدافها بل ستؤدي الى محاصرة الولايات المتحده على نطاق واسع بعد ان وسعت دائرة العداء بينها وبين أغلب الشعوب في العالم الاسلامي وهي تخسر مواقعها تدريجيا في امريكا الجنوبيه وافريقيا بعد ان فقدت مواقعها في جنوب شرق اسيا لحساب الصين وهاهي ستخرج من الشرق الاوسط مهزومه ولن يكون لها دورا يوازي المبالغ التي سرفتها نزولا عند الرغبة الجنونيه لبوش وازلامه في البيت الابيض ...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..