أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فواز فرحان - مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة















المزيد.....

مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تؤشر المجزرة الرهيبه التي ارتكبت في سنجار الى احتمالين قد يعبران عن الصورة التي تشكل الحدث في الامد القريب , فهي عبرت عن حقد عميق يشبع قلوب تلك الاطراف التي وقفت خلف العمليه دون اي حس اخلاقي او انساني , لا نريد ان نردد عبارة ان الارهاب لا دين له لان جميع المشتركين في العمليه السياسيه الحاليه لادين لهم ايضا يضاف اليهم كل من الايرانيين والامريكان الذين ساهموا بهذه المجزرة بشكل او بأخر من خلال تواجدهم على الساحه العراقيه واحتلالهم لاراضي البلاد, فهذه المجزرة ما كانت لتحدث لولا تواجد قوات الاحتلال التي فرضت واقعا جديدا على الشعب العراقي من الفوضى الى القتل والتفجيرات الانتحاريه ونشر الفتنه الطائفيه والدينيه في البلاد ومحاوله خلق صورة مشوهه عن الشعب العراقي بأطيافه المختلفه وعن اخلاقه وحضارته ..
هول الكارثه التي حلت على ثلاث قرى وادت الى قتل ما يزيد عن الثلاثمئة انسان وجرح مثلهم لا بد ان يكون قد حرك عاطفه ومشاعر كل متتبع للوضع العراقي وبينت الجبن الذي يتمتع به من يفكر في استهداف الابرياء من الذين لا دخل لهم في السياسه والدين على السواء لامبرر اطلاقا لمثل هذا العمل الجبان ولولا علم الجهة التي قامت به بأنه يصنف على خانة الاعمال القذرة لصرحت بمسؤوليتها عليه دون خوف, واستعجال الجانب الامريكي بألصاق التهمة بالقاعده هو الاخر شكل علامة استفهام كبيرة جعلت كل متتبع يحتار في تفسير هذا التسرع لا سيما وان الامريكان علموا بالفترة الاخيره باحتمال تعرض تلك المناطق لهجمات ارهابيه بعد سيطرة القاعده والجيش الاسلامي على الموصل !! من غير المنطقي الصاق التهمه باي طرف بعد ان تعرضت فئات واسعه من الشعب العراقي لنفس العمليات وادت الى قتل الالاف منهم اطفالا ونساءا وشيوخ , قلنا منذ بداية الاحتلال ان الاقليات مستهدفه في العراق لان ذلك يدخل في اطار المشروع الامريكي الجديد في الشرق الاوسط الذي يهدف الى اخلاء دول المنطقه من هذه الاقليات وبغض النظر عن مدى نجاح او فشل هذا العمل فأن السير بهذا النهج واضح منذ البدايه ويتفق تماما مع ما تصبو اليه الافكار الايرانيه لعراق ما بعد صدام على الرغم من تعارض الاطروحات الامريكيه مع الايرانيه للسيطرة على العراق ومقدراته..لكنهما في هذه النقطه بالتحديد متفقين حتى وان لم يعلنا ذلك..
عندما يدور الحديث عن مشروع سياسي ينبغي تطبيقه سواء في العراق او اي مكان اخر في العالم لا وجود لمصطلحات كالدين والاخلاق والالتزام في قاموس من يسعى لتطبيق مشاريعه لان المصالح الاقتصاديه والسياسيه هي التي تحرك الحدث اولا واخيرا , واذا ما عدنا للاحتمالين اللذين تسير الاحداث نحوهما بعد مجزرة سنجار فأنهما يؤشران الى احتماليه انهيار مشروع القاعده والمنظمات الارهابيه في العراق وحتى تلك التي تتدعي المقاومه من خلال عجزهما عن تحقيق اي تقدم يخص سيطرتهما على السلطه بشكل فعال او حتى السيطرة على مناطق مؤثرة في العراق وهذا ما اثبتت الاحداث صعوبة تحقيقه بالنسبه للقاعده وغيرها من الاطراف التي جاءت لمحاربة الامريكان والشعب العراقي على السواء..فأيران لا تريد للاطراف التي تحارب الامريكان وتحضى بدعمها الخروج من الخطوط التي تضعها لهم وهذا ما يتعارض مع توجهات بعض من الذين يحاربون الوجود الامريكي لذلك لا تحقق العمليه السياسيه في العراق اي تقدم لالتزام الاحزاب السياسيه المواليه لايران كحزب الدعوه والمجلس الاعلى والتيار الصدري بالخط الذي يضعه لهم الحرس الثوري وتبقى العمليه دائما تراوح في مكانها واسيرة الجديد الذي يحاول الايرانيون استنباطه من الاحداث على ارض الواقع ام في الجانب الاخر فيوحي بأن خيار الحرب المستمرة يعني خسارة الجميع للحرب وبقاء البلاد مجزءه ومنهارة وعديمة الفائده لكل من يطمع بها ..
اما الاحتمال الثاني في حدوث مجزرة سنجار وتداعياتها على الساحه السياسيه فأنه يؤشر الى بداية انهيار العمليه السياسيه وعجزها عن تحقيق ايا من اهدافها مما يعني عمليا فشل الامريكان في مشروعهم من احتلال العراق وتريد ممارسه سياسة الارض المحروقه قبل انسحابها المحتمل في الشهور القادمه وزرع اكبر قدر من الفوضى والفتنه في البلاد كي ينهش الشعب بعضه البعض بدلا من مواجهته لقواتها , فخروج الجميع من العمليه السياسيه باستثناء الاحزاب الاربعه التي وقعت الاتفاق الذي سمي باتفاق المعتدلين يعني عمليا ان الحكومه في بغداد على وشك الانهيار مع اقتراب موعد التقرير الذي سيقدم للكونغرس عن حالة الجيش الامريكي المزريه في العراق وهذا الانهيار سيتبعه فوضى يصعب السيطرة عليها وربما ستفوق ما حدث في الفترة الماضيه ...
وفي الحاله يبقى الشعب العراقي بكل اطيافه يدفع الثمن نظرا لانعدام وجود مشروع قائم على اسس وطنيه لا على اسس قوميه او طائفيه لان ذلك يعني تأجيل احلال السلام والاستقرار في العراق . وفرض موضوعات الدين والطائفيه على المجتمع العراقي هو موضوع مغرض بالدرجة الاساس منذ وصول البعث للسلطه وحتى يومنا هذا ولعب اكبر الادوار في نشر الفتنه والضغينه داخل هذا المجتمع دون ان توضع حلول حضاريه لمجموعه الازمات التي تسببت بالحاق حالة عدم الاستقرار في العراق..
والعوده الى ابراز هويه كل طرف القوميه داخل هذا المجتمع على حساب الهويه الوطنيه سيلعب هو الاخر دورا في بقاء الازمه مستمرة ومن الاجدى حل القضايا العالقه بكل جرأه حتى وان تطلب الامر العودة الى الامم المتحده كوسيط , فحل القضيه الكرديه يسهم بشكل اساسي في جعل العراق يعيش حاله اسقرار دائم وتوفير حلولا دائميه هو الذي يعمل على تجسيد هذه الحاله لا ان تكون الحلول وقتيه تنفجر مع كل تغيير ,ان غياب الاحزاب السياسيه التي تمتلك مشاريع وطنيه حقيقيه تعالج مشاكل المجتمع العراقي من منظور قانوني ووطني هو الذي تسبب في سيطرة الاحزاب الصغيرة على الساحه والتي لم تتمكن لحد هذه اللحظه من وضع الحلول السليمه واكثر من ذلك هو تبعيتها المطلقه لاجندة اجنبيه ودول اقليميه ...
ان المجزرة الاخيرة التي استهدفت قرى سنجار استهدفت بالدرجه الاساس اللعب على الوتر القومي لتلك المجاميع التي دفعت الاطفال والنساء فيها الثمن الباهض لان موضوع الانتماء القومي والجغرافي لتلك المناطق كان معلقا دون حسم لا من قبل الاهالي ولا من قبل الحكومه وان كانت هناك جهة تتحمل المسؤوليه فهي الحكومه التي عجزت عن توفير ابسط ظروف الامان لهم على الرغم من بعدهم عن ساحة الحرب والارهاب , والمظاهرات الاخيرة التي خرجت في معظم المناطق التي كان موضوع انتماءها معلقا بين الحكومه في بغداد وبين تبعيتها للاقليم الكردي هي تعكس تفهم تلك المناطق لمواقفها التي كان الحسم ينقصها , والمطالبه بانقاذ المناطق التي تعرضت للنكبه امرا بديهيا ينبغي ان يرتقي لنفس المستوى الذي تلقته المدن الاخرى التي تعرضت لنفس الارهاب في الفترة الماضيه,ان فرض الحلول على الشعوب بالقوة والترهيب امرا مستهجنا واثبت فشله عبر التاريخ وينبغي ان تنطلق الحلول من مراعاة حاجة الجماهير للامن والاستقرار واخذ رايها في موضوع انتماءها وتوفير الظروف الملائمه لذلك لا ان تكون الظروف استثنائيه ويشوبها التوتر كما حدث عندما تم تجاهل سهل نينوى باسره من الانتخابات الاخيره ولم يشتركوا في تلك الانتخابات لاسباب تعلمها الجهة المشرفه على الانتخابات قبل غيرها ..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فواز فرحان - مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة