أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2















المزيد.....

الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتسائل الكثيرون هل كان بالامكان انقاذ الاتحاد السوفيتي؟ يقول غورباتشوف في لقاء له مع الاذاعة الروسيه في جواب على هذا السؤال..ان المشاكل التي تراكمت في الدوله السوفيتيه كانت كثيره,الا انه لم يجد احدا حلولا لها, وقد استنفذ الاتحاد القديم كل طاقاته او بالاحرى استهلكها,ربما كان من الممكن ان يستمر الاتحاد لبعض الوقت مع ذلك فأن الاوضاع كانت بحاجه الى تغييرات ..انتهى كلامه ..لقد مثلت الاحداث التي تلت اعلان المعاهده الاتحاديه الجديده التي قدمها غورباتشوف لمجلس السوفيت الاعلى المقدمه لاعلان تغييرات جذريه في هيكلة الدوله وبالتالي كان من الواضح للجميع ان الاتحاد يدخل منعطفا خطيرا قد تكون نهايته فيه,مع ذلك سار غورباتشوف فيه الى النهايه دون تردد..لم يكن من السهل على الكثيرين في مجلس السوفيت الاعلى التشكيك بنوايا الرجل لانه ينحدر من اسره شيوعيه نقيه وتدرجه في السلم السياسي للدوله جاء نتيجة نجاحات على ارض الواقع يعترف له الحزب والدوله بها قبل غيرهم لذلك كان مشروع الاصلاحات الذي طرحه ينظر اليه بجديه وتمت مناقشته لفتره طويله قبل ان يرى النور ويتم التصويت عليه, كان هناك الكثيرين من الشيوعيين المحسوبين على التيار القديم المتشدد يعارضون المخاطرة بالحزب والدوله بهذه الطريقه وكانوا يفضلوا معالجه مشاكل الاتحاد بطرق القوه والضبط الحديدي لكنهم في فترة صعود غورباتشوف كانوا قد اصبحوا اقليه وتعذر عليهم فرض افكارهم واراءهم على مجلس السوفيت الاعلى ,والذي ينكب على دراسه التجربه السوفيتيه لا بد له ان يطرح تساؤلا بصدد السبب الذي دفع الرجل لاعلان حاجة البلاد الى اصلاحات ,بالتأكيد لعبت الازمه الاقتصاديه التي كانت تحيط الدوله السبب الرئيسي في ذلك والدراسات الاقتصاديه الاجتماعيه التي اشرف عليها الحزب بنفسه منذ عام 1980 وحتى وصول غورباتشوف كانت تشير الى نفس النتائج وتصب في نفس القالب وهي ان هناك انهيارا واضحا في الحياة الاقتصاديه انعكس بدوره على نفسيه المواطن السوفيتي الذي سيطر عليه التذمر ومكن المنتقدين للنظام من تحقيق اختراق سريع التأثير في الداخل لجهة الفشل في الوصول الى حاله تنقذ المواطن من الحاجه الى ابسط الامور الحياتيه...
والبيريسترويكا جاءت بالاساس لمعالجه اسباب ذلك الانهيارالاقتصادي, لقد تحمل الاقتصاد السوفيتي العبئ الاساسي في توفير الاساس المادي لتنفيذ سياسة الدوله الخارجيه وحماية مصالحها سواء اكانت الاقتصاديه او العسكريه فتوجب عليه توفير قاعده واسعه من الصناعات العسكريه الضخمه وتوفير الموارد اللازمه للانفاق الضخم وفوق ذلك تقديم المعونات اللازمه للحلفاء في الاحزاب الشيوعيه في العالم ودول العالم الثالث التي كانت متحالفه او شبه متحالفه مع الاتحاد السوفيتي وهو ما جعل من عملية تحسين الظروف المعيشيه للمواطن السوفيتي امرا صعبا ان لم يكن مستحيلا,ولو اخذنا بنظر الاعتبار الظروف الدوليه المحيطه بالاتحاد والحرب البارده التي كانت تسيطر على العالم وتهددها بين الحين والاخر بحرب نوويه مدمرة فان الحاله الاقتصاديه والانتعاش الذي كان يتم الحديث عنه والرغبه بتحقيقه كان امرا صعبا للغايه , لقد انفقت الولايات المتحده والاتحاد السوفيتي في الحرب البارده عشرة تريليونات من الدولارات ولو قدر لهذا المبلغ ان صرف لاغراض البناء والابحاث العلميه وغيرها لعاشت البشريه قرونا من الرفاهيه اذا ما علمنا ان المبلغ الذي تم تسخيره في مشروع جورج مارشال لاعادة بناء اوربا في ذلك الوقت كان سبعة عشر مليار فقط !! لقد كانت الحرب البارده اشبه ما تكون بحرب استنزاف لكل مقدرات البشريه التي كانت تشترك بشكل مباشر او غير مباشر في هذه الحرب وازماتها المتكرره,لكن الاسباب الداخليه هي التي لعبت الدور الاساس في التفكير في عملية الاصلاح حتى وان كانت متأخرة ورغم ان الذين انبروا لتقديم عمليه اعادة البناء تم التشهير بهم الا ان تاريخهم يوحي بأنهم قاموا بها لاصلاح الاوضاع بجديه وليس التامر والاطاحه بالدوله التي كانت اصلا في حاله شبه انهيار...
من هم اذن اصحاب البيروسترويكا ومنظريها؟؟
اربعة اشخاص من قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي لعبوا الدور الابرز في صياغه هذه النظريه وهم اندروبوف وياكوفليف وبريماكوف واخيرا غورباتشوف فالاول بعد تجربته الكبيرة في جهاز المخابرات وصل الى قناعه مفادها ان هذا الاتحاد بحاجه الى اصلاح قبل ان ينهار على رؤوسنا والثاني ايضا كان من ابطال الحرب الوطنيه ودرس في الولايات المتحده وعمل سفيرا للاتحاد السوفيتي في كندا توصل الى نفس النتيجه وبريماكوف وعلاقاته مع العالم العربي وخبراته فيه اوصلته الى قناعه ان الاتحاد السوفيتي بحاجه ماسه لتغيير سياساته قبل ان يحدث انهيارا مدويا له وغورباتشوف كان ضليعا بالشؤون الداخليه ومدركا للازمه الاقتصاديه الخانقه التي كانت تهدد البلاد لكن الظروف التي حتمت البدء بتطبيقها ربما بقيت خافيه لا يمكن الا ادخالها في فرضيات لتسهيل عمليه فهمها ..
وهي ان هؤلاء ادركوا جيدا ان الاتحاد السوفيتي اصبح بعيدا عن الماركسيه وفكرها من خلال التجاوزات والاخطاء المتراكمه التي ادخلها خروتشوف منذ دخوله الى العالم الافريقي ودعمه وانتهاءا عند شطحاته التي كانت تعبر عن عقليه مريضه لا تمت بصله لرجل على راس حكومه شيوعيه,وان الماركسيه لم تعطهم الحق في ارتكاب كل تلك التجاوزات بحق الانسان وبحق الشعوب والعمل على قهر الشعب ومحاصرته بطريقه تبعده عن حزب الطبقه العامله كما كان يحدث عند مشاهدة قلم من نوعية باركر او علبه مارلبورو في جيب شخص حيث كانت تأخذه الى حيث لا يمكن التنبؤ بمصيره من قبل احد , وكذلك التدخل في افغانستان والتي اعترف علانيه ادوارد شفارنادزه وزير الخارجيه الاخير للاتحاد بان احتلال افغانستان كان تجاوزا لكل الاعراف والمعاهدات الدوليه,وعملية ابقاء الاتحاد او تحويله الى كونفدراليه على اسس اشتراكيه مختلفه كان امرا لا تبيحه الظروف فلم يكن امامم سوى اعطاء الجمهوريات حريه اختيار مصيرها وبناء اقتصادها بنفسها والاستفاده من القاعده الصناعيه التي وفرها النظام الاشتراكي لها,وربما يعني ذلك عمليا التخلي عن الاشتراكيه بعد ان كان ذلك واقعا مدفونا يرفضون الاعتراف به منذ منتصف السبعينات والتخلي هنا عن النظام الذي كان سائدا وليس النظام الاشتراكي بالمعنى الماركسي للكلمه لان الاخير لم يكن موجودا على ارض الواقع منذ عقود وهذا ما اتفق عليه اغلب قادة الاتحاد السوفيتي في الفترة الاخيره..
وعند دراسة الحرب السائده مع الغرب والولايات المتحده كان الاتحاد السوفيتي الخاسر الاكبر لانه كان يستنفذ طاقاته تدريجيا ومن كان مطلعا على الوضع فيه يستطيع ان يستكشف عملية انتحار بطيئه يمارسها بحق نفسه من خلال دعمه للدول الفقيره الغير قادرة على تقديم بديل له او مقابل وكانت تنهار في اول عاصفه تحل عليها وتذهب جهوده هباءا وكذلك جهاز مخابراته الذي كان يشرف عليه اندروبوف والذي كانت ميزانيته خمس مليارات هو الاخر كان عاجزا عن مجاراة جهاز المخابرات الامريكي بالموارد حيث ان ميزانيه الجهاز الامريكي في ذلك الوقت كانت خمسين مليار اي عشرة اضعاف الميزانيه السوفيتيه هذا ناهيك عن اجهزة المخابرات الغربيه الاخرى التي كانت تجاريه هي الاخرى في الساحه ,والسياسه السوفيتيه بشكل عام كانت قائمه على اسس انفعاليه عاطفيه لا تمت للماركسيه بصله في التحليل والكثير من الجوانب الاخرى التي دفعت انصار اعادة البناء للواجهه اكثر من غيرهم ,والتعتيم على المشاكل الداخليه هو الاخر ضاعف من حجم المعاناة للقائمين على الحكم وعندما قرر غورباتشوف تقديم الاستفتاء على بقاء الاتحاد نجد ان الدول التي لعبت دورا في اضعاف الاتحاد هي التي تشبثت في اللحظات الاخيرة به بعد ان استشعرت الخسائر المقبله التي ستتكبدها اذا ما شقت روسيا طريقها لوحدها في العالم اي ان المصدر الذي كان يرسل بالمتاعب والمشاكل والتذمر ادرك ان ضياعه سيكون قريبا اذا ما حدث التفكك والابتعاد لا سيما بعد شعورهم بالرغبه الروسيه والاوكرانيه الاكيده بالتخلي عنهم وتركهم يشقوا طريقهم بمفردهم والاعتماد على اقتصادهم وطاقاتهم في اعادة بناء الاقتصاد الوطني..
ربما يكون من الصعب على الذين ينظرون الى الأمر بعاطفيه تقبل هذه الافكار التي غيرت وجه العالم ونقلته الى حاله اخرى ونوع اخر من الصراع لكن التجرد في النظر للموضوع يجعلنا نضع ايدينا على مكامن الخلل في التجربه التي انتهت واصبحت جزءا من الماضي ينبغي اخذ العبر منه لتكوين تصورا افضل عن الطريقه التي تقود المجتمعات الى ضفاف الاشتراكيه,فالتخلي عن دعم الدول الفقيرة واستبدالها بالتعامل مع الاخرى الغنيه بلا ادنى شك سيقوي من اقتصاد البلدان التي خرجت من رحم الاتحاد السوفيتي وهناك فرقا شائعا في التعامل مع دوله فقيره في افريقيا واخرى غنيه كاليابان لان الاخيره قادرة على التعامل بمنطق الاخذ والعطاء بمنتهى السوله وهناك فرقا في ان تتعامل مع دول قادرة تماما على الاعتماد على نفسها عن الاخرى الاتكاليه التي ارهقت الاقتصاد السوفيتي وكانت من اوائل المتنكرين لمساعداته..لقد كان اندروبوف بالفعل من الاوائل الذين تحدثوا عن سياسة الغلاسنوست ولكن بطريقه مختلفه فقد شدد في احد خطاباته على الابعاد والمخاطر لمأزق المجتمع والاقتصاد السوفيتيين وشدد على التغيير وضرب الفساد وتشديد الرقابه وتقوية هيبة الدوله وحماية ملكيتها وتحسين التخطيط وزيادة الحوافز من خلال تقويه السلطه المركزيه في هذا الجانب ورفض تقويض النظام السوفيتي وشكله لكنه عجز عن اقناع التيار الاخر بهذه الحجج لان الازمه الاقتصايه والديون كانت اكبر بكثير من ان تتمكن تلك الخطوات التي طرحها على مجاراة الواقع وتغييره كما يريد ,لذلك لم يكن امامه الا الاستجابه ومناقشه الطرف الاخر وطروحاته رغم انه لم يشاهد عمليا البدء بخطوات البيروسترويكا لانه توفي قبل طرحها على الملئ بسنه واحده عام 1984 ليأتي غورباتشوف وينفذ سياسته الجديده..فقد اقتنع قبل وفاته بضرورة تفضيل التعامل مع الغرب والاستفاده منه على حساب العالم الثالث الذي تسبب بشكل ما في وصول الاوضاع الى تلك النقطه ....



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2