أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فواز فرحان - الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم















المزيد.....

الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 10:44
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تعاني الطفوله العراقيه منذ زمن بعيد ازمه حاده تتمثل في انعدام الظروف الملائمه لنموها بشكل طبيعي يخلو من الحروب والاضطرابات السياسيه التي تجعل حياتهم رهينه ظروف استثنائيه باستمرار , واذا ما تجاوزنا المأساة التي لحقت بأطفال العراق في الحرب مع ايران وكذلك في فترة الحصار الاقتصادي الذي فرضته الامم المتحده على العراق في 12-08-1990 واثارها النفسيه والاجتماعيه على الاجيال التي نشأت تحت تلك الظروف فأن الطفوله اليوم تعاني قمة مأساتها من انعدام الامن والاستقرار والظروف الطبيعيه التي تعطيها الامل في حياة دون خوف او رعب او حتى حرمان ,عندما نشاهد من على شاشات التلفزيون الانفجارات والجثث والقتل فأن ذلك يعني قبل كل شئ المزيد من الايتام في مجتمع غادرت الرحمه والالتزامات الاخلاقيه ساحته وكذلك تخلى عنها من يمتهن قتل العمال والابرياء من الذين لا دخل لهم في الحرب الدائره الا وجودهم في ساحتها بطريقه ربما مفروضه عليهم...
اكثر من 500 ضحيه في انفجار سنجار كانت الاغلبيه فيها من الاطفال لان المطلع على طبيعة المجتمع هناك يدرك للوهله الاولى اعداد الاطفال في مجتمع يعتمد على الزراعه والرعي في تفاصيل حياته اليوميه ومعيشته وهذه المأساة اصبحت يوميه منذ بداية احتلال العراق حتى غدا الامر عاديا عند الاغلبيه وينظرون اليه بطريقه يشوبها البرود في بعض الاحيان , وليس في سنجار وحدها بل في كل مدينه عراقيه يسقط فيها الابرياء والعمال والباحثين عن لقمة عيش لاطفالهم غدرا ويخلفوا وراءهم اعدادا هائله من الاطفال الذين يكتب لهم ان يعيشوا المأساة كوجبه يوميه , في بغداد والبصرة والانبار وديالى والموصل ومدن كثيرة اخرى يسقط يوميا المئات كما يصطاد الارهاب اعدادا كبيرة ويقوم بقتلهم ورميهم على قارعة الطريق ولا امل كما يبدو في الافق ينقذ الكبار والصغار من هذه الدوامه,ربما يسأل كل عراقي نفس السؤال وهو الى متى سيبقى الحال هكذا ؟ قبل احتلال العراق مارس البعث سياسة عسكرة المجتمع وادخل البلاد في حروب مستمرة سقط فيها مئات الالاف من الضحايامع ايران كما قام بتهجير الالاف اخرى لاسباب قوميه بغيضه وشن هجمات مميته بحق الاكراد والشيعه والمعارضين السياسين الذين كانوا يشنوا حرب عصابات ضده لوقفه عند حده هذه كلها كان للطفوله النصيب الاكبر من المأساة لان الضحايا كانوا اباءهم وامهاتم , هناك اطفالا دفنوا احياء ولم يهتز جفن لمسؤول دولي واحد حينها او مسؤول عربي في حملات الانفال السيئة الصيت التي شنها صدام !! هناك اعدادا هائله من الاطفال تم ايداعها في السجون بعد انتفاضه اذار الباسله التي فجرها الشعب بعد الهزيمه المذله لجيش الله واكبر في الكويت !!وهناك اطفالا عاشوا ابشع معاناة انسانيه في سجون رفح التي فتحتها السعوديه للفارين من وجه الموت الصدامي في حينها !!هناك اطفالا سقطوا في القصف ائناء الحرب ,هناك اطفالا سقطوا في طريق الهجرة والفرار من الموت اليومي في عراقنا المحتل , هناك اطفالا يعيشوا حرمانا قلما وجد له نظير في مخيمات داخل العراق هربا من ملاحقة الارهاب العنصري والطائفي الذي تشنه الميليشيات وعصابات الارهاب...
في بعض الاحيان تراود الكثيرون منا اسئله محيرة وهي اذا كانت الحكومه جزءا من الاحتلال لماذا نعول عليها في انقاذ الطفوله العراقيه؟؟لماذا لا نصنع حلا ؟؟هل ننتظر احدا يأتينا من المريخ لينقذ اطفالنا؟؟ما الذي يميزنا عن اجدادنا الذين انتفضوا في ثورة العشرين والانتفاضات الاخرى وثورة 14 تموز؟؟هل كانوا اشد حرصا على حياة اطفالهم وحملوا المسؤوليه بجد حتى تمكنوا من تحقيق اهدافهم واطاحوا بأعدائهم؟؟ الا يفكر المرء بالمستقبل الذي ينتظره اذا ما تمكنت هذه الطبقه السياسيه من البقاء في الحكم ؟؟لماذا يعتمد الشعب على فئه تعيش عوائلها واطفالها في الغرب لكي تحقق له الامان ؟؟ان الذي يصنع المستقبل والتاريخ هو الانسان واذا ما تقاعس عن لعب دوره فأن القدر والصدفه لن يصنعا له شيئا..
ان الحكومه الحاليه لا تستطيع تحقيق الامان للشعب لانها لا تمتلك الوسيله التي تساعدها على تحقيق ذلك كما انها جاءت بطريقه تجعلها في اغلب الاحوال مكروهه ومنبوذه من الشعب ,يتمسكون بكراسيهم حتى النفس الاخير وعلى حساب الالاف الضحايا الذين يتساقطون يوميا دون ان يحرك مشاعرهم (الانسانيه) ان امتلكوها اي شئ,كما ان بقاء الحال على ما هو عليه يؤشر الى ديمومه الفوضى واستمرار مسلسل القتل اليومي ينبغي التحرك بأتجاه ابعاد هذه الاحزاب الدينيه والقوميه عن الحكم لانها المسؤول الاول عن الحاله المزريه التي يعيشها الشعب العراقي وهذا التحرك يجب ان تقوم به فئات الشعب التي تتخوف على مستقبل ابناءها وبناتها لا ان تنتظر الفرج من المجهول وعلى ايادي سادة الطائفيه الجديده,في حادثة جسر الائمه فقد اكثر من ثلاثة الالاف طفل اباءهم وفي انفجارات المدن الاخرى فقدت الالاف اخرى اباءها وامهاتها في الانفجارات والمسلسل لايزال مستمرا ونعيش تفاصيله الحزينه جميعا, ان الابعاد الانسانيه لمحنة الطفوله العراقيه تدفعنا للتفكير بحل جذري ينقذها مما هي فيه ويؤسس لبناء مجتمع تسوده القيم الانسانيه والهويه والانسانيه حتى نتمكن من اعادة الابتسامه والامل لملايين الاطفال من الذين يعانون اوضاعا جعلتهم في بعض الاحيان يشعرون انهم في كوكب اخر مختلف عن اقرانهم في الدول الاخرى...
ان يختصر طفل كل طموحاته واحلامه في احد المخيمات القريبه من دهوك في قطعه من الخبز هذا ما لايمكن تخيله او ان يختصر اخر احلامه في النوم في غرفه دافئه يغطيه فراش نظيف او ان يذهب الى المدرسه في امان هذه كلها نقطة من بحر المعاناة التي يعيشها اطفال العراق في عهد العراق التعددي الديمقراطي,ان يكون الحديث عن الطفل ومعاناته عبر اسطر في كتاب او مقاله شئ وعندما يتم الاقتراب منهم في ساحة معاناتهم شئ مختلف تماما حتى وصل الامر بعائله عراقيه تلقي طفلها على اقرب مزبله من الدار ربما هربا من الموت او للتخلص منه او ربما قتل والداه وبقي وحيدا وقام ازلام الارهاب بقذفه للمزبله تطبيقا لشريعتهم هذه كلها احتمالات في قصة الطفل التي هزت الضمير الانساني بعد ان عاش لعشرة ايام او اكثر دون حليب او طعام وتكرمت منظمه امريكيه باحتضانه ونقله الى الولايات المتحده بدلا من تسليمه لدور الايتام في العراق التي تفوح منها هي الاخرى روائح الارهاب والطائفيه والمحاصصه..
ان العراق بحاجه ماسه الى دور ابناءه في العمل من اجل الطفوله العراقيه التي ستكون اول المستفيدين من الخلاص من الاحتلال والارهاب وحكومته,ستكون الطفوله او المتنعمين بحالة الاستقرار والامان ,ستكون اول من يعبر عن الفرحه بعفويه لخلاصه من قادة فاسدين كما فعلوا عندما تخلصوا من الفاسد السابق ,ربما يكون قدرهم ان ولدوا في مجتمع لا يعطيهم الاهميه الكافيه والرعايه اللازمه والا لما سمح اباءهم وامهاتهم باستمرار الارهاب وخرجوا بقبضه واحده الى الشوارع يطيحوا من خلالها بقتلة ابناءهم وقتله طموحاتهم واحلامهم في دوله تعيش حاله من الاستقرار حالها حال دول العالم الاخرى...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فواز فرحان - الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم