أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5















المزيد.....

الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 11:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد ابرزت عملية اعادة البناء في الاتحاد السوفيتي جمله من السلبيات التي كانت تعيشها الدوله في الخفاء دون ان تتمكن من الافصاح عنها , واصبحت البيروقراطيه تفرض ذيولها على المؤسسه الحزبيه حتى اصبحت عاجزة عن تقديم الجديد للمجتمع من افكار وطروحات واذا ما تجاوزنا العاطفه وتمتعنا بشئ من التجرد في دراسه الحاله التي وصل اليها المجتمع السوفيتي فان الفساد والمحسوبيه ساهمتا الى قيادته الى شاطئ اصبحت معه العوده الى الطريق الصحيح امرا في غاية الصعوبه, وطروحات غورباتشوف نفسها تمكنت من ملامسة تلك الحقائق واخذت وقتا طويلا قبل اعلانها منذ عام 1985 حتى بداية تطبيقها الفعلي بكل تداعيتها عام 1989 وبداية اعلان تفكك جمهورياته ..
لم تكن تلك الاصلاحات لتنجح لولا وجود العوامل المحفزة لنجاحها وهذه العوامل تشير في نفس الوقت الى خلل عميق في اجهزة الدوله وخاصة الحزب الذي فقد الكثير من هيبته قبل اعلان انتهائه ,فالانقلاب الذي احدثه ياناييف ومن بعده بوريس يلسن كانا اختبارا حقيقيا لهيبة الحزب السيوعي وشعبيته داخل الدوله وكان من المفترض ان تخرج جموع مليونيه للدفاع عن الحزب وسلطة الشعب لكن ذلك اكد شكوك غورباتشوف في ان الحزب تغتغلت فيه العناصر الانتهازيه وتمكنت منه حتى انه اصبح ابعد ما يكون عن ان يكون حزب الطبقه العامله والماركسيه فلم يحدث ذلك سوى خروج المئات الى شوارع موسكو وهو العدد الذي لا يعبر عن سيطرة الحزب على بلد يمثل عدد سكانه في ذلك الحين سدس الكرة الارضيه .. وكما هو معروف فأن الشيوعيه في الصين وتجربتها لم تكت تغير في الامر شيئا على الساحة السوفيتيه لان للبعد الدولي الاثر الكبير في عزل الاقتصاد السوفيتي وتحطيمه لذلك كان يتوجب دراسة مجمل القضايا التي كانت تحيط بالاتحاد السوفيتي والتصرف على اساس تحليل الظواهر في السياسه الدوليه بشكل دقيق والبحث عن طرق تمكن الاقتصاد السوفيتي واقتصاديات البلدان الاشتراكيه الاخرى من النهوض ثانية حتى ولو كان ذلك قائما على اساس تغيير جذري في السلطه والنظام الاقتصادي وهذا ما اراده غورباتشوف بكامل وعيه من خلال نظريته ولم يكن امامه سوى طريقين فأما الحرب النوويه المدمرة والسيطرة على مقدرات العالم الغربي هذا ان تحقق النصر في مثل هذه الحرب وسلمت البشريه منها ,وهو ما يتعارض مع الافكار والاخلاق الماركسيه او السير بخطى حثيثه نحو اعادة بناء الاقتصاد في دول الاتحاد السوفيتي قاطبة على اساس اقتصاد السوق وفتح الباب اما الاستثمارات الغربيه شرط ان تكون هذه الاستثمارات تحت اعين اجهزة مخابرات رابطة الدول المستقله كي لا تتمكن من تحقيق اختراق للسلطه السياسيه في اي بلد منها ..
والخيار الثاني كان الانجح ان تمكنوا من تطبيقه بأقل خسائر ممكنه , لا سيما وان تفكير التخلص من الحرب البارده كان احد الاهداف الاساسيه من عمليه اعادة البناء كي يتغير وجه العالم وتتمكن شعوب العالم الاشتراكي من الانخراط في الاسرة الدوليه وهو ما كان مفقودا في السابق وتكاد تكون شعوب العالم الاشتراكي تعيش حالة الحصار عما كان يجري من حولها في باقي بقاع العالم , لم تتحرك تلك الشعوب لتدافع عن منجزاتها واشتراكيتها بل العكس حدث في بولونيا على سبيل المثال وانتصر الفكر القومي في المانيا الشرقيه على الشعارات الامميه وشعوب هنكاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا كانت تنتظر الظرف المناسب لقلب انظمة الحكم والاتحاد السوفيتي كان مستمرا في ضخ الغاز والنفط والتبرع سنويا دعما لبقاء هذه الدول في المنظومة الاشتراكيه اذا ما الذي كان يدفع الحريصين على على انقاذ الاوضاع من البقاء متفرجين امام كل هذه المعطيات ثم اين المبدأ اللينيني في حق الامم والشعوب في تقرير مصيرها ؟ وهل يكون ضروريا المشي وراء قيادة سوفيتيه عاجزة حتى عن حل اوضاعها ومشاكلها الاقتصاديه لا سيما وان الذي يقود هكذا مسيرة امميه عليه ان يعطي المثل الحي الساطع في التفوق وامتلاك القدرة على تجاوز التحديات التي تواجهه وهذا ما لم يكن متوفرا منذ سنوات حكم ستالين الاخيرة التي سيطرت فيها مجموعات لا تمتلك رؤية اقتصاديه اشتراكيه حقيقيه ..
لم يكن الاتحاد السوفيتي دوله فقيره بل العكس لكن موارده راحت تتبعثر هنا وهناك حتى غرق في ديون لم يعد من السهل تحملها ,حتى الدول والاحزاب التي كانت تحصل على الدعم اللامحدود من الاتحاد سحبت نفسها من الموضوع وكأن قادة الاتحاد السوفيتي هم وحدهم من يتحمل ازمة الاقتصاد والفكر , نعم ان مجموعه كبيرة من الدول والاحزاب تتحمل مسؤوليه في انهيار الحلم الاشتراكي السوفيتي فبدلا من رفده بالموارد والطاقات راحت تسحب منه حتى انتهت دماءه وتوقف قلبه عن النبض ليعلن وفاته , وطريقة التعاطي مع موضوع بهذا الحجم لا يمكن ان يعطي له حقه الكامل لا سيما وان له وجهان احدهما واضح للعلن وهو تفكك جمهورياته وسيرها في طريق اقتصاد السوق والاخر مخفي لا يمكن التنبؤ بأبعاده لان ما يحدث على الساحه الدوليه اليوم يوحي بأن هناك عقول تنظم السياسه الروسيه وسياسة البلدان الخارجه من الاتحاد بطريقه تبعد تغلغل اي نفوذ خارجي مؤثر قادر على احداث تغيير جذري في انظمة الحكم فيها , وكذلك طريقه اعادة هيكلة الاقتصاد في هذه الجمهوريات يتم بخطى بطيئه ومدروسه تجعلها تمتلك نفوذا في اتخاذ القرار اكثر من ان تكون عرضه للتدخلات الخارجيه وحتى البلدان التي اصبحت غارقه في علاقاتها مع الغرب كجورجيا لا تتمكن من تجاوز المصالح الروسيه والاوكرانيه في المنطقه وتقف عند حدود معينه وتتفق معهما في باقي الخطوات اي ان المنطقه لا تزال خاضعه للنفوذ الروسي كما كان الحال في العهد السوفيتي مع فارق ان الجمهوريات الواقعه في القفقاز بدأت تتحرك بشكل مستقل في الجانب الاقتصادي في علاقاتها مع العالم والعرب بشكل خاص للوصول الى تواز مع الحاله الروسيه في دخل الفرد وترميم الاقتصاد على الاقل ...
وبعد ان كان الاتحاد يعيش حالة فقدان مستمر في الموارد انتقلت الحالة الى المقابل واصبحت تختزلها وتجمع قواها وترتب الاسس الاقتصاديه تدريجيا كي تتحول الى قوة عظمى مؤثرة لا نائمه , الجوهر الذي يهم الكثيرون من الذين تناولوا التجربه السوفيتيه هو انهيار الاتحاد وكذلك تفكك الحزب والابتعاد عن الماركسيه والتخلص من سلطة الشعب ولو اخذ الشعب السوفيتي الامر بنفس المنظار لهب بأسره الى الشوارع للدفاع عن سلطته لكن هذا الامر لم يحدث لان الترهل قد حل حتى الحزب ودخلت اليه مجاميع لا تعلم شيئا عن الماركسيه بقدر ما كانت ترغب في الحصول على وظائف جيده وتمكنت من نخر جسد الحزب بهذه الطريقه دون ان يفعل القائمون على الدوله شيئا بعد ان احدثت هذه التراكمات تغييرا نوعيا ادى الى تحول الحزب الى جهاز متعب وتسيطر فيه الانتهازيه والوصوليه...
ربما قصد غورباتشوف الوصول الى الاشتراكيه والشيوعيه عن طريق المراحل ووضع المسؤوليه على عاتق الجماهير بدلا من تركها بيد السلطه السوفيتيه التي راحت هي الاخرى تشيخ في قراراتها عن الشعب ومتطلبات حياته اليوميه, هناك جوانب كثيره لم يكن العالم يعلم عنها في الدوله السوفيتيه وبرزت الى السطح في اول تغيير حاصل على الارض ولا يمكن القول ان البيروسترويكا ادت الى انهيار الاشتراكيه لان العمليه كما ذكر غورباتشوف في نظريته قال انها بحاجه الى عقدين وربما اكثر حتى تتوضح نتائجها والثمار التي ستعود على الشعوب التي خرجت من نطاق الاتحاد ..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5