أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماديه الجدليه ..وصراع القوى في العصر الحديث















المزيد.....

الماديه الجدليه ..وصراع القوى في العصر الحديث


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


علمتنا الماديه الجدليه ان صراع الاضداد هو القوة المحركه لكل تغيير وهو في نفس الوقت الدافع لها ، الحقيقه ان هذا الصراع يجري في واقع متحرك يأخذ شكلا كميا وكيفيا ، مرتبط كل منهما ببعض ارتباطا عضويا وهذا بحد ذاته يشكل احد اساسيات دراسة الماديه الجدليه وتطبيقاتها في الحياة اليوميه وخاصة الجانب الذي يشكل موضع اهتمامنا اليوم وهو الجانب السياسي الذي يدرس طبيعة الدافع الذي يحرك البلدان للسيطرة على الموارد والمقدرات والمواقع الاستراتيجيه لشعوب اخرى ، والاجابه على الدافع الذي يحرك الدول الكبرى للانتقال من صفه الى اخرى ومن دور الى اخر يجعلنا نصل الى القانون الاساسي في الماديه الجدليه الذي يفسر لنا الحركه واصلها والنتائج التي تؤدي لها ...
ربما يتسائل البعض كيف يمكن ان نطبق مبادئ الماديه الجدليه على ما تقوم به الولايات المتحده اليوم في عالمنا من سيطرة وتحكم واين يكمن نقيضها الذي يشكل الطرف الاخر في قانون الحركه او الضد ؟؟ لا بد من الاشارة هنا للاجابه على هذا النوع من الاسئله الى ان العالم تحكمه قوانين معينه تشكل اطارا عاما لنقيضين احدهما الولايات المتحده اما الطرف الاخر فهو موجود ولولا وجوده لتمكنت الاخيرة من بسط سيطرتها على العالم بأسره دون ان تخوض اي حرب او تخسر اي جندي ولرسمت خريطه تنطلق من رؤيتها للعالم الذي تريده لكنها لم تتمكن لان الطرف الاخر موجود ولا يسمح لها بفعل ذلك وهو ما يجعل العالم قائما اليوم وبشكل واقعي على صراع ضدين ، وكلما حققت الولايات المتحده تقدما في مشاريعها الاستعماريه التي تخوضها الان بشكل مفضوح كلما تقدمت خطوة في حل التناقض لمصلحتها واثرت بشكل اكبر على المعادله الدوليه وبالتالي انتقلت لحاله اكثر تقدما في احداث التغييرات او تشكيلها وبالمقابل كلما خسرت تمكن الطرف الاخر لها من تحقيق تقدم يجعله يتقدم في تحقيق اهدافه من منع الولايات المتحده من تحقيق اهدافها وهو في نفس الوقت ينمو ليشكل طرفا مؤثرا كلما نجح في حل التناقض الذي يعتري السياسه الدوليه لمصلحته ...
ان مبدأ الحركه هنا هو التناقض الذي يحكم العلاقه بين طرفي المعادله الدوليه والمتمثل بالرأسماليه العالميه التي تغلف اهدافها ببعض العوامل المساعده كالاساطير الدينيه التي تسطرها للعالم وبعض الافكار المشوهه التي تتدعي حملها كالديمقراطيه وحقوق الانسان وغيرها والطرف الاخر لا يسمح للرأسماليه بفرض سيطرتها على العالم والتحكم بمقدراته كما تشاء وهو يمتلك ايضا عوامل مساعده ترتقي هذه المرة الى درجه الند في الصراع مع الطرف المقابل لها بعد ان كانت فيما مضى عوامل ضعيفه ادت الى ضمور طرف المعادله السابق واختفاءه ، ولو افترضنا على سبيل المثال ان يكون الطرف الاخر هو روسيا والصين والعوامل المساعده هي قوى الاسلام السياسي وكذلك مجموعة الدول الاسلاميه من التي تعارض هيمنة الراسماليه العالميه كايران والسودان وكذلك مجموعة الدول التي اثقلت كاهلها عمليات النهب المنظم لمقدراتها من قبل الرأسماليه وتخلصت من قيودها وخطت لنفسها طريقا مستقلا كدول امريكا اللاتينيه فاننا سنكون امام معادله واضحة المعالم ، والصورة الحاليه للمعادله كما نعلم جميعا جاءت نتيجة تغييرات نوعيه بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي وتبدل ملامح العالم الى الشكل الذي نعيشه اليوم والذي افرز دولتين رأسماليتين على انقاض الاتحاد السوفيتي وعلى انقاض الصين الاشتراكيه بعد اصلاحات دينغ شياو بينغ
مما يعني عمليا تقارب الطرفين في امتلاك نفس النوع من الاسلحة التي تتحكم في طبيعة الصراع القائم بينهما ، فأستخدام الرأسماليه لسلاح الاساطير الدينيه كما يفعل جورج بوش اليوم من خلال احاديثه على انه مخول من الرب بتحرير العراق والسيطرة على نفطه ومقدراته سيجابه في الطرف الاخر بحديث لاسامه بن لادن على انه مخول من الرب ورسوله لتحرير الامه وبث حاله النهضه لمجابهة هذا الخطر الذي يجابهها في الطرف المقابل ، وحديث الصهاينه المسيحيون في الولايات المتحده عن نجاح الولايات المتحده في مشروع الشرق الاوسط الكبير يعني التمهيد عمليا لظهور المسيح وبسط حكمه على العالم لالف عام ويكون مركز حكمه في بيته في اورشليم سيجابه في المعسكر الاخر بالنهوض للتحقيق النجاح لتمهيد ظهور المهدي المنتظر وبسط حكم الشريعه على العالم من اندنوسيا الى أسبانيا وتكون عاصمته ومركز حكمه القدس ، وهاتين الحالتين ستؤديان بشكل طبيعي الى ظهور دخان سام او افرازات سامه في المعادله وهي العنصريه بشكلها الحقيقي وبالتالي تقوقع الطرفين في موضعهما وبرود الاحتكاك والتعامل ، الطرف الاسلامي ليس لديه ما يخسره ان اعربت الصين وروسيا عن رغبتهما في مدهما بكل الوان المساعده ، اما الطرف الاخر فسيعاني من قوقعة رأسماله في حدود معينه وبالتالي خسارته وهو ما لا تريده الرأسماليه العالميه وستعمل على التخلي عن هذا النوع من الاسلحة طالما انه يتعارض ومصالحا اي انها ستنجر الى تفنيد الاساطير الدينيه والتقليل من اهميتها عالميا وربما التخلص منها نهائيا وهو تراكم سيصب في مصلحتها بشكل مؤقت وفي الطرف المقابل سيكون بالامكان التخلص من الطروحات الدينيه والفتاوي لكي يتمكن من الاستمرار في خوض الصراع بالوسائل الجديده التي سيفرضها التناقض في المعادله ...
هذا النوع من التفاعل سيؤدي بالعالم من التمتع بمعرفه مقتضبه وضيقه الى معرفه اوسع ومن فهم محدود للصراع الى ادراك اوسع يمكن البشر من المشاركه فيه بشكل فعال ليحدث التغيير الذي يصب في النهايه في مصلحة التقدم ، واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التناقضات الداخليه التي يشهدها كل طرف في المعادله فأننا سنصل الى ان التناقض الداخلي نفسه مجدد لكل طرف من الاضداد المتحده ..
ان سقف وحدة الضدين في عالم اليوم يمثل الاتفاق بين الطرفين على مجموعه من المبادئ التي لا يمكن الاختلاف عليها وهي عدم خوض الحرب النوويه لانها تعني الفناء للجميع والمحافظه على البيئه وفق شروط محدده تصب في مصلحة الطرفين وغيرها من المبادئ العامه التي تشكل وحدة الضدين في الصراع ، ان الماديه الجدليه تعتمد في تعريفها لظواهر الطبيعه على امتلاك تلك الظواهر لتناقضات داخليه وان صراع المتناقضات تلك يعني امتلاكها عناصر قابله للزوال واخرى قابله للنمو وان هذا النوع من الصراع هو المحتوى الحقيقي لعملية التطور ويؤدي الى تحول التغييرات الكميه الى اخرى نوعيه ...
هذا النوع من الحركه هو الذي يؤدي بالعالم الى التطور والتغيير المستمرين (بفتح الراء)
وبروز عوامل جديده اخرى تتحكم في الصراع ، في عهد المشاعه البدائيه عاشت المجتمعات البشريه مراحل طويله من الصراع بين الانسان والطبيعه من جهة وبين الانسان
وقواه الداخليه من جهة اخرى حتى توصل لتطوير حاله تفسيره للظواهر التي كانت تحدث من حوله وربما استغرق ذلك مئات الالاف من السنين وبالتالي تمكن من وضع بصمته الاولى في الحضارة من خلال ابتداع الافكار وتطويرها ، وبعد ظهور الملكيه وفيما بعد الاقطاع من خلال انشاء المزارع والسيطرة عليها تمكنت قوى الاقطاع من التحكم في الجموع البشريه من خلال ارهابها بالظواهر الفيزيائيه واسنادها الى قوى ما وراء الطبيعه كي تتحكم بهم وتطوعهم لمصلحتها على انها الممثله لتلك القوى على الارض والمعارض لها يجلب غضب تلك القوى على الطبيعه والبشر معا ، وحتى المراحل النهائيه من عهد الاقطاع تمكنت القوى التي تتحكم بمصير البشر من تأسيس مدارس ومذاهب وكتب لتلك القوى كي تحتفظ بها كورقه مؤثرة من اجل تحقيق مصالحها من خلال جمع الضرائب والخاوات من العامه من خلال اقناعهم اعط ما لقيصر لقيصر ومالله لله !!
وتمكنت بذلك من ابقاء رأسمالها مستمرا متطورا بينما يعمل البشر بأستمرار على بيع جهودهم بطريقه مشروطه لمصلحه الراسمالي في كل زمان ومكان ، ورغم ان هذه الورقه لعبت ولقرون عديده دور المسيطر على المجتمعات البشريه كعقيده للحياة والبناء بدور يماثل ما تقوم به الاحزاب الدينيه اليوم الا انها بدأت تخط نهايتها في هذا العصر بعد تطور الفكر البشري ووصوله مرحله من الوعي القادر على تجاوز الوقوع في فخ الاوهام الميتافيزيقيه
واليوم تلعب الدور الابرز في صراع الاضداد على سطح كوكبنا بعد الالاف السنين من ابتداعها ، ولا يمكن لها استنادا الى قانون التطور ونمو الاشياء وضمورها البقاء الى الابد
لذلك تحاول الرأسماليه العالميه اليوم الاستفادة منها حتى النفس الاخير لان موتها يعني تدريجيا موت الرأسماليه وبداية اشراقة الافكار العلميه بصورة ساطعه لن تتمكن من حجبها
رغم انها تحاول جاهدة ابقاء المعلومات العلميه القادمه من الفضاء مخفيه لانها تعلم ستفند النظريات القائمه على الاسطوره والميتافيزيقا ...
ان ما تكشفه لنا التحولات النوعيه في حياة البشر يشكل بلا أدنى شك انتصار للجديد على القديم وللفكر القابل للنمو والتطور على الفكر العاجز عن ذلك رغم انه ينشأ من احشاءه ، ولم تترك الماركسيه العلميه جانبا في البحثث حتى تطرقت اليه فيما يخص قانون تطور الاشياء وفق الماديه الجدليه وادراك المرء لهذا القانون يجعله قادرا على حمل الفكر الماركسي بقوة ويستفيد منه في معالجة معطيات حياته اليوميه ويطورها بأستمرار وهو ما يطلق عليه التناقض المتجدد دائما ، اي النضال المستمر ضد الماضي والقديم ولا يمكن تحقيق نصر دون خوض هذا النضال بكل تفاصيله ...
ان الاكتشافات العلميه الحديثه ما هي الا نتاج لحل التناقضات بين النظريات القديمه ووقائع العلوم التطبيقيه الحديثه التي توصلت اليها البشريه نتيجة نضال الكثير من حاملي لواء العلم
وهي حالة تمثل صراع الاضداد بطرق مختلفه من اجل الجديد دائما وهو ما يمدنا بالامل في الاستمرار في البحث وتشخيص العوامل القديمه من الجديده والوقوف الى جانب الحديث والنضال ضد الماضي وقواه ما كان من اجل خلق التغييرات النوعيه المؤثرة في الحياة الانسانيه ....




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاولويه لأعلان الدوله الفلسطينيه ...
- القواعد المتغيره في السياسه الدوليه ...
- وجه الحضارة الجديد ...
- ألبعد الحضاري لألغاء عقوبة الاعدام ...
- ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي
- ألأرتقاء بأساليب ألتعامل مع الطفل ...
- الفكر السياسي العراقي بين الدكتاتوريه والفوضى
- المطالب المشروعه لنقابات عمال البصره ..
- تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي
- المصالحه في العراق ..ومشروع الكيانات الرخوه
- الرقابه ... والملكيه الفكريه
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماديه الجدليه ..وصراع القوى في العصر الحديث