أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - وجه الحضارة الجديد ...















المزيد.....

وجه الحضارة الجديد ...


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعيش عالمنا المعاصر تتطورات متسارعه لا تسمح لاحدنا في بعض الاحيان التفكير مليا حتى في المشاكل اليوميه التي تصادفه,فكل احد عشر ثانيه يحدث اكتشافا معينا ويتم التوصل الى علاجات جديده للامراض هذا طبعا في العالم المميز والذي يضم الدول المتقدمه في الشرق والغرب وحتى مشاكل هذه الدول اصبحت مختلفه جذريا عن المشاكل التي تصادفنا وشتان بين الحالتين لكن مجتمعنا هو الاخر يحاول التقدم الى الامام والتعلم من الدول التي سبقتنا في كل مجالات الحياة الا مجالا واحدا بقينا فيه نتفوق على الجميع وهو وجود خامات كبيره في العراق لعقول ارهابيه قذره تتفنن في طرق القتل والاختطاف والاغتصاب..
وفي الوقت الذي لا تزال ازمه الماء والكهرباء والوقود تعاني عندنا من مشاكل كبيرة وتحاول الدول الاخرى البحث عن بدائل ناجحه من خلال احداث نقله في الابحاث العلميه التي تخص الطاقه وكذلك اجراء تعديلات تطال طرق توزيع هذه الموارد وضمانها على الدول الصناعيه بطريقه تجنبهم الابتزاز فأن العراق وفي ظل الظروف الشاذه التي تمر بها البلاد لا تستفيد من التغيير الذي حصل الا بشكل سطحي لا يعمل على ترك اثر ايجابي في مجمل الحياة اليوميه التي يعيشها الشعب, الانتشار السريع للاجهزه الكهربائيه والالكترونيه واتساع ظاهره استخدام اجهزة الهواتف النقاله واغراق الاسواق بالبضائع المستورده كلها جعلت من طبيعة التفكير عند ابناء شعبنا تنحو بأتجاه خلق مجتمع استهلاكي غير مفكر ومعتمد على الغير وذلك بلا شك يهدد بقوه مصير الصناعات العراقيه في المستقبل وكذلك يؤدي الى خلق مجتمع لا يبالي بأهمية ان يكون في البلاد صناعات وطنيه تنافس الصناعات الاجنبيه وترسخ قيم المجتمع الصناعي الذي يجعل من الدوله قطبا في اي معادله دوليه وليس طرفا يتم التحكم به كما يشاؤوا ويرغبوا..
العولمه اللاانسانيه هي التي تحاول فرض نمط من الحياة يتجاوز في كل ابعاده دائرة التأثير الوطني في المجتمعات التي تطبق فيها وتجعل من منظومة القوانين التي تتحكم في المجتمع عرضه للتغيير لتصب في النهايه في خدمة تحويل الاسواق الوطنيه الى اسواق مهمشه واستهلاكيه مستورده اكثر من ان تكون اسواق مصدره للبضائع, وتدرك معظم الدول وخاصة في الخليج العربي ذلك لكنها لا تستطيع ان تخطو خطوات تجنبها التعامل المباشر مع الاسواق العالميه ربما دولة الكويت مؤخرا ادركت خطورة ذلك فقررت فصل عملتها عن الدولار كي تقلل من الخسائر التي قد تتعرض لها اذا ما حدث طارئ يشبه تلك الهزه التي عصفت بالنمور الاسيويه وجعلتها عرضه للجوع والافلاس..
واندماج الاسواق العالميه في سوق واحده لا يشكل خطوره على الاقتصاديات العالميه لان ذلك يسهل عمليه التبادل التجاري بين الدول لكن ما يبعث على القلق عند الدول الصغيره هي المضاربات الماليه التي تحدث في بعض البورصات والتي غالبا ما يذهب ضحيتها مجموعة شركات العالم الثالث التي لا تمتلك الباع الذي يؤهلها للبقاء كمنافس حقيقي في ساحه الاسواق العالميه..
لقد اعطت هذه العولمه وجها اخرا للحياة في هذه المرحله ووسمتها بالطابع الاقتصادي البحت الذي اصبح جوهر المواضيع التي تختلف بشأنها الدول وتحدد مواقفها استنادا الى ذلك,والظاهر جليا في كل نشرات الاخبار ووسائل الاعلام اليوم هو الطابع الاقتصادي البحت لمصادر كل المشاكل التي تعصف اليوم بعالمنا المعاصر فظهور الصين كقوه اقتصاديه عالميه ومحاوله روسيا اللحاق بالدول الكبرى في مجال التقدم والاختراع ومحاولتها اعادة بناء اقتصادها للوصول الى مصاف الدول الكبرى في كل المجالات وكذلك صعود الهند والبرازيل وربما ستفرز لنا المرحله المقبله دولا اخرى اذا ما استفادت هذه الدول من العمليه الجاريه لجعل الاقتصاد العالمي موحدا في حركته وسكونه..كل ذلك يدفعنا لتسليط الضوء على الموقع الذي يحله العراق في قائمه بلدان العالم والتي جاء في احدى التقارير انه الاكثر تخلفا في العالم..
ورغم ذلك لا تكون التقارير الصادره من هكذا مؤسسات اقتصاديه عالميه دقيقه وصحيحه لان العراق بلدا يمتلك الخبرات البشريه وكذلك الموارد التي تمكنه من تجاوز محنته بعد فتره قصيره من توقف الحرب اذا ما رغب في تسخير جزءا من تلك الموارد النفطيه لعمليه اعادة الاعمار والبناء واكثر من ذلك فالعراق اصبح يمتلك طاقات جديده لم يكن يملكها في السابق وهي وجود جاليه مهاجرة كبيره تصل لثمانيه ملايين اربعه خرجوا في عهد الدكتاتوريه والاربعه الاخرين بعد احتلال البلد وهذه الطاقات اذا ما عادت ولو جزءا منها فأنها ستحدث انتقاله سريعه للمجتمع نحو الامام..
ان العالم الذي نعيشه اليوم تغلب عليه العلاقات الاقتصاديه واتضحت ملامح الحضارة الجديده القائمه على اساس اللحاق بركب هذه الحضارة من خلال وعي الدول المختلفه بأتجاه عجلة التطور فما حدث من تطور عمراني فقط في دول الخليج دفع الكثير من الدول للتفكير في الاعتماد على الشركات الغربيه في هذا المجال بينما تسير دول امريكا اللاتينيه تدريجيا للتخلص من هذه الشركات وطردها بعد ان اوصلت بلادهم الى حافة الجوع والفقر..
والحقيقه ان هذا النوع من العلاقات التي تتحكم بالدول لا تخضع لثوابت معينه الا في مجال واحد وهو المصالح الاستراتيجيه للبلدان المتقدمه علينا,والعراق بعد انتهاء الحرب سيكون بحاجه ماسه للتكنولوجيا المتقدمه من اجل اختصار الزمن وكذلك سيكون بحاجه الى الكثير من المواد الانشائيه والالات التي لا يصنعها هو لذلك فان من مصالح البلاد بعد انتهاء الحرب هي البحث عن طرق تمكنه من تجاوز المحنه بسرعه لكن الشئ الذي لا يمكن التفكير به مؤقتا هو الوقت الذي يحتاج اليه الانسان في العراق لاعادة البناء فهذا الانسان حطمته مجموعه متكامله من الظروف القاهرة التي تحكمت بمصيره طوال الاربعين سنه الماضيه دكتاتوريات وحكومات عسكريه وحروب وفتن ومشاكل ناجمه عن تداعيات تلك الحروب كلها تصب في خانه واحده وهي ان هذا الانسان تم تحطيمه وسيكون بحاجه الى عقود كي يتجاوز محنته ...
المشكله الرئيسيه التي تقف عائقا امام اية عمليه لاعادة البناء والاعمار في البلاد هي وجود الاحتلال الذي لا يرغب في ان يحدث اي تقدم فيها دون ان يضمن مصالحه على المدى البعيد وهو ما يتعارض مع العمليه بأسرها لان اعادة البناء والاعمار بحاجه الى اموال ضخمه وفي نفس الوقت لا يرغب الاحتلال في ان تذهب هذه الاموال الى اعادة بناء الدوله بقدر ما يرغب في الأستئثار بها كغنيمه للحرب التي خاضها والتي ادت الى اجتياح البلاد واسقاط الدكتاتوريه فيه ، مصالح متضاربه هي التي تتحكم في طبيعة الحركه المؤديه الى أعادة الاوضاع الى حالتها الطبيعيه ولا يمكن الاستمرار في الحديث عن وضع شاذ يسير بهذه الطريقه بالبلاد نحو الهاويه ودوام الحرب وتصفية الحسابات ، وربما لم يتغير شئ عن السابق في طبيعة اهداف القوى التي تطمح الى السيطرة على العالم رغم التطور الهائل الذي شهدته البشريه منذ مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا فالحروب الاستعماريه لا تزال كما هي وان اختلفت طرق البدء بها واختراع الحجج لها ولم يتمكن الوعي البشري من وقفها عند حدها لانها تسير وفق اجنده لن يكون بالامكان تعطيلها او حتى الوقوف في طريقها بسبب اعتماد تجار الحرب على نفوس مريضه تعمل لخدمتهم وهي موجوده في كل بلدان العالم ولا تعطي الوطنيه اية قيمه بقدر بحثها عن مجد شخصي على حساب اوطانهم وشعوبهم ...
ان هناك مجموعه من العوامل تفاعلت فيما بينها واوصلت المجتمع الدولي الى هذا المنعطف الخطير من المشاكل والذي ينذر بأشعال حرب عالميه ثالثه لا سيما وان الواقع الدولي يحوي في طياته وجود ثلاثه من اخطر الشخصيات الارهابيه في سده الحكم او موقع القرار وهم بوش ونجاد وبن لادن فهؤلاء الثلاثه يمثلون اليوم الخطر الحقيقي الذي يهدد حياة مئات الملايين على سطح كوكبنا وتركهم دون رادع سيعني فسح المجال امامهم لتحقيق نزعاتهم الفاشيه المستبده ، الوجه المشرق للحضارة اذن لا يمكن ان يبرز الى الوجود دون ردع هذا النوع من الارهاب الذي يتحكم به هؤلاء الثلاثه ، وهي مسؤوليه القوى التي تطمح لارساء مجتمع انساني عادل خال من العنف كأسلوب للحياة ومعالجة القضايا الدوليه الحساسه ...
المسؤوليه الملقاة على عاتق الشعوب اليوم هي عدم السماح بأشعال حروب جديده تكون الطاقات البشريه الشابه وقودا لها وأظهار القدرة على المعارضه ومنع نشوء حرب جديده ينبغي ان تصاحبه اراده صلبه تجمع كل شعوب العالم عند هذه التحديات لتقف امامها وتمنع مرورها ، فعملية ابعاد الشعوب عن بعضها البعض من خلال نشر الافكار العنصريه لا يؤدي الا الى نجاح الارهاب وقادته وطروحاتهم المريضه وبعسه فأنه سيجعلهم كمن يغرد خارج العش وتكون الاوضاع الدوليه مواتيه لابعادهم عن مراكز القرار الحساس الذي يخص شعوبا كامله لا دخل لها في مخططاتهم .. والوعي السياسي عند الشعوب والحذر هما ايضا من العوامل التي تمنع استغلالهم وزجهم في حروب جديده لا منتصر فيها الا دعاة هذه الافكار العنصريه والارهابيه في نفس الوقت .....




#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألبعد الحضاري لألغاء عقوبة الاعدام ...
- ألمعرفه ... والتطور ألأجتماعي
- ألأرتقاء بأساليب ألتعامل مع الطفل ...
- الفكر السياسي العراقي بين الدكتاتوريه والفوضى
- المطالب المشروعه لنقابات عمال البصره ..
- تقسيم العراق ...وأنهيار المشروع الأمريكي
- المصالحه في العراق ..ومشروع الكيانات الرخوه
- الرقابه ... والملكيه الفكريه
- الحوار المتمدن ...والمشروع الحضاري
- ألأسلام السياسي ...واسلحة الدمار الشامل
- محاصرة الولايات المتحده الامريكيه ..
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 5
- الماركسيه ... والتجربه السوفيتيه 4
- عمال العراق..الوحيدون القادرون على ابطال قانون النفط
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - وجه الحضارة الجديد ...