أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 15















المزيد.....


مع الأحداث 15


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 650 - 2003 / 11 / 12 - 01:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(( إذا قال فتيان شنعار فصدقوهم !! ))

(( لم يذق عنب العراق فهدد الصين !! ))

خلال العشرة أيام الماضية جرت الأحداث في سباق مع عدد الخسائر الأمريكية على أرض العراق. بعض تلك الأحداث ممتع جدا، كإقرار بول بريمر بالأربعة مليارات دولار التي أخفاها سابقا في كيس كوندوليزا رايس. وهي تلك المليارات التي كشفها مؤتمر مدريد وتحدثت عنها ألمانيا وفرنسا. كما، وقبل رحيله المفاجئ إلى أمريكا صرح بول هذا أنه اكتشف مؤخرا أن مجلس الإمعات يتكون من إمعات وتنابل لا هم لهم إلا الحماية والرواتب.

كما ورد خبر على لسان كريم شهبوري بأن مجلس الإمعات صار على قناعة بأن أحسن حل للعراق هو تقسيمه إلى 9 فدراليات. أي بعدد رؤساء الدورة الشهرية لهذا المجلس. حيث هم 9 فكل واحد منهم يجب أن يحكم دولة، أو فدرلية!

أما رامسفليد فقد أعلن عزمه عن زيادة قواته في العراق بعد أن اعترف بوطأة الحال هناك. ثم دخل بوش على الخط فدفع عن الديمقراطيات في الشرق الأوسط. وأعلنها صريحة مدوية أن مقاتلين من اليمن والسودان تسللوا إلى العراق وهم يختفون بين المواطنين ويقومون بهجمات على قوات (التحالف طبعا)!

فلنمر على هذه الأحداث ولو بعجالة!

 

أولا

أسقط المقاومون العراقيون طائرة نقل من نوع شينوك وقتل 16 من ركابها، كما سمعنا، فخرج بوش في برمنجهام الباما بتصريح له قائلا: (( إن الأعداء يريدون لنا أن نهرب من العراق، إن مهمة الولايات المتحدة هناك حيوية ولذا لن نهرب! ))

ولكونه لن يهرب، تدارك المعنيون جزعه ومرارة الشعور بالفشل عنده، فصاغوا له خطابا مفعما بالتحدي والعنجهية، قال فيه: (( وأعتقد أن لكل شخص القدرة والحق في أن يكون حرا ،، ودول الشرق الأوسط تستحق الزعامة المسؤولة، ويجب أن لا يصغي الفلسطينيين للزعماء الذين يحرضون على العنف،، وأن التزامنا بالديمقراطية يتعرض لاختبارات في كوريا وبورما والصين وزمبابوي وإيران،، وأعتقد أن مبادئ الإسلام تتوافق ومبادئ الديمقراطية ))

والخطاب عن الديمقراطيات في الشرق الأوسط، وقاله أمام مؤسسة أمريكية باسم غريب هو: (( الصندوق القومي للديمقراطية )). ولن نسأل عن صحة وفقه هكذا اسم، خوف أن يفتينا منتسبو (( جمعية هواة حفاظات كوندوليسا )) ليقولوا أنه صحيح وتمام التمام، ومن يطعن به فهو من القاعدة.

على أية حال، فكل شخص على هذه الأرض قادر وله الحق أيضا على أن يكون ديمقراطيا. والديانات السماوية لا تتنافى والديمقراطية. على الأقل من باب أن الدعة والعيش بأمان وحرية وسلام، هي من هبات الله سبحانه، وحاشاه أن ينزل دينا أو يسن سنة تحول دونها. ومن هنا، ولزاما على السيد بوش أن يعي قبل غيره، أن الحرية والديمقراطية لا تمر عبر فوهة بندقيته ولا عبر احتلاله للبلدان ولا عبر مجالس إمعات وخصيان يفرضهم على الشعوب.

ولو سألنا بوش عمن يدعم الأنظمة الدكتاتورية في هذا العالم، ومن قام بالانقلاب على سلفادور الندي ومن دعم بول بوت ولون نول وضياء الحق وسالازار،، ومن يحاول الانقلاب على جافيز، هذه لن نسأل عنها شخصا كبوش، إنما الخطاب في حد ذاته يذكرنا بالبيت:

قيل لنابليون ذات عشيــــــــة  إذ كان يرقب الأنجمـــــــــا

هل بعد فتح الأرض من غاية  قال أنظر كيف أفتــح السما

فبوش، وبعد أن تجرع ألم خسارة الشينوك، خرج متبجحا ليقول أنه بعد فتحه العراق، سيفتح بلدانا أخرى ذكر منها الصين وكوريا وبورما وإيران.

وشتان ما بين بوش وعبقري عظيم كنابليون. ونابليون نشر جيوشه على بقاع ودول كثيرة فأنهكت وتآكلت، فذهب إلى مصيره المحتوم لم تشفع له عبقرية ولا نبوغ. ومصير كمصير نابليون، سيكون سهلا جدا على القدر أن يجعله لأرعن جاهل كبوش. وربما لهذا يزوق له أو يدفعه لمعالجة الاختبارات التي تواجهها ديمقراطيته في الدول التي ذكر. تلك الدول التي تشكل النصف الأكبر لسكان الأرض، وتحتوي أوقيانوسا من البشر لن تضبطه أمريكا حتى لو تحول شعبها بأسره إلى رامبوهات. 

لكن، نبرة التبجح في خطاب بوش هذا إنتهت وبعد يومين فقط، حين أسقط فتيان شنعار طائرة له ثالثة، فقال والغصة تعترض حلقومه: ((نحن نحزن حين يبذل أي من رجالنا ونساءنا التضحية القصوى دفاعا عن الحرية))

وهي هكذا ما بين متبجح وحزين!

 

ثانيا

وإسقاط مقاومين فلول(!) محتضرين(!!) مرعوبين(!!!) لثلاث طائرات في أقل من أسبوع حتما حدث ليس بالهين. لكن عدد الخسائر المعلنة من قبل الجانب الأمريكي في سقوط هذه الطائرات هو الآخر مثير بل وممتع أيضا.

فطائرة شينوك، مثلا، سمتية وليس لها أجنحة تمنحها انسيابية عند الهبوط أو السقوط بعطل. واستمرارية دوران مراوحها يمنحها بعض المقاومة ضد التعجيل الأرضي، لكن لحين حيث ستميل حتما عن وضعها الأفقي، حين تعطل أو تصاب في الجو، لتسقط من ارتفاع 500 م مثلا، ككومة من الحديد والحطام. وقد شاهدنا حطامها، قطعا صغيرة متناثرة. أي لقد تكسر معدن الطائرة وتفتت وانفصمت حتى مراوحها، بينما ادعى الناطق العسكري الأمريكي أولا أن عدد القتلى كان 1 والجرحى 11. ثم عاد وعدل ثلاث مرات حتى وصل إلى الرقم 16 قتيلا و22 جريحا!

فإذا كان هذا الرقم صحيحا، فلحوم أجسام الأمريكيين أقوى من معادن طائراتهم، إذن. وإذا كان هذا الرقم صحيحا أيضا فالعتب على من يسقط من سطح بيت بارتفاع 5 أمتار فترتض عظامه ويموت. والعتب أيضا على غير الأمريكان الذين لو سقطت بهم طائرة شينوك ومن ارتفاع 50 مترا فقط لماتوا كلهم! هل نتذكر في هذا الباص المعلق قبل عدة أعوام الذي سقط من ارتفاع 60 مترا فقط في إيطاليا ومات جميع من فيه؟!

وعلى هذا نقيس الخسائر الأمريكية في الطائرتين الباقيتين! ونقيس عليهما معا أيضا أن لغما يحرق دبابة لكنه يجرح واحدا فقط من طاقمها الأربعة. وهكذا المصفحة الأمريكية أو السيارة العادية التي ينفجر بها لغم!

 

ثالثا

وحسب الـ bbc: (( فقد أمر رامسفيلد 85 الف من عسكريي المارينز بالاستعداد للرحيل إلى العراق خلال شهرين، وكان قد أمر 40 الف من قوات الحرس الوطني الأمريكية بالاستعداد لإرسالهم إلى العراق أيضا لمساندة الأعداد المتواجدة هناك ،، لدعم التحولات الديمقراطية في العراق ))

ونعم الديمقراطية التي تحتاج إلى هذه الجيوش الجرارة!

وكما نعلم فالعدد المعلن للقوات الأمريكية على أرض العراق حاليا هو 130 ألف. هل هذا هو العدد الإجمالي، أم الجيش الرسمي فقط ولا يشمل على كتائب المخابرات ولا المدنيين الملحقين بالعسكر أو بالمؤسسات العامة. ونحن سمعنا أن عدد القوات أول أيام الحرب كان 400 الف ولم نسمع عن قوات سحبت أو أبدلت.

المهم، ومن إعلان رامسفليد فقد بدأت وتيرة الزيادة في حجم القوات الأمريكية العاملة على أرض العراق.

وقديما سألوا بني عبس، كيف أصبحتم واحدة من جمرات العرب؟ فقالوا: (( لم نكن في الحرب قلة فنتكاسل ولا كثرة فنتكافل )).

والجنود الأمريكيون المتواجدون الآن على الساحة وحين يسمعون بخبر هذه الحجم الهائل القادم إليهم، فسيتسرب إلى نفوسهم أمران: الشك بصحة ما وضع من خطط لغزو العراق، بدليل عدم كفاية العدد، والاتكال حيث سيرى كل جندي أن ما يجب على غيره أكثر مما يجب عليه.

ولكل ساحة حرب استيعابها من الجيوش. ومن خبرة الجيش الأمريكي ورامسفليد نفسه في فيتنام وكمبوديا وغيرها، وخبرة جيوش العالم أيضا تقول أن زيادة عدد قوات الاحتلال على الأرض المشتعلة بالمقاومة أمر محفوف بالمخاطر، وليس له غير نتيجة واحدة، وهي زيادة عدد الأهداف المتاحة أمام هذه المقاومة. وكل الخبراء العسكريين يجزمون بأن هزيمة أمريكا في فيتنام بدأت حصرا مع بدء تسارع زيادة حجم القوات الأمريكة على الأرض الفيتنامية.

وهكذا وحين يزداد عدد القوات الأمريكية على أرض العراق، فحال المقاومة الوطنية العراقية، وهي في بحبوحة من الأهداف السهلة المنال، سيكون أشبه بما يتضمنه المثل الدارج: (( مسعدة وبيتك على الشط، منين ما ملتي هدف )).

 

رابعا

صرح بول بريمر يوم أمس أنه بصدد توسيع سلطاته في العراق، متحججا بعدم كفاءة مجلس الإمعات من جانب، وحاجته لمكاتب لتوزيع الـ 4 مليارات دولار التي كان قد وضعها مؤقتا في كيس السيدة كوندوليزا، ومعها الـ 20 مليار دولار المخصصة لإعادة تشكيل العراق، توزيع تلك الأموال على الشركات الأمريكية والمقاولين الأمريكيين.

وخبر كهذا، كان كفيلا بأن يجعل كل من أيد الاحتلال ولو على أمل من خانة المستحيل السابع، يجعله يعيد النظر بتصوره بمجرد أن يكون له آذان وحسب. لكن شلة ممن يطلقون على أنفسهم اسم (( مثقفين عراقيين )) ما لبثت تتخضع وتراسل بوش ووولفريتز تتسولهما أن يفعلا هذه أو تلك للعراق وأهله. وأول رسالة من هؤلاء المثقفين ناشدت بوش ورامسفيلد إعادة مسروقات المتاحف. وثاني رسالة ناشدتهما الضرب بيد من حديد على أيدي الصداميين، والثالثة أن لا تدخل قوات تركية، والرابعة أن لا يشرك أحدا مع أمريكا بحكم العراق حتى ولو تحت مظلة الأمم المتحدة، والخامسة لإعادة عقوبة الإعدام، والأخيرة، وجهها كبيرهم، إلى بوش ومجلس الحكم يناشدهما فيها أن يلتفتا إلى رسائل هؤلاء المثقفين والموجودة على موقعهم المبجل (( الـبريمران )).

 ولم يجب السيد بوش، ولن!

ذلك لأن همومه في العراق أشد من أن يلتفت لترهات من قبيل رسائل لن تصل حتى إلى أول جندي عنده. فعلى أرض العراق سيموت مشروعه وجبروته، وفتيان من العراق أذاقوه ما لم يذقه في العقود الأربعة الأخيرة. ولذا فهو حاقد، حقد البعران، على أي شيء يذكره بالعراق وأرض العراق. وقد كف هو ومرؤوسيه، ومنذ زمن عن أن يلتفتوا إلى كبار العملاء ككلبي وعلاوي وطرزاني وغيرهم، فهل سيتلفتون إلى من هو دونهم؟!

وخير دليل على مقدار ثقافة هؤلاء، أنهم يرون بمجلس معين كمجلس الإمعات، وهو الذي يتكون من أب وبن عم وخال وبن خالة، وحاله من الخوف كحال الكلب المحصور في مسجد إن خرج تناوشته المداسات وإن بقى تناوشته المداسات؛ مجلس ليس له من القرار شيء فلم يستطع حتى مقاطعة قناة الجزيرة لمدة أسبوعين؛ مجلس مشلول سفيه عشائري لا يعرف الاسم الصحيح لبعض وزراءه؛ مجلس مرعوب إمعة عالة زائدة دودية،، ومع ذلك يرى فيه هؤلاء المثقفون حلا لمعضلة الحكم والسياسة والحرية والديمقراطية في العراق!

وشأن هؤلاء المثقفين حتما كشأن مجلسهم، لا العدو الذي يتخضعون إليه يحترمهم، ولا شعبهم سيحترمهم! فهم ملفوظون من الجانبين. 

وهناك مثل روسي مختصر جدا وهو: (( نشارة الخشب )) ويطلق تحديدا على من ينفصل عن شعبه ويتبع عدوه فيصبح مكروها منبوذا من الطرفين. ذلك لأن المنشار حين يقطع اللوح، فالنشارة لا تنتمي إلى أي من جزئي اللوح، بلها تسقط وتنتهي إلى المزابل أو تنثر على الطرق أيام الصقيع لتجنب الزلج، أو تحرق على حسن حال.

وللبرهان، تتبعوا ما سيقوله هؤلاء المثقفون عن مجلس الإمعات بعد أن عرفوا بانتقاد بول بريمر له!

 

خامسا

وبخطوات محسوبة أعيدت البطلة الحسناء جيسكا لينش إلى واجهة الإعلام من جديد.

وجيسكا كما نتذكر جندية أسرها و6 من زملائها مقاتلو الناصرية بكمين. وحين قرر الجيش العراقي التخلي عن بغداد والعمل بخطة حرب العصابات، تبرع مواطن عراقي وسلمها إلى الأمريكان، حين علم من التحقيقات السابقة معها أنها لم ترم اطلاقة واحدة  وأن ساقها مكسورة ومحتملة التعرض للغرغرينا.

واستلمها الأمريكان، ودونما ملحمية ولا اهتمام. إلا أن مكتب الدعاية في البنتاجون، طلب إعادة هذه البطلة إلى المستشفى العراقي بعد أن سقطت الناصرية، لتدخل عليها مفرزة أمريكة بطلة(!) فتحررها، وتعيدها إلى أهلها تحت العلم الأمريكي. ثم أضيفت الرتوش تلو الأخرى، لترتقي هذه قصة تحريرها إلى مصاف الأسطورة. أسطورة أول من أعجب بها هو الشيخ الهرم الذي لا يحسن مد يده لسلام - أمير عائلة الصباح، فأهداها نصف مليون جنيه وسيارة رولزرويز، إعجابا.

لكن الشرفاء من أصحاب الكلمة سرعانما كشفوا الكذبة فانزوت جيسكا.

وجيسكا كانت أسيرة، وكحالة روتينية معلومة في كل الجيوش وكل العصور، لابدها وحين أعيدت إلى وحدتها، أو لنقلها حين فك أسرها، لابد وخضعت لفحوص طبية مفصلة وعولجت من كل ما اشتكت عنه. وكحالة روتينية أيضا ولا مناص منها مع أي أسير يتحرر أو ينقد أو يفك بتبادل أسرى، فلابد وخضعت جيسكا إلى استنطاق من قبل الاستخبارات العسكرية وقالت حتما كل ما عندها.

ويوم أمس خرج علينا مكتب إعلام البنتاجون، بقصة جديدة عن جيسكا ليقول أن العراقيين اغتصبوها خلال أسرها، الأمر الذي تشهد عليه، كما يقول تقرير المكتب، آثار كشفها الطبيب الآن!

فلو كانت جيسكا قد اغتصبت برضاها أو بعدم ممانعة منها، فلن تتواجد أية آثار، اللهم سوى الحمل، الذي لو حدث فلابدها أجهضته وخلال الأشهر الثلاث الأولى من فكاك أسرها. أي أنها كانت ستجهض في حزيران على أبعد تقدير. ولو اغتصبت جيسكا عنوة وحدثت خدوش أو تمزقات في أي مكان من جسدها، لكانت ظاهرة للطبيب الذي فحصها أول يوم فكاك أسرها. ولو وجدت تمزقات وخدوش ولو حدث إجهاض لما سكت الإعلام الأمريكي عنهما آنها.

لكن هذا لم يحدث. بل بالعكس صارت قصة جيسكا مثارا للتندر من سفاهة مكتب الكذب ومن القائمين عليه.

فلماذا يعوم موضوع جيسكا الآن على السطح وبدعوى اغتصاب؟ وعلى من يراد الضحك هذه المرة؟ على أمير الكويت مجددا أم على أمير آخر؟

 

سادسا

وفي مدينة الرياض السعودية انفجرت سيارة بحي مدني فأحدث خسائر بشرية ومادية مروعة. وادعى الإعلام السعودي أن العملية انتحارية، وأن الدولة ستجد الفاعلين حتما وتعاقبهم!

وقد صدق الإعلام السعودي، اللهم سوى فيما يخص العقاب. لأنه محال ومحرم وممنوع منعا باتا على السلطات الرسمية السعودية!

فالانفجار طال حيا سكنيا غالبية سكانه من العرب، ومن غير المحسوبين على عسكر أو مؤسسة أمريكية أو غربية عموما. وهنا ينتفي عنه كل ما يمكن أن يجعله هدفا إستشهاديا لمنظمة أو حركة جهادية، علمانية كانت أو لاهوتية. وبهذا يكون عملا إرهابيا يجل الإستشهاديون عن أن يأتوه. وهو أولا وآخرا لا يدخل ضمن استراتيجياتهم ولا حتى تفكيرهم.

وحجم الانفجار الهائل يشير إلى كمية كبيرة جدا من المتفجرات استعملت له. والمتفجرات موجودة لدى التنظيمات الجهادية، وموجودة أيضا لدى الجيش السعودي وبكميات تفوق بكثير ما عند لتنظيمات الجهادية، وموجود أيضا عند الجيش الأمريكي وفي قواعده على الأرض السعودية وبمخزون يفوق مخزن الجيش السعودي بأسره.

والجهاديون يستطيعون أن يدربوا سائقا استشهاديا يقود السيارة المحملة لتنفجر بمكانها المعد سلفا. والجيش السعودي يستطيع أن يستأجر سائقا هنديا أو باكستانيا أو من جنسية أخرى ليقود له شاحنة دونما حاجة لأن يعلم محتوياتها، ودونما إمكانية له لمعرفة أن حمولة سيارته مرتبطة بجهاز تفجير عن بعد. والجيش الأمريكي أيضا له هذه الإمكانية وبصورة لابد أعلى وأدق مما للجيش السعودي.

والجهاديون يخططون في الخفاء. وهم أعدى أعداء أمريكا كما نعلم. ولو ظفرت بواحد منهم، أو لو علمت بأن أحدهم يسكن حيا، لضربته وضربت الحي كله بلا تهيب لموت الأبرياء مهما كثر عددهم. والجهاديون شديدو الحذر، ولولا حذرهم الشديد لانتهوا ومنذ فترة. وهم يباغتون حين يضربون ولا يمكن التنبؤ بكيف ومتى وأين.

فإذا صح وكان في الـ cia نبي يزوده الوحي بالمعلومات فقال له أن غدا سيضرب الانفجار حيا في السعودية، فحذر السفارات والرعايا الأمريكان، فهو إذن قضاء الله الذي لا يحمد على مكروه سواه! اللهم سوى خاطر يتبادر إلى الذهب وهو: إذا عرفت أمريكا بالانفجار ولم توقفه فهي، إذن، متواطئة عليه!

أما إذا كان هذا النبي غير موجود، فتنبؤ الـ cia ليس تنبؤا وإنما خبر عن فعل خططت له هي وستنفذه هي، لتدفع السعودية للتعاون معها وكذلك تعيد بعض ماء وجهها  الذي نشف في العراق.

وبيننا وبين أن ينكشف الفاعل الحقيقي، سوى أن يتجرأ صاحب القرار السعودي ويعترف!

ولنتذكر الأحداث المشابهة تماما والتي حدثت في السعودية قبيل غزو العراق! أو لنتذكر العمليات القذرة في حرب فيتنام!

 

سابعا

حسب الـ bbc ورويتر وإثر هروبه من العراق قال وولفرتيز: (( أن استفتاءً أوضح أن العراقيين يردون لنا أن نبقى الفترة اللازمة! )) ولم يحدد الفترة ولم يحدد مصدر الاستفتاء ومن الذي قام به.

وبالمناسبة وفي الوضع الطبيعي، فالعدد المناسب لاستطلاعات الرأي هو 1000 مشارك. وما فوق هذا العدد لن يغير كثيرا من النتائج. ولقد تابعت إستطلاعا أجرته الـ bbc على خطاب بوش للديمقراطية في الشرق الأوسط أعلاه، وسجلت نتائج 5218 مستطلعا، فكانت النتائج:

دعوة بوش للديمقراطية هي:

1-   دعم لتطلعات وآمال شعوب المنطقة 10.81%

2- محاولة للضغط على بعض الأنظمة 49.98%

3- تخبط وقراءة خاطئة للأوضاع 39.21 %

وحين زاد عدد المشاركين إلى 9044 فردا كانت النتائج 11.07% للنقطة أولا، و 49.37% لثانيا، و39.37% لثالثا. وحين زاد عدد المشاركين إلى 10341 كانت النتائج 10.86% لأولا، و49.36% لثانيا، و39.51 % لثالثا. وحين كان عدد المشاركين 14100 كانت النتائج 11.12% لأولا و49.86% لثانيا و39.2% لثالثا.

أي أن النتائج لم تتغير تقريبا مع زيادة عدد المشاركين.

ولكن مع ذلك فـ (( زيادة الخير خيرين )) كما يقول المثل. وقد أجرت قناة الجزيرة استفتاءً شارك به 58457 شخصا استفتوا على سؤال محدد هو: هل ستعجل المقاومة المسلحة العراقية بانسحاب القوات الأمريكية من العراق؟ فأجاب 81.7 % بنعم، و 17.3% فقط بلا.

والإحصاء إذن، يقول ما لا يقوله فريتس.

 

فإن راجعنا مجمل ما ورد أعلاه فسنجد أن احتياط بوش المتاح في حروبه القادمة على الصين وما جاورها، هو مجرد حفنة من نشارة خشب ودعاوى اغتصاب وأعمال قتل قذرة سفيهة التخطيط والتنفيذ. وبهذا الاحتياط يهدد بأن يرسل جنوده إلى نصف سكان الأرض ليجري اختبارات ديمقراطيته عليهم! أما قوله عن تسلل مقاتلين سودانيين ويمنين إلى العراق وتخفيهم بين الشعب العراقي، فهو ربما ناتج عن عمى ألوان وأشكال أيضا. فملامح الشقيق اليمني واضحة جدا ولن يضيع بين العراقيين، ما بالك بالشقيق السوداني. فإن كان العراقيون راضين عن بوش وجنوده وإمعاته، لدلوه على اليمنيين والسودانيين وكل من جاء يجاهد على أرض العراق. ثم هل حقا يعتقد بول أو بوش ومن لف لفه، أن ترهات كهذه لازالت تخيف أحد؟!

أما قوله: (( يريدون لنا أن نهرب من العراق، إننا لن نهرب )) فلا أدري كيف وتجرأ على الإجهار به. ففيه مسؤولية كبرى، لو يعلم! لأنه لم يترك للمقاومة الوطنية العراقية سوى خيار واحد فقط! وهو أن يدفنوا جنوده كلهم في أرض العراق!

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر دمشق والحالة العراقية!
- بلغوا الحضيض!!
- يا سادة الحوزتين، تعالوا نتباهل!!
- مع الأحداث 14
- بيانهم الذي كان!!
- نفط! لا فليسات! لا وجعة هلي ولا شربت! لا نفط! كالوا قواعدكم ...
- مع الأحداث 13!
- عمّ يتباحثــون؟!
- أربعينة فاجعة الصحن، أين الجناة؟!
- أسلحتهم البيولوجية لإبادة الشعب العراقي!
- مع الأحداث - 12
- مع الأحداث (11) العراق بالمزاد
- الفريق سلطان هاشم، ورقة (8 ماجه) أم (8 دِنر)؟!
- تصريح كوندوليزا
- الثقافة الجديدة!
- مع الأحداث 10
- الجمعة العظيمة! خسرت الرهان يا مجلس الإمعات!
- أستشهدت أنا ليندا
- إلى مقتدى الصدر
- البائسون!!


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 15