أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 14















المزيد.....


مع الأحداث 14


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 637 - 2003 / 10 / 30 - 02:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(( معركة بغداد الكبرى على الأبواب والتحرير آت لا ريب فيه، فأرّخوا لهما! ))
(( أيها المحتلون أنتم خارجون من العراق فوق النعش أو تحته. فعجلوا رحمة بأنفسكم!! ))
(( أيها العراقيون، مجدوا لله الذي شرفكم مجددا بأن جعل منكم جنودا ومخلّصا ينقذ بكم وبه البشرية من الطاغوت!! ))

حفلت الأيام الماضية بأحداث منها مثلا زيارات مفاجئة لبعض العراقيين إلى القاهرة، وانعقاد مؤتمر في مدريد مؤتمر (كدية) لجمع المال لأجل ما يسمى (إعادة اعمار العراق). كما توالت تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن العمليات القتالية في العراق. وقال وزير خارجية بريطانيا السابق السيد روبن كوك بأن بلير كان يعلم علم اليقين بخلو العراق من أسلحة دمار شامل.
وعلى صعيد آخر، فعائلة الأحمد تحث الخطى على طريق تقليم أظافر عائلة عبدالله السالم تمهيدا لطردها من التناوب على إمارة الكويت. لذلك فقد انتهى عمليا أي دور لسعد العبدالله بعد تعيين الشقيق الثالث (بعد الأمير ورئيس الوزراء) للصباح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية.
كما تسرب خبر في القاهرة بأن أحمد كلبي وعبدالعزيز حكيم فاتحا الحكومة الإيرانية للنظر في أمرهما إذا ما ساءت الأحوال في العراق. فلجوءهما إلى أمريكا أو بريطانيا، كما يدعيان، سيكون محفوفا بالمخاطر وهما أكثر من زود هاتين الدولتين بالمعلومات الكاذبة فورطاهما بغزو العراق.
وعبدالعزيز حكيم حصرا بصدد مشروع أكبر مذبحة في تاريخ العراق، ليس بسبب تمزيق القرآن الكريم هذه المرة، وإنما قربانا تقليديا لحضوة من الأمريكيين ينالها، وتحت يافطة القضاء على البعث. وقد سبق لأبيه أن أقام مذبحة في الستينات حماية للدين وثأرا لمصحف مزقه الشيوعيون كما ادعى. أما أن يدعس جندي أمريكي حقيقة على المصحف وعلنا وأمام الناس، فهذا لا يعنيه. أو هو يفرحه، لأن الداعس أمريكي.
إلا أن الخبر الأكبر هو تلك العمليات القتالية التي حدثت في بغداد في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك. وخبر إلى جانبه عن اعتقال مراسل (الجزيرة) وسائقه في بغداد، حين كان بصدد تغطية عملية حي الخضراء بعد أن كان قد غطى خبر أول انفجارات رمضان الذي أشيع أنه استهدف مقر الصيب الأحمر.
فهل من رابط بين هذه الأحداث؟!

أولا:
دعا السيد عبدالأمير الركابي إلى مؤتمر وطني خارج إطار سلطات الاحتلال، يقرر فيه العراقيون، أحزابا ومؤسسات وأشخاص، دستورا للبلاد بمعزل عن مجلس الإمعات ومن يدعمهم. وقد عقد الاجتماع الأول في القاهرة وحضره السادة: أيهم الرحاوي عن الإسلاميين المستقلين والدكتور نهاد إيلخاني عن التركمان والشيح محمد الآلوسي عن التجمع الإسلامي، واللواء الطيار جودت النقيب والعقيد سعد المالكي والعميد منذر عن الجيش، والدكتور جمال السامرائي عن الناصريين والقوميين العراب، ود نوري المرادي وإيمان السعدون عن الحزب الشيوعي العراقي – الكادر، والسيد نواف السعدون شيخ عشائر السعدون إضافة إلى الأستاذ الركابي عن التيار الوطني الديمقراطي. وكان مؤملا وصول الأستاذ علاء اللامي والشيخ جواد الخالصي والسيد رضا البغدادي والجزائري، إلا أن ظروف التأشيرة حالت دون ذلك.
ولم تمض على التمام الوفود غير يومين حتى وصل إلى القاهرة جلال الطلباني ومسعود برزاني وعلى بن حسين كل على رأس وفد كان الأكبر حيث تألف من خمسين شخصا. وكل وفد نشط على حدة والتقى المسؤولين المصريين والتقى الدكتور عمرو موسى وعرض وجهات نظره على الفضائيات والصحف. وبالمناسبة، فقد كان وفد لعبدالعزيز حكيم قد زار القاهرة قبل وفد الركابي، إلا أن أحدا من المسؤولين لم يلتقه، فرحل بصمت.
وبحكم تعارض التوجهات والقناعة فقد قررت الوفود التي جمعها(!) السيد الركابي، مسبقا عدم اللقاء بأي من الوفود الثلاثة الأخرى. لكن الغريب أن هذه الوفود الثلاثة ورغم وحدة توجهها، فلم تلتق ببعضها البعض. وبقدر ما تسرب من أخبار للصحافة وأصحاب رأي فقد عمل جلال طلباني جهده كي لا يلتقي البرزاني أو علي بن حسين بالرئيس المصري حسني مبارك. وهو الوحيد الذي التقاه وبعد نصف ساعة من لقاء جمع مبارك بوزير خارجية أمريكا وجون أبي زيد، ثم خرج على الصحفيين بتصريح نصه: (( إنني مع مقاومة الاحتلال، وإن العراق دولة عربية)). الغريب أيضا أن طلباني سرب خبرا، يدريه سينتشر كالنار في الهشيم عن اتفاق خطي سابق بينه وبين الراحل محمد باقر الحكيم، يقتضي بموجبه على أتباع الحكيم أن يؤيدوا المطالب الكردية بالفدرالية ودعمها إعلاميا والتبشير بها، وبالمقابل أن يأخذ أنصار طلباني على عاتقهم الدور ذاته ولكن لأجل فدرالية شيعية في الجنوب.
وفي لقاءنا معه، أعرب الدكتور عمرو موسى عن أمله بأن تتوحد الكلمة العراقية، حيث كل الوفود الثلاثة التي سبقتنا وقابلته هي معادية للاحتلال الأمريكي وكل منها لديه برنامجه الذي يمكن اللقاء عليه مع القوى الأخرى المعادية للاحتلال.
والدكتور عمرو موسى حتما صادق بما قاله، لأن ما قاله هو نقل لما ادعته الوفود الثلاثة تلك. أي إن طلباني وبرزاني وعلى بن حسين، هؤلاء الثلاثة الذين شكلوا نصف مجموعة ما سمي بالمعارضة الستة التي اجتمعت في مؤتمر لندن وصلاح الدين وغيرها ودعت صراحة للتعاون مع الغزو ومدته بالمعلومات وجعلت من جنودها دروعا بشرية له خلال الغزو، طلباني وبرزاني وبن حسين هؤلاء الآن هم ضد الاحتلال ولديهم برامج خاصة بذلك.
ولابد أن وفد عبدالعزيز حكيم هذا قال أيضا أنه هو الآخر ضد الاحتلال(!)
ولا يجوز القول بأن هذه الوفود صرحت بما صرحت به نكاية بالسيد الركابي. كما لا يجوز أخذ ما قاله طلباني بنصه الحرفي على الأقل من باب أنه أشهر ناكث للوعود والتصريحات وأقل ممن يعطي لتعهداته الشخصية احتراما.
فما الذي يدور حقيقة؟ أو ما الذي يلوح بالأفق فيفرق بين ثلاثة وفود مؤيدة للاحتلال ومنضوية تحته، اثنين منها كرديين عضوين في مجلسه؟! ولماذا اجتمع طلباني فقط بالرئيس المصري وبعد لقاء هذا الأخير بالوفد الأمريكي الرفيع المستوى (باول وأبي زيد) ولماذا لم يلتق أحد بوفد عبدو حكيم الذي منحه بوش لقب آية الله العظمى؟!

ثانيا:
وفي الحروب الأخيرة كحرب يوغسلافيا واحتلال أفغانستان والعراق أدرج الأمريكيون المصطلح ( reconstraction ) الذي تُرجِمَ خطأ إلى (( إعادة الاعمار )) رغم أنه يعني إعادة بناء البلد حسب المواصفات الأمريكية المعدة للأغيار*.
والمهم في هذا المصطلح ليس معناه، وإنما آلية تطبيقه التي تعتمد بالدرجة الأولى على جمع أموال (كدية) من دول العالم، تدفع إلى شركات أمريكية تتولى إعادة هيكلية المناهج الدراسية والمؤسسات المتخصصة والجيش والشرطة والوزارات وحتى المؤسسات الخيرية وتلك التي تشرف على طقوس العبادة والاستثمار والضريبة وما إلى ذلك. وأقل ما يشتمله هذا المصطلح، هو العمران كبناء المساكن والمدارس والمستشفيات والمشاريع الزراعية، العمران الذي عادة ما يكون أحد أهم أهداف القصف الأمريكي خلال العمليات العسكرية للغزو باعتباره بنية تحتية للخصم يدخل تدميرها ضمن عوامل النصر.
أي إن العمران يدخل ضمن برنامج إعادة البناء، لكنه لا يتموّل منه. والعمران يوكل فيما بعد إلى قانون استثمار تتولى الإشراف عليه شركات أمريكية أو مؤسسة رسمية أمريكية بوصفها سلطة احتلال مطلقة التصرف.
وقد دعا بوش لمؤتمر في مدريد من هذا القبيل لأجل العراق. وكالعادة، وتحت شرط أن تدفع المنح لتغطية تكاليف تواجد الجيش الأمريكي أو تدفع لشركات أو مؤسسات أمريكية تدير العقود المزمعة مع الشركات الأجنبية. وفشل هذا المؤتمر. وجل ما خرج به هو وعود بمبالغ هي حقيقة أقل من ربع المستهدف، وأغلبها قروض وليس منحا. والفشل ذاته سبق وواجهه مؤتمران مثيلان واحد لأجل أفغانستان وآخر لأجل صربيا. وحتما كان في ذهن المخطِط الأمريكي أن يدعو لمؤتمرات مماثلة لأجل إيران والسعودية وسوريا وكوريا،،، لو خرج من محنته سالما في العراق.
وهنا، فما تدمره أمريكا من العمران خلال الحرب لا تعود تبنيه، وإنما تطلب خاوة لأجل الإشراف على بناءه. وخاوة إضافية على ترسيم الشعب المحتل حسب مواصفاتها.

ثالثا
وبعد مداولات مطولة، تحصل الأمريكان وبالإجماع على القرار الذي يرغبون من مجلس الأمن يقضي بضرورة إشراك دول إضافية بما يسمى بحفظ الأمن في العراق على أن تكون تحت القيادة الأمريكية. ويومها لاح البشر على وجه بوش وهو يقابل أحد المسؤولين، كما لاح على وجه باول وهو يعطي تصريحا لوكالة أنباء. باعتبار أن أمريكا وجدت أخيرا من يموت لأجلها ومصالحها في العراق. وقد تم التصويت بالإجماع، بما في ذلك من فرنسا وألمانيا وروسيا.
وفي الصومال وحين تحصل الأمريكان على قرار مماثل من الأمم المتحدة في بداية التسعينات، لاح البشر على وجه كلنتون أيضا وافترض أن كبوش الفداء قد أتت لتموت عنه. وقيل أن الجنرال عيديد وحين سمع بهذا القرار، استبشر هو الآخر وصاح بوجه مجالسيه قائلا: (( لقد انتصرنا )). وفسر رأيه، بأن تعدد القوات يعني تعدد القرار وتعدد المصلحة بالحرب، ناهيك عن إمكانية اختراق بعضها لتكون عونا على الأمريكان وليس لهم. وحقيقة استطاع كما تسرب، شراء قيادة القوات الإيطالية فصارت تخبره ساعة بساعة عن تحركات الأمريكان ونواياهم، فحدث ما حدث وطرد الأمريكان من الصومال رغم أن المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة عيديد لا تتعدى ثلث مدينة مقديشو ذات النصف مليون نسمة.
وبعيدا عن الجزم، فربما كانت موافقة ألمانيا وروسيا وفرنسا قد جاءت من باب الدفع بأمريكا إلى الهاوية. وساسة هذه الدول يتذكرون كيف أعرضت أمريكا عنهم حين قررت الذهاب إلى الحرب، ولابدهم أيضا يعرفون أن نفط العراق وباقي خيراته هو الدافع الوحيد للاحتلال. وساسة هذه الدول يرون الورطة الأمريكية لذلك وافقوا على القرار ليدفعوها إلى الهاوية.
المهم وفي هذا المجال، فليوقع مجلس الأمن للأمريكان على بياض وليتفنن الأمريكان ويستعينوا بأشد العرّافات سبرا للمستقبل، فتضع لهم عليه النص الذي يرغبون! فلن يعصمهم هذا من لعنة أكد التي تطالهم الآن على أرض شنعار؟!

رابعا:
ومن مراجعة لعمليات اليوم الأول من رمضان، والعمليات الثلاث البطولية التي استهدفت مجرم الحرب وولفريتس، سيكون الجزم مبررا بأن تصاعد العمليات كما ونوعا سارت على طريق اللاعودة في اتجاه معركة بغداد الكبرى. فمحاولة اغتيال وولفرتيتس ذاتها تمثل فلما خياليا تعودتا عليه من هوليود. فقد أسقطت الطائرة التي افترض أنها تقله فوق تكريت بقذيفة أر بي جي. وهي أول حادثة إسقاط طائرة بهكذا قذيفة قوسية مستحيلة التسديد سمتيا. المهم إنه نجا وعاد إلى بغداد ليسكن في فندق الرشيد الأشد حراسة على أرض العراق كلها. وقصف الفندق فنجا سوى من جروح سطحية بيده وصدره، وهرب مرعوبا إلى الشارع فاحتوته مدرعة أمريكية ونقلته إلى مركز قيادة أمريكي وسط بغداد. لكن هذا المركز ما لبث وقصف في الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت بغداد، ونجا أيضا، ونقل إلى فندق الرشيد ثانية لضعف احتمال ضربه مجددا حيث تشددت ومنذ الصباح الحراسات حوله مما يجعل من الصعوبة بمكان التفكير بضربه من قبل المقاومة الوطنية. لكن الفندق قصف مجددا في المساء. ولم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان وولفتريتس ميتا أم حيا. ولو نجا هذا المجرم، فسيبقى طوال حياته مرعوبا يفكر ألف مرة قبل أن ينصح رؤساءه بغزو، أو بغزو العراق على الأقل.
وحرب العفاريت هذه، تكررت في اليوم التالي. وأول عملية استشهادية ضربت مستشفى إسرائيليا باسم نتساريم بني بعد الاحتلال وسط بغداد في شارع السعدون. وهو الانفجار الذي انفردت الجزيرة بالوصول إليه قبل غيرها وأعلنته بنشرتها الصباحية (التاسعة بتوقيت بغداد) وكفت عن تكراره، حيث تم اعتقال المراسل الذي أذاعه وهو في طريقه ليغطي انفجار حي الخضراء.
أما بقية الإنفجارات فقد طالت أحد مقرات الصليب الأحمر ومراكز مشتركة للشرطة الأمريكية والعراقية المتعاونة معها.
أما أن يتباكى إعلام المحتل على الضحايا فهو أمر طبيعي. فبكاؤه من شقين: شق على ما لا يقل عن 30 أمريكيا من أعلى المراتب بين قتيل وجريح. وشق على الضحايا العراقيين لمجرد أنه لم يكن الفاعل. ولو كان هو الفاعل لأجاب بمجرد جملة (( آسفين، إنها الحرب )) وقد قالها حين دمر قرى بكاملها في أفغانستان، وقالها حين أخطأت قنابله الذكية أهدافها فطحنت العشرات في العراق منذ العدوان الثلاثيني وخلاله وحتى يوم أمس. وقالها بالمناسب حين قتل خلال الغزو أخا البرزاني ومجموعة من كبار قادته.
على أية حال، فإن كان حقا يأسف للضحايا، فليغادر العراق، وعندها لن تقع الضحايا، أو حين تقع فليس على عاتقه جريرتها.
بالمناسبة، فكل هذه الضربات التي أجبرت هوش وبول وبوش وباول وبلير على الإعتراف بها والتظلم لأجلها، هذه الضربات التي (أخذت بوش) المجرمَين السفاحين رامسفيلد وولفرتس وأدخلت مجلس الإمعات كالجرذان إلى الجحور فلم يعد يراهم أحد ،، كل هذه الضربات العنيفة ولازال الكيشوان* السابق كريم شهبوري (الدكتور موفق الربيعي) يلوم فضائيتي الجزيرة والعربية بأنهما تبالغان بالحديث عن خطورة الوضع الأمني في العراق تحت قيادة التحالف(!). فهو يرى الوضع آمنا وفي أحسن حال!

خامسا:
وفي تصريحه للواشنطن بوست يوم الأحد الماضي قال رامسفيلد: (( إن الإرهابيين تعلموا من دروس لبنان أن الإرهاب تكاليفه قليلة ويمكن أن يسفر عن نتائج كبيرة، وأن الإرهاب في العراق تقوم به عناصر محتضرة من البعث وعناصر أجنبية من القاعدة وغيرها )) كما قال كولن باول لفضائية cnn: (( لم نكن نتوقع من العراقيين هذه المقاومة قوة وتخطيطا )) وقال بول بريمر: (( حتى لو تم اعتقال الرئيس العراقي فلن تتوقف أو تهدأ المقاومة )) وتعليقا منه هذه الليلة على عمليات يوم أمس صرح بوش الابن هذا اليوم أن: (( إن العمليات الإرهابية الأخيرة حدثت في العراق لأن بعض الأطفال عادوا إلى المدارس وأن الوضع الاقتصادي تحسن، ونطلب من سوريا وإيران أن تغلقان حدودهما بوجه المتسللين الإرهابيين إلى العراق، والإرهابيون يريدون لنا أن نخرج من العراق ونحن لن نخرج ))
ولو أخذت هذه التصريحات بمجملها، فهي مجرد اعتراف أمريكي صريح بالوقائع المرير على الساحة العراقية. أما إذا أخذناها فرادى، فلابد وتعوزها كلا منها دقة أو جمل تتم معانيها.
فسفاح مجرم، كرامسفيلد، تسبب بإزهاق نصف مليون روح في أفغانستان والعراق، سيكون حديثه عن الإرهاب موجها للسفاحين أمثاله الذين لا ولن يتصورا أن أحدها سيقهرهم ويعاملهم بما يعاملون هم الناس به. وقوله نن قلة تكاليف الإرهاب، رغم عدم دقته، مقبول. وضحايا العمليات الاستشهادية حقا قليل ولا يتعدى الفرد الواحد أو الاثنين، لكن إصاباته التي يوقعها بالعدو كبيرة جدا. لكن ماذا نقول عن القنبلة النيوترونية التي استعملها رامسفيلد في معركة المطار؟ ماذا نقول عن القنابل الذكية والبساطية وذات العشرة أطنان وزنا؟ أم إن حقوقهم في الحرب غير حقوقنا!
أما الدعوى بأن المقاومة العراقية من الفلول فالسؤال المشروع هو: إذا كانت هذه أفعال الفلول، فما هي أفعال الطلائع إذا؟! وإذا كانت كل هذه الدقة والقوة والشدة والتنوع بالأساليب القتالية آتية من فلول تحتضر فكيف لو تخلت هذه الفلول عن الاحتضار وقامت إلى الحرب؟!
ودعواه أن هذه العناصر أجنبية أو من القاعدة ، ترهات لن يعبأ بها أحد. والمقاومة الوطنية العراقية وهي بصدد أجل وأشرف مهمة على الأرض – تحرير العراق وإسقاط الجبروت الأمريكي، ليست بوارد الاهتمام للبعابع التقليدية كالإرهاب أو الفلولية أو معاداة السامية. إنها مسألة تحرير العراق والعالم الثالث كله من براثن الوحش الإنجلوصهيوني. وكل من يشترك بهذه المقاومة فهو جليل تتشرف به الشعوب. أما من يقود هذه المقاومة فهو حتما شخص ليس كباقي البشر. شخص سنكون مدانين بالجميل له قرونا وقرونا. فليطلق المحتل ما يشاء من ترهات، يحسبها تخيف، وما تخيف إلا نفسه وحاشيته!
ودعوى بوش لا يقولها عاقل. على الأقل فيما يخص تزمينه للعمليات مع عودة بعض الطلبة إلى المدارس وتحسن الوضع. فالوضع المعاشي ما ساء إلا جراء الحصار الذي فرضته أمريكا على الشعب العراقي لمدة 13 عاما. ولو تحسن عند بعض الناس فبسبب رفع هذا الحصار وليس غيره. وكل الطلبة كانوا يذهبون إلى المدارس قبل الاحتلال ولم تحدث عمليات عسكرية ولا تفجيرات. ولعلم هذا الرئيس، أن الصليب الأحمر عمل منذ 1980 في العراق ولم يعتد عليه أحد، رغم أنه أكبر وكر للجاسوسية على الشعب العراقي.
أما توسل بوش بإيران وسوريا أن يغلقان حدودهما بوجه الإرهابيين المتسللين كما سماهم، هذا التصريح حتى لو صدق وتسلل مقاتلون عبر الحدود، فلابده من باب ((العين العورة)) ذلك لأنه ينسى هنا أو يتناسى تهديداته اليومية لسوريا وإيران بالغزو حالما ينتهي من أمر العراق. وليطمئن، فالمقاتلون عراقيون، ومن جاء يعاضدهم ويجاهد معهم، فيا مرحبا. أما قوله بأنه لن يخرج من العراق، فصادق تماما. لأنه لن يخرج وإنما سيطرد طردة تذكرها الأجيال.
وتعجب باول من قوة ودقة المقاومة واستمراريتها، فمردّه أن الصورة التي افترضها هو ورئيسه عن الشعب العراقي ارتسمت من خلال خونة عملاء أمثال المعارضة الستة ومن لف لفهم ممن ينضوون الآن في مجلس الإمعات. خونة لا همّ لهم إلا ما ظهروا الآن عليه – المال والجاه حتى لو على بيع الوطن.
أما تصريح بريمر فمن مسلمة: (( الما يلوح العنب بيده )). فحيث هو عاجز عن أن يطال الرئيس العراقي، أعلن تخليه عن عملية البحث عنه،، بحجة أنه حتى لو اعتقله فلن تتوقف المقاومة.
ونحن نقول له: لا يا بول يا بن بريمر! اعتقله إن استطعت!

مختصرا، فالجميع يشعر بالإعصار القادم من بغداد. لذلك حزمت عائلة الأحمد أمرها فطردت شقيقتها عائلة السالم من الحكم، لتنثر إلى الهروب خفافا. كما شعر كل من كلبي وعبدالعزيز بمصيره المحتوم فراح يبحث عن ملجأ. مثله مثل طلباني الذي يعلم علم اليقين أن أحدا لن يستقبل شخصا مثله، لذاه تذاكى فوضع يده في حزام العرب ثانية، كما فعلها سابقا. وراجع الأمريكيون أمرهم ففاوضوا سلطان هاشم ودفعوا شريف روما علي بن حسين لينشط عساه يكون بديلا محتملا  يضمنون به ولو القليل إذا ما غادروا العراق. خصوصا وما طالهم من الضربات بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي هللوا له وإبتشروا، هذه الضربات فاقت في قوتها ودقة تخطيطها كل ما كان قبلها.
والآن!
هل وعى المحتلون الأمريكيون أن دخول بغداد ليس كالبقاء فيها وليس كالخروج منها؟!
فليتذكر بوش ورامس والخونة العملاء مشاعرهم يوم دخلوها؟!

* الأغيار مصطلح تلمودي تحقيري يطلق على غير اليهود.




#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيانهم الذي كان!!
- نفط! لا فليسات! لا وجعة هلي ولا شربت! لا نفط! كالوا قواعدكم ...
- مع الأحداث 13!
- عمّ يتباحثــون؟!
- أربعينة فاجعة الصحن، أين الجناة؟!
- أسلحتهم البيولوجية لإبادة الشعب العراقي!
- مع الأحداث - 12
- مع الأحداث (11) العراق بالمزاد
- الفريق سلطان هاشم، ورقة (8 ماجه) أم (8 دِنر)؟!
- تصريح كوندوليزا
- الثقافة الجديدة!
- مع الأحداث 10
- الجمعة العظيمة! خسرت الرهان يا مجلس الإمعات!
- أستشهدت أنا ليندا
- إلى مقتدى الصدر
- البائسون!!
- إلى أبطال المقاومة الوطنية العراقية!
- مع الأحداث 9
- مقتل السيد محمد باقر الحكيم،، معالجة!
- قتل السيد محمد باقر الحكيم! اللهم تغمده برحمتك!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مع الأحداث 14