أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - انحطاط الدبلوماسية السورية














المزيد.....

انحطاط الدبلوماسية السورية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد وفاة الاسد الاب وتسلم الاسد الابن "بشار" زمام القيادة والسلطة في سورية, بدأت تظهر وبشكل تدريجي معالم تراجع الدبلوماسية السورية لتصل لاسوأ مراحلها في الفترة الاخيرة, وبحكم ان القادة في البلدان المحكومة بالانظمة الفردية الشمولية سواء كانوا رؤساء ام ملوكا ام اباطرة ام حتى قياصرة, هم"الكل في الكل", فأن بشار الاسد يتحمل كامل المسؤولية عن الازمات التي واجهت وتواجه سورية ومن ضمنها الاخفاقات الدبلوماسية .
حالة الجفاء والقطيعة التي تعاني منها سورية في علاقاتها الاقليمية والدولية, تعتبر اكثر من عادية ونتيجة اكثر من طبيعية للسياسات الارتجالية الخطأ للنظام السوري القائمة على ردود الفعل الاعتباطية البحتة, لكن الغريب في الامر, اقدام الطاقم الدبلوماسي السوري, مراراً وتكراراً, على تصرفات لادبلوماسية تزيد من عزلة النظام عن محيطه الدولي والاقليمي, والاغرب ان يكون الرئيس نفسه المسؤول الاكثر تهوراً في نشوء مثل هذه الحالة الشاذة بشكل شخصي ومباشر بالاضافة الى مسؤوليته الاعتبارية كونه يمثل رأس النظام, ويتذكر الجميع الخطاب الناري الذي القاه الرجل عشية انتهاء حرب 33 يوماً بين حزب الله واسرائيل, ووصفه لقادة ورؤساء عرب بانصاف الرجال, وتبعات ذلك الخطاب على علاقة النظام السوري مع جيرانه العرب, اما اخر مطب لادبلوماسي, فقد حدث في انقرة العاصمة التركية, حين أعرب في مؤتمر صحافي وعلى العلن عن تأييده الكامل للتدخل العسكري التركي في "اقليم كردستان", معتبرا دخول الجيش التركي الى الاراضي العراقية حق مشروع للدولة التركية في حربها ضد الإرهاب, متناسياً ان العراق دولة ذات سيادة وعضو فعال في الجامعة العربية, ومتناسياً كذلك ان الحزب الذي وصفه بالارهابي كان في كنف وضيافة سورية على مدى عقدين من الزمن .
التصريح الاخير لبشار الاسد ربما يكون واحداً من اخطر تصريحاته على الاطلاق, فهو غير متزن وبعيد كل البعد عن الحكمة واصول الكياسة الدبلوماسية, فالحكومة الاسلامية التركية نفسها لم ترغب قبل الانتخابات الرئاسية التركية وقبل الهجمات الاخيرة للعمال الكردستاني ضد الجيش التركي في النزول عند رغبة العسكر بالقيام بحملة عسكرية في الاراضي العراقية, وهي حكومة تجنح الى السلام لا الحرب, وكل مواقفها اليوم تتجه الى احتواء الازمة لا تصعيدها, فموقف الرئيس هنا متقدم على مواقف الحكومة التركية, وهنا يحق لنا ان نتسائل لماذا يرغب الرئيس ان يكون ملكياً اكثر من الملك ? وتركياً اكثر من اتاتورك ?
بالاضافة الى لا دبلوماسية التصريح المذكور, فهو موقف رخيص جداً ومجاني, ففي الوقت الذي كانت وسائل الاعلام تنقل تصريحات الاسد بخصوص الازمة العراقية التركية, كانت القناة التركية الرسمية تبث برنامجاً حوارياً يتناول الازمة العراقية التركية, ومعظم المتحاورين الترك على اختلاف انتماءاتهم السياسية ومن دون استثناء, كانوا متفقين على ان التجربة التركية مع سورية في اواخر التسعينات بخصوص العمال الكردستاني هي الحل الامثل لحلحلة الازمة العراقية التركية, وليس على تركيا سوى تهديد العراق بالتدخل العسكري لبث الرعب والهلع في الطرف العراقي كما حدث مع الطرف السوري, فتفرض الشروط التركية على العراق كما فرضت في السابق على سورية, ولمن لايعلم نقدم هذه المعلومة, فالخوف والجبن السوري اصبح مضرباً للمثل في العلاقة مع الجيران لدى مواطني الجارة تركيا .
امر اخر يجعل من التصريحات الاخيرة لبشار الاسد بخصوص الازمة العراقية التركية في صدارة التصريحات والمواقف الخاصة جداً والمؤثرة, فهي لن تؤدي فقط الى عزلة اقليمية ودولية كما هي العادة, بل الى عزلة داخلية مؤكدة هذه المرة, فكرد سورية كجزء من الشعب السوري يدركون اليوم اكثر من اي وقت مضى, ان الاسد يضمر لهم العداء, وهو ليس مجرد دكتاتور عادي بل بعثي من الدرجة الاولى ومشحون بثقافة الاستبداد والغاء الاخر, والمستقبل الكردي في ظل نظامه قد يكون الاسوأ, ومن المؤكد ان الفترة القادمة ستحمل معها الكثير من المفاجآت غير السارة من قبل رئيس يعرف عنه عدم القدرة على احتواء الازمات, وردود فعله غير محسوبة وانفعالية, ويجنح الى تأزيم الامور وتعقيدها, ويعاني الكثير من القلق والوحدة, ولم يبق له اصدقاء في العالم سوى الجمهورية الاسلامية وتركيا والبعض القليل من الاتباع في لبنان .
تراجع الدبلوماسية السورية وانحطاطها, مؤشر على بداية مرحلة مقبلة ستكون اسوأ بكثير من سابقاتها, والشعب السوري بجميع مكوناته, سيبقى بمعزل عن الحرية والحياة الكريمة الى ان يقرر عزل من لايجيد ادنى طقوس الدبلوماسية ولا يستحق حتى ان يكون ملحقاً في السفارة السورية لدى تركيا, وعندما يقرر الشعب السوري تقرير مصيره بنفسه, حينها فقط تتحقق الامنية وتعود سورية الى مكانتها الطبيعية اللائقة والمشرفة بين الدول والملل .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة على الحدود العراقية التركية
- عبد الناصر صديق الكرد
- البرغماتية الكردية ضرورة ملحة
- الفوضى واللامسؤولية على الطريقة الكردية
- المملكة السورية الدستورية
- اتق الله في ارقامك يا فيصل القاسم !!
- هل تفعلها المملكة ؟
- التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير
- عراق الطوبة ام عراق الحروب؟؟
- الاسد والاشهر المقبلة
- في ذكرى رجل شهيد
- حقيقة فوز الديمقراطية في تركيا
- الفوضى السورية اللاخلاقة
- دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟
- سوريا بين نفاق النظام والمعراضة
- المطلوب قوى 14 سورية
- الوقت الضائع من الزمن السوري
- اصل علمانية اتاتورك وفصلها
- سوريا حرة.....مسألة وقت ليس الا
- بعيداً عن متاهات السياسة


المزيد.....




- استطلاع: ثلث طلاب الجامعات البريطانية المرموقة يعتبرون هجوم ...
- ضابط استخبارات أمريكي سابق: من تبقى من الأوكرانيين ليسوا مست ...
- لماذا النسيان مفيد؟
- روسيا.. تنظيم يانصيب للفوز برحلات عائلية للحج خلال مهرجان إس ...
- -أنت مطرود.. أخرج من هنا يا جو!-.. ترامب يسخر من بايدن ويهاج ...
- النيجر ومالي وبوركينا فاسو تتفق على الصيغة النهائية لتشكيل ا ...
- إلغاء عشرات الرحلات في ثاني أكبر مطارات ألمانيا إثر احتجاجات ...
- كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط ...
- البرلمان العراقي يخفق في انتخاب رئيس له بعد جلسة متوترة
- الرياض وواشنطن تبحثان الاتفاقيات الإستراتيجية والأوضاع في غز ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - درويش محمى - انحطاط الدبلوماسية السورية