أول حاكم عسكري قصة قصيرة

مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 08:35
المحور: الادب والفن
    

أول خطاب للحاكم العسكري

كان الحاكم العسكري ألأول لمدينتنا شابا لم يصل الأربعين من عمره بعد00 وكان كعادة الكثير من الضباط
ابناء المترفين حليق الذقن والشارب طري العود تشعر أنه طلى وجهه بالمساحيق اللامعة قبل اللقاء0 وكان
يضع طاقيته ذات التاج في عروة كتفه، مباشرة تحت الرتب 0 نحن الذين تعودنا على رؤية طاقيات الجنود
وشعاراتهم فوق الرأس استغربنا وشعرناأنه عقيد هامل 0 جلس خلف الطاولة محاطا بزمرة من الجنود
المدججين بالسلاح0 وكان في جلسته يبدو كممثل في افلام الحرب العالمية0 نظر الينا بنظرة سريعة ثم
بدأ وبدون مقدمات يحكي وبالطبع كانت لغته غير مفهومة لذلك أحضروا المترجم0نحن كنا حوالي عشرة
مواطنين ممن صاروا يسمون فيما بعد بالوجهاء0 أتت بنا الدوريات وتلفون المرحوم " حمدي كنعان" رئيس
البلدية انذلك0 الذي لم يحضر لأسباب صحية كما قال لكنه كان أشطر منا فقد علمت أن غيابه كان مقصودا
سياسيا0كانت كلماته قاسية هكذا يستطيع الإنسان أن يخمن لأن كثيرا منها كان يخرج من بين أسنانه ألأمامية
بشيء من الصعوبة0وكان المترجم شابا درزيا يتقن لغتنا كواحد منا ولكنه لم يكن أقل عنجهية من قائده0بدأ
يحكي : ألحاكم يقول 00 عليكم بالهدوء 00 انه لمصلحتكم 00 نحن لم نأت الى هنا برغبتكم 00 وبالطبع لم
نذهب حسب هذه الرغبة 0 لقد جئنا عنوة وإياكم ثم إياكم أن تتصوروا أنناسنذهب عن طريق القوة00 "
وتحدث بهذا الحديث ومثله لربع ساعة فتح بعدها باب الأسئلة بالنسبة لنا نحن آنذاك لم يكن لنا سوى سؤال
واحد أحد " متى الإنسحاب" هذا ما كنا نود الإجابة عنه وهذا ما دارت حوله كل التي وجهت اليه
من الأسئلة 0 وأما هو فكان في وضع مشابه إلا أنه معاكس حيث قدم إجابات مختلفة لكنها كانت كلها تقول
" لن نرحل" 0
بعد انتهاء اللقاء خرجنا يرافقنا شعور بالقنوط0 وأثناء نزولنا الدرج همس لي محام كهل قال"أنا أعرف
العبرية من قبل النكبة المترجم لم يكن أمينا في الترجمة إن الضابط اكثر من مرة اعاد القول إذا كان هناك
من يجب ان يرحل فليكن انتم وحين قال عليكم بالهدوء كان قوله الدقيق00 عليكم بالإستسلام 00 نظرت
خلفي حيث يصعد الدرج صحت "فشرتم" لن نستسلم0

#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل