بغل وقصص اخرى

مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:23
المحور: الادب والفن
    

1
المرأة الجميلة التي كانت تمر امام الورشة
رفعت كيس الإسمنت بيد واحدة من أجل ان
ترى كم أنا قوي وصنديد
ووضعته على كتفي وأنا أنظر وأرهف السمع
عسى ان اصطاد منها شيئا ولو واحدا من الإعجاب
صديقتها السمراء همست : ما شاء الله
اما هي فدمدت بما لم استطع سماعه00 ما سمعت الا
كلمة " بغل " او البغال0

2

هل تعلمون ان الزيتون في بلادنا
صارت له السن و صار ينطق
يحكي بها واحيانا ينادي او يغني
وكثيرا ما يصمت
سألت الصغيرة منه امها وهي تنظر الى التراب
لماذا لون الأرض دائما أحمر؟
قالت الأم بعد تفكير:
لإنها تكثر من شرب عصير التوت والرمان
وخبأت عنها الجواب الذي كانت تسمعه من الجدات
هذا لكثرة ما شربته الملعونة من الدماء

3

يوم اربعينه تجمعنا في غرفته 00
كل الورثة00 وقرأنا الفاتحة لروحه الطهور
وقررنا بلا معارضة فتح باب الصندوق
طلبنا المفتاح فلم نجد له اثرا
بحثنا عنه في خزانته00 في ملابسه00 في كل ارجاء الدار0
حتى في بيت الدرج فتشنا فلم نجد سوى المنشار
كان لا بد ان ننشر القفل الصغير
وحين رفعنا الباب اصبنا بالدوار
وبعضنا مسه الجنون
لم يكن هناك من شيء يملأ عين وريث
كلها اشياء صفراء00 أضرب القلم عن ذكرها
اللهم الا المصحف العثماني الصغير
وقداحة من النوع الذي كان يشتغل على الكاز

4
قوية
مقاتلة
انما في سبيل الحياة
لا تنقصها سوى الكوفية والشوارب
فتصبح من ارجل الرجال
ذهب زوجها الى سجن بعيد
وكل الناس تؤكد انه ابدا لن يعود
ترك لها نصف دزينة من ألأولاد والبنات
أراها في الأرض تحرث على الفدان
مالئة الدنيا بصخب الحراثين
اقف تقديرا لقسوتها على نفسها
لشجاعتها في مقارعة المألوف
اوشك ان ارفع يدي بالتحية والأجلال
لكنني اتذكر بأسى وغضب
ان في خربتنا ممنوع على الرجل ان يحيي امرأة بعيدة
حتى لو كانت في مكانة امه او اخته الكبيرة0

#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل