ما حدث وما يحدث في غزة الآن

مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    

ما حدث في غزة وما يحدث الآن
ذكرني بما كان في خربتنا ايام زمان
كان فيها فصيلان وحيدين ولكنهما طول الوقت يقتتلان
فتح والجبهة الديمقراطية أقرب فصيلتين على الساحة الى بعضهما
وكانا يستقطبان كل شباب الخربة
من يزعل من هذا يذهب مناكفا إلى ذاك
ورغم التقارب السياسي وال برامجي بينتهما كانتا تتصارعان
على ماذا ؟؟ على أي شيء قد يخطر بالبال
إن تشاجرا صبيان في المدرسة ينتقل الشجار إلىالصف
ثم الى بقية الصفوف ثم الى الشارع
إن زعل الفتحاوي من زوجته الجبهاوية وضربها يثور إخوتها
إن اشترى جبهاوي من دكان فتحاوي علبة سجائر وتأخر في دفع ثمنها
إن إن إن 00 لأي سبب تقوم القيامة وينتصب الميزان
حتى كان فض الخلاف داخل البلد من اصعب واقدس الأعمال
ومن حسن الحظ انه لم يكن يومها سلاحا ولا صواريخ
والاً كنا سنمضي العمر نمسح آثار غلطة واحدة
وسبب ذلك أننا دمنا ثقيل على بعضنا وليس لنا من ضوابط
وقت الغضب نحترق واول ما تحترق بيننا هي الروابط
ويسيطر الإنفعال وتعربد الروح العشائرية الهمجية
وقت الخلاف على منصب او على درهم من مال
تعمى العيون ويصبح الكل ابنا وفيا لشريعة الإقتتال
إنها ثقافة العنف الجاهلة العمياء 00انها ثقافة التخلف نرضعها مع الحليب
أكاد أجزم انها لا توجد ولم توجد ولن توجد مؤامرات
ولا خطط ولا ادوار مشبوهة ولا فلافل 00 انما هي ثقافة العربدة والشوارع
يبدا الخلاف صغيرا بين دارين او نفرين لينتهي الى حرب جيوش وكتائب
يتدرج الصراع حتى يصل الى مكاتب القادة
وهم اما عن جبن او انتهازية او غل اوضيق افق
لا يقفون في وجه الوحش الهمجي بل يقدمون له الحشيش
وتبدأ بالظهور قصائد التبريرات
لم نسمع طوال عمر الصراعات عن تنظيم عاقب عضو مثير للخلافات 0
لم نسمع الاً عن بطل وأبطال وصناديد.
لا استطيع ان اصدق ان ابو مازن قد امر باجتثاث حماس
او انه يصافح كوندا نكاية بها ونصبا للشراك من اجل اصطيادها
ولا اصدق ان الزهار او هنية قد اعطى امرا بالانقلاب
أوعد خطة للجلوس في مقعد عرفات00 لسبب بسيط
كونه يعرف ان ذلك المقعد تحته حقل من القنابل
وإنما هي كما قلت تدرج للصراع اوصل الكل الى ما نحن فيه
وقد يكون هناك من يمد يده في مرحلة ما لقطف الثمار
وهناك من يغذي ألأحقاد لحساب يخصه00
لكن لا يمكن ان يحدث هذا إلا بعد اشتعال الفتيل
الا بعد ان نبدأ نحن مشوار التطاحن الرهيب
ولننظر الان الى ما يحدث في شوارع غزة
هناك00 لا سلاح بيد الزعران اوالمأجورين00
ولا حرس رئاسة00ولا وقائي 00ولا متآمرين
انما هناك اخوان00 الجهاد وحماس00 ولكن يقتتلان
لماذا يا ترى يتصارعان ؟
هل يحدث ذلك لوقف قذف الصواريخ على إسرلئيل
أم توجد مؤامرة مدبرة لاغتيال رئيس الوزراء؟
هل نستطيع القول ان الجهاد متآمر مع امريكا00 وبعمل لاستمرار الحصار
هل الجهاد يطمع بطرد حماس من السلطة
ويلتف على نتائج الإنتخابات؟
ام حماس شارعة بالانقلاب على الجهاد وعلى الشرعية
بالضبط لا ندري لإنه لا توجد حتى الآن حرب إعلامية0
وكل ما ندريه أن هناك قتال وهناك مساع لوقفه واتفاقات
بنفس الصيغ القديمة مع استبدال اسم فتح باسم الجهاد على ألأوراق
لذلك لا بد من العودة الى بداية القول
أن هناك زعران في شوارع غزة يسرحون ويمرحون
وهم نتيجة أزماتهم لا يستطيعون العيش لحظة واحدة دون صدامات
التحقوا عن غفلة بالمقاومة او يخربون البلد بزي المقاومة
وهم يتوغلون داخل الملشيات لافشال كل حالة نظام
وللأسف فإن القادة ينجرون وراء هذه الغوغاء
وهم المسؤول عن هذه الحالة وعن نتائجها المزري

#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل