ملفات امنية

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 648 - 2003 / 11 / 10 - 06:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أن تضع يدك على الجرح وتمد الاخرى للتعاون فن عرفه واتقنه الشيوعيين، ان تجعل من الجرح شفة تحاور وتحدد اتجاه الصراع حزن اتخمه الشيوعيين، ان تضم الما في جغرافية الجسد لما يزيد عن عشرين عاما لم ينهيه سوى كشف الملفات السرية لدوائر الامن العراقية التي اسقطت رموزا كانت لايام قليلة مضت محاطة بهالة ثورية وتاريخ مزيف كادت ان تغير مسار الانتصارات وتغير لون دم الشهداء.
ومن الاسماء التي سقطت ( ف م ) الذي قاد مفرزة مسلحة تابعة لاحد الاحزاب المعروفة بدورها الكبير في معارضة الفاشية ، قاد  ف م المفرزة وتم اختطافي من مدينة السليمانية يعد الاحتراب الداخلي بين الاحزاب العراقية المعارضة  بداية الثمانينيات وكانت القضية التي اختطفت بسببها نشاطي في الحزب الشيوعي العراقي وخاصة تنظيمات المدن والعاصمة بغداد وفي طريقي الى سجني الذي كان انفراديا ادركت ان الهدف هو تصفيتي جسديا لان  ف م ليس غبيا الى حد كشف وجهة لي في السيارة التي انطلقت الى مصيف سرجنار ومنها استلمتني احد المفارز المسلحة لانصار  الحزب ال .......وفي طريقي الى هلدن التي استمرت عدة ساعات بين الجبال كنت احاور الانصار الذين اقتادوني وتناقشت معهم حول السياسة والشعر والمراة وقضايا الثورة والصراعات الثانوية فيها لقد احببتهم لانهم اصحاب قضية وشعرت بانهم احبوني بل كنت احمل السلاح عنهم حينما اشعر بانهم بحاجة الى قسط من الراحة وفي السجن عملت دورات في الشطرنج ومناقشات في الاقتصاد والفلسفة قبل ان يصبح السجن انفراديا والذي كان مخططا لها ان يضم اخي دارا وابن خالتي هيرش . تخلصت من قدر الموت بفعل الجهود الخيرة وخاصة اخوالي .
وبعد سقوط الفاشية وكشف الملفات والاسماء التي كانت متعاونة مع الاجهزة الامنية كان ف م من الاسماء التي تعاونت مع النظام الفاشي  ، ولما سمعت الخبر امتزج الحزن بالفرح في مشاعري فرحا بتأكيد الحقيقة للمرة المليون بعد المليون من ان اعداء الشيوعية افرادا ام احزاب لابد من ان يرتموا في احضان الاجهزة القمعية او التعاون معها وفرحت لان الحزب الذي ضم يوما ف م كان بالشجاعة والثقة بالنفس بحيث كشف عن القوائم الخاصة به وهذا ان دل فانه يدل على التوجة الصحيح في بناء الحزب الجماهيري والحضاري  ، اما الحزن فانه كان على تلك الاسماء والتي كانت اغلبها تمتلك نضالا لايمكن انكاره وكانت عملية سقوطهم او اسقاطهم نتيجة لظروف نعرفها جميعا لايخرج عن اطار الصراعات الداخلية لقوى الثورة التي تشجع على بروز مثل هذة المظاهر السلبية عدا ظروف القمع الفاشي الذي فاق حد التصوروالمعقول
ان الاحزاب العراقية والكردستانية بحاجة الى اسخلاص العبر من الموضوع ودراستها كي لاتتكرر مثل هذه المظاهرالسلبية والتي تصيب كل الاحزاب والحركات الثورية في مسيرتها النضالية بدون استثناء ، فليس لاحد حق المزايدة على هذا الحزب اوذاك
وحينما تكتمل شمس الحرية في سماءات الوطن  ، انتظر ليل الوطن كي اعد نجوم تطرز السماء ، لان كل شهيد كان  يسقط في طريق الحرية لعراقنا الديموقراطي والفيدرالي صار نجمة في سماء الحرية ( الوطن )  

دانا جلال / استوكهولم

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل