أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - مهاجر يسجل انطباعات عن قصائد الشاعر صفاء المهاجر















المزيد.....

مهاجر يسجل انطباعات عن قصائد الشاعر صفاء المهاجر


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


الشاعر كالريح ان يهدا يمت
لقد استطاعت قصيدة النثر لدى المبدعين ان تفرض وجودها على الساحة الادبية ،لاسباب موضعية اهمها :-
القدرة الفنية الابداعية على استنباط الفكرة الانسانية البكر ، وايجاد علاقات جديدة بين الكلمات مستفيدا من الماضي لخلق صورة فنية غير متكلفة تحمل عدوى التأثير الى المتلقي بنظرتها الفلسفية للحياة فتجعله ، يضحك ، يبكي ، يفرح ، يحزن . وقد يصاب بالخرس نتيجة الدهشة التي هي من صفات الابداع الشعري .
والشاعر لا يمكن ان يكون محايدا في مادته الفنية فهو لا ينقل الواقع كله ، انما ينتقي منه ما يخدم غرضه ، وهذه هي الخطوة الاولى نحو انحيازه لرأي ولنظرة ولطبقة لانه لا ينقل المنتقى نقلا فوتغرافيا ، وانما يضيف عليه رؤيته الفلسفية يلونها بهواجسه وعواطفه ، ويفجر طاقات خياله ليضرم النار في نفوس المتلقين لقد سبق الشـــــاعر صفاء المهاجر عمره الادبي الطري بأستحضاره دروساً كثيرة من التاريخ الرسمي واعادة صياغتها على وفق رؤيته و طموحه فلا غرابة ان يصاب المتلقي بالخرس نتيجة دهشة الاكتشاف .
الغربة امر يلازم ما كتبه المهاجر من الالف الى الياء ، ولم تكن غربته محلية محدودة وانما تمدد الزمن الذي يعيشه وصار خطاً مستقيما ليبدا من الماضي السحيق ويمر بالحاضر ليشرئب الى صورة المستقبل ، فلذا يكتسب المهاجر صفة انسانية بعيدا عن محلية الهوية او العرق او الدين .
بلغة رائعة من السهل الممتنع وهو يتجدد في كل جمله دون توقف ،ويجعل المتلقي ان يعيد قراءة المقطع اكثر من مرة مأخوذا بهذا التوليد للافكار .
صحيح ان المهاجر مترع بالاحباط ، وصحيح ان الغربة تلازمه كظله ولكنه يفتخر بتحمله واصراره على الحقيقة ، لم يشعر بالدونية وانما ظل يطالب النفس بمزيد من الجرأة والتضحية .... انه يعي ما يقول تماما ، ويعي ما يريد تماما ، ويعي ما يفعل تماماً .


روحك المسافرة بعيدا
ازلية الغربة
......
فالمدفع لا يمهلنا
لا يسمع تبريرا
او كلمات
او جملا وحروف
نتلفت حولنا ابدا
ونحن لما نتعود حمل سيوف
لنقاتل هذا اليوم
بفك خروف
...........
فلم يعش المهاجر خارج الزمان و المكان وانما كان يعبر بواقعية واضحة عن الطبقة المسحوقة عبر التاريخ في افكارها و قوتها ، وقدراتها ، واحلامها وهو يفتخر بذلك فلذا استعمل ضمائر المتكلم له ، وحفر خندقا ً بينها وبين ضمائر جموع المستبدين .

يرونك ميتا
وانت تراهم ميتون
انهم محملون بالذنوب
......
ثم يتحداهم بأعلى صوته

من لم يذنب ابدا فليرجمه
..........
ولا يمكن للمهاجر ان يساوم .. فالحقيقة حقيقة لا يجوز ان نلونها انى وردت
كما لا يمكن ان نراها بعين واحدة .

الكلس .. كلس ٌ
في القصور .. والمقابر
.......
ولم يكن المهاجر منزويا ً ولا فأراً خائفا وانما كان نبراسا ً يخاف من نوره المخدوعون و المستبدون .

حين توهجت
في بيتي الكلمة
ظن البشر
باني احترقت
وخافوا
ولم اخف
هرعوا .... ليخمدوها
خشية ان تمتد الحرف
لمنازلهم
ضحكت
من قزم بشري
كان يصيح
لان حرفا
تعلق به
وخاف ان يحترق
........
صفاء المهاجر هو اللغة التي تفضح صراعا ً ازليا بين جيلين او قوتين ، الوعي والنفع العميم لبني البشر ، والجهل و القمع والاستئثار لثلة من البشر
المهاجر يشدنا باسلوبه الحكائي (الرخص* ) بعيدا عن المباشرة مستفيدا من التراث متمكنا من استعمال الرمز .

لاننا كلما كنا
نبني مدينة
كانوا
يشيدون اسيجة حولها
تواريها وتخفيها
............

تُرى على من يعود ضمير الياء ، وعلى من يعود ضمير واو الجماعة ؟ !!
فه رغم الاحباط الذي يجعله ان يقول احيانا ( انها الخيبة ثانية ، يا ولدي )
ينهض محبا ً للحياة داعيا لها والتلذذ بعزتها و جمالها بين الموتى .

اعزف بين الموتى
انغام الحياة
قالوا جن
لكني اوقفت العزف وانشدت
ان الناس نيام
فأذا ماتوا ..... انتبهوا
.........
ولم تكن الانا عند صفاء قطب الرحى وانما جعلها تذوب في الجموع التي تصنع التاريخ الحق لو كانوا يعلمون ، و يتلذذ بالانتماء اليهم .

فقراء جدا
وليس لنا مأوى
سوى جلودنا
.......
الجوع يكلمنا على الرصيف
هل تدري
ان احلى القصائد
ما نظمت في حب الرغيف
..........
الفقر
اوفى الاوفياء
كلما شكونا منه
زاد التصاقا ً بنا
..........

انه مغرم بالحقيقة واثق في حلولها يوما ... انها الحتمية التاريخية التي قد استوعبها المهاجر فلذا لم تعرف آماله اليأس ، ولم يحسب ان مجد الحقيقة تمرا يأكله وانما عليه ومن ينتمي اليهم ان يتحملوا ، يناضلوا ليجلبوا الشمس الى هذه البقعة الموبوءة بالخوف و التوجس والعفن في كل مفاصل حياتها ...

سنأتي رغم البرد
كحرف مرتجف
هارب
من قصيدة عصماء
ورغم انا فقراء
فنحن الوحيدون
انصار الانبياء
نحن كالاقراط في اذن الزمن (( ياله من تشبيه رائع ))
شهداء
...........

طاردوني
حين ارتابوا
في امري
وجدوني
اعلم بعض فتية الحي
الف .. باء عـــــلي
........

ان ما يقض مضاجع الفقراء ان المسخ يتكرر ، وهذه الفكرة من الافكار الرئيسية التي تغلغلت في حروف القصائد و جملها .

الف معاوية يملك اصقاع العالم
الف علي يتلوى في المحراب
..........
لم نتعلم
من كل عصور القحط
الا
حرفة
جمع السراب
.......
فلا غرابة في ان يخاطب كُتاب السلطة صفاء المهاجر ب :ـ
ان حروف اسمك
ليست من ضمن الابجدية
...........

لقد كذب المنجمون وان صدقوا فحروف اسمك الذي يمثل ملايين الاسماء قد سطرت بأحرف من نوور في كتب الحقيقة و تجاوزت مرحلة الابجدية ، فطوبى لك يا شاعرنا وطوبى لمن سار على دربك ، ووظف قدراته الابداعية للبحث ، والكشف ، والفضح لحقيقة القمع الذي يتنفسه الانسان في عصر التكنلوجيا .
فنح نراك حيا .. وهم يرونك ميتا ... فتبا لهم

* الرخص : المرن الطري



#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (ورد الحب .. وداعا) للكاتب محمد الاحمد
- روما (تحترق ثانية)ويضحكون ...!!
- الاساطير والنفس البشرية
- صناعة الاساطير في عصرنا الحديث
- ضرورة الاسطورة قديما وحديثا
- وظائف الاسطورة قديما وحديثا
- الاشارة او نهوض الخير
- الاسطورة السياسية ومخاطرها
- ضوء في نهاية نفق مظلم
- المحطة
- الحلاج يزورنا كل يوم
- نظام القوة وقوة النظام
- فن المسخ في بلادي
- الافعوان والشموع
- ذكريات في متنزه الوطن
- نار وحب وأشياء اخرى


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - مهاجر يسجل انطباعات عن قصائد الشاعر صفاء المهاجر