أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - ضرورة الاسطورة قديما وحديثا















المزيد.....



ضرورة الاسطورة قديما وحديثا


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


إن كلمة (( الضرورة )) بمعناها اللغوي العام ، تعني اشتداد الحاجة الى شيء ما . هذه الحاجة قد تكون ناشئة -بعض الاحيان- عن رغبة إيجابية أو سلبية تتعلق بفرد أو مجموعة أو حالة لها مواصفاتها الخاصة . وقد يمكن أن تتحول الضرورة - بهذا المفهوم - الى لا ضرورة بفعل التوعية أو التقدم العلمي ، واكتشاف جوانب كانت خافية على المتهافت على الشيء الى حد الضرورة . وقد يحصل العكس ، حين نستطيع أن نحول ما يراه الاخرون غير ضروري الى ضروري بنفس الاسباب . الحالة نسبية ، ويمكن التحكم فيها وتغييرها - أحياناً- الى النقيض كما ذكرنا .
ولكن لو سقطت بذرة سليمة لفاكهة ما ، في أرض خصبة ، وصادف سقوطها مطر مناسب ، واشرقت الشمس ، واستفادت البذرة من التربة والماء والضوء ، فلا محال أننا سنجد - بعد حين - ظهور نبتة . لم تكن هذه النبتة نتيجة رغبتنا أو بفعل رغبتنا ، أو استجابة لرغبتنا ، وإنما أحاطتها عوامل تحتم تحولها فتحولت . ألم يكتشف الانسان البدائي الزراعة بهذه الطريقة ؟ فالتفاعل بين التربة والمطر والضوء والبذرة عوامل أوجدت واقعاً نسميه بالواقع الموضوعي أو الظرف الموضوعي ، فهذا الواقع لم ينشأ إستجابة لرغبات أو وعي ، وإنما كانت هذه العوامل وتفاعلها خارج الرغبة وخارج الوعي . وتفاعل هذه العوامل المكونة للظرف أو الواقع الموضوعي يؤدي حتماً - أي بالضرورة - الى نمو النبتة . فقد ظهرت النبتة إستجابة لحاجة موضوعية ، إستجابة لزمان ومكان يحتويان عوامل معينة ، أي إستجابة ضمن الموقف أو السياق التاريخي . هذه الحالة تسمى إصطلاحاً ب((الضرورة الموضوعية أو الحتمية )) .
والرغبة والوعي والتقدم العلمي قد تؤثر في الظرف الموضوعي ، فالرغبة والوعي تحولان العمل الزراعي الى قيمة ، وإتحاد الرغبة والوعي مع التقدم التكنولوجي يؤدي الى إيجاد وسائل - بعد التجارب - أفضل لانتاج أكثر وأحسن وأقل نفقات مثلاً ، وهذا ما تفعله المكننة الآن في الزراعة الحديثة .
وقد توفر المكننة الماء عن طريق الانهر الاصطناعية أو الآبار بدلاً من الاعتماد الكلي على المطر ، وقد تنقل تربة من مكان لآخر ، وقد تزداد خصوبة التربة بالتسميد مثلاً وقد يستعان بالضوء الكهربائي لتحقيق عملية التركيب الضوئي ، كما هي الحال في الزراعة المغطاة ، ولكن ، لا يمكن الاستغناء عن التربة والماء والضوء والبذور - تلك العوامل الموضوعية - لايجاد واقع يهييء للنبتة النمو . صحيح إن الرغبة والوعي والتقدم قد تحولت الى أجزاء من الواقع ولكن صار الواقع الموضوعي الجديد يعبر عن حالة أرقى في السياق التاريخي .
يمكن تطبيق هذا المثال في مجالات شتى في حياتنا الاجتماعية والروحية والاقتصادية والثقافية . بهذا المفهوم للضرورة والحتمية التاريخية نتناول ضرورة الاسطورة في هذا الفصل . فالاسطورة لم تنشأ عن رغبة مجردة ولدت من فراغ ، وإنما كانت إستجابة لحاجة موضوعية ، تضافرت في إيجادها عوامل متنوعة ومتفاعلة ، على نحو جدلي فكل عامل يؤثر ويتأثر ونتيجة التفاعل بين طبيعة والانسان ، وطبيعة الحياة ، وتأثر حياة الانسان بالزمان والمكان وشراكته مع أبناء جلدته ، ظهرت الاسطورة ، بل إن تلك العوامل صاغت طبيعة الاسطورة التي صارت جزءً من الواقع ، لا منعزلاً عنه .
إننا لا نستطيع أن نفهم الضرورة للاسطورة خارج الزمان والمكان ، فهي ليست حالة جامدة ولا مجردة ولا معزولة عن تأثيرات التطور في حياة الانسان والحياة ، فلذا ينبغي أن نهتم بعامل الزمن فنبحث في الضرورة على النحو التالي :
1- ضرورة الاسطورة قديما
المقصود بكلمة (( قديماً )) المرحلة التي مرت بها البشرية قبل التمدن .فقد وجد الانسان في الظواهر الطبيعية ما يثير غرائزه خوفاً أو حباً أو إنبهاراً ، وجد الكواكب المضيئة ، القمر المنير ، الشمس الوهاجة ، تمنحه نوراً ودفئاً ، المطر ، الريح ، سمع الرعد المجلجل بصوته ، البرق الذي كان يوخزعينيه ورأسه . تلك العوامل الموضوعية - الخارجة عن رغبته وارادته في حدوثها - كانت تحفز عضلات المخ لتتحرك ، ويحاول جاهداً إيجاد العلاقات بين العلة والمعلول ، كيف تكونت هذه الدنيا ؟ ولكن قصور معلوماته عن طبيعة الاشياء أثار خياله الذي إستعان بالخرافة ، وسيلة للتوازن وهو يحاول تبسيط الاسباب للاقتناع بها ، والحصول على إجابات عن أسئلته الملحة ، فظهرت بدايات اساطير التكوين في عقول الافراد .
وحين كان المطر أو الريح أو الرعد أو البرق مثلاً يحمل الانسان الى الكهف خوفاً ، كان الصمت والوحدة والظلام تحفز هواجسه ، فيسمع اللامسموع ، ويرى اللامرئي، وقد يرسم الحيوانات التي يصطادها ليعيش على لحومها ،كان يرسمها لاسباب مختلفة منها : إعتقاده بأن تلك الرسوم ستكون له عوناً على اصطيادها ، وربما كان يعتقد أن رسومها ستجعلها تتكاثر في الطبيعة ، ولن تندثر ، فلذا صارت الكهوف كتباً مفتوحة أمام التاريخ .(1) إن ذلك لم يلغ - في نفس الوقت - إنشغال الانسان بالمطر والريح 000 الخ . إنها قوى خارقة ، لا يستطيع تجاوزها ، فما عليه إذن الا أن يروضها عن طريق الاسترضاء لاستجلاب خيرها ولدرأ أخطارها .
إن طبيعة العقل البشري آنذاك ، لم يستطيع ادراك المجردات ، فلذا حاول أن يرسم في ذهنه إلها مجسداً لكل ظاهرة ، وخلط بين قدراته الخارقة التي يعجز عنها الانسان الاعتيادي وبين صفات البشر ، فالآلهة تحب وتكره ، تمنح وتحاول الانتقام 000 الخ فصار الانسان يقوم ببعض الحركات التي تعبر عن خضوعه بالاضافة الى تقديم النذور . من هنا نشأت الفكرة القائلة إن الالهة كانت في أصلها طائفة من الملوك ، بلغوا من القوة والتأثير شأواً جعل الناس يتجاوزون بهم عالم الواقع الى عالم الخوارق ثم يؤلهونهم .(2)
فمرحلة الصيد كانت - ربما - سبباً في تجمع بعض الافراد ، وكانت المجموعة قليلة حتماً ، لم تبلغ ما بلغته في التمدن . وحين يتجمع الافراد ، فلابد أن تظهر الفروق الفردية ، ولابد من تفوق أحدهم أو بعضهم ، فظهرت فكرة القيادة أو الزعامة للمجموعة ، وبمرور الايام ، صار الخيال اللعوب يضفي على هذا المتميز من الصفات ما لا يمتلك . ربما كانت هذه هي الفكرة لظهور الملوك في مرحلة لاحقة ، ثم ظهرت من الصفات الخارقة لهم لاحقاً ما جعل الناس يؤلهونهم .
ونحن نخطيء أفدح الخطأ ، إذا سخرنا من إعتقاد الانسان الاول بالخرافات أو سعيه لترويض الطبيعة عن طريق المحاكاة والتقليد . فهو المبتديء في ملاحظة قوانين الطبيعة واكتشاف العلة والمعلول 00 ولا شك في أنه وصل الى نتائج خاطئة لا تقع تحت حصر .(3) وبذا تكون الاسطورة شهادات غير متوقعة حول حالات منسية 000 إنها وسيلة نقصٍ ثمينة .(4)إنها تعيدنا الى الزمن الذي كان العالم فتياً00 ولم يكن ثمة فرق كبير بين الواقعي وغير الواقعي . كان الخيال منتعشاً ، ولم يكن العقل أخضعه .(5)
وهكذا زرعت البذور الاولى لتكوين الفكر الاسطوري الذي صار يمتاز بالجمعية ، وبخاصة بعد أن إستطاع الانسان أن يموضع بعض أفكاره عن طريق كلمات أو حركات تموضع الافكار على نحو ما .
وحين إكتشف الانسان الزراعة ، ودخل مرحلة التمدن ، وقطع الانسان بحكم ضرورة التجمع مراحل واسعة في موضعة أفكاره في اللغة التي ظلت ولمدة طويلة ، تفيد مفرداتها مدلولات مادية ، حسية ، أي لم يتطرق لها الاستعمال المجازي ، أي لم تتولد ظلال للكلمات ، لم يعد الانسان مشغولاً بالظواهر الكونية فحسب ، وإنما إنتبه الى وجوده الاجتماعي ، وحاجاته الاقتصادية والثقافية ، وتولدت لديه النظرة الجمالية للاشياء بالاضافة الى مدلولاتها المادية . كل ذلك حفزت - وبقوة - التفكير في مسائل تكمن في الطبيعة البشرية ، فصار المتمدن - نسبياً - يفكر بأن (( يكون أكثر من مجرد كيانه الفردي )).(6) وصار يطمح أن يعيش ضمن عالم مفهوم ، مرتب ، وأن يتغلب على حالة الفوضى الخارجية التي تتبدى للوعي في مواجهته الاولى مع الطبيعة .
إن الاسطورة تعطينا ذلك الاحساس بالوحدة ، الوحدة بين المنظور والغيبي ، بين الحي والجامد ، بين الانسان وبقية مظاهر الحياة . والنظام الذي تخلقه الاسطورة فيما حولها ، ليس نظام العقل المتعالي الذي يجعل الانسان خارج العالم ، ثم يفسره عن بعد ، وكأنه شيء غريب ، بل هو نظام الانسان المتعدد الابعاد الذي لا يستطيع أن يرى نفسه خارج العالم الذي يعمل على تفسيره .(7)
وبقيت الظواهر الطبيعية - نتيجة نقص المعلومات الفيزياوية عنها عند الانسان حينذاك - مصدر رعب يحاول أن يروضها . هذه المرحلة - بعد التمدن - صارت محاولة ترويضها جماعية ، فظهرت الطقوس ، وتكونت من حركات إيقاعية وأناشيد ، وكانت تلك الطقوس وسيلة لوحدة الشعور والانفعال عند المتجمعين ، المتضرعين الى الالهة لاسترضائها ، لانه في الطقوس تذوب الفروق بين الافراد ، ويتحولون الى كل لا متمايز . فالانسان عندما يقوم بأي طقس أو مراسم دينية ، فانه لا يكون في حالة تفكير أو تأمل أو مستغرقاً في تحليل الظواهر الطبيعية ، فهو يستغرق في هذه الحالة عند الانفعال والشعور ، لا في حالة التأمل ، ولذا يتضح أن الطقوس عنصر عميق باق في حياة الناس الدينية أكثر من الاسطورة ، وكما يقول العالم الفرنسي دوتيه : (( بينما تتغير المعتقدات ، تظل الطقوس سائدة ، مثل بقايا الحيوانات الرخوية التي تساعدنا على تحديد العصور الجيولوجية )) . (8)
وقد مر بنا أن الاسطورة تلازم الطقوس أو أنها تشكل جانباً منها وبذا تستطيع تحقيق وحدة في الشعور ، كما يمنحنا الفن وحدة في الحواس ويزودنا العلم بوحدة في الفكر .(9)
وفي حياة الانسان بعد التمدن ، شغلته مسألة أخلاقية كبرى ، وهي اذا تعذر على الانسان نوال الحياة الخالدة ، فما ينبغي أن يسلك في هذه الحياة ؟ (10) وهكذا أصبح الانسان في المدينة مشدوداً الىمسائل مصيرية مثل الموت والحياة ، هذه المسألة التي كانت سبباً أساساً في تطور البشرية وتقدمها .
لقد كان تقبل العقل البدائي للموت أمراً عسيراً ، فلم يكن من المستطاع إقناعه بتقبل فكرة القضاء على وجوده الشخصي كظاهرة طبيعية ، لا مناص من حدوثها ، هذه الحقيقة هي نفس الحقيقة التي أنكرتها الاسطورة ، وحاولت القضاء عليها ، فلقد بينت أن الموت لا يعني فناء الحياة الانسانية . وكل ما يعنيه هو تغير في صور الحياة ، أي حلول صورة من صور الوجود محل صورة أخرى ، ولا وجود لحد فاصل واضح بين الحياة والموت . فان الحد الذي يفصل بينهما مبهم غير واضح ، بل يمكن إحلال كل من الكلمتين ( الحياة والموت ) محل الاخرى . فأوربيد يتساءل :(( الا يحتمل أن تكون الحياة هنا هي الموت بالفعل وأن يكون الموت بدوره الحياة ؟)) إن سر الموت قد تحول في الفكر الاسطوري الى صورة ، ولم يعد الموت - نتيجة لهذا - حقيقة مادية غير محتمل ، بل أصبح شيئاً مفهوماً يمكن احتماله ، فلذا يقول أشيل لاوديسوس : (( لا تحاول تفسير الموت لي )) (11) لان الاسطورة قد فسرت ذلك . وبذا صارت الاسطورة (( منهجاً للتفكير ، ومن خلالها يحلون مشكلة الموت بوجود بعث الحياة والضعف البشري بوجود الالهة المتعددة التي تحولت الى بشر )) .(12)
لقد تحولت الاساطير الى معادل موضوعي لترميز الافعال والمشاعر الجماعية ، وأوجدت الروابط العاطفية لا العلية فقط بين الناس .
فابناء إحدى قرى الداياك مثلاً ، وحين يتوجه أحد أبنائها الى الصيد في الغابة ، يتحتم على سائر أبناء الدار ، عدم لمس أي زيت أو ماء بأيديهم ، إذ يؤذي القيام بذلك الى لزوجة أصابع الصيادين مما يساعد على إنسلال الفريسة من أيديهم ، هذه القصة ينقلها كاسيرر عن الغصن الذهبي في الجزء الاول من (( فن السحر )) لفريزر ، ويعقب عليها قائلاً : فهذه الرابطة رابطة عاطفية ، وليست عليه ، فما يهم هنا ليس العلاقات التجريبية بين العلل والمعلولات ، ولكنه الشعور بالعلاقات الانسانية في شدتها وعمقها .(13)
واستفاد الانسان من الاسطورة وسيلة علاجية تسهل عملية الولادة مثلاً ، كما إتخذها وسيلة تفسيرية ، تعليلية تعيده الى حالة التوازن فيتخلص من أسئلة تقلقه . واستعان الفلاسفة بها ، حين بلغ المنطق ذروته ، وسيلة تعليمية ، تربوية كما فعلها إفلاطون وإبن الطفيل في قصة حي بن يقظان ، وهكذا تكوّن لدى الانسان تاريخ يشترك فيه الجنس البشري ، (( وتكونت النماذج العليا في أعمق مناطق اللاشعور ، بل صارت تلك النماذج وراثية في عهود الانسانية الاولى )) كما قال يونغ .(14)
وصارت الاساطير تضطلع بدور كبير ، لا يتمثل في تفسير الظواهر الطبيعية أو في حالة الاجابة عن فضول علمي أو فلسفي أو غيره بقدرما يتمثل في إرساء دعائم المعتقد والممارسات المشكلة لاسس التنظيم الاجتماعي كما يرى مالينوفسكي 1884 - 1942 .(15) فلذا صارت ضرورة من الضرورات الحتمية لقراءة التاريخ على نحو علمي . فان قراءة التاريخ القديم دون الاسطورة ، أمر غير تام العلمية باحتساب الاسطورة السجل الامثل للفكر وواقعه في مراحله الابتدائية ، عندما كان الانسان يحاول تفسير الوجود من حوله ، ويحاول قراءة الواقع الاجتماعي وتغييره . هذا بالطبع ما تنقله لنا الاسطورة من بصمات وإنطباعات النفس الجماعية . فهي تسجيل للوعي الانساني واللاوعي في آن معاً. وقد ظهرت إستجابة لحاجة مادية موضوعية وطبيعية ملحة مما يشير أن بدايتها سابقة لطور تقسيم العمل ونشوء الطبقة .(16)
2-ضرورة الاسطورة حديثاً
تتضمن الاساطير الكثير من الخرافة ، واللامنطق ، واللامعقول واللازمكان كما يقول الدكتور أحمد كمال زكي ، فكيف وجدت هذه النصوص اللاعقلانية لها طريقاً الى معتقدات الناس لمخيلاتهم ؟ (17) ولماذا صار بالامكان إضعاف الاسطورة ، ولكن يصعب خنق أنفاسها بالكفر بها ؟ (18) ولماذا تمتاز الاسطورة القديمة بقابلية النمو ثانية لو حالفت الوجدان الحقيقي كما يقول وردزورث(19) .
ولماذا يفرض كل عنصر قديم نفسه وتأثيره على الجماهير بقدر لا يقاوم ولا يقف أمامه أي اعتراض ؟ (20) وإذا كانت الاسطورة أوهاماً ، فلماذا يتعلق بها الناس ؟ فلماذا لا ينظرون الى عالم الاشياء نظرة مباشرة ويرونها وجهاً لوجه ؟ (21) ولماذا بقيت ملحمة جلجامش ذات جاذبية إنسانية خالدة مع أنها قد دونت قبل أربعة آلاف عام ، وترجع حقيقة حدوثها الى أزمان أخرى أبعد ؟ (22) ولماذا تمتزج الاسطورة بالحياة اليومية المعاصرة ، حين نجد صور أشيل وأوليس محفورة على أباريق وكؤوس وأوعية مختلفة عند اليونان ؟(23) ولماذا تبقى سطوة الاسطورة في دولة العلم العالمية التي نعيشها اليوم ؟(24) ولماذا لجأت أوربا الغربية الى الاسطورة لتخفي مشكلاتها الواقعية ؟(25)
يشير بيار غريمال الى أن الاقدمين أنفسهم قد طرحوا جوهر هذه الاسئلة ، وحاولوا البحث عن تفسير الاساطير ، ولكن تفسيراتهم تبقى بغير أهمية في رأيه ، كما لا يمكن اليوم الاعتقاد على صعيد الفكر العلمي ، بأن الآلهة الوثنيين إختراع شيطاني لعقول خبيثة .ومن جهة أخرى الاقرار ( كما عند فلاسفة القرن الثامن عشر في الغرب ) أن في وسع المخيلة البشرية إفراز هذيان كثير ، حيث هي ليست تحت سلطة العقل والمنطق ، هو رفض المسألة ككل ، وانكار ومضة الجنون الهاذي الذي هو واقع يحتاج بدوره الى تفسير .(26)
إن الاجابة عن هذه المجموعة من التساؤلات ، لا يمكن أن تختصر في جملة أو فقرة متكونة من عدة جمل ، كما لا يمكن أن يصدر الجواب من طرف واحد فهنالك عدة جوانب بينها علاقات جدلية ، وضمن السياق التاريخي لها تسهم في الاقتراب من الاجابة عن جوهر هذه الاسئلة . علينا أن نطلع على جوانب مهمة من الطبيعة البشرية ، وبخاصة الجانب السايكولوجي ، وعلينا أن نطلع على طبيعة الاسطورة نفسها وقدراتها الفنية والفكرية على أن يتم ذلك في سياق تاريخي ، تتفاعل فيه الاطراف لتكون واقعاً موضوعياً لم ينشأ بفعل الرغبة المحضة ، وإنما استجابة للضرورة الموضوعية التي شرحناها ببساطة في مثال البذرة التي سقطت في تربة خصبة وجاد عليها المطر ، ومنحتها الشمس ضوءً وتضافرت تلك العوامل مع طبيعة البذرة فتحولت نوعياً، وصارت نباتاً . ففي مجال الانسان - موجد الاسطورة والمحتاج اليها على مدى الدهر -ينبغي لنا الاطلاع على ما يلي :
1- الانسان اجتماعي بطبعه ، أي خلق الانسان إجتماعياً ، هذه حقيقة علمية صار لا يختلف فيها إثنان ، فلذلك (( أصبح من الجلي أن يطمح الى أن يكون أكثر من مجرد كيانه الفردي ، فهو لا يكتفي بان يكون فرداً منعزلاً ، بل يسعى الى الخروج من جزئية حياته الى كلية يرجوها ويتطلبها )) (27) أو على حد تعبير كاسيرر : (إن الانسان يسعى الى التحرر من ربقة فرديته والانغمار في تيار الحياة الكلية . إنه يرغب في فقدان ذاته والفناء في الطبيعة في جملتها .)(28)
فلننظر حولنا ملايين من الناس لا حصر لهم يقرأون ، ويسمعون الموسيقى ، ويشهدون المسرح ، ويرتادون السينما . لماذا ؟ إذا قلنا إنهم يبحثون عن الراحة والمتعة وفراغ البال ، لا نكون قد أجبنا عن السؤال . إذ سنسأل مرة أخرى ، لماذا نشعر بالراحة والمتعة وفراغ البال عندما نغرق أنفسنا في حياة غيرنا ومشاكلهم ، عندما نبحث عن أنفسنا في لوحة رسام أو قطعة موسيقى أو إحدى شخصيات رواية أو مسرحية أو فيلم ؟ لماذا يخيل الينا أن هذا (( اللاواقع ))انما هو (( واقع مركز )) ؟ وما هذه المتعة الغريبة المبهمة ؟ وإذا أجبنا بأننا نسعى الى الفرار من وجود لا يرضينا الى وجود أغنى ، وإننا نريد أن نكتسب خبرة دون أن نتعرض لمخاطرها ، فعندئذٍينشأ السؤال التالي :ولماذا لا يكفينا وجودنا ؟ ما مصدر هذه الرغبة في تحقيق حياتناالتي لم تتحقق من خلال الشخصيات الاخرى ، والاشكال الاخرى ، من خلال التطلع من الصالة المظلمة الى المسرح المضاء ، والذي تدور فوقه أشياء ، نعرف أنها مجرد تمثيل ، ومع ذلك تستغرق كياننا كله ؟ (29) والاسطورة - باعتبارها فناً - كانت من جملة الاجابات عن الضرورة الاجتماعية للانسان .(30)
2- إستحالة إشباع حاجات الفرد كما يقول البروفيسور كارفر فالانسان وحده هو الكائن الذي لا يقنع بما هو موجود ، أو بما هو واقعي محض أو عقلاني محض ، فينشيء الرموز والانظمة الرمزية إعراباً منه عن توقه الابدي الى آفاق أخرى ، غير التي يقع عليها من الحس والادراك ، والى نزوعه الى أن يصنع عالماً معبراً عنه الا أنه لا يستوي وإياه ، فاذا هو يطمح الى تجاوزه باستمرار .(31)وفي الاسطورة نزوع الى تجاوز العلاقات والنسب وردود الافعال العادية للحياة ، أي أن لها منطقاً يختلف عن المنطق العادي .(32)
3- النزعة اللاعقلانية أو النزوع الاسطوري المتجذر في السيكولوجية الفردية والجمعية .(33) فنحن نحتفظ داخل نفوسنا بأشياء قديمة ، يبدو أن الزمن عفا عليها ، على حين أنها تحدث فينا أثرها ، وذلك دون أن ندرك ، ثم نجدها على حين غرة قد طفت على السطح .(34) ففي أعمق مناطق اللاشعور تكمن صور يشترك فيها الجنس البشري ، وهي في أصلها ترجع الى أقدم عهود الانسانية ، يسميها يونغ بالنماذج العليا ، وهي وراثية انسانية من عهود الانسانية الاولى . وهي تغذي الفن والشعر وتنعكس في المنطقة العليا من الفكر . وفيها تتجلى آثار غريزية عامة تتأثر بها الانسانية كلها وتستجيب له .(35)
إن العلم بقوانينه ، وذهنيته ومنطقه ، يجعل من الحقائق مجردات لا تفي فيما يبدو حاجة الانسان كلياً ، ولا تقضي على الناحية اللاعقلانية فيه . بينما الاساطير ، باشخاصها وحركتها ، تجسد نواحي نفسية عميقة الجذور في الانسان ، وعظيمة الخطر في حياته . لقد غدت الاساطير مع الزمن رموزاً لتجربة الانسان الاولى للحياة ، هذه التجربة الطويلة التي رسيت الى أعماق اللاوعي الجماعي عند كل واحد منا . وما عشقنا القصص والافلام الا ضرب من العودة الى هذه الاساطير واستثارتها ، لتجسد لنا كل مرة ذكرياتنا الغسقية ومعضلاتنا الابدية في أنماط ، تدنينا من فهم الحياة .(36)
4- حاجة الانسان الروحية الى الفن والادب وتوأمة الاسطورة لهما . فالفن لازم للانسان حتى يفهم العالم ويغيره ، بل ليجعله أكثر إنسانية كما يقول فيشر . وقد تم شرح ذلك مفصلاًفي فصل (( الاسطورة والادب ))
أما الاسطورة فانها تمتلك قدرات هائلة ، تلبي حاجات الانسان ، تلك القدرات تتأتى من :
أ‌- الطاقة التخيلية التي تكتنزها الاسطورة تتيح التأسيس لبؤرة في العلاقات الانسانية تتخطى برودة التقنية ، إضافة الى ما تولده في الانسان القدرة على الاستباق والاستشراف .
ب‌- إن لغتها الرمزية تمنحها المقدرة الفائقة عن الافصاح عن مكنونات النفس البشرية ، وعن عالم الافكار المجردة ، تعجز عنها اللغة المحكية . فهي قادرة بهذه اللغة على ترجمة اللامعقول واللامفهوم الى صور ناطقة مفعمة بالحياة صارخة بالاحداث .(37) لقد أوضح ستروس ثلاث صفات تتميز بها لغة الاسطورة تجعلها بنية دائمة ، وهذه البنية تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل في آن معاً . فالاسطورة جزءلا يتجزأ من اللغة وإنما نعرفها من الحكي ، بحكم إنتمائها الى الحديث والخطاب . فاللغة نظام ، والنظام قابل للاسترجاع بينما لا يكون الحكي ( الكلام الملفوظ ضمن السياق التاريخي ) قابلاً للاسترجاع فالاسطورة تقع داخل الكلام وخارجه في آن معاً وهي بهذا تحقق البنية الدائمة ، أي المطلقة . ويستعين بالثورة الفرنسية مثالاً توضيحياً وبقول المفكر السياسي والمؤرخ ميشليه - وهو فرنسي - حين يقول إنه في يوم الثورة بات كل شيء ممكناً ، صار المستقبل حاضراً 00 أي لم يعد ثمة زمان ، ومضة من ومضات الخلود . إن هذه البنية المزدوجة التي هي تاريخية وخارج التاريخ في آن معاً ، تفسر كيف أن الاسطورة باستطاعتها أن تنتمي في الوقت نفسه الى حقل الحكي ( غير القابل للاسترجاع ) والى حقل اللغة ( القابلة للاسترجاع ) فضلاً عن إتصافها على صعيد ثالث بصفة الشيء المطلق .(38)
واللغة في استعمالها اليومي المعتاد ، تفقد بالضرورة تأثيرها ، وتشحب
نضارتها . ومن هنا يكون إستعمال الرمز الاسطوري أو الاسطورة الرامزة
بمثابة منجاة للاداء اللغوي يستبصر فيه صاحبه بواسطة التشكيلات الرمزية
إمكانات خلق لغة تتعدى وتتجاوز اللغة نفسها .(39)
ت‌- الشمولية : من خلال الاسطورة نجد العالم يتكلم ، وكلما إزداد الرمز عمقاً، كلما كان أقرب للعالمية والشمول الانساني .(40) فهي نمط من أنماط التعبير غير المباشر ( نسيج وحده ) ولا يمكن الاستعاضة عنه بسواه ، فهو رؤية أخرى للواقع ، بل ربما بناء لواقع مقابل له يصل الحاضر بالماضي والمستقبل ، فالخطاب الاسطوري يشكل رؤية للكون ، بدءً ونهاية ، أطارها مطلق الزمان .(41) لقد بقيت ملحمة جلجامش ذات جاذبية إنسانية خالدة في جميع الازمان والامكنة ، لان القضايا التي أثارتها وعالجتها ، لا تزال تشغل الانسان وتفكيره ، وتؤثر في حياته العاطفية والفكرية مما يجعل مواقفها مثيرة تأسر القلوب .(42) إنها تبحث في القضايا الكبرى غير القابلة للانتهاء . إنها تبحث في البدايات والغايات كما يقول السواح وتجعلها هماً أساسيا من همومها .(43)
ث‌- إنها تجعلنا بتماس مع منابع إنسانيتنا .(44) والفنان إستثنائي كما يقول هربرت ريد .(45) والاسطورة تستطيع أن ترفع الانسان من التمزق والتشتت الى الوحدة والتكامل .(46) إن الفن يعيدنا الى الطبيعة ، ويعيد وحدتنا معها ككائنات طبيعانية بالدرجة الاولى ، ويرجع الينا ذلك الحدس الخلاق والادراك الباطني المدهش ، والرائع ، والفائق ، والمقدس ، وإن الفن الذي لا يصدر عن مثل هذا النزوع الميثولوجي المتأصل في النفس ، هو فقط فن الحواسيب الفائقة التي تقوم الآن بعدد لا يحصى من المهام الابداعية .(47) ومن هنا نفهم قلق فردريك شليكل من نظم شعر حديث متكسر ، ونفهم مطالبته بخلق اسطورة جديدة ، توحد الادب الحديث بمثل ما كانت الاسطورة الكلاسيكية توحد أدب القدامى .(48)
ج‌- إنها مرشد حقيقي لفهم سلوكنا اليومي . فالحدث الاسطوري الذي كان يوماً ما حقيقة واقعة ، يعيد نفسه على شكل مسلمات ليس في وقتنا الحاضر فقط ، بل في المستقبل أيضاً 000 لحفظ التوازن والاستقرار في النفوس المضطربة تجاه الاخطار اليومية لوجود إنساننا المعاصر .(49)
وما زالت الاسطورة في بعض الاماكن وفي عصرنا هذا ، تضطلع في المجتمعات الهمجية بدور كبير ، مثلما رأى مالينوفسكي وغيره رأي العين ، حين زاروا تلك المجتمعات واكتشفوا أنها تؤدي دوراً كبيراً ، مثلما كان الشأن بالنسبة الى الحضارات القديمة .(50)
أما ضمن السياق التاريخي للانسان وتمدنه ، فإن المدينة الجديدة ، وظهور الطبقات فيها أوجدت علاقات إنتاجية جديدة جعلت الكثير من بني البشر يعانون من الغربة والشعور بالضياع ، ووجدوا في الاسطورة مخرجاً نفسياً تجاه قلق الانسان وحيرته وتمزقه بالتفريغ العصبي عن طريقها مستفيدين من طاقتها التخيلية الهائلة ، وفي زمن مطلق . إن الواقع الذي لم يعد سهلاً في مواجهته ، أو أن التعبير المباشر عنه عاد مزرياً أوغير مؤثر ، خلق ضرورة التخفي وراء الاسطورة عند الكثير من المبدعين لاسباب فنية أو لدرء الاخطار عن أنفسهم . لقد صارت الاسطورة اسلوباً جديداً لنضال الانسان في مجتمعه القاسي الجديد ، فعلى سبيل المثال ، فان الاسطورة عند إليوت ، جادت عليه برموز تخطت كل العصور ، وجعلها كشفاً عن أزمة إنهيار القيم في أرضه الخراب .(51) كما أن مصلحة الطبقات المستفيدة والمستأثرة بالثروة والقوة في العالم الجديد هذا ، دفعها الى تشجيع الادباء على اللجوء الى الاسطورة وسيلة للتعمية خدمة لمصالحها ، حتى يتجنبوا إتخاذ موقف إزاء المسائل الاجتماعية الجوهرية فهم يحولون الاوضاع والظواهر الاجتماعية ، والمتناقضات الواقعية في هذا العصر الى شيء بعيد عن الواقع ، غير مرتبط بزمان ، يصورونها على أنها (( الحالة الأصلية للأشياء )) (( الحالة الخالدة الغامضة التي لا تتغير ، وهم يزيفون الطبيعة المحدودة للّحظة التاريخية فتغدو فكرة عامة تسمى الوجود .)) (52) أما لجوء أوربا الغربية الى عصر ما قبل التاريخ ، وما عرفه من خوارق ، ولجوءها الى تأليف الاساطير الزائفة لتخفي وراءها مشكلاتها الواقعية ، مثل هذه الضرورة سنفصل القول فيها في الفصل الخاص بالاسطورة السياسية وصدق أرتشيبولد مكليش في قوله :
(( عندما تعالج مسائل أكبر من طاقتك ، ولكنها مع ذلك تلح عليك فانك مضطر الى أن تؤويها في مكان ما ، وإذا وجدت جداراً قديماً كان فيه عون لك .))(53)
إن هذا القول يمكن أن يستفاد منه في الحالتين : السلبية والايجابية ، وإن كان الناقد يقصد الفنان المبدع الايجابي حين أطلق هذه العبارة . فقد أراد أن يوضح كيف يمكن للمبدع أن يستفيد من الاسطورة إسلوباً رمزياً أو معادلاً موضوعياً لافكار كبيرة ، ليجعلها أكثر عمقاً وتأثيراً في نفوس المتلقين بامتلاكها أسلوباً جذاباً يأسر القلوب لما يتضمنه من ظلال ساحرة تدغدغ النزوع الاسطوري المتجذر في السيكولوجية الفردية والجمعية .
الهوامش والمراجع
(1) آفاق الفن ، الكسندر اليوت ، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا ، ص115-116.
(2) موسوعة الاداب والفنون الشعبية - مجلة الهلال المصرية يوليو68 ص116.
(3) الاشتراكية والفن ، آرنست فيشر ، ص59 .
(4) الميثولوجيا اليونانية ، بيار غريمال ، ص13 .
(5) الميثولوجيا ، أديث هاملتون ، ص11-12 .
(6) ضرورة الفن ، آرنست فيشر ، ص8 .
(7) الاسطورة والمعنى ، فراس السواح ، ص21 .
(8) الدولة والاسطورة ، كاسيرر ، ص43 .
(9) نفس المصدر ، ص59 .
(10) ملحمة جلجامش - طه باقر- ط2 ، وزارة الاعلام ، بغداد،ص1-3.
(11) الدولة والاسطورة ، كاسيرر ، ص43 .
(12) الاتجاهات الجديدة في الشعر العربي المعاصر ، د. عبد الحميد جيده ، ص105 .
(13) الدولة والاسطورة ، كاسيرر ، ص61 .
(14) الرمز والرمزية ، د. محمد فتوح ، ص289 .
(15) موسوعة أساطير العرب 000 د. محمد عجينة ، ص42 .
(16) الاسطورة والتراث ، د. سيد القمني ، ص21-22 .
(17) الميثولوجيا اليونانية ، ص108 .
(18) الاسطورة ، راثفين ، ص100 .
(19) نفس المصدر ، ص86 .
(20) الاسطورة والتراث ، د. سيد القمني ، ص21 .
(21) الدولة والاسطورة ، كاسيرر ، ص42 .
(22) ملحمة جلجامش ، طه باقر ، ص41 .
(23) الميثولوجيا اليونانية ، بيار غريمال ، ص10 .
(24) الاسطورة والمعنى ، السواح ، ص21 .
(25) ضرورة الفن ، فيشر ، ص15 .
(26) الميثولوجيا اليونانية ، بيار غريمال ، ص108 .
(27) ضرورة الفن ، فيشر ، ص8 .
(28) الدولة والاسطورة ، كاسيرر ، ص64 .
(29) ضرورة الفن ، فيشر ، ص8 .
(30) مهزلة العقل البشري ، د. علي الوردي ، ص89 .
(31) موسوعة أساطير العرب 00 د. محمد عجينة ، ص6 .
(32) لغة الشعر ، رجاء عبد ، ص295 .
(33) الاسطورة والمعنى ، السواح ، ص29 .
(34) الاشتراكية والفن ، فيشر ، ص14 .
(35) الرمز والرمزية ، د. محمد فتوح ، ص289 .
(36) أقنعة الحقيقة وأقنعة الخيال ، جبرا إبراهيم جبرا ، ص19-20 .
(37) قاموس الآلهة والاساطير في بلاد الرافدين ، تاليف ج-ا-د ادزارد تعريب محمد وحيد خياطة ، حلب 1987 ، ص6 .
(38) الاناسة البنيانية ، كلود ليفي ستروس ، ص227-229 .
(39) لغة الشعر ، رجاء عبد ، ص295 .
(40) مغامرة العقل الاولى ، السواح ، ص17 .
(41) موسوعة أساطير العرب 00 د. محمد عجينة ، ص108-111 .
(42) ملحمة جلجامش ، طه باقر ، ص41 .
(43) مغامرة العقل الاولى ، السواح ، ط11 ، ص10 دمشق .
(44) الاسطورة ، راثفين ، ص122 .
(45) الفن والمجتمع ، هربرت ريد ، ترجمة فارس متري ، دار القلم ، بيروت ، 1975 ، ص5 .
(46) الاشتراكية والفن ، فيشر ، ص75 .
(47) الاسطورة والمعنى ، السواح ، ص30 .
(48) الاسطورة ، راثفين ، ص110
(49) قاموس الآلهة والاساطير في بلاد الرافدين ، تعريب محمد وحيد خياطة ، ص5-6 .
(50) موسوعة أساطير العرب 00 د. محمد عجينة ، ص42 .
(51) دراسات في النقد الادبي ، د. احمد كمال زكي ، ص335 .
(52) ضرورة الفن ، فيشر ، ص124 .
(53) الاسطورة والرمز ، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا ، ص105 .



#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظائف الاسطورة قديما وحديثا
- الاشارة او نهوض الخير
- الاسطورة السياسية ومخاطرها
- ضوء في نهاية نفق مظلم
- المحطة
- الحلاج يزورنا كل يوم
- نظام القوة وقوة النظام
- فن المسخ في بلادي
- الافعوان والشموع
- ذكريات في متنزه الوطن
- نار وحب وأشياء اخرى


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - ضرورة الاسطورة قديما وحديثا