أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - فن المسخ في بلادي














المزيد.....

فن المسخ في بلادي


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


لاول مرة ، ومنذ زمن ، افلحت خيوط متهرئة من الفرح ان تتسلل الى داخله ، وبصعوبة بالغة، ابتسم ابتسامة ًباردة ً ، مترددة ً، مهزومة ً، كشفت عن اسنانه التي تثير صفرتها قرفاً ، كان يتفاخر بنصاعتها، ويحرص على تنظيفها، صار يحرص على إخفائها بشفتين منقبضتين دوما كما يحرص على إخفاء هاجس الهزيمة والسقوط الذي صار ظلا ً يلازمه أنى حل او ارتحل .
مد يده المرتعشة الى ربطة عنقه ، وهو يحدق في المراة، ويحمل حقيبة فاخرة يتناسب لونها مع البدلة الجديدة التي اهديت اليه بعد ان صار رديئا،
ردد بصوت متحشرج فيه فجيعة واضحة تجسدت في محاولته التنفس بعمق : لست أول قارورة إنكسرت ، لم يكن أمامك خيار اخر ، أنت معذور، لايعرف الشوق الا من يكابده ، وانا الذي كابدت، لقد وضعوا رأسي بين فكي كماشة، وأدخلوا قضيب النارفي ......هل يتحمل الحمار كل هذا؟ ولكنك تحملت، وظللت اكثر من ثلاثة ايام تشعر- رغم الالم- بزهو، وصرت تحلم بانتقالك الى السجل الذهبي لتاريخ ال..... وقلت معجبا: فزت ورب الكعبة .
توقف وكأن شيئا في داخله وخزه بقوة، أمسك بجانب صدره الايسر، تشنجت ملامح وجهه لتمنعه من البكاء، ولكن ما جدوى ذلك؟ لقد سقطت من اعلى الشجرة قبل ان يرتد اليك طرفك.....يبدو انك انتزعت اللحظة التي كنت تقول عنها في عبارتك المشهورة : المسافة بين الصمود والسقوط لحظة، شعرة واحدة من عمر الزمن.... يبدو أنك انتزعتها فصرت املطا، ستدفع الثمن، بل إنك فعلا بدأت تدفع
وإلا فما هذا الاحساس بالعارالذي يمزقك بلا رحمة؟
اماكان الاجدر بك ان تلتحق بأولئك الذين ماتوا صامتين وتحول صمتهم الى بوصلة يعتمدها اللاهثون بعشق وراء الحقيقة وجمالها ؟
حين ابصر في المراة الكبيرة التي اهديت له ايضا، صعق لحد النخاع، شعر انه يختنق تماما،فتح ربطة عنقه، بصعوبة بالغة اقترب من المراة ، حدق فيها جيدا، ياللهول إ مد يده الى مقدمة رأسه، مستحيل، غير معقول، ما هذا النتوء؟ متى ظهر؟ اي نتوء؟ انهما قرنان، ينموان، انك في حلم،تلمس النتوئين، اي حلم ايها الاحمق؟ انهما قرنان...وينموان..ها لقد ارتفعا !
ومن حيث لايدري، مد يده المرتعشة الى مؤخرته،تفحصها، الحمد لله،لاذيل ينمو،تأكد اكثر من مرة، لاذيل ينمو في مؤخرته،ولكن القرنين اصبحا بارزين تماما فصارا جزءا من صورة وجهه،وجه بشري وفي اعلاه قرنان.
انغلق تماما، لم يقو على شيء، لم يعد قادرا على البحث عن مفتاح يفتحه، رفع الحقيبة الانيقة المهداة له بعد ان تحقق تصنيفه في حظيرة ال... بكل قوة حاول ان يضرب المراة ليهشمها، لكنه توقف على صوت الجرس، تراجع بخوف وذلة، وضعها على الارض، مد يده الى ربطة عنقه فتاكد من اغلاقها ، مرر يده على رأسه، انه يتذكر ان القرنين قد اختفيا أو هكذا حاول ان يقنع نفسه، لكنه ظل قلقا، فلذا ظل يمرر يده على مقدمة رأسه وهو يخطو نحو الباب الرئيسة للبيت ليفتحه.
وجد قبالة الباب السيارة الطويلة الفارهة المرتفعة وكأنها تحاكي اعضاء ال...... في تكبرهم على الناس، اكثر من خمسة شبان يرتدون ملابس مرقطة،يحملون بنادق قصيرة الاذرع، ينحنون امامه ليظهروا احتراما واضح التكلف: تفضل....تفضل استاذ.
احدهم فتح الباب الاخير وصعد كالثعبان ثلاثة منهم ليجلسوا على المقعد خلف الاستاذ،اثنان على المقعد الامامي، ويجلس سعيد على المقعد الوسط، وعليه ان ينتفخ كالطاووس، هذه هي التعليمات.
لقد صار سعيد رجلا مهما يحتاج الى حماية كما يحتاج الى هالة تخيف البعض وتغري اخرين بالبحث عن الطريق الى السلم الجديد.
انطلقت السيارة تلتهم الشارع بسرعة جنونية تنفيذا للتعليمات، شعر سعيد بأنه لا يقوى على رفع رأسه،لقد اصبح حنكه يتوسد صدره، حاول كثيرا، لكنه لم ينجح.
ربت احد الحراس من الخلف على كتف سعيد:
أستاذ..أستاذ هذا امر طبيعي،في البداية كان الذين سبقوك يعانون من الامر نفسه، لكنهم-وبعد فترة قصيرة- بدأوا يرفعون رؤوسهم،لاتقلق يا استاذ نحن قد جربنا هذا مئات المرات .



#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافعوان والشموع
- ذكريات في متنزه الوطن
- نار وحب وأشياء اخرى


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - فن المسخ في بلادي