أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - المفسدون... في البطاقة التموينة














المزيد.....

المفسدون... في البطاقة التموينة


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سيتقرر مصير البطاقة التموينية سلبا، حيث تقترب السنة الحالية من نهايتها؟ الحديث يدور في زوايا غرف مقرري الملف الاقتصادي في العراق، حول تغيير تدريجي في نظام هذه البطاقة وصولا إلى إلغائها خلال السنوات الثلاثة المقبلة. ومن المتوقع، في ضوء ذلك، ان تشهد ميزانية 2008 تقليصا في التخصيصات المالية لها، و(ترشيدها من خلال رفع كمية بعض المواد وإلغاء قسم آخر) كما صرح الدكتور علي بابان وزير التخطيط والتعاون الإنمائي.
وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: إلا ينبغي على المسؤولين الاقتصاديين والماليين حساب التأثيرات الاجتماعية والمعيشية على المواطنين، في حال " ترشيق " او ترشيد البطاقة التموينية، قبل الدخول في حساب حجم الأموال المخصصة لها في الميزانية، ووضع تصورات تأخذ بنظر الاعتبار تأثير ذلك على العملية السياسية بحد ذاتها؟

وبالمقابل، لا يجوز نسيان ابسط شروط التنمية التي يدخل العنصر البشري في أوليات حساباتها، حيث لا يمكن تصور تنمية اقتصادية دون تنمية اجتماعية مرافقة لها. ولا بد لمن يضع الميزانية الحكومية ان ينظر الى وضع الناس والكيفية التي يعيشون فيها، فالتقارير الميدانية التي تصف أوضاع الناس المعيشية والصعوبات التي يواجهونها في تدبير لقمة العيش مؤلمة بشكل موجع. ويمكن لفت الانتباه الى التقرير الذي نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتحذيره من مدى خطورة الأوضاع المعيشية، حيث تضطر قسم من النساء الى التنقيب يومياً في صناديق القمامة ببغداد عسى ان يعثرن على ما يسد الرمق !!
ولا يستغرب المرء من سماع قصص من يبيعون قسم من مواد الحصة التنموية، لتسديد نفقات حياتية ضرورية أخرى، ويعيشون على ما تبقى من النصف الآخر، هذا في حال استلام الحصة كاملة وفي أوانها، وقلما يحدث ذلك.

ربما يحاجج بعض الليبراليين الذين يخططون للاقتصاد العراقي اليوم بأنه لا يمكن بناء تنمية حقيقية دون ان يسهم الإنسان العراقي بفعالية وايجابية في البناء، ومن متطلبات ذلك هو الاعتماد على الذات وبما يجعل الإنسان مساهما ايجابيا غير متلقي للإعانات.

ربما يصح ذلك ان كانت أوضاع البلد طبيعية، لكنها استثنائية كما هو عليه الحال، فلا زالت الحياة معطلة الى حد غير قليل، والأوضاع الأمنية - رغم تحسنها النسبي في بغداد وعدد آخر من المحافظات – غير مستقرة، ومشكلة الهجرة قائمة وتنتظر الحل، والبطالة متفاقمة، وضعف الخدمات وتراجعها، تشكل بمجموعها صعوبات استثنائية تلقي بضلالها على المواطن العراقي، الأمر الذي يتطلب أخذها بعين الاعتبار عند التفكير بأي خطوة تمس معيشته وحياته.

المهمة المطروحة إمام المسؤولين، في هذا الملف، هي محاربة الفساد، الذي يستقطع بهذه الطريقة أو تلك أكثر من نصف المبلغ المخصص للحصة الغذائية. وليس هذا فحسب، بل ان هناك من يتطاول حتى على ما يتبقى للعائلة العراقية من الحصة، وما فضيحة الشاي التالف المورد من قبل عدد من التجار الفاسدين، اللذين تمت إدانتهم في محكمة ( ابي غرق) في محافظة بابل، إلا واحدة من فضائح الفساد!

إن الناس تتطلع اليوم الى معاقبة التجار الفاسدين وعصابات الفساد الإداري والمالي، وملاحقة كل من يتلاعب بقوت الشعب. وتنتظر كذلك قرارات من شانها تعزيز مفردات الحصة التموينية وتحسين إدارتها، وبما يؤمن من وصولها إلى العائلة العراقية كاملة في وقتها المحدد



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل
- التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين
- حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟
- السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!
- حراك سياسي... لتأمين الخبز والعمل!
- التيار الديمقراطي والتحديات التي تواجهه


المزيد.....




- العثور على حطام طائرة نائب رئيس مالاوي المفقودة.. والكشف عن ...
- ماذا يتضمن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة الذي وا ...
- الملك عبدالله يكشف قيمة المساعدات التي قدمها الأردن لغزة وال ...
- العرض العسكري لقوات أمن الحج في السعودية يثير تفاعلا.. ولقطة ...
- رئيس الوزراء الصيني يزور أستراليا
- من داخل محاكمة نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن
- ملك الأردن مفتتحا المؤتمرالدولي للاستجابة الإنسانية بغزة: نق ...
- زيلينسكي: تم تدمير 80% من توليد الطاقة الحرارية وثلث توليد ا ...
- قنابل موجهة فرنسية تفقد فاعليتها عند إطلاقها من -سو-25- الأو ...
- طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية تبدأ اختبارات ال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - المفسدون... في البطاقة التموينة