أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قبل البرد المبكر














المزيد.....

قبل البرد المبكر


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


نص

كلما اوغلت في المسافات البعيدة بين مروج مزارع القمح اكتشف المرج الذي اسير فيه دائري يغلق عند حافات النهر ، فاصبح داخل كرة خضراء اتصفح وجوه الماء الذي اكتسب اللون الكستنائي .. تأخذني ارتجافة عبطةٍ وانا ارى ظهر السمكة العنود تقفز الى الفضاء ثم تعود الى النهر بحركة حلزونية .. سفوح الثيل تعانق غرين النهر تخبطه تلك السمكة الغير قارة .. اشجار التين في المنأى البعيد تحتضن العصافير وتميل على اكتاف النهر باثمارٍ يانعة وهي تقف في الصباح وسط الندى تهتز لاصوات جميلة تغرد فرحة .. انا اخوض في صراع الطيور الجارحة واستعيد عافية المكوث عند نهاية مجرى النهر .. قد اصفُ نفسي كاللص يدور حول الحقل بين الفينة والاخرى اتلو غزل انثيال الغصون قصائد غزل لوجهٍ ينبع كل صباح (نجوى ) تلك الفتاة التي تُغرق الحقل بألون الحياة .. اتسّمعُ لوقع خطواتها وخفة تنقلاتها .. انا احمق ابحثُ عن قلبي الدافيء يخفقُ هكذا .. تك تتك تك تتك كارتجاف ثمر التين على خدود الساقية .. واحمق ثانية كاستغراقي في النوم أُحصي القمر وشفراته في اسرار الليل .. بلا جلبة او ادنى همس ٍ مسموع ، اضعُ يدي اتقاء اشعة الشمس وانظر الى نجوى ، خُيل لي ان الحقل يتوهج وعلى الغطاء الحريري في ليلتي الماضية كشفتُ النقاب تقريبا عن بعض شفرات القمر .. صرتُ اهذي بكلمات غير مسموعة .. غفرانكِ يا نجوى .. تحت اغطية القمر اعريكِ تماما وتحت اشعة الشمس البسكِ اثوابا فضفاضة وشفافة .. ياالهي ما فعلت نجوى كي اكون لها ضدا يحملها الى غرق النهر وطيور الحقل الجارحة .. نجوى تضحك مني وتداعب سماء الطيور وتأكل ثمر التين والزيتون وترقصُ حول بقرات الحقل .. ارى اني لم انهزم امام الالم واحترق قرب الساقية ، لكني لم انطفأ بل اجد نجوى ترش على وجهي ابتساماتها قائلة : هناك الطريق الاخر في ضفة النهر وقبل ان يهزمك البرد المبكر حاول ان تنتظرني عند سفح البيت .. هناك الريح الدافئة ناعمة .. ثم قالت : (اعرف انني اتراءى لك في احلامك ) قبلتُ اشارتها على مضض وساقني حالي ان اكون عندالسياج الغربي امازح انتظاراتي بقلقلتي المستمرة .. قلتُ لها : كم هو نظيف الضوء في عينيك وكم هو اسود قاتم الالم في قلبي .. لكني صرتُ احلم كثيرا بملاك خيالك عند ضاحية اليقظة ..
بزغ ضوء النهار بدعابة جديدة وهي تقول : تلك النوارس البيضاء غادرت النهر عند غروب الشمس .. كان اول لقاء واول بهجة ، ثم لففت رحيلي في اول خطوات الابتعاد عن البيت وظلت القبرة تحلق عند عشها في وسط الحقل .. ونجوى بعينين مرحتين تتوسط دفتر اشعاري ببراءة تتلو قصائدي وانا لا ابريء نفسي ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار لانظير له
- رغبات زئبقية
- همسات في الثقافة
- وبدى يزاحم اشيائ
- احمد الخاقاني بين الوجع والتألق الشعري
- فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور
- آمنة عبدالعزيز تشهر السنة العطش
- على استار المدن
- كنت بلا أجنحة
- كل النوافذ .. الانافذة الخبز
- احلى وطن
- مدن قديمة .. مدن جديدة
- محطات غربة
- تعالي سيدتي
- ترقبات
- زوايا مختلفة
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- اما آنّ الآوان
- مطر صامت
- خارطة المشي بالمقلوب


المزيد.....




- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قبل البرد المبكر