عملاء لمخابرات صدام بالأمس و عبيد للأمريكان اليوم ! فضيحة انكشاف عملاء للمخابرات في صفوف المعارضة العراقية المتأمركة

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 641 - 2003 / 11 / 3 - 02:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

  انفجرت مؤخرا فضيحة من الوزن الثقيل في صفوف المعارضة لعراقية التي تحالف مع الولايات المتحدة  وحرضتها على خيار الحرب بحجة تغيير النظام ، ذلك الخيار الذي انتهى باحتلال العراق وتدمير الدولة وتفكيك المجتمع وعرض الثروات العراقية للبيع بأثمان رمزية على رأس المال الأجنبي بموجب قرارات " بريمر / مبدر " ، وقد ذكرنا الاسم الأول للوزير العراقي في مجلس بريمر دون لقبه تنـزيها واحتراما لاسم وروح القطب الصوفي العظيم وحبيب الفقراء  عبد القادر الكيلاني  تقدس سره  .
  وبعد انهيار وهزيمة النظام الشمولي البعثي وهرب قيادته ، شكلت الولايات المتحدة هيئة سياسية شكلية باسم " مجلس الحكم المؤقت " على أسس عنصرية وطائفية ،وعيَّنت الأطراف العراقية السياسية التي تحالفت معها في هذا المجلس ، كما كان لرجال النظام السابقين - بعضهم انشقوا على النظام منذ بضع سنوات والبعض الآخر ظل يعمل إلى آخر يوم في خدمة النظام وحزبه - حصة مهمة فيه  .
وتقول الأخبار الواردة من بغداد والشمال العراقي ، أن وثائق و تقارير سرية عثر عليها في مباني دوائر المخابرات ، ومنها تقرير مخابراتي  مؤلف  من 200 صفحة  وقع في أيدي المواطنين وبعض المسؤولين في أحزاب المعارضة .  وقد أكدت تلك الوثائق والتقارير ، أن عددا كبيرا من زعماء وكوادر الأحزاب العراقية التي تحالفت مع الأمريكان كانوا في الواقع عملاء سريين لمخابرات نظام صدام حسين   . ويبدو أن ما كشف عنه النقاب حتى الآن ، لا يعدو أن يكون قمة جبل الجليد البادية  فوق سطح الماء ، وربما يكون هؤلاء الأشخاص والمسؤولين الذين ُكشف عن تورطهم بالعمل التجسسي لصالح المخابرات العراقية ،فيما يعتقد بعض الوطنيين العراقيين أن هؤلاء مجرد أكباش فداء دفعت إلى المسلخ  بهدف التستر على مسؤولين وزعماء كبار آخرين في أحزاب مجلس الحكم أو كما تسمى  في العراق ( أحزاب بريمر ) .
  ومن الأسماء التي كشف عنها النقاب ، وأوردتها بعض الصحف الكردستانية كجريدة " هولاتي "  ، يأتي اسم عبد القادر البريفكاني وهو الشخص الذي فاق الجميع ُطرا في التصفيق للحرب والدفاع عن التحالف مع الغزاة الأمريكان ، وهلل لمجلس الحكم المعين . ويتذكر المشاهدون  اتهاماته المتكررة على شاشات الفضائيات العربية لمناضلي الحركة الوطنية الاستقلالية والرافضة لخيار الحرب والاحتلال، والمدافعة عن المقاومة العراقية الباسلة التي تستهدف قوات ومعدات المحتلين الغربيين بقيادة الأمريكان ، اتهاماته لهؤلاء بالعمالة للنظام والدفاع عنه ومحاولة إنقاذه من السقوط على الرغم من كل التضحيات التي قدموها على طريق مقاومة الفاشية البعثية . وها قد فضح الله هذا الشخص وأمثاله  وظهر على حقيقته كجاسوس يعمل بأمر وإشراف مباشر من سكرتير صدام التكريتي الجلاد المعروف عبد حمود ، صاحب ابتكار عقوبة قطع آذان المخالفين والمعارضين العراقيين ، والذي هرب من سيده  إلى المحتلين الأمريكان وسلم لهم ما بحوزته من أسلحة وأموال مقابل أن يبقوه على قيد الحياة الذليلة .
   لقد عمل عبد القادر البريفكاني لصالح مخابرات النظام منذ سنة 1992  وجمع المعلومات التجسسية حتى على زملائه في المعارضة كعدنان الباججي ونوري بدران .. الخ . وبحسب وثائق المخابرات،  فقد  نقل البريفكاني  أيضاً معلومات عن كل رؤساء (فرق التفتيش أنسكوم )  رولف أكيوس و ريجارد باتلر و سكوت ريتر إلى المخابرات، و قام أيضاً بنقل معلومات دقيقة عن القنوات الإعلامية المهمة للمخابرات.
    وعبد القادر ممدوح محسن البريفكاني هو صحفي كردي معروف تخرج من   قسم الصحافة في كلية الآداب جامعة بغداد لسنة 2001، و  مثل قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة البرزاني  في النشاطات الدولية لمكتب الإعلام في القاهرة ،كما قدم نفسه في العديد من البرامج في القناتين الفضائيتين العربيتين" أي أن أن  " و الجزيرة كمناضل كردي، جدير بالذكر أن الوثائق تتضمن أيضاً شريط كاسيت مسجل يقدم فيها البريفكاني المعلومات عن المعارضة العراقية و الأحزاب الكردية و قانون تحرير العراق في زمن الرئيس السابق الأمريكي كلنتون.

  و لم تقتصر هذه الفضيحة على هذا الشخص من ذلك الحزب بل تعده لتشمل عددا من كوادر ومسئولي حزب الطالباني " الاتحاد الوطني الكردستاني " فقد أشارت ذات المصادر أن عددا من هؤلاء المتورطين في هذه الفضيحة تم عزلهم أو طردهم من صفوف الحزب وغادروا إلى خارج العراق من مثل (سعدي أحمد بيره) وهو أحد الكوادر المعروفة في الاتحاد حيث عزل هذا الشخص من كافة مناصبه الحزبية و الحكومية و عاد إلى خارج البلد، و كذلك فإن كل من (حامد الحاج غالي و آسو ألماني) قد عادا إلى الخارج بعد عزلهما.
و تضيف جريدة " هولاتي " في تقريرها الإخباري حول الفضيحة  أن (مصطفى جاورش) مسؤول العلاقات الوطنية للاتحاد قد أستبعد عن عمله بعد تأسيس مكتب العلاقات في بغداد وقد نشر رسالة في العدد (144) من صحيفة (هاولاتي) حول هذا الموضوع. و قبله قدم (شالاو علي العسكري) استقالته من منصب وزير الزراعة عن طريق رسالة نشره في صحيفة (هوال). و لكن لم يتضح لحد الآن مصير مسؤول علاقات الاتحاد في تركيا (بهروز كلالي) مع كونه أحد الذين تفيد الأخبار بانكشاف ملفه.
وقالت مصادر في الحزب الديموقراطي الكردستاني أن لجنة تحقيق  قد شكلت للنظر في قضية أصحاب الملفات الأمنية الذين كانوا يعملون لصالح النظام الفاشي  ولكن الحزب لم يتخذ أي إجراء عملي حتى الآن .
من جهة أخرى نقلت  جريدة "هولاتي " عن مصدر وصفته بالمطلع في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني قوله  ( سوف يتم في وقت قريب استبدال وزير الداخلية (فريدون عبد القادر) ووزير البيشمركة " المليشيا "  (شيردل حويزي) و يتم تعين كل من (عثمان الحاج محمود) للداخلية و (نوشيروان فؤاد مستي) للبيشمركة .
وهذا التغير هو الثاني من نوعه في مدة قصيرة تجرى داخل حكومة " السليمانية " ، حيث جرى في الشهر السابق تعين ثلاثة وزيرات من العنصر النسائي على رأس كل من وزارات التعليم العالي و التربية و الشؤون الاجتماعية.
الحزب الشيوعي الكردستاني ، وهو التوءم الكردي للحزب الشيوعي العراقي ، والذي تحول منذ زمن بعيد إلى مجرد دكان سياسي بائس  في سوق الحركة القومية الكردية المتحالفة مع الأمريكان فكافأته بمقعد وثير في مجلس الحكم المعين من قبل بريمر  ،هذا الحزب ، كان له حصته من هذه الفضيحة  حيث قررت قيادته طرد اثنين من كوادرها داخل صفوف الحزب بعد أن وجد اسميهما في  ملف عملاء المخابرات البعثية . و الكادران هما (آزاد سعيد) عضو مكتب فرع السليمانية و (أوميد محمد ) عضو سابق في منظمة  أربيل  و الذي كان عضواً في لجنة العلاقات لذلك الحزب في أواسط التسعينيات .
فهل سيأخذ الناشطون في الأحزاب العراقية الأخرى، والمصفقون لها والرادحون في حومتها العبرة من هذا الدرس الصغير ، والذي لم يتسرب منه سوى القليل بل والقليل جدا .. ؟ هل سيكفّوا عن اتهام الوطنيين والاستقلاليين والمقاومين بتهمة العمالة للنظام الفاشي ؟
   لقد تحديناها علنا ،وفي أكثر من مناسبة ، أن يقدموا دليلا صغيرا على ترهاتهم واتهاماتهم فلم يفعلوا،  وهاهي الوثائق والتقارير السرية تعلن الحقائق والأسماء ، بعض الحقائق وبعض الأسماء .فيا لخيبة هؤلاء الواطئين الذين ارتضوا أن يكونوا عملاء لنظام المقابر الجماعية بالأمس ثم سرعان ما انقلبوا إلى جواسيس للغزاة المحتلين يقدمون لهم العراق على طبق من ذهب ويسوغون الاحتلال ويحاولون ترسيخه بشتى الوسائل والحجج ..
 اللهم إني شامت !
اللهم إني شامت !
اللهم إننا ننتظر أن تخرج تقارير المخابرات الإيرانية والإسرائيلية والسعودية والكويتية ذات يوم من جواريرها السرية  لنعرف البقية الباقية من قائمة الأسماء ..أسماء الذين خذلوا الشعب العراقي  وتركوه يواجه مشانق الفاشية وحيدا  بالأمس ،و تحولوا إلى كلاب سلوقية في خدمة الغزاة الأمريكان اليوم !

 

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات